الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية العالم لماذا؟

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2022 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتداول الكثيرون عبارة: نهاية العالم قد أقتربت، أو: خلاص.. القيامة قربت، وغيرها من تعبيرات جذوروها دينية وأساطير ‏الأولين، والتى قامت صناعة السينما بأستغلالها خير أستغلال فى الغرب حيث تتوالى الأفلام التى ترسخ فى أذهان الناس ‏محبى أفلام العنف فكرة أن هناك نهاية للعالم كارثية تقضى على الأخضر واليابس، لكن الواققع غير ذلك!‏

منذ قيام الحرب العالمية الاولى وما تلاها من حروب يتمسك خلالها الأفراد الضعفاء بأذيال الأديان والمعتقدات لعلهم ‏ينجون من نار تلك الحروب، رغم أن الحروب مجالها الجغرافى محدود لكن الخوف الذى زرعته عقائد الأديان والأساطير ‏المرعبة يدفعهم دون وعى إلى القلق من نتائج تلك الحروب عليهم وعلى بقية العالم، وكأن العالم هو أوكرانيا وروسيا فى ‏صراعهم الحربى الذى من خلاله تريد روسيا إثبات تفوقها على أمريكا بقتال أوكرانيا وحتى آخر جندى أوكرانياً، ونفس ‏الشئ تفعله أمريكا التى تقف خلف أوكرانيا ضد روسيا وستظل تمدها بالعتاد والأسلحة حتى آخرى جندى أوكرانياً.‏

عن طريق أستغلال سوق الحرب بما يحتويه من صور الانفجارات وأشلاء الجنود وصور الفارين والهاربين من جحيم ‏الحرب، يقوم رجال الإعلام بالتفنن فى عرض تلك أخبار الحرب وصوره وفظائعها المتوالية للتاثير السلبى بزرع الخوف ‏والرعب من مفاجآت طبيعية قد تحدث للمنطقة التى تدور رحى الحرب فيها، لكن مهارة الإعلام فى نقل ذلك الخوف إلى ‏جميع شعوب العالم حتى يجعلهم ينتظرون مجاعات ونقص فى المواد الغذائية والأخطر أن يفكر المواطن البسيط ‏بأحتمالية أن هذه الحرب قد تتحول إلى حرب عالمية تكون فيها نهاية العالم.‏

لماذا؟؟
لماذا يتخيل الناس خاصةً أصحاب الأديان أن غضب الآلهة على الفاسدين والظالمين الذين يقودون العالم بأسلحتهم ‏التدميرية التى يستغلون بل ويروجون لتلك الحروب حتى تزداد مبيعات مصانعهم ويزداد أقتصاد بلادهم إزدهاراً؟؟
هل الآلهة تنتظر قرار البشر فى الحروب لتضع نهاية للعالم؟ ولماذا تفعل هذا؟
هل إرادة الآلهة وقراراتها مرتبطة بأفعال الناس وسلوكياتهم؟ إذا كانت كذلك، فأى آلهة هى التى تسعد لسعادة الناش ‏وتغضب لغضب الناس؟ هل العالم مخلوق من إله ينتظر أخطاء البشر وأعمالهم وأخلاقياتهم حتى يضع نهاية لوجود هذا ‏العالم بكل هذه البساطة؟؟!!‏

ليس صعباً إذا كانت تلك الآلهة هى التى خلقت العالم أن تدمره فى أية لحظة، لكن السؤال المنطقى: لماذا يفعل أى إله ‏هذا الخطأ الكبير بكل معايير التفكير المنطقى؟؟ ‏
من ماذا يريد؟ هل يريد الأنتقام وعقاب الظالمين من الذين يصنعون فى الأرض فساداً ويقتلون بعضهم بعضاً مرضاةً ‏لآلهتهم؟؟
هل تفكر الآلهة أو الإله أو الخالق أو الخالقين بمشاعرهم مثل البشر؟؟
هل البشر على صورة الآلهة والخالقين خُلقوا؟ أم الآلهة والخالقين على صورة البشر خُلقوا؟

الآن يفرق الجميع بين العالم القديم والعالم الحديث بما يعنى ويؤكد أن عالمنا اليوم حديثاً وما زال فى طفولته، لنرجع ‏بذاكرتنا إلى الوراء ونفكر: كم من السنوات نعيش فى عالم حديث ومتقدم؟ وهل كل العالم يعيش داخل هذا العالم الحديث؟
الإجابة الواقعية والمنطقية تكشف لنا أن البلدان الحديثة المتقدمة التى خرجت من ظلمة العصور الوسطى والقديمة هى ‏مجرد أقلية، وسط أغلبية تصارع تخلفها وجهلها وتصارع ماضيها الذى يريد البعض إعادته إلى الوجود لأنه لا يموت ‏ماضيهم، وهناك من يصارع الفقر والجوع والطبيعة التى تقسو عليه بكوارثها بفيضانات أنهارها أو ثورات براكينها ‏وزلازلها!!‏

رأينا الكثير من الأخبار والمشاهد التى تشهد على ملايين القتلى من أطفال ونساء وشيوخ إلى جانب الملايين المشردين ‏منهم الذين خرجوا من كوارثهم التى لا ذنب لهم فيها ولم يرتكبوا خطية تستوجب الحكم عليهم الموت لتكون نهاية العالم ‏بالنسبة لهم، والغالبية أمام أجهزتهم التلفزيونية جالسون يتأسفون على تلك النهاية المؤسفة لهؤلاء الملايين من البشر ‏الأبرياء، بينما الفاسدين والفاسقين والأشرار والظالمين ظلوا أحياء على الأرض ليمارسوا حياتهم الطبيعية، فهل كل ذلك ‏يمكن أن يدفعنا للتأمل وللتفكر والتساؤل: أين هى تلك الآلهة بل أى إله من الآلهة الذى أرتكب هذا الظلم الفظيع ‏والمسئول عن هذه الجرائم المستمرة وقوعها دون توجيه اللوم إليها؟؟ ‏

لماذا إذن ننتظر نهاية هذا العالم وحسب الثقافة المنتشرة التى تؤمن بمن يكيل الكيل بمعايير كثيرة؟؟؟!!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت