الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات (2) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام

موريس صليبا

2022 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة قرآنكم؟

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (سورة 39، أية 23)
أيّها المسلمون، عليكم بادئ ذي بدء بقراءة القرآن كاملا في اللغة التي تفهمونها. ومن لا يفهم العربية، من المستحسن له أن يقارن ترجمات القرآن المختلفة كي لا يبقى لديه أي شكّ. لتكن لديكم الجرأة لاتّخاذ موقف محايد وموضوعي، وذلك لرصد التعاليم الواردة فيه ومدى خطورتها.
بقول لنا فقهاء المسلمين ويردّدون: "تستحيل نظريّا ترجمة القرآن".
فكيف تريدون إذا أن يفهمه غير الناطقين بالعربيّة. فإذا لم يترجم بهدف الاستخدام الدينيّ والفهم الحقيقيّ، سيُحرم أكثر من 80% من المسلمين غير الناطقين بالعربيّة من الصلاة، وبالتالي لن يفقهوا شيئا على الإطلاق من مضمون هذا الكتاب. ليست استحالة ترجمة القرآن المزعومة سوى وسيلة دفاع وحماية الإسلام من غير المسلمين الباحثين عن فهم مضمون النصّ. لذلك يزعم فقهاء الإسلام بأن فهم معاني القرآن لا يمكن إدراكها في لغة أخرى غير العربية، وهكذا يغلقون الباب على غير المسلم الذي لا يعرف العربيّة لتكوين فكرة واضحة عن القرآن.
لا قيمة لهذه المقولة ولا يبرّرها أي أساس علميّ. إنّها مرفوضة نصّا وتفصيلا. في هذا الإطار، نجد في ترجمة مؤلفات الأديب البريطاني الشهير، وليم شكسبير، صعوبة أكثر من حيث الدقّة من ترجمة القرآن. وبالتالي تُترجم كتاباته دون مشكلة وتُقرأ وتُفهم عالميّا أكثر بكثير من القرآن.
أما مقولة بعض المسلمين الشهيرة، "نعم، ولكن هل تعرف العربيّة كي تتكلّم عن القرآن؟"، فلا قيمة لها أيضا على الإطلاق. فهم أيضا لا يفهمون حتما العربيّة التي تكلّم بها محمّد، وبالتالي لا يعرفون غالبا اللغة العربيّة الحديثة، خاصّة إن كانوا يعيشون في الغرب.
بما أنّكم تؤكدون باستعلاء أن قرآنكم المزعوم هو كلمة الله، كتاب أزليّ غير مخلوق مثل الله، وهبة من هذا الإله أكثر من أي كتاب آخر، لذلك يُفترض بهذا الإله أن يرسل ويبشّر بقيم إنسانيّة وأخلاقيّة، ويشوّق إلى استخدام كتابه كمرجع. فإلهكم يصف نفسه بـ"المجيد" (50،1)، بـ"الحكيم" (63،2)، بـ"المبين" (15،1). إذا كان من الممكن أن نجد بعض الجوانب الإيجابيّة في بعض آيات القرآن، فإنّها وللأسف ليست تلك التي تؤخذ بعين الاعتبار، بل بالعكس. فقد نسخها إلهكم بنفسه، ولم يعد لها أي قيمة أو مفعول.
*
يحاول فقهاؤكم وشيوخكم باستمرار إخفاء أصول القرآن المريبة، بما فيها طريقة تحريره واستنباطه. لذلك نعمد سوية إلى تحليل مضمونه عبر المسبار والميزان، والتنقيب فيه، كاشفين عما ورد فيه من أخطاء وأكاذيب وتعاليم عبثيّة وعنصريّة وإرهابيّة ضد غير المسلمين، والكشف عن عدائه للساميّة، إضافة إلى العديد من الآيات التحريضيّة على الكراهية والقتل والجهاد، وهي تعاليم لا تليق إطلاقا بكتاب يزعم بأنّه "مقدّس ومن وحي إلهي". لا بدّ لكم من أن تباشروا بعمليّة نقد سليمة وموضوعيّة كي تتمكّنوا أخيرا من إدراك حقيقته والتحرّر من سيطرة هذا الكتاب المضلّل، والذي لا يحترم الكائنات البشريّة، بدأ منكم ومن أمّهاتكم. برهن هذا الكتاب وكشف كفاية عن ضرره ومخاطره في حياتكم اليوميّة. لذا يعمد المدلّسون إلى تزيين غلافه بأجمل فنون الزخرفة العربيّة سعيا إلى إخفاء مضمونه المفسد والمدمّر، بعيدا عن بصركم وبصيرتكم.
نعرف أن القرآن كتاب منحول، غير أن المدافعين عن الإسلام يخفون ذلك ويتنكّرون له. فكتابته تمّت بعد موت محمّد (قُثم عبد اللات) ودامت فترة طويلة من الزمن. كشفت دراسات علميّة معمّقة وأكيدة عن أنّ ما لا يقلّ عن خمسين شخصا شاركوا في كتابة القرآن تدريجيّا خلال فترة دامت ما لا يقلّ عن قرنين من الزمن. ومع ذلك، ما زال فقهاء المسلمين وأئمة السلاطين وشيوخ الدجل والتضليل يزعمون باستكبار واستعلاء بأن الله "نزّل هذا الكتاب تنزيلا، وقرآنا عربيّا، غير ذي عوج، لا ريب فيه، ولا اختلاف، ولا ينطق على الهوى".
*
الأبجديّة العربيّة التي نعرفها والتي اخترعها ونظّم قواعدها وبوّبها رهبان مسيحيّيون سريان، لم تظهر بشكلها المعروف إلا في بداية القرن الثامن ميلادي.
بالنسبة لعلماء الاختصاص، مثل المؤرخ البريطاني "جوهن واندسبرغ" الذي قام بدراسة تحليليّة مفصّلة لهذا الموضوع، يؤكّدون على أنّ كتابة القرآن لم تنته قبل منتصف القرن التاسع. فقد اقتضى الأمر أكثر من قرنين، كي يوضع نصّ القرآن كتابة في أكثر من ثلاث روايات مختلفة، حتّى تمّ القبول به واعتباره نصّا أصيلا. غير أن القرآن الأكثر قدما اُكتشف في إحدى مساجد اليمن عام 1972، ولم يُكشف عن مضمونه لأنّه يختلف كثيرا عن مضمون النصّ القانونيّ الحاليّ المعترف به رسميّا، ومن شأنه أن يدفع إلى الشكّ حول حقيقة القرآن المزعومة بأنّه غير مخلوق وحول أصل معتقدكم. وقد اتّضح أنّه قرآن بعيد كل البعد عن أركان الإسلام الرسمي الراهن، كما هو على تناقض أحيانا مع ثوابته وأسسه العقائدية.
*
"[...] نستطيع الاستنتاج بأن القرآن يضمّ نصوصا تعود إلى أكثر من ثلاثين محرّرا ومن الأكيد إلى أقلّ من مائة، ومن المحتمل بلوغ هذا العدد إلى الخمسين. فقد قسّمت مساهماتهم إلى فقرات وجرى جمعها ودمجها عمدا [...] فالفوضى البارزة في القرآن يلاحظها ويتضايق منها كل قارئ. [...] هذا الاضطراب المعتمد يحجب واقع تحرير الكتاب من قبل عدد كبير من الكتبة المستقلّين خلال فترة طويلة من الزمن [...] دامت قرنين تقريبا." هذا ما كشف عنه "جان-جاك فالتر" (Jean-Jacques Walter) في كتابه "القرآن كما يفسّره نظام الشّفرة"، (Le Coran révélé par la Théorie des Codes) منشورات باريس، 2014، ص 221.
في الواقع، النسخة الحاليّة للقرآن لم تقرّ رسميّا وقانونيّا إلّا عام 1923 من قبل معهد الأبحاث الإسلاميّة التابع لجامعة الأزهر في القاهرة. هذه المؤسسة هي مسؤولة عن الاهتمام بكلمة الله المزعومة، أي القرآن، وصيانته والتعليق عليه وتفسير آياته، كما هي ملتزمة ومولجة بحماية وتثبيت أكاذيب واحتيالات كتبة القرآن، وإعطاء ظاهرة التماسك والتشابه مع هذيانها اللاهوتي. لذلك لا نستطيع إلا التشكيك والاستهجان والذهول أمام التأكيدات الباطلة التي تطلق دون أي برهان مقنع من قبل المسلمين الذين يدّعون تمسّكهم بالقرآن كما أنزله الله على محمّد. وهنا نقول: المجد والعزّة والكرامة للتقيّة المحتّمة التي لا مفرّ منها، إذ بدونها لانهار الإسلام وزال منذ زمن بعيد، كما يزول براز الجمل في رمل صحراء الجزيرة العربيّة.
*
هل توجد في الإسلام حقائق أكثر صحّة من غيرها؟ وهل توجد في الإسلام أقوال منسوبة لله أكثر صدقيّة من غيرها؟ وهل توجد في الإسلام قرائين غير مخلوقة أكثر صحّة وصدقا وأزليّة من غيرها؟
أيّها المسلمون! ألا ترون، قبل كلّ شيء، كم هو غريب عدم وجود أو اكتشاف أي أثر تاريخيّ يمكن التحقّق منه للرسائل التي نقلها الملاك جبريل، كما تزعمون، في فترة لا تقلّ عن عشرين سنة إلى صديقه محمّد (قثم عبد اللات) في البادية العربيّة!
كيف يُعقل عدم تدوين رسائل الوحي الإلهيّة إلى محمّد حالا بعد نزولها، وهو أمر كان من السهل ومن البديهي تحقيقه بالنسبة لحدث خارق الطبيعة، حتّى في مجتمع ذي تقاليد شفهيّة؟
ومع ذلك، لا تستند العقيدة الإسلامية بكاملها إلّا على هذا الوحي المزعوم بواسطة الملاك جبريل. بالمقابل، نرى موسى الذي يبدو أنّ الله كلّمه مباشرة أيضا، ينزل عن سفح جبل سيناء حاملا معه لوح الوصايا محفورة على الحجر.
حتّى وإن افترضنا بأن الملاك جبريل نقل إلى محمّد رسائل بعيدة الاحتمال، فمن يستطيع فعلا تأكيد حقيقتها أو مضمونها؟ لا أحد يعرف أو يستطيع أن يقول أو أن يؤكّد أو أن يثبت أي شيء حول ذلك. فلا أثر لأي مصدر موثوق به أو لأي كتابة أصيلة تسمح بإيجاد رسائل الملاك جبريل المزعومة أو كلمات وأقوال محمّد بالذات. فالشكّ حول أصل القرآن ومضمونه لا يمكن تبديده. لذلك يحقّ لنا التساؤل حول أصالة القرآن، كما يُفترض بكم، أنتم المسلمون، أن تتساءلوا وأن لا تبقوا كالمؤمنين السذّج المستعدّين لاقتراف كل أنواع الرعب والجرائم للدفاع، دون تبصّر ودون إثبات، عن كتابكم المقدّس، القرآن، المصدر الأول لكل الويلات والمآسي الحالّة بكم.
بالرغم من الشكوك حول أصله المريب وحول الكتبة الذين ساهموا في تحريره، إن رسالة القرآن تبقى واضحة. كل الحروب التي قام بها المسلمون منذ أربعة عشر قرنا تعتبر من وحي القرآن، وكذلك من وحي السنّة التي تتحدّث عن الأعمال السيئة التي مارسها محمّد في حياته، وكذلك أصحابه وخلفاؤه. كما أنّ كلّ الأعمال الإرهابيّة اليوميّة التي تقترف باسم الله منذ نشأة الإسلام لها مصدر واحد، ألا وهو القرآن. هذا الكتاب يدعو باستمرار إلى الإجرام بحقّ الإنسانيّة، كما يحثّ المسلمين على الإرهاب والكيد والجهاد.

أيّها المسلمون! إقرأوا القرآن بكامله وتجرّأوا على مواجهة مأساة حياتكم والمعضلة المحزنة والمؤلمة التي تتخبّطون فيها!
خذوا سورة البقرة في قرآنكم. ستجدون فيها أكثر من 14% من الآيات الواردة فيها ذات طابع كيديّ، عنصريّ، ازدرائي، مجاف. إليكم بعض الأمثلة: "ولهم عذاب عظيم" (الآيات 7 - 10- 85 - 104 - 174)، "الله شديد العذاب" (165 - 174)، "وللكافرين عذاب مهين" (90 - 114)، "هم الخاسرون" (27)، "ويلّ لهم" (79)، "أولئك أصحاب النار" (39 - 83 - 167 - 217 - 221 - 257)، "النار... وقودها الناس" (24)، "أصحاب الجحيم" (119)، "حسبُهُ جهنّم" (206)، "كونوا قردة خاسئين" (65)، "السفهاء" (13)، "صُمٌّ بُكمٌ عُمى" (18)، "وما للظالمين من أنصار" (270)، "لعنهم الله" (88 - 159 -161)، "ضُربت عليهم الذلّة والمسكنة بغضب من الله" (61)، "الله عدوّ الكافرين" (98)، "أنزلنا ... رجزا من السماء" (59)، "واقتلوهم حيث ثقفتموهم ... أخرجوهم... قاتلوهم" (191 - 194 - 244)، "كُتب عليكم القصاص في القتلى الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى" (178 - 179)، الخ. وهناك آيات أخرى أسوأ من هذه يطالعنا بها أيضا القرآن.
وفي هذا الكتاب الذي تنسبونه إلى الله نجد كلمة "حرب" 9 مرّات، و"عذاب" 12 مرّة، و"الكافر" 47 مرّة. أما فعل "قتل" ومشتقّاته فيرد 65 مرّة، و"نار جهنّم للكفرة" 150 مرّة. ويوصف "الكافر" بشكل عنصريّ 155 مرّة. وتعود السعفة الذهبيّة إلى كلمة "قصاص" التي تتكرّر 355 مرّة.
مثل هذه الأوصاف تجعل من القرآن أسوأ كتاب يضمّ عبارات تدلّ على كره غير المسلمين، وعلى التمييز العنصريّ والإجرام والازدراء بالآخرين، وهي أوصاف استنبطها بشر مجرّدون من كلّ حاسّة إنسانيّة. ألا تجدون في كل ذلك مبرّرا للانتفاضة ضد هذه التعابير والتعاليم البربريّة الواردة في كتاب يُزعم بأنّه غير مخلوق ومنزل من السماء أو من وحي إلهي؟ أليست هذه إحدى الإثباتات العديدة التي تكشف عن استحالة كون القرآن من وحي إلهي؟
إنّ فعل "أحبّ" لا وجود له إطلاقا في القرآن. "فالحبّ" ليس معيارا أو مبدأ قرآنيّا ولا إسلاميّا، بل العكس تماما. إله الإسلام لا يعرف إطلاقا الحبّ الحقيقي. فهو ليس "محبّة" للذين يقاتلون ويعذّبون ويذبحون ويحرقون الناس باسمه.
أيّها المسلمون! إلهكم لا يرغب إطلاقا بترقية نفوسكم نحو الأسمى، كما لا يتمنّى السلام والمساواة بين البشر.
إله الإسلام يعترف بأنّ الإنسان المسلم مضمّخ ومليء بالغلّ. فهو يعلن بوضوح بأنّه سيحرّر قلوب المسلمين من الكراهية في الجنّة، وهذا أمر ضروري لكل مجاهد صالح. "ونزعنا من صدورهم كلّ غلٍّ" (سورة 7،43). ألا يزعجكم، أيّها المسلمون، أن يعتبركم إلهكم كائنات حقودة كارهة مؤذية وأداة لفعل الشرّ؟
لا بدّ لكم من مواجهة حقيقة القرآن والشعور بصدمة قاسية، كي تستفيقوا أخيرا من سباتكم وتتحرّروا من حشو الكلام المشوّش. أكرّر ذلك على مسامعكم، كي يبذر الشكّ في عقولكم، ويستقرّ بانتظار الفرصة السانحة كي ينبت وينمو ويأتي بثمار صالحة. افتحوا أعينكم وقلوبكم، وانصتوا إلى عقلكم السليم كي تتحوّلوا إلى أناس واقعيّين بكل معنى الكلمة.
*
"عندما أوحى الله بالآيات التي تأمر بالقتال، نسخ كل الآيات الأخرى التي تحثّ على الصبر." (الطبري، تاريخ الأنبياء والملوك، ج 3، ص 125)
وهنا أيضا، ألا تنزعجون وتُصدمون عندما تقرأون أن الله يوحي لكم في البداية بآيات تدعو إلى الصبر والتسامح، ثم يعمد، في فترة لاحقة، إلى نسخها واستبدالها بآيات متناقضة تماما؟ ألا يستطيع الله العليم "الكليّ العلم" أن يوحي بآيات ثابتة وعادلة منذ البداية؟ وبالتالي، ألا تلاحظون معي وجود آيات مقبولة في بداية رسالة محمّد في مكّة، نسخها هذا الإله واستبدلها لاحقا بآيات مؤذية تحثّ على الكراهية والحرب والانتقام والقسوة والفظاظة والقتل والترهيب؟ إذا كان هذا الإله يبدّل وينسخ بعض الآيات، ألا يعني ذلك اعترافا منه بخطئه وخداعه للبشر؟ كيف توفّقون بطابع القرآن غير المخلوق وبكليّة علم الله الذي يبدّل وحيه وفقا للضرورة والأحداث التاريخيّة؟ فهل هذا الإله العليم و"الفائق القدرة في علمه" أصبح إذا معرّضا وقابلا للخطأ؟ هل كان مصابا بمرض النسيان المزمن المعروف بـ "الألزهايمر"؟ وأنتم، أيّها المسلمون، ما زلتم دائما على استعداد للقبول، عشوائيا ودون أي تفكير أو تمحيص أو تبصير، بأي شيء يقولونه لكم بأنّه "وحيٌ من الله"!
*
"لا إكراه في الدين" (سورة البقرة 2، آية 256)
بالرغم من أنّ هذه الآية تعود إلى الفترة المكّيّة – إذا، هي حسب تعاليم الإسلام آية منسوخة وغير صالحة – غير أنّها الأكثر تكرارا وترديدا، بهدف الكذب والاحتيال، من قبل الإعلاميّين المسلمين الذين يكذبون ويشوّشون الحقائق المعترف بها قرآنيّا. فأمام الرأي العام الغربيّ الذي يجهل أن الإسلام يحظّر الارتداد عن الدين أو تغيير الدين تحت طائل عقوبة الموت، بسبب حكم الردّة، يردّدون هذه الآية كي يقولوا بأن الإسلام دين متسامح لا يلزم أحدا على ترك دينه. وأنتم أيّها المسلمون تعرفون جيّدا أن هذا كذب ونفاق. فإذا أعدنا هذه الآية إلى إطارها الطبيعي، سنفهم جيّدا أنّها تطبّق فقط على غير المسلمين الذين يعتنقون الإسلام، وليس العكس إطلاقا. فالتسامح المزعوم الوارد في هذه الآية لا علاقة له أبدا مع ما يتبجّح به المسلمون المشوّشون للحقائق كذبا وبهتانا.
*
” قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"(سورة التّوبة 9، 29)
هذه واحدة من آيات عديدة تناقض الآية السابقة (2، 256) التي أشرنا إليها أعلاه. في الإسلام لا يوجد إلا إكراهات في الدين، تُفرض خاصة على من وُلد بحكم الطبيعة مسلما، وحُكم عليه أن يكون خاضعا وعبدا لإله اسمه الله. فنحن إذا بعيدون كلّ البعد عن أي شكل من أشكال حريّة المعتقد وإمكانيّة تغيير الدين بالنسبة للمسلم. فالقرآن بكامله يعارض كلّ التأويلات التي يتفنّن المفسّرون الثرثارون في تفسيرهم لآية، "لا إكراه في الدين". وإذا لم يكن الحال هكذا، فلماذا لم تحذف نهائيا من القرآن كل الآيات المنسوخة؟ لم يحدث ذلك دون شكّ، لأنّ هذه الآيات هي الوحيدة التي يمكن قبولها وتسمح بإضفاء صبغة تسامح خاطئة وخبيثة للتعاليم والمعتقدات البربريّة لعقيدة عديمة الإنسانيّة.
فلو قبلنا بمقولتكم "الله أنزل القرآن"، فهل يُعقل أن يُنزل كتابا للبشرية شديد التضارب في مضمونه وأهدافه؟ ألم يكن بمقدور هذا الإله تنوير عقول من أنزله عليهم ويهديهم في عمليّة نصّه وكتاباته ونقله بصورة مثاليّة مجرّدة من كل لبس وتناقض؟ هل يُعقل أن تُنسب إليه هذه التعاليم الخياليّة المؤذيّة المميتة؟ فما نكتشفه في كل صفحة من صفحات القرآن من ضعف لغوي وأخطاء وتناقضات وتعاليم مشوّشة وحثّ على الكراهية والعنف والإجرام، يدفعنا حتما إلى التشكيك بمصدره وإلى رفض كل الأقوال والبراهين والأحكام التي تدّعي نسبته إلى مصدر إلهي. فلو قبلنا بالقرآن ككتاب غير مخلوق وقائم منذ الأزل، لكان من حقّنا الأمل بالعثور أقلّه بين طيّاته على تعاليم سامية وعقائد ثابتة لا غبار عليها، غير أنها معدومة ولا أثر لها. فخطأ واحد في القرآن يكفي لنفي أي مصدر إلهيّ عنه. ما أن نبدأ بقراءة هذا النصّ الهذياني المحشو بالهراء، حتّى تتضح لنا هذه الصورة ويتأكّد استنتاجنا. كيف يُعقل لمن تقولون عنه خالق الكون أن يبيّض أو يُجمّل أو يخلق أو يحرّر كتابا بمثل هذه الرداءة يزخر بالأكاذيب والأخطاء والسخافات والحثّ على الكراهية وأعمال القتل والعنف؟
لذلك يشكّل هذا الكتاب إهانة جسيمة لصاحبه أيّا كان، وبالتالي ازدراء مخزيا ومفضوحا بحق الإله المنسوب إليه. لا يستطيع أحد بعد قراءته والتبصّر في مضمونه إلا اعتبار من كتبه أو شارك في تحريره، كائنا أبلها جاهلا مارقا فاسدا مؤذيا. مع القرآن نجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن كتاب مثاليّ الشكل وروحانيّ المضمون، الأمر الذي يدفعنا أكثر فأكثر إلى إقصاء أي أصل إلهيّ ينسب إليه بهتانا وزورا.
*
"نجد في القرآن كلّ ما هبّ ودبّ، فهو مثل بازار لاهوتيّ وإيديولوجي، تتراكم فيه عشوائيا أمور كثيرة خالية من أي دقّة."
هذا ما يقوله الباحث الشهير الألماني "ثيودور نولدكه"، مؤسس التقصيّ النقديّ للقرآن في القرن التاسع عشر.
بالنسبة لما يتعلّق بالسنّة (الأحاديث النبويّة)، فلا تنسبون إليها أي صفة أو مرجعيّة إلهيّة. غير أن الأحاديث التي تتشكّل منها – أي أقوال محمّد وأفعاله الذي تعتبرونه "القدوة الفضلى" للإله ولأصحابه وخلفائه – فتولونها نفس الأهمية المعياريّة والعقائديّة التي تولونها للقرآن، كما تعترفون وتؤمنون بأن السنّة مكمّل حتميّ له. في هذين المرجعين نجد دائما كلّ شيء وعكسه، وكذلك عكس العكس، هذيان وهراء هستيري. في الحديث يستطيع المرء أن يعثر على ما يريد وما يتمنّى وما يحلم وفقا لأهوائه وحاجاته. القرآن والسنّة يشبهان مغارة علي بابا، نستطيع أن نجد فيهما ما شئنا وفق الطلب والذوق والرائحة.
عندما نقرأ القرآن ونطّلع على الأحاديث نستنتج أن حشو الكلام ليس سوى أكاذيب دنيئة لا علاقة لها بأي تعليم دينيّ إلهيّ روحانيّ، ولا صلة لها بأي رصانة علميّة أو دليل تاريخيّ. فالتعاليم والروايات الواردة فيهما تعطينا صورة عن أرضيّة لا قعر لها ولا أساس، مضمّخّة بالهذيان وبالمخاطر القاتلة. ومع ذلك، ما زلتم، وبعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمن، تتمسّكون أكثر فأكثر، ودون اعتبار لأي منطق سليم، بعبثيّة هذه التعاليم الفاسدة والمفسدة، التي تعمّق حالة التخلّف في مجتمعاتكم وبلدانكم. كما أن عددا كبيرا من هذه الأحاديث ما زال مخفيّا عن الرأي العام الغربيّ بسبب ما يتضمّنه من حثّ على العنف ودفع إلى الكراهيّة، يبدو أكثر همجيّة ممّا جاء في القرآن. هناك أحاديث عديدة وآيات قرآنيّة كثيرة من شأنها أن تثير الضحك واللامبالاة بسبب انحطاط مستواها الإنساني، غير أنّها وللأسف الشديد تشكّل مدعاة للأعمال الإرهابيّة وللجرائم المأسوية.
*
المنطق السليم مرفوض في الإسلام
الإرث الأكثر ايذاء وشيطنة الذي تركه لكم محرّرو القرآن أو مخترعوه، هو ادّعاؤهم وتعنّتهم ورفضهم لكل منطق سليم، دون أن يقدّموا لكم ولنا أي دليل مقنع بأن القرآن "كلمة الله الثابتة، الحقّ اليقين، والقول الفصل، لا ريب فيه ولا اختلاف". وضعوا لكم هكذا حاجزا كبيرا يحول بينكم وبين أي تقدّم علمي. حرموكم من حريّة التفكير التي تسمح لكم بالترقّي والانخراط الفعلي في الحضارة الإنسانية والالتحاق بموكب الحداثة. القرآن يعمي بصركم وبصيرتكم ويدفعكم إلى تأليه وعبادة كلمات وأقوال ونصوص كاذبة لا فائدة منها.
في رسالة وجّهها عام 2010 السيّد "نيقولاي سانّلس" (Nicolai Sennels) إلى رئيس الوزراء البريطاني، "دايفد كاميرون"، يحذّره فيها من انضمام تركيا الغارقة في عملية الأسلمة يوما بعد يوم، إلى الإتّحاد الأوروبيّ، يؤكد فيها ما يلي: "القرآن كتاب إجرامي يشجّع ويدفع بالناس إلى اقتراف الجرائم".
*
"قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" (17/88)
فأنتم أيها المسلمون، تزعمون بكل اقتناع بأن القرآن كتاب كامل غير مخلوق، وهبة من الله للإنسانيّة، كيف تفسّرون وجود أخطاء وأساطير وأكاذيب وتناقضات في مضمونه؟ ألا تكفي واحدة من هذه الأضاليل لحثّكم على التشكيك بمعتقداته المزعومة التي لا دليل لها والتي يفرضها عليكم إسلامكم التوتاليتاري؟ ألم يحن الوقت كي تنهضوا من غفوتكم!
*
كتبة ومفكّرون كثر أكّدوا على ما قاله "ونستون تشرشل": "القرآن أكثر إرهابا وأذى وتدميرا وخطرا من كتاب النازيّين: كفاحي"، أي كتاب الكراهية الذي لم يخف شيئا من أطماعه الشيطانيّة. آن لكم أن تدركوا أن القرآن والحديث يحتويان على تعاليم تتجاوز عشرات المرّات الكتب النازيّة بدعوتها إلى انتهاك حقوق الإنسان وحثّكم على الكراهية والعنصريّة. إذا كان كتاب "كفاحي" محظورا في معظم الدول الغربيّة، فإنّه وللأسف من الكتب الأكثر رواجا وانتشارا في البلدان الإسلاميّة، وهذا دليل آخر على مدى خطورة قرآنكم.
حول هذا الموضوع أكّد السيّد سامي الجندي، أحد مؤسسي حزب البعث السوريّ قائلا: "كنّا عنصرييّن، وشديدي الاندهاش والإعجاب بالنازييّن، نتعمّق في قراءة الأدب النازيّ وكتبه... كنّا أوّل من قام بترجمة كتاب - كفاحي -. آنذاك، كان كل مواطن يعيش في دمشق شاهدا على تأييد العرب وإعجابهم الكبير بالنّازيّة الألمانيّة".
وقد علّقت على ذلك المواطنة الأميركيّة من أصل سوريّ، الدكتورة وفاء سلطان قائلة: "القرآن هو أسوأ من كتاب - كفاحي - الذي هو كتاب سياسيّ محض، بينما القرآن يشكّل خليطا من السياسة والدين. فمن الأسهل تجاوز الإيديولوجية السياسيّة من تجاوز الإيديولوجية السياسيّة المغلّفة بإيديولوجية دينيّة."
فعلى غرار النازيّة، يبدو واضحا أن الإسلام يعطي الأفضليّة لبعض الأفراد أو المجموعات وفقا لانتماءاتهم. فهو ينادي بتفوّق الثقافة الإسلاميّة على كل الثقافات الأخرى وبالعرق العربي على كلّ الأعراق. "أنتم خير أمّة أخرجت للناس" (3،106). أليست هذه نزعة عرقيّة عنصريّة قائمة منذ أربعة عشر قرنا في التعليم القرآني تشير إلى سيادة المسلمين على دونيّة غير المسلمين؟
أيّها المسلمون، لا يمكنكم إطلاقا الهرب أو التحرّر من وسمكم بالعنصريّة التي فرضها عليكم قرآنكم.
إليكم ما قاله عن هذا القرآن الفيلسوف الألماني "أرتهور شوبنهاوار" (1788-1860): "كان هذا الكتاب الخبيث كافيا لتأسيس ديانة كبيرة، ولسدّ حاجة ميتافيزيقيّة لعدّة ملايين من البشر خلال 1200 سنة. لقد أسّس نظاما أخلاقيّا لهم، أعطاهم مفهوما حقيرا لظاهرة الموت واغتباطا مشجّعا لمواجهة الحروب الدموية وللقيام بفتوحات عسكريّة واسعة جدّا. غير أنّنا نجد فيه الشكل الأكثر حزنا وفقرا لمفهوم التوحيد الإلهي... لم أستطع أن اكتشف فيه فكرة واحدة تستحق الاهتمام".
وفي نفس السياق، اعترف الكاتب والسياسيّ الفرنسيّ "اليكسي دي توكفيل" (1805-1859)،بعد دراسته للقرآن بقوله: "خرجت بعد دراسة هذا الكتاب مقتنعا بعدم وجود دين مميت ومشؤوم للبشريّة مثل الدين الذي أتى به محمّد. أرى أن هذا الدين هو السبب الرئيسيّ للانحطاط الذي يهيمن اليوم وبصورة ملموسة في العالم الإسلاميّ... لم أجد فيه أي تقدّم بل كلّ أنواع الانحطاط والتخلّف".
عندما نلحظ أنّ الإسلام يؤمن بأنّ أصغر آية في القرآن هي أمر مباشر منزل من إلههم، نفهم تماما أنّ أي اندماج للإسلام في الغرب وفي كلّ الدول غير المسلمة أمر مستحيل.
يشكّل القرآن المكوّن الأساسيّ ونقطة الانطلاق الرئيسيّة والمسؤول الأول عن كل الأعمال التخريبيّة والتضليليّة والإجراميّة في الإسلام. فطبيعة الغزو التوتاليتاريّة لهذا الدين مرسومة في القرآن ومقوننة في الشريعة. لا نجد أي أثر إطلاقا لا في القرآن ولا في السنّة يشير إلى اعتبار الإنسانيّة وحدة لا تتجزّأ والإيمان الصحيح هو الذي يجمع البشر ويدعم وحدته حول مثال أو هدف مشترك، ألا وهو خير الإنسانيّة. فالعكس هو الوارد في القرآن الذي يبشّر بالجريمة ويحثّ المسلمين على الإرهاب والنفاق وغزو الآخرين بكل الوسائل المتاحة للمؤمنين به.
*
الإسلام أسير أكاذيب القرآن ونشأته وتاريخه. فالتمسّك به دون أي دليل وفرض الاعتقاد بأن إله الكون هو المنزّل لهذا الكتاب ليس سوى تحقير وتجديف وازدراء بالله.
هل القرآن كتاب مقدّس غير مخلوق أو هو كتاب شيطانيّ وأسطورة دمويّة استُنبطت لإشباع غرائز السفّاحين من بدو الصحراء؟

سنتابع نشر تساؤلات هذا المواطن الفرنسيّ في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مراجعتى
على سالم ( 2022 / 5 / 5 - 02:22 )
مزيد الشكر والتقدير للسيد كاتب هذا المقال الجرئ , نعم اننى اتفق معك تماما فى طرحك وتحليلك لهذا الكتاب البدوى الغامض , كنت وانا طفل وعندما كنت اقرأ ايات القرأن كنت اشعر بعدم الراحه والاكتئاب والنفور من لغه الدم والقتل والغزو وسبى النساء وقطع الطريق على القوافل الامنه وسرقتها ونهبها , كنت اسأل نفسى كيف لهذا الاله البدوى ان يكون بهذه القسوه والوحشيه والساديه والعنصريه , ورويدا رويدا بدأت اعتقد اعتقاد وثيق ان هذا الكتاب بشرى كتبه شخص حاقد وكاره وعنصرى وارهابى مريض نفسيا , الى ان عرفت بموضوع حرق القرائين على يد الارهابى عثمان ابن العفان ؟ لماذ الحرق ايها المضللون ؟ السبب انه يوجد خلافات عميقه بين القرائين المختلفه , اراد ابن العفان ان يقتل الشكوك فى مهدها لااتباعه الجهله البلهاء وان يجمع كل المسلمين المخدوعين على كتاب واحد مشكوك فى امره لكن عمليه الحرق ذاتها كانت كفيله بفضح محتواه واصله

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح