الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القدر هل هي ليلة نزول القرآن أم ليلة ميلاد المسيح ؟

نافع شابو

2022 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليلة القدر هل هي ليلة نزول القرآن أم ليلة ميلاد المسيح ؟

مقدمة
جاء في موقع بعنوان: معالجات تأثيلية لمعاني لغة الذكر الحكيم
تسببت دراسة تأثيلية حول المدلول التاريخي للغة القرآن نشرت في حدود سنة
2000 تحت عنوان "قراءة سريانية آرامية للقرآن " مساهمة في فك شفرة لغة القرآن
نشرها كريستوفر لوكسنبرغ.
وعن شرح كريستوفر لوكسنبرغ للسورة 97 من القرآن ونقصد سورة القدر:
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
تلك السورة التي تحيل، كما هو واضح على تحديد، موعد نزول القرآن بحلول "ليلة القدر" أي في الليلة الفاصلة بين السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر رمضان. إلا أن عودة لوكسمبورغ إلى الشراح وفي مقدمتهم شرح الطبري "عن تأويل القرآن" الجزء الثلاثون ص 258 – 261 قد مكّنه من العثور على تأكيد على أن نزول القرآن من السماء قد حصل دفعة في تلك الليلة، الأمر الذي يتعارض مع امتداد سياق النزول على مدى عشرين سنة، حيث يظهر اللَبس في المدلول الدقيق لفعل أنزل في سورة القدر وحقيقة إنزاله التدريجي على مدى مرحلة نبوة محمد بين الأربعين والستين من عمره.
يقترح لوكسمبورغ تأويلا يسعى إلى توضيح جلية الأمر حال اعتباره لغة القرآن خليطا أو مزيجا بين العربية التي نعرفها والسريانية القديمة، فضمن سورة القدر نفسها هناك كلمة ليس لها من مدلول ضمن سياق النص وهي كلمة "قدر". فهي كما تحيل لغة على ما قدر في الأزل تعني أيضا ميقات الشيء أو مدته أو المسافة منه . فما الرابط عندها بين تحديد الله لأقدار الخلق وتنزيله للقرآن؟
يشدد لوكسنبرغ الذي يتوفر على معرفة بالسريانية والآرامية والعبرية والحبشية والفارسية والعربية، أن مدلول كلمة "القدر" في السريانية والأرمية القديمة يحيل على موعد ظهور نجم الميلاد(ميلاد المسيح ). لأنه بالعودة إلى أنجيل متّى (2 : 2 ) تجابهنا الفقرة التالية المنقولة على لسان منجّمي الشرق (مجوس ): "اين هو المولودُ ، ملك اليهود؟ راينا نَجمَهُ في المَشرِقِ فجئنا لنسجد له (اي للمسيح )؟( انجيل متى 2 :2)
وهكذا فالظاهر وفقا لما تقدّم أن المقصود بالحديث هو المسيح وأن منجمي الشرق قد علموا بموعد وضعه فجاؤوا للتعرّف عليه، وهو ما يكسب سورة القدر مدلولا أوضح حيث يرصد لوكسنبرغ التقارب بين "ليلة" في اللغة العربية التي تقابلها لفظة "للية" في السريانية. ولفظة "صلاة" التي تقابلها "صلات دي للية" أي صلاة الليل، لذلك يتضح ابتعاد الشرّاح العرب عن المدلول الأصلي لما حالوا على تساوي ليلة القدر مع ألف شهر، لأن المقصود وفق تأويل لوكسمبورغ دائما ليس كلمة "شهر" بل كلمة "سهر" أي قيام الليل. فربط لفظ ليلة السريانية بالسهر أو السهرة يحيل مقصده على أن قيام ليلة الميلاد أفضل من قيام ألف سهرة. وهو ما نعثر عليه ضمن حديث منقول عن عائشة زوجة النبي تشير فيه إلى أن ليلة القدر قد عاينت على أيامها إكثارا من القيام. حيث يوافق ختم التراويح تلك الليلة باعتبار أن الصلوات الشرعية في الإسلام لا تتضمن تكليفا صريحا بقيام اللّيل، وهو ما تعوّد العرب المسيحيون إقامته تزامنا مع أعياد الميلاد.
كما أن الآية الخامسة من سورة القدر التي تتضمن كلمة " سلام" تدفع من جانبها إلى العودة إلى نشيد الملائكة الذي أورده إنجيل لوقا في الفقرة 2 - 14 "المجد لله في العلى وعلى ألأرض السلام" الذي يردده جميع المحسوبين على الديانة المسيحية، مما يحيل على التقاليد السائدة في الكنيسة السريانية التي حدّدت موعد قداس الميلاد لا مع حلول منتصف الليل بل مع ظهور فجر اليوم الجديد، وهو ما قصده النص القرآني في ـ"سلام هي حتى مطلع الفجر"، وما أكده ابن منظور في لسانه أيضا لمّا أشار إلى ليلة التمام وهي أطول ليالي الشتاء المتزامنة مع موعد الميلاد الذي يحتفل بها النصارى ويقيمون فيها الصلوات، لذلك ينتهي لوكسنبرغ إلى الاعتقاد بأن الاحتفال بليلة القدر لدى المسلين لا يشكل غير تواصل وبطريقة مخصوصة مع التقليد المسيحي السرياني في الاحتفال بليلة ميلاد المسيح.
وهكذا يصبح لسورة القدر مدلولا مختلفا لأنه بالوسع يمكن إدراك فحواها على أنه تواصل طقسي لاحتفال الميلاد من خلال رده إلى ليلة السابع والعشرين من شهر الصيام: "إنا أنزلناه (أي الوليد المسيح) في ليلة الميلاد وما أدراك ما ليلة الميلاد وما الذي تعرفه عن ليلة الميلاد، ليلية الاحتفال بقداس فجرها خير من
ألف سهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بأناشيد دينية مقدسة، سلام هي حتى مطلع الفجر.(1)
وفي لقاء كريستوفر لوكسنبرغ مع سامي الذيب يطرح لوكسنبرغ سؤال هل ليلة القدر ام ليلة عيدالميلاد ؟ حيث يقول "
1 – ماذا يعني القرآن بمعنى " ليلة القدر"؟. لم يفهم المسلمون معنى هذا التعبير ، وفهم التعبير هو مفتاح لفهم كل السورة . فما معنى ليلة القدر؟
المفروض اذا كانت كلمة في القرآن غير مفهومة باللغة العربية فيجب علينا ان نترجمها الى مرادفها السرياني لنرى ما معنى هذا التعبير او الكلمة . وترجمة "القدر" الى السريانية تعني بمعنى "حِيلقا " والتي تعني في القران" خلاق او خلق". بينما حِيلقا في السرياني تعني "الحظ"[ او القدر] اي ما يقدِّرُهُ الله ، او ما يقضي الله بالنسبة للأنسان ،أي القضاء والقدر.
لكن " القدر" وحده ، دون "القضاء" ، تعطينا معنى سرياني "حِيلقا". وتعبير آخر ل "حيلقا" هو "بيت يلدا" التي تعني "الميلاد" ، وتعني نجم الولادة ، وتعني عيد الميلاد نفسه . ولذا إعادة السؤال "وما أدراك ما هي ليلة القدر "؟ تعني أهمية هذه الليلة ، يطرح القرآن السؤال مرتين ، "وما ادراك ما ليلة القدر ".
إذا لم نعرف ما معنى "القدر" لن نفهم كلِّ السورة .إذا هنا اعتبر انه يتكلم عن "نجم الولادة"
2 – جواب شرح "ليلة القدر ،خير من ألف شهر، اي ما معنى ليلة القدر، اي يشرح لماذا اهمية هذه الليلة ، ويشبّهها بانها خير من الف شهر.
• عندما نقول " ليلة" المفروض نقول خير من "الف ليلة" وليس خير من "الف شهر". بالقرآن صلاة النهار لها اهميّتها ، لكن صلاة الليل لها اهمية اكثر من صلاة النهار ،لأنّها واجب على المسلم به نافلةَ لكَ" سورة الأسراء : 79 فَتَهَجَّدْ "ومن الَّليل
نافلة لك" النافلة تعبير سرياني ويعني واجبٌ عليك
• فإذن " الشهر" ، سريانيا ، تعني عربيا "السَهَر" ، اي "صلاة ليلة القدر ، خيرٌ ، يعني أهم من ألف صلاة "ليل ". هذا يعني ليلة القدر افضل من الف " سَهر" ، عكس صلاة الصبح , فيكون المعنى : صلاة ليلة القدر (أي ليلة الميلاد) أفضل من ألف صلاة سهر . السهر بمعنى بالليل ، اي صلاة الليل ، اي عدم النوم . كلمة "الشهر " بالعربي بمعنى 30 يوم سريانيا هو"سهرا" وتعني "القمر" . و"شهرا" سريانيا تعني "السَهر".
• اذن " الشهر" كلمة سريانية تعني "السهر" بالعربي
• إذن في هذه الليلة (ليلة ميلاد المسيح ) هي خيرٌ من ألف صلاة "الليل"
• 3 – نأتي الى قراءة "تَنَزَّلُ " خاطئ ،لأنّه تُقرأ "تُنَزِّلُ" . اي نزّلَ يُنَزِّلُ وليس تَنَزَّلُ
ثمَّ يتبع الفاعل "الملائكة والروح فيها " ، الروح الذي يوحي للملائكة
فيها تعني في هذه الليلة او بخصوص هذه الليلة
تُنزِّلُ الملائكة والروح فيها (بالنسبة الى ) باِذن ربّهم من كُلِّ أمر.
ما معنى من كُلِّ أمر؟
أمر : هو تعبير سرياني بمعنى ممرا . وممرا اولا مقال لكن على شكل اناشيد كنسية تُرتِّل في الكنيسة ونُسمّيها ممرا . وهنا بمعنى الأناشيد (ممرا بالسريانية )
4 – سلامٌ هي حتى مطلع الفجر
موضوع هذه الأناشيد ألأساسي هو نشيد الملائكة" المجدُ لله في العُلى وعلى الأرض السلام" راجع انجيل لوقا الأصحاح 2 والآية 14"
فإذا هنا يُشير الى نشيد الملائكة ليلة عيد ميلاد المسيح . والدليل على ذلك انّ السريان يصلّون كُلّ الليل وفي اخر الليل عند الفجر يحتفلون بالقُداس وليس في نصف الليل [ وهذا جاري في الشرق الأوسط الى يومنا هذا ].
إذا هنا كلمة "سلامٌ" هو موضوع هذه الأناشيد . فإذا "سلام" نشيد الملائكة حتى مطلع الفجر الذي يتم الأحتفال الرئيسي للقداس المسيحي .
إذا تعابير هذه السورة "سورة القدر" هي تعابير عن ليلة عيد الميلاد ،إبتداءا من القدر
يتسائل لوكسنبرغ : لماذا يحتفل المسلمين بليلة القدر باواخر شهر رمضان ؟ ويجيب على السؤال فيقول:
لأنّ المسلمين أعتبروا أنّ القرآن نزل في شهر رمضان . أعتبروا انّ القران نزل في ليلة القدر وهذا خطأ وليس صحيحا ألأثنان خطا . ليلة القدر كان يحتفل المسلمين ، وهذا تراث مشترك بين المسلمين والمسيحيين ، حسب حديث عائشة عن الرسول كان يحتفي بالأهتمام بالصلاة ( راجع صحيح البخاري رقم 2020). معنى ذلك انّ المسلمين كانوا يحتفلون بعيد الميلاد. وهذا يكفي ان يعيدوا الأخوة المسلمون ويرجعوا للأحتفال مع المسيحيين ، بالأخص ما ورد في سورة مريم عن ولادة المسيح (2).
المصادر
(1)
http://lotfiaissa.blogspot.com/2016/11/
(2)
كريستوف لوكسنبيرغ - ليلة القدر أم ليلة عيد الميلاد؟

https://www.youtube.com/watch?v=RSUN8uW6OJY&t=4128s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24