الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية- في البدء كانت الكلمة 1/3

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2022 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يلزم بداية أن نوضح، أن هذا المبحث يقوم على أن:
الكون والوجود الذي يحيا الإنسان في بعض منه. ليس به سوى المادة بمختلف صورها. بقوانينها الطبيعية، وما تنتجه لنا من تكوينات ومظاهر طبيعية عشوائية. لاقصدية ولاغائية.
وأن الوعي الإنساني ناتج عن تفاعل بيولوچي لأعضاء جسد الإنسان المادية. والذي مكن الإنسان من وعي الوجود بحواسه الخمس. كما مكنه بقدرات العقل على إدراك علاقات الواقع. وتحليلها وإعادة تركيبها في منظومات جديدة تحقق مصالحه.
يمكن أن نزعم بقدر لا بأس به من الدقة، أن التعثر الحضاري، والمواجهة الحالية بين ما يمكن أن نطلق عليه الشرق الأوسط أو الشرق الكبير، وبين العالم الغربي وحضارته، ترجـع إلى أساس فكري، إيديولوجياً كان أو دينياً، بأكثر مما ترجع لعوامل مادية أو مصالح واقعية.
فالمصالح المادية تدفع للقاء لا مواجهة مع الغرب وحضارته. بعكس الفكر السائد في الشرق، والذي يتسم في الأغلب بالتوجس والخوف، المدعم بنظرية المؤامرة.
سؤالنا إذن هو:
كيف نفكر نحن شعوب العالم المتعثر حضارياً؟
وكيف يفكر العالم المتقدم دائم التطور؟
إن كان "الفعل" هو محط اهتمامنا كمصدر للتغيير المستمر "للواقع"، يبقى "الفكر" أداة تنظيم هذا "الفعل" باتجاه تلبية أفضل لاحتياجات الإنسان.
"الفكر" بهذه الوظيفة المحددة، ينبغي أن يختلف نوعياً عن غيره من ضروب الفكر. ونعني هنا بالاختلاف النوعي أسلوب إنتاج الفكر، الذي ينعكس على طبيعته. ومن ثم المهمة التي يصلح أن يكون "أداة" لتحقيقها. فعدم التفرقة بين "أنواع الفكر"، واستخدام أحدها لأداء مهمة الآخر، يفضي لنتائج سلبية. فالشائع لدى المثقفين والمشتغلين بالفكر عامة، فيما عدا المشتغلين بالعلوم الطبيعية، أن الفكر هو نتاج عقلي محض. بما لا يبرر تصنيفه على أساس أسلوب الإنتاج. فالفكر وفق هذا التصور ينطلق من مقولة: "في البدء كانت الكلمة".
بمعنى أن البداية كانت فكرة Logos، تجمع ما بين الفكر المبدع والقوة الفاعلة الموُجِدَة من عدم. فأنتجت مادة، وحياة مفارقة لها مبثوثة فيها من خارجها. وبالفكرة المبثوثة دوماً من الخارج تتطور الحياة. وكلما أنتج العقل أفكاراً أروع وأنبل، مقترنة بالقوة المفروضة اللازمة، كلما أمكن تطويع الحياة للوصول لصياغة أفضل للواقع.
هنا يتبدى الفشل في فهم طبيعة الفكر ودوره. فمصدر الفكر ونوعيته يحدد مجال صلاحيته. فالفكر الذي نحسبه يصدر عن المطلق المتعالي. أو عن العقل المجرد للفيلسوف التقليدي، الذي نتصوره جالساً في برج عاجي منعزلاً عن الوقائع العينية. هذا يمكن أن يكون مفيداً لإنتاج بعض أنواع وليس كل الخطاب الأدبي. وكذا يصلح لما نطلق عليه التصورات الميتافيزيقية. أما الادعاء بمركزية الكلمة المنتجة بهذه الطريقة في عملية التحكم وصياغة الوجود العيني للعالم المادي، فهو ما اكتشفت البشرية زيفه، مع ظهور الفلسفات التجريبية. وكان لابد بعدها من سقوط الإيديولوچيا، بما يشوبها من فكر مفارق، رغم ادعاءات مرجعية الواقع.
مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يوجد فكر متعال ومفارق تماماً لحقائق الحياة المادية. وما نتصوره على هذا النحو ليس أكثر من فكر غير ملتزم التزاماً صارماً بها. ويتعداها إلى "شطحات خيالية".
فتصور ملائكة ذات أجنحة هو بصورة عامة "هلوسة خيالية". لكنها متصلة بحقائق واقعية، تم الخلط بينها بصورة مبتكرة أنتجت لنا وهماً محضاً.
وكذا حقائق وجود الحكام الأرضيين وأحلامنا في كيفية أدائهم، وتصوراتنا لمدى قدراتهم على تحقيقها. قام الفكر الخيالي الإنساني بالذهاب بها لتصور آلهة تسكن السماء، ذات قدرات وسلطات مطلقة. وذات صفات أخلاقية يتحقق فيها الكمال الأخلاقي الذي نتصوره.
بالطبع لا يمكننا هنا أن نتجاهل ما تحقق في بدايات الحضارة الإنسانية من إيجابيات نتيجة هذه النوعية من التفكير. فما وصفناه عاليه ب"شطحات خيالية"، لم يكن دوماً أوهاماً وخزعبلات. بل وكثيراً ما شكل للإنسان أجنحة يحلق بها. ليس مفارقة للواقع، وإنما سمواً به نحو الأرقى.
لكن الأمر لم يكن هكذا دائماً. فقد كان في الأغلب تهاويم وضياعاً في تصورات خيالية. مازال البعض الباقي منها حتى الآن، يشكل عقبة كأداء في طريق الشعوب المتمسكة بها.
في البدء أنتجت لنا قوانين الطبيعة بعشوائيتها حياة همجية، صاخبة، تصادمية وعمياء. مع بداية فجر الوعي شرع الإنسان يراقب عالمه، تجربة بأحاسيسه عبر تأثيرات عالم الأشياء المحيطة على جسده. وتأملاً بعقله الطفل. فاكتشف العلاقات بين الأشياء. محققاً نقلة رائعة في نظرته للعالم كعالم من العلاقات. وليس ركاماً من الأشياء المنعزلة الخامدة. محصلاً "المدخلات" الأولى لعقله، الذي لم يكن بعد قد أنتج "مخرجات"، التي نسميها الآن أفكاراً.
إذا كان هذا يبدو واضحاً ومنطقياً، فلماذا شاع تصور "مركزية الكلمة"، بدلاً من "مركزية الفعل"، الذي تتحقق فيه العلاقات بين الأشياء. لتكون المرحلة التالية، أي "الثانوية"، في العقل الذي يدرك كنهها وما تكونها منظومات، مطبقاً عليها ما توصل إليه من مقولات: ( العلة، السببية، الكم، الكيف، .....). بما يمكنه من السيطرة عليها. وإعادة نظمها وفق تصورات جديدة، أقدر على تلبية احتياجاته. فتأخذ العملية هذا التسلسل:
فعل (ظاهرة طبيعية)—> ملاحظة علاقات—> تحليل وتفكير—> تركيب تصورات جديدة تطبيق (1)—> تغذية مرتدة من النتائج المتحققة—> تطبيق معدل (2)، ........ وهكذا في عملية تطور دائم لتحقيق الأفضل.
يلاحظ أن تطبيق تصورات العقل يتلوه رصد العلاقات الجديدة، وتقييم نتائجها، ومقارنتها بالمستهدف. لاستخلاص معلومات لعملية تغذية مرتدة لآلية التفكير (العقل). مما يؤدي لتصحيح أي نتائج غير مرغوب فيها. لتكون التغذية المرتدة المستمرة، مدخلات دائمة متجددة للعقل. تكفل آلية استمرار عملية التطور. بمعنى أن عملية التطوير هكذا لا تكون نتيجة لتدخل تصحيحي طارئ بين وقت وآخر، قد يتم وقد لا يتم. ولكنها مكون أساسي من مكونات العملية المستمرة، باستمرار ممارسة الإنسان لحياته، والعقل لفعالياته. وبكلمات أخرى، يتسم هذا النوع من التفكير بما نسميه "النزعة النقدية" للواقع. لتغذية العقل بمدخلات جديدة، لينتج مخرجات جديدة، تؤدي لتطبيقات جديدة، تكون من جديد موضوعاً للنقد، وهكذا.
من هنا يمكن أن نرى أن مفهوم كلمة "تقدم" و"مجتمع تقدمي" ليس مجرد حكم "قيمة" على وضع قائم. ولكنه وصف لطبيعة عملية نقد الواقع وتعديله، بوصفها "زحفاً مستمراً" للأمام.
وهذا بالطبع يختلف جذرياً مع منهج "مركزية الكلمة"، الذي يبدأ بمسلمات، ثم تفكير تفسيري أو إبداعي، يخرج بتصورات معيارية، تجري محاولات لتطبيقها على أرض الواقع، لتجري العملية على النحو التالي:
مسلمات—> تفكير تفسيري أو إبداعي—> تصورات معيارية—> تطبيق عملي—> تغذية مرتدة من النتائج المتحققة—> إعادة محاولة قسر الواقع على تحقيق المطلوب (باعتبار الفكر الذي حاولنا تطبيقه مقدساً أو مطلق الصحة. وأن الخطأ حتماً في التطبيق).
ويلاحظ على هذه العملية ما يلي:
 لا تتسم عملية التفكير بنقد المدخلات، لأنها تعتبرها مسلمات أو مقدسات غير قابلة للنقد، لأنها ميراث الأجداد، أو نص مرجعي ديني أو إيديولوجي.
 تعتبر مخرجات العقل "تصورات معيارية" مطلقة الصحة، لاستنادها للنص المرجعي وفتاوى مفسريه أصحاب الفضيلة والقداسة، أو لأنها نتاج العبقرية المبدعة لمنظري السلطة السياسية أو الاجتماعية.
 تقتصر عملية التغذية المرتدة من التطبيق على استكمال التطبيق أو تصحيحه وفقاً للتصورات المعيارية. وهذا هو الحد الأقصى للتطور أو التغيير الممكن في هذه الحالة. وهو محاولة الوصول لتحقيق التصورات المعيارية. ليكرس الجهد بعد ذلك للمحافظة على ثبات الوضع.
 التغيير الأعمق لا يتم إلا بالتصادم مع العملية الجارية بواسطة طارئ خارجي، عبارة عن عنصر "رفض".
وقد يكون الرفض عملياً، فيتجه لرفض التطبيق المعياري، الذي يمتد إلى رفض التصورات المعيارية ذاتها، أي مخرجات العقل. ويؤدي لفقد الثقة في العقلية القائمة بالتفكير أو التفسير. مع بقاء الثقة في مدخلات العقل. وهي المسلمات والنصوص المقدسة باختلاف أنواعها. ويكون التغيير بواسطة مفسرين أو مؤولين "جدد" للنصوص.
أو يمتد الرفض إلى المسلمات والنصوص المرجعية. ليتم استبدالها بمرجعيات ونصوص جديدة.
من الواضح أن التغيير هنا يلزمه ثورة شعبية وفكرية لإيقاف العملية الراسخة واستبدال مقوماته. مما يعني أن المجتمعات التي تأخذ بمركزية الكلمة عليها أن تختار إما التغيير أو الاستقرار. أما التغيير المستمر في بيئة مستقرة، فلا وجود له هنا.
إذا كان تاريخ البشرية هو قصة التطورات الضخمة، وأعمال العنف الضخمة، فهل يكون منهج "مركزية الكلمة" هو العامل الأساسي لذلك؟
هل الدمار والضحايا التي قدمتها البشرية كانت ثمناً لاعتناق "في البدء كانت الكلمة"؟
إذا كانت الإجابة بنعم ستبدو تعميمية ومتطرفة، فإن علينا أن نكتفي بالقول أنها أحد الأسباب. ويبقى التساؤل عن سر رواج واستمرار تصور "مركزية الكلمة" طوال كل تلك الدهور.
بدأ الإنسان بجمع أفكاره من واقع التجربة. وكانت ومازالت التجربة مجهدة ومحدودة، لتواضع إمكانيات الإنسان، خاصة في البدايات. وكان خياله قد أخذ ينمو بحرية، وبمعدل أسرع من معدل نمو قدرته على الفعل والتجربة. أي كان معدل توارد الأسئلة أكبر من معدل الإجابات المستمدة من التجربة. فكان أن تطوع العقل بإجابات منفردة. ومع الوقت صار لدى الإنسان نوعان من الأفكار لم يستطع في البداية التفريق بينهما:
 النوع الأول خصب ووفير ومدهش، وهي الأفكار التي خلقها العقل مستعيناً بصور الواقع، دون أن يلتزم بالعلاقات الطبيعية الواقعية بين تلك الصور، فخلق عالماً موازياً مبهراً.
 والنوع الثاني بعد طفل، لكنه ينمو بإصرار، ليحقق للإنسان حياة أفضل. متخذاً صورة الخبرة التجريبية. فصنع الإنسان أدواته ومسكنه وملبسه، بل وأوصلته لصنع الأهرامات العظيمة.
ولم يكن الوقت قد حان بعد لظهور نتائج العلم التجريبي بصورته المنهجية النظرية والرياضية. والتي راحت سريعاً لتطبيقات على مستوى "الفعل" بمسمى "التكنولوچيا". لتحل محل الخبرة التجريبية.
كان هناك إذن – ومازال – أهل الفكر المحض ( مع التحفظ على جدية كلمة محض)، وأهل الفعل (الشغيلة من العامة)، كل ينتج بطريقته. ولقد كان المصريون القدماء رواداً في المجالين، لكنهم في الفعل كانوا أعظم الجميع بمقاييس زمانهم.
أهل الفكر يبثون أفكارهم قولاً ثم كتابة، ولا يكادون يبلون أطراف أصابع أقدامهم في بحر الفعل. وأهل الفعل في الجانب المقابل، لا يكادون يجيدون غير الفعل والإنصات لأهل الفكر والسلطة. والاستمتاع بإنتاجهم المدهش. الذي تعوضهم أحلامه الملونة عن شقاء واقعهم.
لكل ما سبق تغلب الفكر المتعالي، وسادت "مركزية الكلمة". فكانت الأساطير والسحر والأديان ثم اليوتوبيات والتراث الفلسفي العظيم والإيديولوچيا. واحتاجت البشرية لعشرات القرون، لتعلن أخيراً موت الأيديولوچيا والميتافيزيقا. ونهاية التاريخ المؤسس على الفكر المتعالي.
لتكون المركزية من الآن فصاعداً هي "مركزية الفعل"، الموجه بالفكر الأرضي لا السماوي. المستنبط من الحقل والمعمل. لا من جماجم عبقرية سجينة أبراج عاجية. فكر المنهج العلمي الحديث.
ولن يقول المثل الشعبي بعد الآن أن "العلم في الراس ولا في الكراس". لأنه في المعمل والحقل.
ولأن "في البدء كان الفعل". لن نقول بعد مع ديكارت: "أنا أفكر إذن أنا موجود"، وإنما "أنا أفعل إذن أنا موجود".
لم تكن الغفلة وراء تأخر هذا الإعلان، فقد كان لابد من تزايد معدل نمو المعارف والأفكار المستمدة من الفعل، وتراكمها في جميع المجالات. لتضيق الفجوة أو حتى تنعدم بين طموح الإنسان للفهم، وبين قدرته على إنتاج معرفة حقيقية. فعندها فقط تنتفي الحاجة إلى الميتافيزيقا بجميع أنواعها.
هل آن للكهنة والفلاسفة وأصحاب الرؤى اليوتوبية السامية أن يبحثوا عن مهنة شريفة يتكسبون منها قوتهم؟
ملاحظــات:
 الكلمة المتعالية بحاجة إلى قوة لفرضها على الواقع. بالإضافة للقوة اللازمة لإزالة الوضع القديم. بعكس الكلمة المستولدة من الواقع، التي يكون الواقع مهيأ لقبولها بالحد الأدنى من الجهد. وفي هذا تعضيد للربط بين "مركزية الكلمة" والعنف على أساس مبدئي.
 النجاحات التي تحققها الرؤى المتسامية على أرض الواقع وقتية ومظهرية، لا تلبث أن تتصدع. ولا يبقى منها غير آثارها السلبية. وما قد يكون بين ثناياها من أفكار تنتمي "لمركزية الفعل".
 في الواقع لا تكون النظريات والأيديولوجيات صافية الانتماء لأي من النقيضين، مركزية الكلمة ومركزية الفعل. ويعتمد التصنيف على النسبة الغالبة لكل مكون منها. مع ملاحظة وجود نظريات نصنفها متسامية رغم قيامها على استخدام بعض حقائق من الواقع. وذلك لقيام العقل الذي صاغها بانتقائها تعسفياً، من بين العديد من حقائق الواقع، متجاهلاً ما عداها. ثم تدخله في الربط بين ما انتقاه، بعلاقات مفارقة وتعسفية. ليخرج علينا في النهاية بنظرية طوباوية مثالية. رغم ردائها المادي. وخير مثال لنا هو "المادية الجدلية" لماركس.
 لم يكن كل ما أنتجه الفكر المحض مجرد أوهام، بل استطاع الإنسان في بعض الأحيان أن يتخيل ما أثبتته التجارب بعد ذلك. مثل النظرية الذرية لديموقريطس.
 لم ننكر في مقاربتنا هذه إيجابيات منهج "مركزية الكلمة" عبر التاريخ، رغم ضخامة سلبياته. فربما كان بمثابة أجنحة حلق بها الإنسان فوق عصور الظلمة.
 إذا كانت الشعوب المتقدمة قد انتقلت بهدوء في معظم الوقت إلى "مركزية الفعل"، فإن المأمول أن تفعل باقي الشعوب ذلك تدريجياً. بحيث تنسحب من "مركزية الكلمة"، بذات معدل تزايد قدرتها على تفعيل نهج "مركزية الفعل". ذلك حتى لا تتصدع مجتمعاتها، تحت ضغوط تغيرات لا تكون الأرض ممهدة لاستقبالها. وهذا لا يعني الاستكانة لواقعها المتخلف، وأن تستمرئ ما هي فيه. فتأخر عملية الانتقال باهظ الثمن.

سوف نناقش في الجزأين التاليين من هذا المقال بعض ما يلح على العقل الشرقي الآن من تراث "مركزية الكلمة". ما يمكن تشبيهه بحجارة مقدسة تعترض نهر الحضارة المتدفق من الشمال إلى صحراواتنا.
سوف نتناول "مفاهيم الهوية".
ثم "الخصوصية والذاتية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 150-Al-anaam


.. 154 al anaam




.. 158 al anaam


.. 159-Al-anaam




.. عمرو كامل يروي تجربة انضمامه لتظيم الإخوان قبل اغتيال الرئيس