الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 8

طلال الربيعي

2022 / 4 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بريخت, كنيدي, الهستيريا-الانتهازية
تطرقت في الحلقة السابقة الى مسرح التغريب لبريخت من حيث علاقته بموضوعتي الهوية والتماهي في التحليل النفسي.

في مقالة فريدة من نوعها, تعالج استاذة ألأدب ألإنكليزي والأدب المقارن في Department of Women s, Gender, and Sexuality Studies في جامعة Elin Diamond ,Rutgers, موضوعة التماهي عند بريخت وكنيدي.
Rethinking Identification: Kennedy, Freud, Brecht
file:///home/chronos/u-d6e9fe5ec9c713f96ef177b00f585f2977de0026/MyFiles/Downloads/4336842%20(4).pdf

ادرين كنيدي كاتبة مسرح امريكية استوحت اعمالها مفهوم بريخت في المسرح التغريبي.
Adrienne Kennedy
Biography
https://www.biography.com/writer/adrienne-kennedy
اشتهرت كنيدي من خلال تحويل روايتها Funnyhouse of a Negro
Funnyhouse of a negro : a play in one act
by Kennedy, Adrienne, author
https://archive.org/details/funnyhouseofnegr00samu/page/n3/mode/2up
الى فيلم تم عرضه لأول مرة في عام 1964 وفاز بجائزة Obie. لقد فازت أيضًا بـ Obie مدى الحياة. في عام 2018 تم إدخالها في قائمة مشاهير المسرح. ساهمت كنيدي في المسرح الأمريكي منذ أوائل الستينيات، حيث أثرت على أجيال من الكتاب المسرحيين من خلال أعمالها الدرامية الغنائية المؤرقة. استكشافًا للعنف العنصري الذي تجلبه العنصرية إلى حياة الناس، تعبر مسرحيات كنيدي عن الاغتراب الشعري، حيث تتسامى رواياتها فوق تفاصيل الشخصية والعقدة السردية من خلال التكرار الشعائري والتجارب البنيوية الجذرية. يستكشف الكثير من أعمالها قضايا العرق والقرابة والعنف في المجتمع الأمريكي، والعديد من مسرحياتها مستوحاة من سيرتها الذاتية.
تشتهر كنيدي باستخدام السريالية في مسرحياتها، والتي غالبًا ما تتجاوز عقدة الرواية, وبالرمزية، وتعتمد على شخصيات أسطورية وتاريخية وخيالية لتصوير واستكشاف تجربة الأمريكيين الأفارقة.

الهوية, بعرف الفكر المعاصر, اما ان تكون بنيوية (وبالتالي متغيرة-وهذا هو اعتقاد كل انواع العلاج النفسي والا لأنتفت الحاجة لوجودها, هذا برغم اعتقاد فرويد بالجذور البايولوجية للسلوك البشري. ولكن ثنائية ديكارت, ذهني-مادي, كما اشرت اليه سابقا, خاطئة ومضرة
Descartes Error
Emotion, Reason, and the Human Brain
https://www.getabstract.com/en/summary/descartes-error/)
أو أساسي (جوهري، أبدي).
إن أي محاولة لوصف الهوية تعني اتساق واستمرارية. تحديد الهوية يعني التشابه او التميز، مما يجعلني مثلك أو مثلي. يقول فرويد، بخصوص تماهي الصبي مع والده, يريد الصبي أن ينمو مثل والده ويكون مثله، ويأخذ مكانه دوما.

لم يقم أي كاتب مسرحي معاصر بمعالجة اضطرابات الهوية كما فعلت كنيدي باصرارها على تداخل الهوية Identity والتماثل Identification, على الرغم من ان فرويد في البداية ربط تعريف التماثل بالاعراض الهستيرية. تماثل الطفل هو مع كائن خارج الذات. التعريف في حد ذاته ليس ثقافيًا أو
فعلا تاريخيا, الا انه يمهد الطريق لمثل هذه القراءة.
القراءة الفرويدية للاعمال للمسرحية لكنيدي تؤدي بنا الى التساؤل على وجه التحديد: ما هي المعاني الاجتماعية والثقافية المُضمنة في عملية التماهي؟
لم يكن التحليل النفسي الفرويدي النص الايحائي ntertextا الوحيد لاستكشاف موضوعة التماهي في مسرحيات كنيدي. طوال حياته المهنية، كان بيرتولت بريخت قلقًا بشأنها وسعى لتخريب التماهي في المسرح لأنه ينتهك المسافة اللازمة بين المتفرج والمشهد المسرحي-المسافة التي تسمح بمعالجة العمل المسرحي تاريخيا، أي رؤية الآخر على أنه الآخر، وبالتالي استكشاف الأحداث المسرحية بطريقة مفيدة للمقارنة مع تاريخ حياة المتفرج. بالنسبة للممثل، يشكل "التاريخ" موقفًا تأوليا أساسيًا في جماليات تقنية التمثيل او ما يسميه بريحت grund-gestus.
فيما يتعلق بالهوية، كان بريخت محتقرًا علنًيا لها: لقد عززت فقط أسطورة الأنا البرجوازية. كان هذا هو بالضبط اختلاف المتفرج عن الممثل، والممثل عن الشخصية التي يمثلها, اختلاف كان بريخت يأمل في تعزيزه: من أجل هذا سيُحرر كل من الممثل والمتفرج من إغواء التماهي مع طابع موحد وغير دياليكتيكي للهوية. يؤدي تأثير الاغتراب Verfremdungseffekt لدى Brecht الى إن فعل المؤدي-الممثل, فعل الاغتراب عن النفس, يوقفه من فقدان نفسه في الشخصية. ومع ذلك، فإن تعاطف المتفرج لا يتم رفضه بالكامل. جمهور المسرح نفسه يؤدي دور المراقب، وبالتالي يطور موقفه [الواعي] من خلال الملاحظة أو النظر.

وبعرف DIAMOND, في حين أن اعمال كنيدي لا تشبه ممارسات بريخت أو التزاماته، الا ان مسرحياتها لا تقل اهمية
كدعوات للوعي الذاتي السياسي. قدرتها على نسج الهوية والتاريخ، النفسي والاجتماعي, معا، يعني أن التماهي ليس فقط فعلا نفسيا خاصا: للهويات تاريخ وبالتالي تسمح بالوصول إلى قراءات ثقافية وثقافية وسياسية لها. بعبارة أخرى، تقدم لنا كنيدي ملف مراجعة جذرية تاريخية للهوية.

اسمحوا لي أن أتتبع مسارًا موجزًا من خلال نصوص فرويد الأكثر صلة بمسألة التماهي في مسرحيات أدريان كنيدي.
فالقدرة الخاصة على التقليد تشبه, كما اشرت اليه من قبل, حالة الهستيريا في واحد من الصياغات الأولى لفرويد لتحديد الهوية.
تحديد الهوية هو عامل مهم للغاية في آلية أعراض الهستيريين. انها تمكن المرضى من التعبير في أعراضهم ليس فقط عن طريق تجاربهم الخاصة, ولكن ايضا تلك لعدد كبير من الناس. إنها تمكنهم، إذا جاز التعبير، من المعاناة نيابة عن حشد كامل من الناس وتمثيل جميع أدوارهم في مسرحية بمفردها.
الميل إلى "لعب جميع الأدوار" ينتج عنه تهديد واضح للهوية؛ الاستيعاب الممتع للأنا / اغتصاب الآخر، هو اتجاه موجود ليس فقط في التخيلات الهستيرية، ولكن أيضا في أحلام اليقظة والخيال الأدبي- يخلق عدم التمييز بين "أنا" و "هو-هي" تماثلا في كل الأدوار والشخصيات, حيث يكون وجود الشخص امرا بعيد الاحتمال في الأساس: من الاستحالة التماهي مع كل الناس. واعلى حد مسجل رسميا لحد الآن هو 100 شخصية, كما في حالة Kim Noble.
Kim Noble: The woman with 100 personalities
https://www.theguardian.com/lifeandstyle/2011/sep/30/kim-noble-woman-with-100-personalities

لاحقا حور فرويد افكاره, إذ انه تخلى عن التحول الذاتي المقلق واحل محله فكرة الاستبدال substitution, اي ابدال حب الذات بحب الآخرين: ما يسقطه الشخص على الآخر كمثله الأعلى هو البديل عن النرجسية اثناء فترة طفولته, التي فقدها الآن وكان هو فيها مثله الأعلى. هنا نلاحظ عبودية ما يسميه لاكان مرحلة المرآة:
مرحلة المرآة وعلم النفس التجريبي والايثولوجي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372824
اي بتعبير آخر, الاستثمار في نسخة متفوقة من الأنا. انها الصورة التي تصبح ثابتة في ذخيرة المرء النفسية باعتبارها الأنا المثالية. معا, يقترح فرويد ولاكان ان فكرة الإسقاط على الآخر، دائمًا، إلى حد ما، تتضمن علاقة الشخص بنفسه. النرجسية هي النقيض لدى فرويد, حيث يصبح اتجاه الطاقة النفسية-الجنسية نحو الداخل بدلا من الخارج تجاه الآخر.

بخصوص الحداد والكآبة
mourning and melancholia
https://www.sas.upenn.edu/~cavitch/pdf-library/Freud_MourningAndMelancholia.pdf
يعتقد فرويد ان ففدان المحبوب يؤدي, خاصة عندما يكون الحب يتضمن مشاعرا متناقضة، الى التماثل مع المفقود وادخاله-دمجه في الأنا كوسيلة للتخفيف من حدة الخسارة. هنا لا يمكن التفريق بين التماثل والادخال introjection. ومع ذلك - وهذه هي قسوة الكآبة - فإن الشخص، الذي تم إدخاله الآن في الانا، يعمل كعامل حاسم في تقريعها: صوت نقدي. هنا يصبح التماثل, كجزء من التاريخ العاطفي لكل شخص, أقرب تعبير عن الارتباط العاطفي مع شخص آخر. ولكن فرويد سرعان ما يقول ان التماثل هو مصدر تنافس وعدوان، ولكن في هذه النقطة يميز التماهي عن الرغبة ويؤكد على العرض المسرحي-الهستيري, الذي بموجبه يستبدل الشيء المفقود بالتماثل معه الطفل, عندما يفقد قطته, يعلن أنه اصبح هو القطة ويبدء الزحف على أربع. علاوة على ذلك، فإن الأنا، بعد أن أدخلت الشيء المفقود الى داخلها، تتحول بواسطته وثثري نفسها بتقليد خصائص الشيء الذي فقدته. لكن الاغتناء يتحقق بثمن. ينشطر الجزء المُحول من الأنا عن الباقي الذي يتملكه الغضب الآن جراء التحويل- حسب فرويد, الانا المتحولة, الانا المثالية, هي التي تراقب observes, وتصحح، و تمارس الرقابة censors.

الهستيري يشكو ولكنه لا يعاني. هذا يسمى عادة في الطب النفسي (الكلاسيكي) La belle indifference.
La belle indifference in conversion symptoms and hysteria: systematic review
https://www.psych.ox.ac.uk/publications/175797
والشعور بالمظلومية لدى الكثير ممن هم في السلطة والنفوذ في العراق قد يكون شكلا من اشكال الهستيريا ان لم يكن كمثل ذئب يتلبس لباس الحمل. والانتهازية, اذا كانت الحدود بين الوعي وللاوعي غير كونكريتية, هي ايضا, الى حد ما, هستيريا. لكن مساواة الانتهازية بالهتسيريا, ستكون بالتأكيد, بعرف الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر, جزء من عقيدة فاسدة.
Jean-Paul Sartre s Concept of Bad Faith
https://www.youtube.com/watch?v=9JWbVODc
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الروابط
طلال الربيعي ( 2022 / 4 / 28 - 13:25 )

اعيد كتابة الروابط
RETHINKING IDENTIFICATION
KENNEDY, FREUD, BRECHT
https://www.jstor.org/stable/4336842?read-
now=1&refreqid=excelsior%3A9bf73c25aba7fcc78d1ffdb9623a9cf0&seq=1

Descartes Error: Emotion, Reason and the Human Brain
by Antó-;-nio R. Damá-;-sio
https://www.goodreads.com/book/show/103867.Descartes_Error

Jean-Paul Sartres Concept of Bad Faith
https://www.youtube.com/watch?v=9JWbVODcxR0

اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة