الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضحية الحمار ومهرجان يوم الحمار

احمد البرهو
باحث

(Ahmad Barho)

2022 / 4 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تذكر أضحية الحمار في أكثر من 25 مرجع معظمها من أرشيف ماري ودائمآ ما يرد طقس التضحية بالحمار Hayāram qaṭālum "قتل الحمار" في سياق تكوين التحالفات وعقد المعاهدات وإقامة السلام

و من هذه النصوص التي يذكر فيها هذا الطقس

1- تحالف بين زمري ليم ملك ماري وزعماء ايداماراس:

"اكتب إلى اباء ايداماراس والى ادونا ادو
ليأتوا إليك
اقتل حمار السلام وكلمهم بطريقة مرضية"

2-تحالف بين ملوك زلمقوم وشيوخ بني يمين:

"قتل اسدي تقيم وملوك زلمقوم وشيوخ وكبار بني يمين الحمير في معبد سين في حران"

(ARM XXVI/1 24: 10-12)

3-تحالف بين زمري ليم من ماري وحدنو ربي من قطارة:

" دعونا نقتل الحمير
دعونا نقسم بشكل متبادل"
(OBTR 1: 11-12)

4- زمري ليم وملوك ايداماراس:

" في الترتيب لقتل حمار بين البدو وشعب ايداماراس
احضروا لي جرو وماعز
لكنني اطعت سيدي ولم اعطي الأذن باستخدام جرو وماعز
لقد قمت بقتل حمار
لقد اقمت السلام بين البدو وشعب ايداماراس"

(ARM II 37= LAPO 16 283: 6-14)

اما الرسالة الأهم فهي ARM XXVI/2 404 المرسلة من يسيم ايل إلى الملك زمري ليم والتي تزودنا بتفاصيل عن مراحل عقد اتفاقيات السلام والتضحية بالحمار

ويصف النص المعاهدة التي ابرمت بين عتمروم من انداريج واشكور ادد من كاران

حيث قام عتمروم بارسال مبعوث لدعوة اشكور ادد إلى قمة في بلدة حدودية ويوفر النص وصف للاجراءات المتبعة في معاهدة السلام كالتالي:

1- وضع شروط المعاهدة
2-بعد الاتفاق عليها يتم ذبح الحمار
3-يقسم كلا الطرفين على تنفيذ شروطها
4-حفلة الشرب
5-تبادل الهداية في الختام

"هذا ما أجاب به اشكور ادد
عندما تبادلوا الشروط وعقدوا الاتفاق وقتل الحمار
اقسموا لبعضهم البعض
وانتظروا الكأس
اقتربوا من بعضهم البعض وافرغوا الكأس
تبادلوا الهدايا
وغادر اشكور ادد إلى بلاده وعتمروم إلى انداريج"

لدينا أيضآ نص من إوغاريت يذكر طقس التضحية بالحمار وكانت الغاية منه تعزيز الوحدة الوطنية وإقامة السلام بين أبناء إوغاريت والأجانب الذين يقيمون في المدينة

" قدموا حمار الاستقامة
استقامة أبناء اوغاريت
والأجانب الذين يسكنون أسوار اوغاريت "

(RS 1.002= CTA 32)

لدينا إلى جانب المصطلحان الواردان في نصوص ماري للإشارة إلى طقس التضحية بالحمار :
Hayāram qaṭālum

imēram dâkum

تم توثيق مصطلحان اخران وهما

1-imēram mahāsum (قتل الحمار)
تم توثيقه في معاهدة من Neribtum

2-šēp imērim lapātum
(لمس أقدام الحمار)
تم توثيقه في رسالة من انام ملك اوروك إلى سين موباليت البابلي

و بالإضافة إلى طقس التضحية بالحمار الذي كان يجري أثناء عقد معاهدات السلام

كان هناك مهرجان يعرف بيوم الحمار ūm hiyārim الذي تشير اليه تقويمات الطقوس في عدة مدن :
الالاخ - حلب-ماري-ترقا-اوغاريت-ايمار-نوزي..

وفي هذا المهرجان كان يتم تمثيل اله الطقس (حدد) على أنه راكب حمار ويتم فيه التضحية بحمار من أجل سلامة البلاد

ويظهر هذا الاحتفال في رسالة من العراف اسكدوم إلى ملك ماري زمري ليم:

"قافلتي كلها على مايرام
عبيد سيدي الذين انظموا الي بخير ودخلوا حلب
انه وقت مهرجان حمار حدد
وقد قدمت التضحيات"

(ARM XXVI/1)

أيضآ تظهر أهمية الحمار في الهلال الخصيب من خلال حمل بعض الأشخاص أو الأماكن لمسمى الحمار

فمن الأسماء الشخصية

الاكادية: Imarum

الامورية:Himarum, Himaratum, Himaran

البابلية:Imīr-Ištar (حمار عشتار)

العربية : قبيلة حمير , الصحابي عبيدالله ابن جحش

ومن الأسماء الجغرافية

Mat ša Imērišu (بلد حماره) وهي تسمية لمنطقة دمشق

Himara (بلد الحمير) شرق العراق

Imar (مدينة الحمار) وهي تسمية مدينة ايمار

وبحسب المعطيات النصية والأثرية يتضح ما يلي:

1- كان للحمار قيمة عالية في الممارسات الدينية والسياسية في سوريا القديمة وبلاد ما بين النهرين وحتى مصر

2- كان ذبح الحمير مرحلة أساسية في إبرام المعاهدات في العصر الأموري ، ويمكن إجراؤها في معبد

3- على عكس ذبيحة الجرو أو الماعز ، التي اقتصرت على بعض المناطق فإن ذبيحة الحمار كانت تتم من قبل الفرعين الأموريين الرئيسيين: بني يمين وبني سمعل

وأيضًا من قبل شعوب غير سامية : الجوتيين

4- بالنظر إلى الأدلة الأثرية ومعظمها من الألفية الثالثة قبل الميلاد يمكننا أن نوسع أفق هذه الممارسة إلى ما وراء حدود التقليد "الأموري"

اما لماذا احتل الحمار هذه المكانة الخاصة في تقاليد سوريا القديمة وبلاد ما بين النهرين؟

يعزو Lafont ذلك إلى علاقة رمزية بين الحمار والملوك البدو

يقترح Lafont أيضًا أن الحمار كان رمزًا للسيادة في نصوص ماري والكتاب المقدس

هذه الرمزية نجدها في دخول السيد المسيح للقدس على حماره

"«لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ»." (يو 12: 15)

وايضا في دخول عمر ابن الخطاب للقدس على حماره

ويربط G. M. Schwartz طقوس الحمير بـ "تحالف الدم"

المصدر:The Sacrifice of Riding Animals in Amorite and Arabic Traditions








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل