الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الارادة لان ترى-

نعمت شريف

2022 / 5 / 1
الادب والفن


بطولة وإخراج: برنارد هنري ليفي
مراجعة: نعمت شريف

"الارادة لان ترى" ، فيلم وثائقي مدته 1 ساعة و 35 دقيقة ، (بطولة واخراج: برنارد هنري ليفي وشارك في إخراجها مارك روسل) ، العرض الأول ، 29 أبريل 2022 ، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة ، هو في الواقع اشبه بمسلسل من مذكرات رحالة في شكل فيديو ، كما يقول المثل "من كل إكليل وردة تصنع اكليلا جميلا". من بوكو حرام في نيجيريا، إلى حركة الشباب الصومالية، ومن الاقتتال الداخلي في ليبيا إلى أفغانستان، ومن غرب كردستان (سوريا)، وجنوب كردستان (العراق)، وأخيرا إلى أوكرانيا، يستحق كل جزء فيلما وثائقيا بمفرده. وكما يبدو ان هذه الأجزاء تم تصويرها في البداية ليس بالضرورة كجزء من قصة لفيلم. وأعتقد أن العنوان المبدع ولكن يلفه الغموض كان يهدف إلى جمع الاجزاء المتفرقة في موضوع واحد الا وهو المأسي، والخسائر البشرية، فالحرب مدمرة أينما وقعت؛ ومن ثم لا يعرض هذا الفيلم النضال الصعب لهؤلاء الناس الذين يخوضونه من أجل الحرية، كما يمكن للمرء أن يستنتج من العنوان.

من النظرة الأولى على العنوان ، قد يسأل المشاهد "من يريد أن يرى ماذا؟" هذا السؤال يدفع فكرة الى امام لأنه يهدف إلى تحريك عقولنا لجلب جميع النقاط الساخنة في العالم إلى الواجهة الامامية ولنسأل أنفسنا "هل هذه هي الطريقة المثلى التي نعبر بها عن إنسانيتنا؟" أم يجب أن نتطلع إلى أفق أكثر إشراقا للبشرية بينما نتجشم عناء المأساة والمعاناة ، ونتعلم أن نصبح بشرا أفضل للسماح لهذا الأفق الأكثر إشراقا بالاستقرار في ذاكرتنا الجماعية والمضي قدما الى مستقبل اكثر اشراقا وبهجة.

إن أوكرانيا، نقطة الحرب الساخنة، التي غزتها قوة عظمى في عالم متعدد الأقطاب تمثل الاختبار الحقيقي للمنافسة بين الشرق والغرب الذي ورثناها من عقود الحرب الباردة، وتمثل الفناء الخلفي لكل من روسيا وأوروبا، وسلة الخبز للعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. أما بالنسبة للسيد ليفي، فمن الواضح أن أوكرانيا تحتل مكانة خاصة، ربما بدرجة أقل لمعظمنا، حيث يخوض الشعب الأوكراني حربا بطولية ضد الغزو الروسي. وقد ارتقى الرئيس زيلينيسكي إلى مستوى الحدث. حيث يقف على ارضية أخلاقية عالية هي المقاومة دفاعا عن بلاده في هذا المنعطف التاريخي. والسؤال هو هل أن استسلام روسيا (إن أمكن بدون حرب نووية) سيحل الصراع التاريخي بين الشرق والغرب؟ يبدو لي أن موقف السيد ليفي المتمثل في عدم التسامح مطلقا / الهزيمة الروسية الكاملة هو موقف متطرف ، "انتصار الغرب الديموقراطي على الشرق الدكتاتوري".

ينطبق التعايش والتسامح على الأشخاص المختلفين عنا بمن فيهم الأعداء. إنه ليس للأشخاص الذين يشبهوننا ونحبهم ونعتز بهم كأصدقاء. كان قتل الاعداء والقضاء عليهم نقطة البداية للبشرية. اليوم نحن نفتخر بتقدمنا وانسانيتنا كبشر حيث يمكننا التسامح والتعايش مع إخواننا البشر بغض النظر عن مدى اختلافهم عنا. بالتأكيد يجب مقاومة العنف والحرب ووقفهما، ولكن هذا لا يعني القضاء على الاعداء وربما ابادتهم. سيعود هذا كابوسا يطاردنا لاحقا.

إن التصوير والعرض ممتاز وتثقيفي والقراءة خارج موضوع الحرب رائعة لأنها تضعنا على وشك عبور عتبة مأزقنا الحالي إلى مستقبل أكثر أملا وإشراقا. يكفي أن نقول إن الفيلم هو من ابداعات الفيلسوف الفرنسي المعاصر برنارد-هنري ليفي. بشكل عام ، إنها 90 دقيقة من حياتنا تستحق ان نصرفها بشكل جيد في الاستمتاع والتفكير. وما عليك الا ان تشاهد "الارادة لان ترى".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع