الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوتي في مسلسل -الاختيار-

فاطمة ناعوت

2022 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنتُ في حفل "إفطار الأسرة المصرية" على شرف الرئيس السيسي، وبعدما خرجتُ إلى سيارتي وفتحتُ هاتفي، غمرني سيلٌ من الرسائل على تنويعة: “كنتي منورة في الاختيار- سمعناكي في حلقة النهارده شابوو- مصر لا تنسى نضالكم- فرحت لما سمعت صوتك في الاختيار- الاختيار خلّد كفاحكم في اعتصام المثقفين .… الخ” ولم أفهم معنى تلك الرسائل إلا بعد عودتي للبيت ومشاهدة الحلقة 25 من مسلسل "الاختيار"، ذلك العمل الدرامي العظيم الذي خلّد عظمةَ شعبٍ، وفروسية قائدٍ، وبسالةَ جيشٍ، في مواجهة الطاغوت الإخواني الأشِر. كانت سعادتي بالغةً حينما ظهر صوتي في تصريح لإحدى وكالات الأنباء في "اعتصام المثقفين" التاريخي أمام وزارة الثقافة، نهتفُ ضدَّ الإخوان الذين سعوا إلى تشويه الهوية المصرية وتدمير قواها الناعمة، ونطالبُ بإقالة وزير الثقافة الإخواني "علاء عبد العزيز" بعدما حاول استلاب "دار الأوبرا المصرية" وإقالة د. “إيناس عبد الدايم" مديرة دار الأوبرا آنذاك، ومكثنا في الشارع شهرًا حتى التحم اعتصامُنا بثورة 30 يونيو التي أطاحت بالنظام الإخواني العميل.
(موعدنا 30 يونيو). تلك كانت العبارة التي أختتمُ بها جميعَ مقالاتي منذ قررنا تطهيرَ عرش مصر من سرطان الإخوان وإسقاط الجواسيس الذين سرقوها بليلٍ، فيما نحن غافلون. على مدى شهرين كاملين بدأتُ الحشدَ لذاك اليوم العظيم بكامل عُدّتي وأسلحتي: (القلمُ) في مقالاتي، (الحاسوبُ) في التغريدات والبوستات، (الحنجرةُ) على شاشات الفضائيات والإذاعات والمحاضرات، (اللافتاتُ) في الطرقات والشوارع، و (قلبي) الذي كان ينفطرُ خوفًا على وطني. تخلل ذلكما الشهرين (اعتصامُ المثقفين)، الذي أشرق غُرّةَ يونيو 2013، وانتهى بإسقاط الإخوان. انطلقنا من دار الأوبرا المصرية في مسيرة راقية حتى مبنى وزارة الثقافة بالزمالك، محل الاعتصام. وتصاعدت مطالبُنا من إقالة وزير الثقافة الإخواني (عدو الثقافة والفنون)، إلى إسقاط "مرسي العياط" (عدو الوطن) وجماعته. رددنا على خطاب مرسي المتوعّد لنا، بالغناء والرقصات الشعبية وقصائد الشعر الوطنية. وشاركتنا جموعُ الشعب من المارّة وحُراس العقارات المجاورة وسُيّاس الچراچات. وكان الفنان الجميل "عزت أبو عوف" يُلقي علينا قطع الشيكولاتة من شرفة منزله بالزمالك. "اعتصام المثقفين" كان بحقٍّ تظاهرةً شعبية راقية بالغة الجمال. من داخل الاعتصام هتفتُ في وجه الإخوان: (أهلا بكم في عُشّ الدبابير، موعدُ رحيلكم آنَ أيها الإخوان). التحمَ المثقفون والفنانون والأدباء على قولٍ واحد وقرارٍ وحيد: إسقاط حكم المرشد. في عهد الإخوان الرديء، خرج أحدُ أعضاء مجلس الشورى بحزب النور السلفيّ، وهَرَف قائلا: (الباليه فنّ العُراة)!! وأفتى بتحريمه! يومها سألتني صديقتي الباليرينا النحيلة "نيفين الكيلاني" والدمعُ في عينيها: (هل نحن عُراة؟! هل تبدو أجسامُنا مثيرة للشهوات ونحن نرقصُ الباليه؟) وأجبتُها: (من تُثِر شهواتِه الفراشاتُ، فعيناه ليستا في رأسه، بل في مكان آخر!). يومها أيقنتُ أن إسقاطَ الإخوان، بات قابَ قوسين أو أدنى. فالإخوانُ وحزبُ النور وتيارُ الإسلام السياسي والتكفيريون، جميعهم تنويعاتٌ مختلفة على نغمةٍ نشازٍ: تكره العلمَ والفنَ والحياة، بقدر ما يكرهون الوطن، وهذا لا تسمح به مصرُ.
يومها كتبتُ مقالا شكرتُ فيه ذلك التكفيريَّ لأنه فضح فكرَهم الظلامي الذي يسعى إلى تدمير قوى مصر الناعمة، وطلبتُ من فرقة باليه القاهرة أن يهبطوا من برجهم العاجي/ خشبات مسارح الأوبرا، ويقدموا الباليه للناس في الشارع، كما كان يفعل فنانو تروبادور في أسبانيا. واستجابوا ورقصنا معهم أمام مبنى وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر. أمسك بيدي راقصُ الباليه الأول بمصر "هاني حسن" وراح يعلّمني خطوات رقصة "زوربا" ومعنا مئات المصريين من مختلف المشارب والمستويات. أقسمنا نحن المثقفين ألا نفُضَّ اعتصامَنا، حتى لو أُقيل الوزير الإخواني، لكي يلتحمَ اعتصامُنا بثورة 30 يونيو الشعبية الخالدة. وكانت لوحةُ المثقفين التي رسمناها بالاعتصام هي القطعةَ الفنية الأرقى والأجمل بين كل ما أنتجته الشعوبُ من قطع فنية حيّة. وحين أشرقت شمسُ30 يونيو، هدرت جموعُ الشعب من كل صوب تنادي بسقوط الخونة عن عرش بلادنا. وجرت المياهُ في نهرٍ صافٍ جديد.
بدأ الرئيسُ "عبد الفتاح السيسي" مشوارَ التنوير الصعب منذ يومه الأول في الحكم عام 2014، ومازال الطريقُ طويلا وشائكًا. لأن البناءَ عسيرٌ بعد عقود من الهدم الظلامي المنظّم بدأه أعداءُ مصر منذ نصف قرن يضربون خاصرة مصر بمعاول التكفير والتجهيل ومحاولات تشويه الهوية المصرية العريقة. في كل خطابٍ وفي كلّ مناسبة، يُصرًّ الرئيسُ السيسي على إضاءة شمعةٍ أطفأها الظلاميون هنا أو هناك في جنبات الوطن. وعلينا جميعًا أن ندعمَه في مشواره الشاقّ حتى ننهضَ بمصرَ؛ ويغمرَ قلبَ مصرَ الفرحُ، وتحيا مصر.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لم ينشر تعليقي وليس فيه مساس باحد وكله مبارك
المتابع ( 2022 / 5 / 10 - 03:29 )
وكله مباركه بالاستاذة الكاتبه رجاء دلوني على السبب لعدم نشره-تحياتي


2 - هل أختفى الاسلاميون فى عصرالرئيس السيسى?
Magdi ( 2022 / 5 / 16 - 12:02 )
مقالكم جميل مفعم بالتفاؤل.
ولكن هل أختفى الأخوان فى عصر الرئيس السيسى ?
ماذا عن خطف القبطيات واسلمتهم بالقوة:
محاوله فاشله لخطف قبطيه فى وضح النهار
https://www.youtube.com/watch?v=9E8shK46ndQ
ويصل الأمر إلى أغتيال الأقباط مثل قطع رأس القس أرسانيوس وهو يحنوا على المسلمين فى رمضان( مع أعتبار القاتل مختل عقليا) واطلاق 22 رصاصة فى مرسى مطروح على المهندس رانى رأفت كأن رصاصة واحدة لا تكفى .
قال لى أحد أصدقائى - لاتحكم على أحد فى مصر -..المصريون يعيشون فى رعب.من يصرخ من الظلم يعتقل .ومن يشكو من هذا الأعتقال التعسفى يعتقل أيضا ( أحيانا فى حبس أنفرادى لسنوات ).لذا يرى بعض المفكرين أن عصر مبارك رغم كوارثة أفضل من العصر الحالى.تحياتى.مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


3 - خداع النظر
على سالم ( 2022 / 5 / 16 - 21:20 )
لاشك ان نظام السيسى فاسد وغبى وابله ويتميز بالقمع والفشل والغرور والبلطجه والكذب , هذا هو حكم العسكر الاسود بدايه من ثوره يوليو المشؤومه حتى وقتنا هذا , يخطئ من يظن ان السيسى هو ضد التيار الاسلامى الدينى الاجرامى , هم على سمن على عسل وان كانوا يتظاهروا بأنهم اعداء بعضهم لزوم الشغل والخداع , عصابه العسكر المجرمه تعتمد على عصابه الدين الارهابيه فى تغييب وعى الشعب بالميتافيزيقيه الاسلاميه مثل عذاب الجحيم السعير والثعبان الاقرع وعذاب القبر وجعله جاهل سطحى تافه وتمبل غبى كى يتم التحكم فيه وقهره وقمعه وتخويفه بمنتهى السهوله والاريحيه

اخر الافلام

.. 145-An-Nisa


.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال




.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟


.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى




.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت