الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلمو هذا العصر والتاريخ الجزء 2

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الأمة ضعفت عن شريعة القرآن، فحاولت أن تبدل القرآن ليلائمها [تأويله]، ولم تحاول أن تغير نفسها لتلائم القرآن" محمد إقبال.
هل ينسجم تأويل النصوص الدينية مع حاضرنا ومستقبلنا وما يواجهنا من تحديات آنية ومستقبلية؟
هل نلقي اللوم على الشعب المسلم الذي ما زال الحكام يعاملونه على أساس انه رعية وقطيع؟
منذ عدة قرون خلت لم يقدم المسلمون شيئا للعالم، وإن كل ما يستعمله المسلمون في العالم مصنوع من أمم أخرى، فيما توقف المسلمون عن تقديم شيء للبشرية منذ قرون.
لماذا يرفع المسلمون أيديهم في الصلاة ويدعون الله أن ينصر الإسلام والمسلمين؟ ينصرهم على من؟ أ يكون النصر بالجهلة. وإن 30 بالمائة من المسلمين لا يقرأون ولا يكتبون.
أمية خطيرة ونظام استبدادي بمختلف ألوانه وأشكاله يسير عكس حركة التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية، لأنه يقف على طرف نقيض من حرية الإنسان ويجعله أسيرا بيد الجهل والتخلف.
النظم الاستبدادية تقتل في شعوبها إرادة التفكير والتطوير والإبداع وتخلق مجتمعا متأزما. فأسير الاستبداد كما يقول الكواكبي "يعيش خاملا فاسدا ضائع القصد، حائرا لا يدري كيف يميت ساعاته وأوقاته".
المؤسسات الدينية في عالمنا العربي الإسلامي رهينة السلطة السياسية، ولا يمكن لا يمكن تبرئتها من مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية فيما لحق بالعرب والمسلمين من هزائم متتالية .. حيث دخلت في متاهات الفتاوى السطحية التي حولت الإسلام كدين، والمسلمين كناس يدينون أو ينتمون إلى الإسلام، إلى أضحوكة في العالم المتحضر.
بطبيعة الحال المؤسسة الدينية في الوطن العربي منشغلة بقضايا تافهة تشغل بال عامة الناس وتصرف نظرهم عن القضايا الكبرى إلى قضايا صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع. فإشغال العامة بقضايا الزواج والحيض والنفاس، واللحية والجلباب والخمار والنقاب وعذاب القبر وطول الجنة وعرضها والقضايا الطقوسية في ممارسة الشعائر الدينية، كان وسيظل إحدى الاستراتيجيات الناجحة في احتواء الفكر الديني " الشعبوي "والحد من قدرته على طرح الأسئلة المؤلمة لأصحاب القرار السياسي. أزمة المؤسسة الدينية الإسلامية في العالم العربي. تسطيح النقاش الديني أدى إلى ملل أهل الفكر الجدي وتخليهم عن بدل الجهد في الرد على جحافل علماء الفروع. ثانيا، استثمار الديكتاتورية لغياب الشجاعة الفكرية والأدبية لدي الكثير من علماء المؤسسة الدينية لإضفاء شرعية دينية على الحكم الديكتاتوري، عن طريق تسويغ تدخلاته لتقويم التحريف الذي تتعرض له العقيدة الإسلامية من قبل “الضالين” أو حرصا على حماية المؤمنين من زعزعة عقيدتهم من قبل الخارجين عن إجماع الأمة. فالحرص على إجماع الأمة تحول إلى مصدر للشرعية الدينية للحاكم المستبد بتزكية من هذه المؤسسة الدينية نفسها التي تخلت عن لعب دورها في نبذ الظلم والاستبداد
حسب علمي المتواضع أن المؤسسات الدينية الرسمية في كل الوطن العربي من محيطه الى خلجيه وعلى رأسها الازهر لم تعارض يوما في تاريخها النظام العربي الاستبدادي، وظلت تؤدي دورا أساسيا لها وهو تبييض صورة النظام وشرح رسالته للعامة إلى جانب التركيز على الفتاوى التي ذكرتها سابقا.
فقهنا المعاصر محشوا بفقه العصور الوسطى وبثقل الذاكرة المشحونة بالتاريخ والمثقلة بأسباب النزول التي لا تتفق إلا قليلا، والتي تتزاحم فيها فهوم السابقين إلى حد التناقض، الذي كان حتى في وقته يحتمل الصواب والخطأ، جعلته المؤسسات الدينية في وطننا العربي الإسلامي وفي مساجدنا ووسائلنا الإعلامية والجامعية عقائد راسخة لا تقبل الشك، والذي يتعارض تماما في معظمه مع عصرنا وعالم اليوم، الأحرى بالمؤسسة الدينية ان تعكس الدين كمنظومة حضارية إنسانية مهمتها المقدسة خدمة الانسان وليس تبرير الظلم والاستبداد.
فتاوى العصور الوسطى معظمها بالنسبة إلينا الآن كانت في عصرها القراءة بالمعنى الحقيقي المطلوب بشروطها الثقافية والتاريخية المتاحة، ومع ذلك فإن الأوائل لم يدّعوا أنهم استنفدوا كل معاني القرآن الكريم والسيرة النبوية ، ولا أرغموا الناس على اتباع تفسير محدد حتى ولو كان ذلك تفسير ابن عباس الذي زعم المؤرخون أنه جُمع في كتاب، وضياع هذا الكتاب الفذ أو جزء منه -إن كان قد جمع أصلا- يؤكد إيمان الأوائل بنسبية الفهم والفتوى ، وبأن الإجماع على فتوى محددة يلزم به الناس في كل وقت يكاد يكون معدوما خارج المحكم من القرآن، كما يعلن تفاوت الصحابة في فهم النص القرآني بما يجعل مسألة التأويل الواحد الحصري نسبية ، بل بالعكس كانوا ينكمشون أمام معاني القرآن بما هو نص حمال أوجه على حد قول الإمام علي وابن عباس رضي الله عنهما.
أما بالنسبة إلينا اليوم فالأصح أن نسمي تلك التفاسير والفتاوى والشروح في كثير من جوانبها -باستثناء المحكم-بتاريخية القراءة والظروف المحيطة بها ، نفيد منها ونثري بها ثقافتنا الدينية ، بأن نعرف آراء الأولين ونقدر حجم معقوليتها ومدى اتساقها مع محكم النص القرآني ومقاصده الكبرى في ارتباطها بحياة المؤمن في أمسه وغده.
أما تبجيل هذه التفاسير والفتاوى والاكتفاء بها فهو دعم لاحتكار النص الديني، وتقزيم سمج لفهم معانيه بأبعاده وتنوعاته وفضاءاته الروحية الفسيحة، وقتل معلن لإعجازية القرآن وثرائه، وسد منيع يقف في وجه استمراريته في ضخ المعنى لهذا العالم، وحاجز عال أمام انفتاح الكتاب الكريم على التجربة البشرية والتاريخية كيفما كانت وحيثما كانت.
القراءات والفتاوى التي تكرر غيرها في غير ادراك لعصرها وظروفه وبلا ضرورة وبلا فائدة هي قراءة ذات أثار سلبية على عقل المسلم تبخل بالفهم على نص كريم، وتقايضه بفهم عجوز عقيم، إنها قراءات تلقن وتحنط العقل ولا تنير ظلمات تراكمت على المسلمين منذ قرون طويلة وابت إلا ان تستمر وتلقي بظلالها على عصرنا، تسدد ولا ترمي، تسمع لها جعجعة ولا ترى لها طحينا ، تفرح بكثرة العيون ولكنها لا تبصر بها ،وتتغنى بنعمة العقل ولكن لا عقل لها فضلا عن أنها لن تقدم شيئا للمسلم اليوم، شيئا يسقي روحه ،ويغذي فكره، ويلهمه إبداع الحياة من جديد، إن الأمة ضعفت عن شريعة القرآن، فحاولت أن تبدل القرآن ليلائمها [تأويله]، ولم تحاول أن تغير نفسها لتلائم القرآن" محمد إقبال.
هل ينسجم تأويل النصوص الدينية مع حاضرنا ومستقبلنا وما يواجهنا من تحديات آنية ومستقبلية؟
هل نلقي اللوم على الشعب المسلم الذي ما زال الحكام يعاملونه على أساس انه رعية وقطيع؟
منذ عدة قرون خلت لم يقدم المسلمون شيئا للعالم، وإن كل ما يستعمله المسلمون في العالم مصنوع من أمم أخرى، فيما توقف المسلمون عن تقديم شيء للبشرية منذ قرون.
لماذا يرفع المسلمون أيديهم في الصلاة ويدعون الله أن ينصر الإسلام والمسلمين؟ ينصرهم على من؟ أ يكون النصر بالجهلة. وإن 30 بالمائة من المسلمين لا يقرأون ولا يكتبون.
أمية خطيرة ونظام استبدادي بمختلف ألوانه وأشكاله يسير عكس حركة التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية، لأنه يقف على طرف نقيض من حرية الإنسان ويجعله أسيرا بيد الجهل والتخلف.
النظم الاستبدادية تقتل في شعوبها إرادة التفكير والتطوير والإبداع وتخلق مجتمعا متأزما. فأسير الاستبداد كما يقول الكواكبي "يعيش خاملا فاسدا ضائع القصد، حائرا لا يدري كيف يميت ساعاته وأوقاته".
المؤسسات الدينية في عالمنا العربي الإسلامي رهينة السلطة السياسية، ولا يمكن لا يمكن تبرئتها من مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية فيما لحق بالعرب والمسلمين من هزائم متتالية .. حيث دخلت في متاهات الفتاوى السطحية التي حولت الإسلام كدين، والمسلمين كناس يدينون أو ينتمون إلى الإسلام، إلى أضحوكة في العالم المتحضر.
بطبيعة الحال المؤسسة الدينية في الوطن العربي منشغلة بقضايا تافهة تشغل بال عامة الناس وتصرف نظرهم عن القضايا الكبرى إلى قضايا صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع. فإشغال العامة بقضايا الزواج والحيض والنفاس، واللحية والجلباب والخمار والنقاب وعذاب القبر وطول الجنة وعرضها والقضايا الطقوسية في ممارسة الشعائر الدينية، كان وسيظل إحدى الاستراتيجيات الناجحة في احتواء الفكر الديني " الشعبوي "والحد من قدرته على طرح الأسئلة المؤلمة لأصحاب القرار السياسي. أزمة المؤسسة الدينية الإسلامية في العالم العربي. تسطيح النقاش الديني أدى إلى ملل أهل الفكر الجدي وتخليهم عن بدل الجهد في الرد على جحافل علماء الفروع. ثانيا، استثمار الديكتاتورية لغياب الشجاعة الفكرية والأدبية لدي الكثير من علماء المؤسسة الدينية لإضفاء شرعية دينية على الحكم الديكتاتوري، عن طريق تسويغ تدخلاته لتقويم التحريف الذي تتعرض له العقيدة الإسلامية من قبل “الضالين” أو حرصا على حماية المؤمنين من زعزعة عقيدتهم من قبل الخارجين عن إجماع الأمة. فالحرص على إجماع الأمة تحول إلى مصدر للشرعية الدينية للحاكم المستبد بتزكية من هذه المؤسسة الدينية نفسها التي تخلت عن لعب دورها في نبذ الظلم والاستبداد
حسب علمي المتواضع أن المؤسسات الدينية الرسمية في كل الوطن العربي من محيطه الى خلجيه وعلى رأسها الازهر لم تعارض يوما في تاريخها النظام العربي الاستبدادي، وظلت تؤدي دورا أساسيا لها وهو تبييض صورة النظام وشرح رسالته للعامة إلى جانب التركيز على الفتاوى التي ذكرتها سابقا.
فقهنا المعاصر محشوا بفقه العصور الوسطى وبثقل الذاكرة المشحونة بالتاريخ والمثقلة بأسباب النزول التي لا تتفق إلا قليلا، والتي تتزاحم فيها فهوم السابقين إلى حد التناقض، الذي كان حتى في وقته يحتمل الصواب والخطأ، جعلته المؤسسات الدينية في وطننا العربي الإسلامي وفي مساجدنا ووسائلنا الإعلامية والجامعية عقائد راسخة لا تقبل الشك، والذي يتعارض تماما في معظمه مع عصرنا وعالم اليوم، الأحرى بالمؤسسة الدينية ان تعكس الدين كمنظومة حضارية إنسانية مهمتها المقدسة خدمة الانسان وليس تبرير الظلم والاستبداد.
فتاوى العصور الوسطى معظمها بالنسبة إلينا الآن كانت في عصرها القراءة بالمعنى الحقيقي المطلوب بشروطها الثقافية والتاريخية المتاحة، ومع ذلك فإن الأوائل لم يدّعوا أنهم استنفدوا كل معاني القرآن الكريم والسيرة النبوية ، ولا أرغموا الناس على اتباع تفسير محدد حتى ولو كان ذلك تفسير ابن عباس الذي زعم المؤرخون أنه جُمع في كتاب، وضياع هذا الكتاب الفذ أو جزء منه -إن كان قد جمع أصلا- يؤكد إيمان الأوائل بنسبية الفهم والفتوى ، وبأن الإجماع على فتوى محددة يلزم به الناس في كل وقت يكاد يكون معدوما خارج المحكم من القرآن، كما يعلن تفاوت الصحابة في فهم النص القرآني بما يجعل مسألة التأويل الواحد الحصري نسبية ، بل بالعكس كانوا ينكمشون أمام معاني القرآن بما هو نص حمال أوجه على حد قول الإمام علي وابن عباس رضي الله عنهما.
أما بالنسبة إلينا اليوم فالأصح أن نسمي تلك التفاسير والفتاوى والشروح في كثير من جوانبها -باستثناء المحكم-بتاريخية القراءة والظروف المحيطة بها ، نفيد منها ونثري بها ثقافتنا الدينية ، بأن نعرف آراء الأولين ونقدر حجم معقوليتها ومدى اتساقها مع محكم النص القرآني ومقاصده الكبرى في ارتباطها بحياة المؤمن في أمسه وغده.
أما تبجيل هذه التفاسير والفتاوى والاكتفاء بها فهو دعم لاحتكار النص الديني، وتقزيم سمج لفهم معانيه بأبعاده وتنوعاته وفضاءاته الروحية الفسيحة، وقتل معلن لإعجازية القرآن وثرائه، وسد منيع يقف في وجه استمراريته في ضخ المعنى لهذا العالم، وحاجز عال أمام انفتاح الكتاب الكريم على التجربة البشرية والتاريخية كيفما كانت وحيثما كانت.
القراءات والفتاوى التي تكرر غيرها في غير ادراك لعصرها وظروفه وبلا ضرورة وبلا فائدة هي قراءة ذات أثار سلبية على عقل المسلم تبخل بالفهم على نص كريم، وتقايضه بفهم عجوز عقيم، إنها قراءات تلقن وتحنط العقل ولا تنير ظلمات تراكمت على المسلمين منذ قرون طويلة وابت إلا ان تستمر وتلقي بظلالها على عصرنا، تسدد ولا ترمي، تسمع لها جعجعة ولا ترى لها طحينا ، تفرح بكثرة العيون ولكنها لا تبصر بها ،وتتغنى بنعمة العقل ولكن لا عقل لها فضلا عن أنها لن تقدم شيئا للمسلم اليوم، شيئا يسقي روحه ،ويغذي فكره، ويلهمه إبداع الحياة من جديد، وواقع الحال أفصح من كل مقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا