الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الطائفي مدمر لنا جميعاً ولن يحقق أي حرية “للطائفة السنية”.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2022 / 5 / 5
المجتمع المدني


إن الخطاب الطائفي والذي تبثه قنوات تابعة للمعارضة ونخبها السياسية والثقافية لن تؤسس جديداً، بل ستزيد من الشرخ والانقسامات المجتمعية في سوريا لندخل حلقة أخرى من العنف والصراع والذي يمتد لأكثر أربعة عشر قرناً وللأسف وذلك منذ الصراع على السلطة والخلافة بين كل من علي ومعاوية، بل حتى قبل ذلك ونقصد الخلاف الذي بدأ منذ وفاة رسولهم وحادثة “سقيفة بني ساعدة” ومن هم الأحق بالحكم؛ هل المهاجرون أم الأنصار، أم أهل البيت.. ما نود أن نقوله لأولئك الذين يحاولون أن يجعلوا من الصراع السياسي بين نظام حكم مستبد بوليسي قمعي ديكتاتوري وبين شعب انتفض وثار ضمن فورة ما سمي بالربيع العربي وثوراتها، كان وما زال صراعاً سياسياً لنيل “الحرية والكرامة” وهو أهم شعار يختصر معنى ثورات شعوبنا، لكن وبالتأكيد كل من النظام والمعارضة اعتمدت على طائفتها وجعل الآخر بعبعاً يهدد وجوده بالرغم من أن كلا الفريقين لم ولن يتهاونوا مع أي صوت يعارضهم حتى وإن كان من داخل طائفتهم، بل سيكون عقاب ابن الطائفة أشد وأكثر عنفاً وإيلاماً، وقد رأينا كيف عاقب النظام شخصيات ثقافية وسياسية علوية بشكل أشد من زملائهم من باقي الطوائف والمكونات السورية، لأنها شاركت المعارضة في رفض سياسات النظام.

ثم أن النظام السوري بدأ حكمه أساساً بضرب رفاقه من نفس طائفته ليستفرد بالحكم وليؤسس لدولة بوليسية مرعبة لكل السوريين، كما فعله النظام العراقي البائد؛ نظام صدام حسين، فهل كان هو الآخر نظاماً طائفياً أم قمعياً بوليسياً مستبداً وللعلم النظامان البعثيان في سوريا والعراق اعتمدا خطاب القومية والعروبة وليس الطائفية، كما تفعلها معارضاتها في البلدين.. ولذلك أي خطاب طائفي وجعل النظام طائفياً هو خدمة لفكر الاستبداد والعنف نفسه وهو ما يخدم النظام وكل فكر التشدد والسلفية ولن يكون أبداً لصالح أي فئة وطائفة ولن يحقق أي حرية للمكون السني، بل سيكرس ثقافة العنف والتشدد والإرهاب والتي تعاني مجتمعاتنا منها بالأساس.. إن النظام في سوريا هو نظام بوليسي مستبد قمعي يستفيد من أكثر من طائفة وقومية ودين والعلويين وقفوا أكثر من الآخرين معه لأسباب مصالحية اقتصادية، عشائرية وطائفية حكماً وبالأخص من قبل بعض رموزها ومشايخها وذلك لأسباب مجتمعية وتاريخية وسياسية ساهمت فيها قوى ما سميت بالمعارضة وللأسف وها هم -أي المعارضة ورموزها- تريد أن تختصر كل الحراك الثوري في قضية الصراع الطائفي متناسين كل تعبيرات الثورة في الحرية والكرامة لكل السوريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تحمل أسلحة لإسرائيل-.. ناشطون يتظاهرون ضد شركة ميرسيك للشحن


.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب




.. اليمن.. مبادرة نسوية لتعليم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


.. تظاهرات ضخمة للمستوطنين في -تل أبيب- والقدس وحيفا تطالب برحي




.. فلسطيني من شمال غزة يربط حجراً على بطنه بسبب المجاعة التي تض