الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم ذكي (خالق) ج4

نافع شابو

2022 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم ذكي (خالق)
الجزء الرابع
يقول تيار دي شاردن في كتابه "العلم والمسيح ":
لقد انتشرت ، خلال القرن الأخير (القرن العشرين) ، الفكرة القائلة :"إنّ الديانات تُعبّر عن حالة الأنسانية البدائية والمتخلفة . البشر اخترعوا قديما ألأُلوهيّة ليدركوا الظواهر الطبيعية التي كانوا يجهلون سببها . أما وقد اكتشف العلم التعليل التجريبي لهذه الظواهر نفسها ، فلم تعد هنالك حاجة لله وللديانات ". هذا هو قانون الأيمان الجديد لكثيرين من معاصيرينا ..إنّ الأزمنة الحاضرة إنّما هي ازمنة روحية . والطاقة المادية لاتتحرك بشكل كافٍ لأنّها لاتقع على روح قويّة يمكنها أن تنظّم وتسوّق كتلها ، والروح لاتجد القدرة الكافية لانها تتشتت باستمرار في حركة غير منظَّمة ...إنّ الأنسانية الحاضرة تتردّد وتعاني وهي في قمّة قدرتها ، لأنّها لم تحدّد قطبها الروحي ، وذلك لانها تفتقر الى دين(الدين).(1)
لقد تجاهل الإنسان وجود عالم خارج عن عالمه المادي الملموس . و صل لدرجة أنه لم يعد يصدّق بوجوده أساساً . و لهذا السبب بالذات ، نرى أن العلماء لازالوا يتخبطون في تفسير ظواهر عقلية كثيرة خلفت لديهم تساؤلات لا يمكن الإجابة عليها بالاعتماد على مفاهيمهم العلمية التقليدية ، مهما بلغته من مستوى متقدم . ... فلازالوا يتساءلون حول ظواهر كثيرة تخص موضوع العقل :
ما هو الإبداع مثلاً ؟.. أين توجد الذاكرة ؟.. ما هو مصدر الحدس و الإلهام ؟.. من أين تأتي الأفكار الخلاّقة الجديدة ؟. أو الحلول المناسبة لمسائل مستعصية يصعب حلها بسهولة ؟.. كيف تعرّف البروفيسور "هيلبركت " على الحل المناسب للرموز الآشورية التي كان يدرسها ؟.. من أين استلهم الموسيقار تارتيني سيمفونيته الرائعة التي جاءته في الحلم ؟..
أمثلة كثيرة ، تكاد تكون حوادث يومية ، تشير إلى وجود كيان عقلي عظيم خارج عن تناول الإنسان و إرادته .
اقترب فرويد في أبحاثه من هذا الكيان العقلي الغامض ، و توصل إلى مفهوم اللاوعي ، لكنه لم يقترب أكثر من ذلك ..تناول كارل جونغ هذا الموضوع باهتمام كبير ، و وجد مفهوم اللاوعي الجماعي ، أو الوعي الخارق .و علماء نفس كثيرون ، مثل ويليام جيمس ، فريدريك مايرز ، و وليام مكدوغل و غيرهم.
و قد التمس هذا الكيان العقلي الكوني رجال علم من فروع أخرى و تناولوه في ابحاثهم . كعلماء البايولوجيا مثل روبرت شيلدريك ، و جيمز لوفلوك و غيرهم .و فيزيائيين مثل ، بول ديراك" و "أندريه ساخاروف" و " لوي دي بروغيل" و "ديفيد بوهم" .
اعترف هؤلاء جميعاً بوجود كيان عقلي كوني عملاق ، يتحكم بالوجود و يختزن في طياته معلومات لا متناهية ، بطريقة لازالت مجهولة . لكن يبدو أن جميع تعريفاتهم و تفسيراتهم التي تناولت هذا المجال لازالت منقوصة غير مكتملة ، لم تعمل على تغطية مظاهره المختلفة . ربما يعود ذلك إلى اعتمادهم على منطق علمي يختلف تماماً عن المنطق الذي تعتمد عليه تلك المظاهر.
و قد ظهر مفهوم الروح الكوني . هذا المفهوم جاء من فكرة أنه يوجد روح لكل شيء في الوجود .. و جميع هذه الأرواح المختلفة تجتمع في النهاية لتشكل روح واحد عظيم ...
لقد فقد الإنسان العصري هذه المفاهيم و أصبحت غريبة عنه و عن ثقافته و نظرته للحياة . منذ أن ظهر ديكارت و العلم المادي المجرّد . هذا العلم الذي أصبح منطقه هو المنطق السائد ..
لكن هذا لم يمنع من ظهور رجال علم بارزين يؤيدون هذه الفكرة الشاذة عن المنطق الذي نشؤا عليه .. كالعالم جيمس هوتن الذي قال :
الأرض هي عبارة عن كائن حي عملاق .. نظام فيزيولوجي عضوي قائم بحد ذاته ..
بالإضافة إلى رجال بارزين مثل : لامارك ، غوثيه ، هومبولت ، و العالم الروسي فلاديمير فيرنادسكي الذي قدم للعالم مفهوم " البايوسفير " ( أي الكرة العضوية ) . فقد توصل إلى حقيقة أن المادة هي حيّة .. و الحياة هي قوة جيولوجية ... و الغلاف الجوي هو امتداد للحياة ..
هل نحن نبالغ عندما نقول أن عقل الإنسان هو ليس سوى جزء صغير من مجال عقلي كبير ، و الإدراك هو ليس سوى عملية تبادل المعلومات مع ذلك المجال المعلوماتي العملاق ؟ .
أعتقد أنه سوف يأتي الوقت الذي يكشف لنا عن سرّ تلك الظاهرة التي تتجلّى بتخزين المعلومات و انتقالها في هذا المجال الكوني العظيم.(2)
إنبثاق العقل
يقول البروفيسور جي . بي . مورلاند "
"لم يتمكّن العلماء من تفسير السؤال "لماذا" الخاص بقضية الوعي ، لانّه لاتوجد صلة ضرورية بين المخ والوعي . ولا يحدث الأمر بهذه الطريقة".
بعض العلماء مازالوا يصرون على ان الوعي هو مجرّد شيء يحدث كنتاج عرضي طبيعي لتعقيدات المخ . وهم يعتقدون أنّه إذا استطاع التطور ان يعطينا طاقة كافية في المخ فسوف يظهر الوعي كعملية حيوية.
يقول العالم جي . بي . مورلاند: هناك اربعة مشاكل في هذا الأمر
اولا :لم يعودوا (هؤلاء العلماء) يعاملون المادة كما يتعامل معها الملحدون واصحاب المذهب الطبيعي ، كمادة صمّاء والتي يمكن وصفها بقوانين الكيمياء والطبيعة . وألآن هم ينسبون اليها (لهذه المادة) قوّة كامنة عصبية روحية عقلية ". إنَّهم يقولون أنّه قبل هذا المستوى من التعقيد ، اشتملت المادة على القوة الكامنة للعقل لكي يبزغ ويظهر، وفي اللحظة المناسبة ، حدث أنّ هذه القوى الكامنة نشطت وظهر الوعي للوجود". انّ هذه النظرية لم تعد بحسب المبدأ الطبيعي [ اي تخالف اعتقاد الطبيعيين].إنّها
إنّه وجهة نظر التي تقول :بأنَّ المادة ليست فقط مادة طبيعية خاملة ، Panpsychism
لكنها تشمل ايضا على حالات عقلية بدائية بداخلها . وفجأة ، تخلّوا عن رأي علمي صارم عن المادة وتبنوا رأيا قريبا من ألأيمان بإله واحد منه الى ألألحاد.وألآن هم يقولون بأنّ العالم بدأ ليس فقط بالمادة ولكن بمادة تحمل صفات عقلية وجسدية في نفس الوقت .ومع ذلك فهم لايستطيعوا تفسير من اين جاءت هذه الخواص العقلية في المقام ألأول . وهذا يصعّب الموقف عليهم لكي يجادلوا ضد وجود الله".
ثانيا : كما توجد مشكلة اخرى بالنسبة للملحدين :"إنّهم ما زالوا متمسكين بمبدأ الحتمية والجبرية ،لأنَّه إذا كان الوعي هو مجرد وظيفة للمخ ، عندئذ أنا أكون كما يريد مُخّي ، ومُخّي يعمل طبقا لقوانين الكيمياء والطبيعة .وبالنسبة لهم ، فإن علاقة العقل بالمخ مثل علاقة الدخان بالنار . النار هي التي تسبب الدخان ، ولكن الدخان لايتسبب في عمل اي شيء . إنّه مجرد منتج جانبي او حصيلة ثانوية . ولهذا ،فإنَّهم متمسكون بمبدأ الحتمية .
ثالثا :إذا نشأ العقل من المادة بدون توجيه من ذكاء علوى ، لماذا يجب علينا أن نثق في اي شيء من العقل على انه صادق وحقيقي ، خاصة في مجال التفكير النظري؟.
لنعطي تشبيها مماثلا: افترض ان لديك كمبيوتر مبرمج بقوى عشوائية او بقوانين غير منطقية وبدون عقل يوجهها . هل تثق باية نتيجة يعطيها لك الكومبيوتر؟ كلاّ ، بالتأكيد. نفس الشيء بالنسبة للعقل – وهذه مشكلة بالنسبة للداروينيين . وبالمناسبة ، لا يمكنك استخدام نظرية التطور كتفسير للسؤال لماذا يجب ان نثق في العقل؟ لأنَّ التفكير النظري لايساهم في قيمة البقاء".
كتب العالم التطوري جي . بي. أس .هالدان :" إذا كانت عملياتي الذهنيةتُقرّرها حركة الذرات في عقلي ، إذا فليس لدي سبب يجعلني افترض ان معتقداتي حقيقية ... ولهذا فليس لدي سبب لأفترض بأنَّ مخي يتكون من ذرات ".
رابعا: المشكلة الرابعة هي :إذا كان عقلي هو مجرد وظيفة للمخ فلن تكون هناك نفس موحدة . تذكّر أنَّ وظيفة المخ منتشرة عبر المخ كله ، ولهذا فإذا قطعت المخ الى نصفين ، مثل الفتاة ، التي تحدثنا عنها سابقا والتي فقدت 53% من مخها ، عندئذ سوف تفقد بعض هذه الوظائف . فأنت ألآن لديك 47% من الشخص . لايمكن لأحد ان يصدق هذا . فكلنا يعلم انها نفس متحدة لأن وعيها وروحها كينونتان منفصلتان عن مخها
(راج الجزء الثالث من مقال الكاتب كما في الموقع التالي)..
إنني "وحدة واحدة" لها كل الرؤية معا وليست مجزَئة...لأنّ وعي ونفسي هما كينونتان منفصلتان عن المخ "....في بعض ألأحيان يمكن لحالات مخك ان تتسبب في حالات وعيك . فمثلا ،إذا فقدت وظائف المخ بسبب مرض الزهايمر ، او بسبب ضربة على الرأس ،فأنت تفقد العقل الواعي . ولكن هناك دليل بأنّ هذا ألأمر قد يسلك طريقا آخرا . فتوجد معلومات تبين أنّ حياتك الواعية قد تعيد تشكيل مخك.
فمثلا: قام العلماء بعمل دراسات على مخ أناس ينزعجون كثيرا ، ووجدوا ان الحالة الذهنية للأنزعاج غير كيمياء المخ . كما قام العلماء بعمل دراسات على مخ أطفال صغار لم يتمتعوا بالحب والرعاية وقد اختلفت هذه النماذج عن أطفال تمتعوا بالحب والدفيء والرعاية . وهذا يبين أنه ليس المخ وحده هو الذي يتسبب في حدوث ألأشياء في حياتنا الواعية ، فحالات الوعي ايضا يمكنها أن تُحدث أشياء في المخ".
(راجع كتاب القضية ...الخالق).
استدلالات عن الله
ليس غريبا ان "الفين بلانتينجا " من جامعة نوتردام ، الذي يؤمن بمبدأ الثنائية (روح وجسد) والذي يطلقون عليه اعظم فيلسوف امريكي معاصر قيّم مناظرة الجسم والعقل وقال عنها :"إنّ الأمور ليست جيدة ولا تسي سيرا حسنا بالنسبة لأنصار الطبيعة الداروينيين ." عندما واجهو المعلومات والمنطق الذي يؤيد مبدأ الثنائية ، ولم يتمكنوا من تقديم نظرية معقولة ومقبولة عن كيف ان الوعي انبثق من مادة بلا عقل ، حاول الملحودن ان يعقلوا آمالهم على بعض الأكتشافت العلمية الضعيفة لكي يبرروا ايمانهم بالمبدأ المادي الجسداني. وحتى بعضهم غير متأكد من هذا ، وقال الفيزيائي الملحد ستيفن وينبيرج أنّه على العلماء ان "يتجاوزوا مشكلة الوعي ألأنساني " بشكل عام ، "هذا وحده قد يكون صعبا للغاية بالنسبة لنا ". وبكلمات اخرى ، انهم يُخفون في اعطائهم الأجابات التي يريدونها.
يقول العالم مورلاند:"إن التطور الداروني لن يكون قادرا على توضيح اصل الوعي . وقد يتمكن الداروينيين من تفسير كيف تشكَّل الوعي بطريقة معينة عبر الزمن ، لأنّ السلوك الناتج عن الوعي له قيم حيّة. ولكن لايمكنه ان يوضح اصل الوعي لأنّه ليس بامكانه ان يفسر كيف يمكنك ان تحصل على شيء من لاشيء.
قال داروين في مذكراته ، إذا كان هناك أي شيء لم تتمكن نظريته من تفسيره ، عندئذ لابد ان يكون هناك تفسير آخر- تفسير خلّاق .
يعلّق البروفيسور "مورلاند" على قول داروين فيقول:
"حسنا ، إنّه لم يتمكن "داروين" من تفسير اصل العقل . وحاول ان يضع العقل في مرتبة أقل من المخ لأنّه استطاع ان يحكي قصة عن كيف نشأ العقل . ولكن ، كما ناقشنا ذلك
(راجع ج1 وج2 لمقالات الكاتب)
لايمكن وضع الوعي في مرتبة اقل من المخ الجسدي . وهذا يعني ان قصة الخلق لدى الملحدين هي غير كافية وزائفة . ومع ذلك ، فهناك تفسير بديل يعطي معنى لكل الأدلة : إن وعينا جاء من وعي أعظم.
"إنّ النظرة العالمية للمسيحية تبدأ بالفكر والشعور والأيمان والرغبة والأختيار . اي ان الله هو الواعي الأعظم . الله لديه أفكار ولديه معتقدات ورغبات ويقظة وهو حي ويعمل طبقا لهدف . لقد بدأنا هناك . ولأننا بدأنا بعقل الله ، ليست لدينا مشكلة في تفسير اصل عقولنا.. ان الله عاقل وحكيم وذكي ومبدع وواع ومحسن . وهو غير مرئي لأن هذه هي الطريقة التي عليها الكائنات الواعية . وليس لديّ أدنى شك في ان هذه الغرفة مملوءة من حضور الله . وكما شرحت سابقا ، إنني لا استطيع حتى ان ارى زوجتي ! ولا استطيع ان المس او ارى او اشتم او اسمع ماهيتها الحقيقية.
شيء آخر. إنّ وجود روحي يعطيني طريقة جديدة لكي افهم كيف ان الله يمكن ان يكون موجودا في كل مكان . ذلك لأن روحي تشغل جسدي بدون ان توجد في جزء محدد ومعيّن فيه . فلا يوجد مكان في جسدي حيث يمكنك ان تقول :"أنا هنا " . إنّ روحي ليست في النصف الأيسر من مخي وليست في انفي وليست في رئتي ، إنّها موجودة في كل مكان في جسدي . ولهذا فإذا فقدت جزءا من جسمي فأنا لا افقد جزءا من روحي.
وعلى نحو مشابه ، الله موجود بالكامل في كل مكان . فهو ليس موجودا خارج كوكب المريخ . إنّ الله يشغل الفراغ بنفس الطريقة التي بها تشغل الروح الجسد . وإذا حدث واقتُطع الفضاء الى نصفين فالله لن يفقد نصف وجوده . ولهذا فأنا الآن لدي نموذج جديد مبني على نفسي أنا ، الله موجود في كل مكان وفي جميع الأوقات . ألا يجب علينا ان نتوقع هذا؟ فإذا كنا قد خلقنا على صورة الله ، الا نتوقع ان نتمتع ببعض التشابه بيننا وبين الله ؟".
وعن سؤال : هل من المتوقع انّ علماء اكثر سوف يتوصلون للنتيجة بأن الروح – مع انها غير مادية – هي حقيقية ؟".
اجاب مورلاند : "نعم إذا كانت لديهم الرغبة لأن ينفتحوا على المعلومات الغير العلمية . إنني اثق في العلم ،إنّه مدهش ويعطينا معلومات هامة للغاية . ولكن هناك طرق أخرى لمعرفة الأشياء ، لأنّ معظم الأدلة على حقيقة الوعي والروح هي من يقظتنا نحن ولا دخل لها بدراسة المخ .فدراسة المخ تسمح لنا ان نربط بين المخ وحالات الوعي ولكن لا تخبرنا بشيء عن ماهو الوعي ذاته ". على العلماء ان يضعوا لك الأدلة ويروا الى اين تقودهم ، وهذا ما يجب ان يكون عليه البحث عن الحقيقة ". وعندها سوف يؤمنون بحقيقة الروح والطبيعة الغير عادية للوعي . وهذا قد يقودهم الى امر اكثر اهمية .. الى عقل اعظم ووعي اكبر والذي كان في البداية هو الكلمة والذي خلقنا على صورته".
أنا افكر إذا انا موجود
قال الفيلسوف ستيوارت .سي . هاكيت :"إنَّ الذاتية ...لايمكن تفسيرها بكلمات مادية او جسدية .. والذاتية الروحية الأساسية للأنسان لها اساسها في الوجود الروحي الفائق لذات الله كالعقل الكامل المطلق".
وبقول آخر ، فأنا أكثر من مجرد مجموع لمخ جسدي وبعض الأجزاء الجسدية الأخرى . أنا روح، ولدي جسد . أنا أفكر إذا أنا موجود . أو كما قال هاكيت :"مع الأعتذار المتواضع لديكارت : أنا أفكر إذا الله موجود".
الفيلسوف روبرت اوجروز والفيزيائي جورج ستانسيو ، الذي استكشف اعماق العقل وتوصل الى :"إنّ الفيزياء ، وعلم ألأعصاب وعلم النفس ألأنساني كلها تصب في نفس المبدأ : وهو ان العقل ليس أقل قدرا من المادة . والتوقع الباطل في ان المادة قد تتمكن في يوم ما أنّ تفسر العقل ... إنّه يشبه الكيميائي الذي يحلم بانتاج الذهب من الرصاص".
الخلاصة
توصل الكثير من العلماء الى ان قوانين الكيمياء والطبيعة لا يمكنها ان تفسر لنا اختبارنا للوعي . وقد عرف البروفيسور جي . بي . مورلاند الوعي على أنه ألأستبطان والأحساسات والأفكار والعواطف والرغبات والمعتقدات والأختيارات الحرة التي تبقينا أحياء ومتنبهين . والروح هي التي تحتوي على الوعي وتبعث الحياة في جسدنا . وطبقا لما وضحه احد الباحثين من أنّ الوعي يمكن ان يستمر بعد ان يقف مخ ألأنسان عن العمل ، فإن الأبحاث العلمية الحديثة أيدت وجهة النظر التي تقول بأن "العقل " و"الوعي" و "الروح " هي كيان منفصل عن المخ .
وكما قال مورلاند: لا يمكنك أن تحصل على شيء من لاشيء . فإذا كان الكون نشأ من مادة ميتة لا وعي فيها كيف يمكنك إذا ان تحصل على شيء مختلف تماما – وعي ، حياة تفكير ، مشاعر ، مخلوقات حيّة – على المادة التي ليست بها مثل هذه الأشياء . ولكن إذا كان كل شيء بدأ من فكر وعقل الله ، فليست لدينا مشكلة في تفسير مصدر واصل عقولنا".
إن الفيلسوف مايكل روس الذي يؤمن بنظرية داروين ، إعترف بصراحة :"لايوجد أحد لديه إجابة على قضية الوعي . وقال جون سي . إكليس الحاصل على جائزة نوبل " هناك ما يمكننا ان نسميه ألأصل الغير عادي لعقلي الواعي ولروحي المتفرّدة".(3)
المصادر
(1)
راجع كتاب "العلم والمسيح" للعالم واللاهوتي "تيار دي شاردن "ص 153-172
(2)
العقل الكوني
https://www.startimes.com/?t=25924114
(3)
كتاب "القضية ... الخالق" للكاتب "لي ستروبل"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ليس نقاش علمي
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 7 / 22 - 11:35 )
معظم ما طرحه الكاتب امور تم الرد عليها قديما
اي أنه متأخر سنين ضوئية في النقاش
!

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24