الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ

أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)

2022 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحدثون عن *النوايا الحسنة* تجاه المظالم التي تقع هنا وهناك، سواء صنفت في قائمة *الظلم السياسي* من قبيل ما تفعله الحكومات المستبدة من ملاحقة الأبرياء وسلب حقوقهم الاساسية، والتلاعب بالثروات الوطنية.
او صنفت في قائمة *الظلم الاجتماعي* مثل ظلم الغرف التجارية لبقية السكان، وتضييق سبل العيش الكريم امامهم، ورفع اسعار المواد الاساسية، واحتكار الاراضي، والتلاعب في الأسواق .
او صنفت في قائمة *الظلم الأسري* شبيه اعتداء الزوج على حقوق زوجته، أو انتقام احد الابوين من الآخر على حساب مصلحة الاطفال في حالات الطلاق، أو أكل أموال الايتام بالباطل، او اهمال الحياة العائلية وتضييع الأسرة.
حيث يدعوا *(اصحاب النوايا الحسنة )* الى ايجاد ذريعة للمظالم، من باب أن حسن الظن من الكمالات الاخلاقية التي يدعوا لها الدين.
وغاب عن هؤلاء أن هناك فرق شاسع بين *النوايا الحسنة والأعمال السيئة*، وبين *النوايا الحسنة وتبرير الأخطاء الفادحة*.
لا يستقيم حسن الظن مع تبرير سرقات المال العام، وتعاظم اجهزة الفساد في الدولة وتحولها من افعال شاذة الى مؤسسات رسمية .
ولا يحق *(للنوايا الحسنة)* أن تتحول إلى كونتينر يغرف عرق جبين الفقراء، او بلدوزر يسحق كرامة السكان حتى تتضاعف ثروات التجار الجشعين .
كما لا يحق الادعاء *بالنوايا الحسنة* لتوفير غطاءا يحمي أب متعسف مع ابناءه، او معلم لا يؤدي تكليفه على أكمل وجه، او موظف يستلم أجرا دون عمل.
يقول لك *(اصحاب النوايا الحسنة)* انظر للنصف الممتلئ من الكأس، جيد أتفق معكم،
لكن انظروا أيضا لعدد المعتقلين في قضايا الرأي، وانظروا إلى حجم الكروش الممتلئة من أكل أموال الناس بالباطل، وانظروا لامرأة معنفة من زوج متسلط، والى طفل تسرق طفولته وبراءته من أب مريض نفسيا.
*النوايا الحسنة* يلزم أن تقترن بالأفعال و *المواقف الحسنة*، اذ يستطيع كل انسان ان يضع قائمة من التبريرات التي تثبت نواياه الحسنة عند ارتكاب الجريمة، وعند ظلم الآخرين، وعند سرقة اموال الورثة، وعند التستر على مظلمة، أو السكوت عن فساد، لكن كل تلك التبريرات لن تغني شيئا يوم القيامة، قال جل شأنه : *(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)*.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah