الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الجهنّميّة !

وهيب أيوب

2022 / 4 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعيش المسلمون والعربان حتى اللحظة أزمة مستعصية وحلقة مُفرغة، ما زالوا حتى اليوم يناقشون الخرافات والأساطير والمرويات والأحاديث والقصص الدينية وكأنها حقائق تاريخية، متجاهلين كل اكتشافات الأركيولوجيا "علم الآثار" حول مسألة حقيقة تاريخية الأحداث التي ما زالوا يتناقلونها ويناقشونها بكل حماسة باعتبارها حقائق ثابتة لا لبس فيها، وهذي كارثة حقيقية تودي بهم إلى المراوحة في مكانهم إن لم نقُل التقهقر للوراء وبقائهم خارج التاريخ والحضارة.
فكيف من الممكن مناقشة أي أحداث تاريخية لم يتم إثباتها أو تدوينها في زمنها، وهي مجرّد سرديات ومرويات وقصص وأحاديث تمّ تناقلها شفاهةً ثمّ دوّنت بعد أكثر من قرن ونصف من حدوثها المُفترض؟
ولا يوجد أي مدوّنة أو مخطوطة أو كتابة أو أي أثر أركيولوجي دوَّن تلك الأحداث في زمنها!
يقول الباحث في علم الأديان والحضارات القديمة فراس السواح : أنه لم يصلنا مدوّنة واحدة خلال كل العصر الأموي الممتد حوالي القرن ، أي حضارة شفهية دون كتابة.
أضف إليهم 30 عاماً ما يُسمى بالعصر الراشدي ، ثمّ ما سبقهم أيضاً منذ ولادة محمّد المُفترضة 570 م حتى 632 م، فلا يوجد من كل تلك المرحلة التاريخية أي مدوّنة تُثبت ما يُشاع عن كل تلك المرويات المتناقلة جيلاً بعد جيل شفاهةً ، وأنه بدأ تدوين كل تلك الأحداث في العصر العباسي الأول عام 143 هجري، 761 م، والكل يعلم أن السيرة النبوية وصحيحيّ البخاري ومُسلم تمّ تدوينهم بعد أكثر من 150 عاماً من وفاة محمّد المفترضة ! فكيف للقارئ العاقل أن يقتنع بكل تلك المرويات دون أي إثبات تاريخي أركيولوجي على صحّتها ..؟!
أضف إلى كل ذلك أن الباحث والمؤرّخ العراقي خزعل الماجدي، المختصّ أيضاً بتاريخ الأديان والحضارات؛ يقول أنه لا إثبات حتى اليوم ولا وجود لأي نبي واحد من الناحية التاريخية وناحية علم الأركيولوجيا "علم الآثار" من آدم مروراً بكل الأنبياء حتى محمّد ...!
فكيف إذاً بتلك القصص والمرويات والأحاديث والأساطير والخرافات التي يتمّ تناقلها حتى اليوم وكأنها تاريخ حقيقي، على أيدي كتّاب المفترض أنهم يعلمون تلك الحقائق وينهجون منهج علمي حقيقي في دراسة وتفكيك ذاك التاريخ ومروياته ويُخضعونها للفحص الدقيق المُتبع علمياً، كما فعل ويفعل علماء الغرب في تقصّي مدى صحّتها من عدمه ؟!
ولهذا فهم ما زالوا حتى اليوم يتصارعون دموياً حول معركة كربلاء وعلي والحسين ومعاوية ويزيد، وكأن تلك الأحداث قد جرت في الأمس القريب، بالرغم من عدم وجود أي مدوّنة أو مخطوطة أو أي أثر أركيولوجي يعود لتلك الحقبة يثبت وقوع تلك الأحداث كما يتم تناقلها وروايتها!
باختصار؛ من المؤسف القول بأن الكتّاب العربان ونُخبهم، ما زالوا في غالبيتهم الساحقة خارج التاريخ والحضارة وبعيدون عن الاكتشافات العلمية الحديثة والفكر التنويري ويدورون في ذات الحلقة الجُهنّميّة منذ قرون ، وهم مصرّون على العبث بالتاريخ والتمسّك بالخرافات والأساطير والقصص والأحاديث وتناقلها والنقاش فيها على أنها حقائق تاريخية ثابتة، والتي تجاوزها العلم والعلماء في منهج التأريخ الحديث.
لقد انعكس هذا التاريخ الخرافي على واقع العربان والمسلمين حتى اليوم، فلا وجود لأمّة عربية واحدة كما روّج القومجيون العربان، ولا وجود أيضاً لأمّة إسلامية واحدة كما يتبجّح الإسلاميون، بل أكثر من ذلك، فما نراه اليوم من نتائج لذلك التاريخ والتراث المُفترض فقد تشرذم الجميع إلى طوائف ومذاهب، فلم يعُد الحديث مثلاً عن شعب سوري واحد أو عراقي واحد أو يمني واحد أو سوداني واحد أو مصري واحد أو جزائري واحد أو لبناني واحد، لقد تورّطوا جميعاً في تأكيد هذا التاريخ والتراث الديني التناحري بين الطوائف والمذاهب وثبتوا عليه، ثمّ تحوّلوا جميعاً إلى دول ومجتمعات متفكّكة متناحرة فاسدة وفاشلة، تسعى أخيراً خلف الرغيف ولا تجِد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم هذه هي الحقيقة سلم يراعك!
سهيل منصور السائح ( 2022 / 4 / 29 - 09:03 )
نعم هذه هي الحقيقة لمن تهمه الحقيقة وليس التزييف للتبجح بالاسلاف وواقعنا يشهد باننا امة متفككة وما ادعاء الامة الواحدة قوميا واسلاميا الا ادعاء خال من الحقيقة والحروب الطاحنة التي دارت في الازمان الغابرة والى وقتنا الحاضر بين العرب والمسلمين انفسهم لا يحتاج الى شاهد. نظرة فاحصة على ما يدور في المحطات الاعلامية العرية والاسلامية والنقاش حول احداث لا ناقة لهم فيها ولا جمل والتقاتل لاجلها والتبجح بانهم خير امة اخرجت في الناس والعكس هو الصحيح والاوضاع المتردية في دولهم شاهد على دونيتهم.(امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة). ما احلاه من شعار ولكنه في الحقيقة والواقع ( امة عربية متفككة ذات رسالة نافقه).هذا من ناحية القومية اما من الناحية المذهبية فلا تعرف من هي الفرقة الناجية وكل يدعيها واذا ارت الحقيقة فارجع الى كتاب البخاري (اصح كتاب بعد القرآن ) او الى كتاب الكافي (الكافي كاف لشيعتنا) وكلاها خلاصة من نقل ِA عن B عن C عن عن عن...عن الصاحبي الجليل الذي لا يعرفون هويته ويسيل لعابهم عند ذكره. اخي الكريم لو وقف الامر عند هذا الحد بدون ارهاب و بدون تبجح واحترام العيش المشترك لكان المر مقبول ولكن..

اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في