الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمدرسة بين رسالة الأستاذ المجاهد و تجارة المسترزق

رمضان بوشارب
كاتب-شاعر هاوي - رسام - خطاط

(Bouchareb Ramdane)

2022 / 4 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


المدرسة بين رسالة الأستاذ المجاهد و تجارة المسترزق
حينما نقارن بين الأساتذة في جميع أطوار المنظومة التربوية؛ نجد بأنَّهم انقسموا إلى قسمين اثنين، و شَكَّلوا بذلك جبهتين متناقضتين، جبهة الأستاذ المجاهد في سبيل أبناء الأمة، وبناء الوطن، وجبهة الأستاذ المسترزق الذي يؤمن قوت يوم أبنائه فقط.
فالأستاذ المجاهد، هو ذاك الذي وهب نفسه لخدمة الأمَّة، واتَخَذَ مِنَ المدرسة جبهة جهادية يُكافحُ مِنْ خلالها، لتحرير الأمة من براثين الاستعمار الممتد، ويُخرجها من مستنقع التخلف و الجهالة؛ إذْ تراه بمثابة القائد المُوَجِّهْ بسلاح العِلم، و المُدَرَّعِ بِدرع الوازع الدِّيني.
أمَّا تلاميذه و طلبته، فهُم جنوده الذين يتدرَّبون على يده؛ كَي يُصبحوا في المستقبل قادة، وبناة صَرْحَ الأمة؛ حيث يرى فيهم ماضيه، لمَّا كان طالبا يحلمُ بالتَّغيير وتحسين الوضع في مستقبل فاضل وأفضل مبني على أُسس الفضيلة.
هذا هو الأستاذ المكافح، المنافح على مبادئٍ وقِيَمٍ آمَنَ بها؛ حتّى صار يُؤمن بأنّه فعلا رسولا بُعِثَ في مهمة، لبناء مجتمعٍ راقٍ مُتمدِّنٍ.
فتراه يتحايل على برامج، ومناهج منظومةٍ تربوية أقَّلُ ما يُقال عنها، أَّنَّها مُستوردة وملغمة موجهة لهدم أُسس و دعائم الوطن؛ و لأنَّه لا يؤمنُ بها، تجده يحاول دائما أنْ يأخذ منها لُبَّ المفيد، فيمرِّره للطَّلبة و يجتهد في جلب ما هو أصلحُ، فيدسُّهُ ويُكَيِّفُهُ مع ما أتَتْ به المنظومة التربوية؛ حيثُ يستعمله تعليمي أو لِقاح فكري، وتطعيم ضد الآثار الجانبية و الغير مرغوب فيها، في المناهج التربوية المستوردة، التي مِنْ شأنها إهلاك العقول الناشئة مِنْ أبنائنا.
فطوبى لِمَنْ جاهدَ بالعلمِ، و حما علياء أمَّةٍ، رغم أنوف الأعداء.
أمَّا مِنْ جهةٍ ثانية، فإننا نرى في الجبهة المعادية، جبهة المسترزقة نجد فيها أساتذة هاهم الله مسترزقة، لا هَمَّ لهم سوى راتب الوظيفة، ولَوِ على حساب مصلحة التلميذ والطَّالب.
و حاشا أَنْ نُعمِّمَ فنقول أغلبهم؛ بل هُمْ قِلَّةٌ قِلَّة لا يهتمون بأخطاء المنظومة التربوية؛ فيصحِّحونها، ولا بالمستوى المتدني للتَّلاميذ و الطلبة فيرفعونه، أو يحاولون اجتهادا لتحسينه بأي شكلٍ مِنْ أشكال الاعتراف بالذَّنب تُجاه أبنائهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم