الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة اللادينية في البلدان المغاربية (شخصيات ومواقف: الهوية والتكوين (1))

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقوم هذه الحوارات بالتعريف بظاهرة اللادينية في الدول المغاربية، وفي كل مرة تستضيف فيها أحد هذه الشخصيات المؤثرة في العالم الافتراضي، تحاول كشف الحجاب عما هو كامن وجوهري وراء هذه الظاهرة، التي أصبح لها وقع في الأحداث المغاربية على المستوى الثقافي.
مرحبا بك سي "لغليمي"، وبكل أصدقائك الذين لنا حوار معهم فيما بعد؛
بداية؛
سؤال، 1ـ هل يمكن أن تُعرف القارئ حول طبيعة هذه المجموعة اللادينية التي تنتمون إليها؟ ولماذا بالضبط تستعملون أسماء مستعارة بدل أسمائكم الحقيقية؟
جواب، ـ سي لغليمي: اللادينية موقف من الأديان، ولا نعتبر أنفسنا جماعة ولا طائفة، وكل واحد ينتمي إلى نفسه، ربما نلتقي في كلمة واحدة هي: لا للدين. ولكل منا قناعاته الخاصة ومواقفه خاصة.
ولسنا جميعا بأسماء مستعارة فهناك من يدخل باسمه الحقيقي، لكن بالنسبة للذين يدخلون باسماء مستعارة، ومن بينهم أنا، فالسبب وراء ذلك هو أن كل واحد منا عنده عائلة وعنده عمل، ومن الأكيد أننا سنخسر كل شيء في هذه المعركة مع تقاليد ودين المجتمع، فهي معركة خاسرة، لأننا نناقش خرافة وهذه الأخيرة لا تستحق أن تخسر عليها أي شيء، ويوجد سبب آخر هو أن انتقاد الدين بالنسبة للمؤمن هو حرب على الله والرسول، والجزاء الديني هو القتل، فمن الممكن أن نتعرض لاعتداء من أي شخص، كما توجد قوانين رجعية، تتمثل في قانون زعزعة عقيدة مسلم وقانون الإساءة للدين الإسلامي وغيرها... والتي تجعلنا نخفي الهوية الحقيقية لأنها ليست ضرورية بالنسبة لنا، بقدر ما يهمنا إيصال الفكرة والخروج بالناس من ظلمات التطرف الى الإنسانية.
2. من خلال استماعي لبعض لقاءاتكم بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالـ Youtube والـ Paltalk و Club House ... وخاصة بالغرف التي تسمى نفسها بـ"غرفة مغاربة علمانيون"، و"مجالس الفكر"، "مغاربة عقلانيون"، "بيت الحكمة"...الخ، وجدت بأن التسمية الرائجة بدل كلمة اللادينية لديكم هي كلمة "العلمانية" أو "العلمانيون"، ما الفرق في نظرك كمشارك بين هذين الكلمتين "اللادينية" و"العلمانية"؟ وما الذي يوحد بين كل هذه الغرف؟
ـ سي لغليمي: أولا اللادينية هي موقف شخصي للفرد ولا تعني الجماعة، بينما العلمانية هي تلك الأرضية المشتركة، التي يمكنها أن تجمع المؤمن وغير المؤمن، فهي تجمع الإنسانية لا المعتقد، فكل شخص حر فيما يعتقد، ولكن عليه أن يكون إنسانا قادرا على التعايش مع الآخر المختلف عنه فكريا، لذلك فالدين أو اللادين هي مجرد قناعات فردية لا تعني الجميع، وما يعنينا جميعا هو التعايش والتسامح والتعاون وغيرها من القيم الانسانية وهذا ما تضمنه العلمانية.
ما يوحد هذه الغرف هي المشاكل التي يعاني منها اللاديني، باعتباره إنسان ينتمي إلى أقلية ويعيش داخل أغلبية مؤمنة تفرض عليه أشياء لا يؤمن بها كالصيام والزواج بالطريقة الإسلامية...الخ.
3- لماذا أغلب نقاشاتكم منها الاجتماعية والاقتصادية... وحتى الجنسية ترتبط دائما بما هو ديني إسلامي أو إبراهيمي بصفة عامة، وتقوم على نقد النصوص الدينية؟
ـ سي لغليمي: الدين هو الحجر الذي يعيق المجتمع عن التقدم والانفتاح، وبحكم أن مجتمعاتنا متدينة، فأغلب المشاكل التي نعاني منها بسبب الدين؛ زواج الصغار وإقصاء المرأة وتحريم المعاملات البنكية وأخد قروض... كل ذلك بسبب الدين، لذلك نحن نواجه أصل المشكل ونبين ذلك من خلال تناقض النصوص وتهافت أقوال الفقهاء.
4. هل لديكم مشروع متكامل من أجل تغيير مجتمعاتكم؟ أم هي فقط وجهات نظر خاصة بكل واحد منكم على حدة، يعبر كل واحد فيكم عما يراه مناسبا؟
تغيير المجتمع يكون عن طريق الجمعيات والأحزاب السياسية والصحافة، لكن نحن لحد الساعة مجرد أفراد نفكر بصوت مرتفع، ونطمح في التغيير، كما أن مواقع التواصل لوحدها غير قادرة على فعل شيء، رغم أنها أحسن وسيلة إلى حد الآن، ونحن في انتظار المنابر الرسمية لتفتح لنا أبوابها للتعبير فقط عن رأينا، لأننا أيضا جزء من هذا المجتمع، وعلينا المساهمة في بناءه.
5. في غياب هذا النقاش الديني العام داخل مجتمعاتكم، هل ترون بما تقومون به بشكل فردي له تأثير على من هم حولكم؟ أو له صدى في الإعلام والجرائد؟
ـ سي لغليمي: نقاشنا للدين وطرحنا للأفكار البديلة يؤثر بشكل وبآخر في المجتمع، لكن هذا غير كافي حتى الآن، توجد جهات مشوشة ومشوهة للفكر اللاديني تهدف إلى تعتيم الرؤية وتحاول شيطنته، وهي تنتمي لحركات أصولية متطرفة ولها مراكز إعلامية ضخمة، تظهر لعامة الناس على أنها حاملة الإسلام المعتدل، لكن من يتقن فهم خطابها، يعي أنها راعية للتطرف، كما أن الإعلام والصحافة والجرائد نادرا ما يتناولون بعض ما نعالجه في نقاشاتنا من قضايا، لدواعي لا نعرفها، كما هناك مشاكل اخرى تعيق التنوير الحقيقي للمجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah