الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبروك للسيد البيانوني وعقبال الرئاسة

درويش محمى

2006 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعيداً عن السياسة وخلافاتها وسجالاتها، ولأننا يجمعنا مع السيد البيانوبي البلد السوري ، وفي ظل هذا البلد يجمعنا حالة يائسة وبشعة من الظلم والقهر والمعاناة ، ودكتاتورية البعث البغيضة ، والنظام الشمولي الفاشي الفئوي ، والسلطة الفاسدة ، والمواطنة المهدورة الحقوق لدى الدولة المخابراتية الامنية ، والهجرة القسرية ، وسنوات الغربة وقسوتها، والشوق لمدينة حلب الرائعة ، ولو انني لم أحظى بلقاء الاستاذ البيانوني شخصياً ولسوء الحظ ، لكنني وربما للكاريزمة الخاصة بالشيخ ابو أنس ، وما يتميز به من اعتدال ، والسمعة الطيبة ، والوجه السمح ، ومحبة واحترام اخوانه له ، وحضوره القوي الهادئ في وسائل الاعلام ، ولبساطته وتواضعه ، اشعر انني على معرفة وثيقة بالسيد البيانوني ، واعتقد اننا جميعاً ، مدعوون للشد على يديه ، والتمني له بالتوفيق والنجاح ، في المهام الصعبة التي تنتظره كمراقب عام لجماعة الاخوان للمرة الثالثة ، في هذه الفترة الحرجة ، التي يمر بها الشعب والبلد السوري .

فترة العشر سنوات الاخيرة ، التي شغل فيها السيد البيانوني موقع المراقب العام لجماعة الاخوان ، حملت معها تغيرات جادة وحقيقية ، لتفعيل الدور الاخواني وانخراطه في الحياة السياسية السورية "المعارضة"، وشهدت تلك الفترة حراك حيوي نشط من قبل الجماعة ، لاحداث التغيير في سوريا مقارنة بالفترة السابقة ، والاهم على الاطلاق ، هو التطور الايجابي الذي طرأ على نهج جماعة الاخوان السوريون ومواقفهم ، بتبنيهم للدولة المدنية الحديثة لا الدينية ، والديمقراطية والتعددية ، ومفهوم دولة المؤسسات ، ومبدأ تداول السلطة ، ومشروع التغيير الديمقراطي في سوريا ، ، ونبذ العنف وسياسة الاقصاء ، والتخلص من التزمت العقائدي الديني ، والتحرر من الجمود والتصلب الفكري ، خطوات هامة جداً ، تجعل من حركة الاخوان قريبة من الواقعية السياسية ، وعلى الصراط المستقيم .

اتفهم خشية البعض من فكر الاسلام السياسي ، وعلى العكس استغرب الخصومة الابدية التي تجعل البعض" يتكهرب" من كل ماهو اسلامي ، رغم فهمي لتكهربهم ايضاً ، الرفض المطلق لكل ماهو اسلام سياسي يعتبر الوجه الاخر للعملة نفسها من الرفض الاسلاموي لكل ما هو علماني ، هو التزمت عينه ولو تغير لونه ، ولكن تبقى الحقيقة والواقع اقوى من الجميع ، وهو ان التيار الاسلامي جزء لايستهان به من مجتمعاتنا وقواه السياسية ، شئنا أم أبينا ، والرفض القاطع لطرف بحجم التيار الاسلامي ـ والحديث هنالايشمل التيارات السلفية والارهابية ـ يعتبر ضرب من الغباء السياسي واللاخلاقي واللاديمقراطي ، ولكن مطالبة الحركات الاسلامية بالعصرنة والحداثة ، وحث تلك الحركات للمزيد من الاعتدال ، وتشجيعها لتطوير نفسها الى قوى سياسية واقيعة وعقلانية معاصرة ، متئالفة ومنسجمة مع ناتج الحضاري الانساني من القيم الديمقراطية ومفاهيم الحرية والدولة المدنية العصرية ، امر مشروع وملح لابد منه ، لاحداث تغيير نوعي في بلداننا ومجتمعاتنا .

وبما ان السيد علي صدر الدين البيانوني والكثير من قياديي الجماعة ، يقيمون في الغرب الديمقراطي المسيحي ، وعلى اطلاع بالتجربة الغربية العريقة ، وعلى معرفة بحركات المسيحية الديمقراطية ودورها المؤثر والبارز في سياسة بلدانها ، ومدى نجاح تلك التجربة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يقود المانيا الاتحادية اليوم ، فهل ياترى قيادات جماعة الاخوان سينهلون نهلاً من تلك التجربة الغنية الزاخرة الناجحة الحضارية ، ويتم تغيير اسم جماعة الاخوان الى الحزب الاسلامي الديمقراطي ويكون السيد البيانوني اول رئيس منتخب ديمقراطياً في سوريا المحررة الديمقراطية ، ويقود سوريا كما تقود السيدة انجيلا ميركل بلدها المانيا؟

وعدت نفسي وعاهدت ربي ، ان ادلي بصوتي الانتخابي للسيد الاستاذ البيانوني في اول انتخابات رئاسية سورية قادمة ، وبعد سقوط البعث السوري قريباً ان شاء الله ، اذا ما صدق الاخوة الاخوان في مواقفهم الحالية ، واثبتت الايام ان مواقفهم مبدئية لا تكتيكية تقتضيها المرحلة ، ووعد الحر دين ، ومبروك سلفاً وعقبال الرئاسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah