الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاءات الثلاثة والدين والسياسة

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2022 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقصد بالفاءات الثلاثة الأعياد الإبراهيمية الكبرى الثلاثة ، التى تزاحمت وتصارعت فى القدس هذه الأيام ، فصح اليهود ، فصح المسيحيين ، وفطر المسلمين ، وعلاقتها بالدين والسياسة ، والإفتراض القائل بأن كل الأديان أحداث سياسية تحولت إلى عقائد ، وما أعيادها الكبرى إلا ذكريات لإنتصارات تلك الأحداث التى أصبحت عقائد ، فكيف هذا ؟ دعونا نبدأ بفصح اليهود الأقدم
عيد فصح اليهود هو الإحتفال بذكرى الخروج من مصر ، ذكرى الخروج من مصر ليست مجرد عملية تحرر من رق فرعون ، ذكرى الخروج من مصر هى ذكرى نشأة أمة اليهود وشعب إسرائيل ، حيث تحولت بقايا قبائل يعقوب (هر) الهكسوسية إلى أمة ، تجمعت حول لواء رجل قوى منها ، سواء كان إسمه موسى أو أوزرسيف كما ذكر مانيتون ، هرب بها إلى سيناء عبر بحر سوف الذى مازلنا نجهل مكانه ، حيث إتخذ لها من قوانين حمورابى شريعة ، ومن خيمة المعبد المصرية مقر عبادة ، وأمرها بغزو فلسطين وتدمير أريحا ، بقيادة خلفه الجسور يوشع ، لتبدأ رحلتها العنيفة مع التاريخ ، المستمرة حتى اليوم؟ الفصح إذن ليس أمراً إلهياً ولاطقساً دينياً، الفصح حدث سياسى ، ذكرى إنتصار على المصريين ، أو بالأحرى ذكرى النجاح فى الهرب من الفرعون مرنبتاح أثناء إنشغاله بصد هجمات الليبيين وشعوب البحر حوالى منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد، حيث قال لهم موسى إذبحوا قرابين من الخراف، ولطخوا بدمائها جدران منازلكم قبل الرحيل حتى لايدخل إليها الموت ، ففعلوا ذلك فى عجلة ورحلو سريعا فى الليل أو عند الفجر قبل أن يختمر خبزهم فلم يحملوا معهم زاداً ، وعلى هذا أصبح الفصح ذكرى هذه الأحداث ، صيام نحو أسبوع ينتهى بذبح خروف وتلاوة أناشيد حزينة عن يوم الخروج المجيد ، ترديد لذكرى إنتصار لايعرف الله عنه شيئاً ، تحولت فيه السياسة إلى عقيدة؟
وماذا عن فصح المسيحيين أو عيدالقيامة المسيحى ، إنه أيضاً سياسة وذكرى إنتصار ، ذكرى إنتصار المسيح على قاتليه الرومان وقيامته من الموت بعد ثلاثة أيام ، مؤسسا لعقيدة جديدة أسقط بها إمبراطوريتهم ولو بعد حين ، أو هكذا إبتدع خيال اليهود فى مواجهة مصابهم الكبير بإعدام الرومان لمسيحهم وزعيمهم يسوع الناصرى الذى آمن به الإغريق أيضا وجعلوا منه إلها كيداً للرومان، الخصوم المشتركين للإغريق واليهود، وزحفوا جميعا بأسلوب المقاومة السلبية للإنتقام للمسيح وإجبارالرومان على الإعتذار، وهو ماحدث فعلاً ولو بعد حين ، سياسة وذكرى إنتصار لا يعرف الله عنه شيئاً ، يحتفل به بنفس الشكل ، صيام ولو صيام طويل ، ينتهى بأكل الفسيخ ، ذكرى توزيع المسيح السمك على حواريه ، والذى أصبح فسيخاً بمرور الزمن
وماذا عن فطر المسلمين ، إنه أيضا سياسة وذكرى إنتصار ، ذكرى إنتصار محمد على قريش فى وقعة بدر ، وليس إحتفالاً بنزول أو طلوع القرآن ، الذى لايعرف الله عنه شيئاً ، صيام ثلاثين يوم على عادة العرب الأحناف ينتهى بالإفطار تمراً ، ثم بتنويعات كعك العيد بمرور الزمن ، أحداث سياسية تحولت إلى عقائد ، تركت لنا ذكريات إنتصارها أعياداً ، نسعد بها ونستمد منها الهوية والأمان ونهنىء بعضنا البعض ، لكنها وبمرور الزمن وتطور المدنية ، أصبحت مجرد خرافات ، ومصدراً للإزعاج ، كما يحدث فى القدس هذه الأيام ،،، وكل عام وأنتم بخير ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غزوه بدر
على سالم ( 2022 / 5 / 1 - 06:23 )
تعتبر غزوه بدر وهى مناسبه انتصار محمد والعصابه على الكفار حسب التراث الاسلامى , لكن الاحدث الحقيقيه لهذه الغزوه تختلف تماما عن هذا السرد الكاذب , الذى حدث فى الحقيقه هو ان محمد سمع من البدو العربان الحراميه عن قيام الكافر ابى سفيان بالسفر هو وقافلته من اليمن الى الشام , خطط محمد وعصابه الصعاليك الدمويه بقطع الطريق على قافله ابى سفيان وسرقتها ونهب الاحمال والبضاعه , اختبأ محمد مع صعاليكه من الصحابه اللصوص وانتظروا قدوم القافله المسافره , عند ساعه الصفر كانت القافله تمضى فى طريقها بسلام الى ان اقتربت من المكان المحدد الذى اختبأ فيه محمد مع اللصوص فى الكثبان الرمليه وعندما رأى محمد القافله اخرجوا الخناجر والسيوف والرماح وهجموا على قافله ابى سفيان المسكين واعملوا فيها قتلا ونهبا وسرقه الاحمال والخيرات ولم ينسوا اسر النساء من اجل الاستنكاح ؟ ؟ هذه لم تكن الا عمليه سطو مسلح اجراميه من اجل السرقه والنهب والاستحواذ على النساء واطلق عليها محمد غزوه بدر ؟ ؟


2 - الرد على الأستاذ على سالم تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2022 / 5 / 1 - 09:16 )
بالطبع أستاذ على كانت غزوة بدر هجوم على قافلة أبى سفيان سواء كانت قادمة من اليمن أو من الشام النتيجة واحدة عملية قطع طريق وكانت مخططة من قبل محمد لإرباك تجارة قريش والقضاء على قوتها الإقتصادية المهم أنه إعتبرها إنتصاره الكبير وإحتفل بها فى عيد الفطر كما إحتفل اليهود بالخروج من مصر والمسيحيين بقيامة المسيح وكل عام وأنت بخير أستاذنا العزيز

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم