الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات (5) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام

موريس صليبا

2022 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون من هو الصنم (الله) الذي تعبدونه؟

نتطرّق في هذا الفصل إلى معبودكم الغريب الذي تصفونه أنتم وحدكم بالإله، بينما تختلف صورته وطبيعته عمّا تنتظره الإنسانيّة جمعاء من "إله" يوصف بمهندس هذا الكون.
*
من هو الصنم (الله)؟ من هو هذا المعبود الغريب الذي فُرض عليكم وأنتم تعتبرونه إلها؟
من هو هذا "العليم"، الكليّ المعرفة، المؤلف المفترض للكتاب الأكثر خطرا وتخريبا وتدميرا، والمسؤول عن ملايين الضحايا منذ ظهوره؟
هل يمكننا أن نتصوّر، وإن للحظة سريعة، أن مهندس هذا الكون يشكل خطرا على الإنسانيّة، كما هو الحال مع صنمكم الذي تسمّونه (الله)؟
من هو معبودكم الغضوب الذي نراه، عبر قرآنكم، يلعب دور الذكر السيّد المستبدّ، الذي يتقيأ كراهيته وضغينته القرآنية على مخلوقاته؟
من هو هذا الإله الذي لا يعرف أنّ لا شيء ثابت ومتجمّد، بل العكس، كما يستطيع أي إنسان ملاحظته في كل وقت؟
من هو هذا الإله الذي يرفض أن يتطوّر الإسلام المتحجّر في أخطائه وتناقضاته العديدة، ويواكب تقدّم الإنسانيّة؟
من هو هذا الإله المتعطّش دائما لسفك الدماء، والذي يشبه إلى حدّ كبير ما نراه لدى مصّاصيّ الدماء أو الوحوش المفترسة، وليس لدى ربّ يُعتبر خالق هذا الكون ومهندسه؟
*
- "الله" إلهكم يزعم في القرآن بأنه "العليم" والضابط لكل شيء في الكون. غير أنّنا نكتشف في هذا القرآن بالذات بأنّه غريب في جهله، وأنّ تعاليمه تفتقد كثيرا إلى الانسجام والمنطق. فإن كان من المفترض أنّه خالق كلّ شيء، فلماذا يجهل تماما أنّ الأرض كرويّة وليست مسطّحة كما يتبجّح في هذا القرآن ويقول : "وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا"(15/19).وقد أتى بهذا الكلام بعد مرور أكثر من ثمان مائة سنة على قياس محيط الدائرة الأرضيّة الذي قام به "آراتوستان" الإغريقي. والغريب في الأمر أيضا أنّ أحد أبرز مراجعكم الدينيّة الشيخ السعوديّ عبد العزيز بن باز عاد إلى تثبيت هذا الجهل في الفتوى التي أصدرها عام 1995 بقوله: "الأرض مسطّحة، ومن يعلن ويقول بأنّها كرويّة فهو ملحد يستوجب العقاب الصارم". نعم إلهكم (العليم) بكل شيء وخالق كلّ شيء يجهل أنّ الأرض تدور حول كوكب الشمس وليس العكس، كما يجهل أيضا أنّ ضوء القمر لا ينبثق من طاقته الذاتيّة بل من انعكاس نور الشمس. "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا" (10/5)
*
- "الله" إلهكم يروي عن الفرعون بأنّه بنى برج بابل في مصر."وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ" (28/38).
هل كان هذا الإله يجهل أنّ "هامان" ما كان وزيرا عند الفرعون في زمن موسى، بل وزيرا عند ملك الفرس "اسواروس" عدّة قرون بعد ذلك.
كذلك اعتبر هذا الإله في قرآنه أنّ مريم أمّ يسوع (عيسى) كانت أخت هارون وموسى، بينما بفصل بينهم إثنا عشر قرنا. "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"(19/27-28). "وَمَرْيَم ابْنة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا" (66/12).
ثم يروي لنا هذا الإله عن الإسكندر الكبير بأنّه كان نبيّا معاصرا لإبراهيم – وهذه أسطورة أخرى لا أساس لها من الصحّة – وأنّه رحل عن الحياة في سنّ متقدّم جدّا، بينما تفصل بين الرجلين فترة زمنيّة لا تقلّ عن ألف عام، علما أنّ الإسكندر عاش 34 سنة فقط ولم يكن محاربا بل فاتحا.
*
- "الله" إلهكم هو "هوموفوبي"، أيّ لا يحبّ البشر إطلاقا. تتميّز شخصيّته، عبر قرآنكم الذي تنسبونه إليه، بأنّه معبود شرس، غضوب، استبداديّ، جائر، جلاّد، عدوانيّ، محبّ للحرب، مستعبِد، حسود، متعال، متكبّر، يعتبر الكراهية، والعنف، والإجرام، والانتقام واجبا مقدّسا مفروضا على كل مسلم. "الله" إلهكم لا يعترف إطلاقا بأيّة مساواة بين الرجل والمرأة، ويتمنّى عالماً يُباد فيه كلّ إنسان لا ينتمي للإسلام، أي يريد إقامة "رايخ" إسلاميّ محضّ على الكرة الأرضيّة بكاملها.
*
- "الله" إلهكم خلق الإنسان ليكون مستسلما ومهدّدا باستمرار بالصواعق الإلهيّة. هذا الإله الصنم الذي أرسى لكم عقيدة قائمة على التهديد والخوف من عذاب النار، هو معبود ساديّ، مفرط في قسوته، إرهابيّ، مزاجيّ الطبع، متقلّب الأطوار، متفكّك الأفكار، ينسخ الآيات القليلة المتسامحة في قرآنه ويستبدلها بكثير من الآيات العدوانيّة الجائرة. هذا الإله الذي تعبدونه لا يترك لكم أي مجال للحريّة أو الأمل.
"قُل لَن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَاَ" (9/51). "الذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ... خَلقَ كُلَّ شَيءٍ وَقَدَّرَهُ تَقديراً" (25/2). "الله يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيُهدي مَن يَشاءُ" (74/31).
ألا يعني كلّ ذلك أنّ الإله "الله" يستحوذ كلّ القدرة وينتزع من البشر كلّ حريّة ويفرض عليهم الاستسلام والقضاء والقدر. وفي حضوره، ألا ينبغي على كلّ مسلم أن يتسلّح بالخوف والخضوع والقلق والتلهّف والارتعاب والحزن. الم يقل لكم: "لا تَفرحْ إنّ اللهَ لا يَحِبُّ الفَرِحينَ" (28/76).
*
- "الله" إلهكم لا يحبّ إلاّ الذين يستسلمون له ويحاربون في سبيله. "إنَّ اللهَ يُحِبُّ الذين يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفّاً كَأنَّهُم بُنيانٌ مَرصوصٌ" (61/4).
بين الأسماء الحسنى التي تصفون بها معبودكم لا نجد اسما واحدا يدلّ على المحبّة أو الغفران أو الحبّ، بل تتضمن صفات رهيبة تدعو إلى الاشمئزاز، مثل (الله الضّارّ)، (الله المُذلّ)، (الله المُميت)، (الله الماكر)، (الله المهيمِن)، (الله الجبّار)، (الله المتكبّر)، (الله القهّار)، (الله الفتّاح)، (الله القابض)، (الله الخافض)، (الله المنتقم) إلخ. فأكثر من ثلث الأسماء الحسنى التي تصفون بها إلهكم لا تليق إطلاقا بإله يزعم قرآنكم بأنّه "رحمن رحيم"، ولا تتوقّفون عن ترداد ذلك في كل سوره.
*
- "الله" إلهكم "المتكبّر"لا يتوقّف إطلاقا عن الاعتراف والتبجّح علنا بعيوبه وعلّاته ونزعته للشرّ.
"ومَكَروا ومَكَرَ اللهُ واللهُ خيرُ الماكِرينَ" (3/54) –"وإذ يمكُرُ بكَ الذينَ كَفَروا أو يَقتلوكَ أو يُخرجوكَ ويَمكرون ويمكُرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكِرينَ" (8/30).
غريب أمر هذا الإله الذي يصف نفسه بالماكر أي بالمخادع. وغريب أيضا أن يؤمن المرء بمعبود ماكر غدّار. كيف يمكن للمسلم أن لا يتأثّر بشكل عفويّ ودون وعي بنموذجه المثاليّ، ويجسّد في حياته روح المكر والغدر والخداع؟
أيّها المسلمون، من الطبيعي أنّكم لا تستطيعون أن تكونوا مكّارين دون أن تكونوا في ذات الوقت دجّالين، كذّابين، خبثاء، ومجرّدين من أي قيم أخلاقيّة شريفة. فلا عجب إطلاقا أن نجد باستمرار ظاهرة الكذب في صميم الثقافة الإسلاميّة، لأنّ محمّد ومعبوده الباغي يأمران عبيدهم المسلمين بطاعتهما العمياء والإقتداء بهما. لذلك لا بدّ من الحذر باستمرار من الوعود التي تُعطى باسم الإسلام، والحذر من أي مسلم يُقسم باسم إلهه "الله"، ويدهُ على صدره.
*
- "الله" إلهكم يعشق "الإنتقام" وسفك الدماء. شهيّته لملء جهنّم بالجنّ والإنس لا يسدّها ولا يُشبعها شيء.
"ولو شئنا لأتينا كلَّ نفسٍ هُداها ولكنّ حَقّ القولُ منّي لأملأنّ جهنّمَ من الجنّةِ والناسِ أجمعين" (32/13).
أليس من واجب هذا الإله أن يكون مرشدا للإنسانيّة؟ لأيّ سبب يريد تضليل خليقته؟ فمهما فعلنا لن نجد في مثل هذا الإله إلا مصدرا للكراهية والحقد والضغينة.
أيّها المسلمون، كيف يمكنكم الافتخار بمثل هكذا إله يحتقر الحياة، ويتكلم باستمرار عن الموت ونار جهنّم؟ هذا الإله الذي تعبدونه يأمر ويفرض الجهاد كواجب مقدّس على كلّ المسلمين، أيّ أنّه يدفعكم ويحثّكم لتكونوا مجرمين، سفّاكي دماء، سعيا لإخضاع الإنسانيّة جمعاء لشريعته التوتاليتاريّة الهدّامة.
*
- "الله" إلهكم، زعيم ذبّاحي أكبر مجزرة حلال للبشر، يعترف بكونه القاتل والسفّاح، والمجرم، عندما يطمئن أتباعه والمؤمنين به أنّ من واجبهم أن يقتلوا غير المسلمين باسمه وفي سبيل تمجيده، مؤكدا لهم أنّه هو الإله الذي يقتل بواسطتهم.
"فلم تَقتلوهم ولكن الله قتلهُم وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى ولِيُبليَ المؤمنينَ مِنهُ بَلاءٌ حَسَناٌ" (8/17).
وبكلام آخر، الإسلام يُبرّئ مسبقا أيّ مسلم يقتل إنسانا غير مسلم بهدف تمجيد إلهه "الله"، هذا المعبود الذي يحثّ على الإجرام ويتنعّم به.
*
- "الله" إلهكم يفتخر ويتبجّح باقترافه إبادات بشريّة كثيرة. ألم يعلن في قرآنه الذي تقدّسون: "وإن من قريةٍ إلاّ نَحنُ مُهلِكوها قبلَ يَومِ القِيامَةِ ومُعَذّبوها عَذاباً شَديداً كانَ ذَلِكَ في الكِتابِ مَسطورا" (17/58) –"وكم أَهلَكنا من القُرونِ بَعدَ نوحٍ" (17/17).
أين هو عدل معبودكم الذي تصفونه بـ"الغفّار" و"العادل"؟ لماذا لا يرحم في عذاباته الجماعيّة النساء والأطفال الأبرياء والمرضى والعجزة والمعاقين؟
ألا يستحقّ هؤلاء الرحمة؟ ألا يجدر بنا إتّهام "الله" إلهكم بجريمة الحثّ على كراهيّة الآخر والعنصريّة والعرقيّة والعبوديّة والعدوانيّة والعنف والقتل وتقديس إبادة الكفّار واللامساواة بين البشر وشرعنة العنف بكل أشكاله بحقّ النساء والبيدوفيليا؟
لا بدّ من أن يأتي يوم تجري فيه محاكمة هذا الإله بالجرم الدائم ضدّ الإنسانيّة!
*
- "الله" إلهكم يعلّم إذلال النساء واحتقارهم، وبالتالي تحويل أمهاتكم اللواتي كنّ لكم شبه آلهة في طفولتكم، إلى مخلوقات دونيّة، ذليلة، تستحق الإهانة والضرب، وأن لا يكن لهنّ إلاّ أمل سماويّ واحد، هو الشوي في نار جهنّم.
أين تبرز ملامح الحبّ والاحترام لدى معبودكم المشؤوم، مبغض النساء وعدوّهم؟
*
- "الله" إلهكم، البعبع، هو الذي اختار لكم، كرسول أو نبيّ، أخطر وأرهب وأشرّ إنسان في عصره، أيّ قثم عبد اللات، المعروف بـاسمه المستعار "محمّد".
*
- "الله" إلهكم، هو أحد تلك الآلهة العرب المشركين، اخترعه "غورو" شرّير مؤذ، مطلقا عليه أوصاف إله توحيديّ أو موحّد، والغرض من ذلك لم يكن سوى حجب صورة إله اليهود والمسيحيّين. خرج هذا المعبود الصنم من تحت جلباب نبيّ مزعوم وصف المسلمين أتباعه بأنّهم من عرق متسامٍ يشكّلون "خير أمّة أُخرجت للناس" على الأرض، هذه الأمّة التي ترتوي من دمها ومن دم الأبرياء. نعم، إنّها أمّة تتفوّق على كلّ الأمم، ولكن فقط في ممارسة التوحّش والإرهاب.
*
- "الله" إلهكم، إله شرّير، لا يمكن التقرّب منه. فهو يشبه إلى حدّ بعيد ما يمكن أن نتصوّره عن أمير المظالم المفسِد، الكذّاب، الشرّ المطلق، الذي يتمنّى للبشريّة الشقاء والانحطاط والتخلّف: إنّه الشيطان إبليس في القرآن!
من استطاع أن يوحي بمثل هذا الجنون؟
من تجرّأ على الكلام وجعل الناس تؤمن بإله مزعوم، مرعب بقدر ما هو مشين، جاهل بقدر ما هو مضطرب عقليّا ونفسيّا، متكبّر حقود بقدر ما هو ساديّ يتلذّذ بعذاب الآخرين؟
من يستطيع أن يدفع المسلمين باستمرار نحو التوحّش والإجرام والعنف والحروب والكذب والعنصريّة والمظالم، إن لم يكن الشيطان نفسه؟
لذلك نقول عن الإسلام باختصار بأنّه ليس إلاّ إيديولوجيّة شيطانيّة تحاول بكل مراوغة وتكتّم، مستغلّة استسلام المسلمين وجهلهم وسذاجتهم، لفرض نفسها كديانة إلهيّة. فهناك أسباب عديدة وصائبة تدفع إلى التمسّك بهذا الاقتناع.
بعد تفكيك رموز الهذيان القرآني، يصبح القرآن أكثر إدراكا وواقعيّة، فنستنتج أنّ "الله" إلهكم ليس شيئا آخر إلاّ نسخة طبق الأصل عن الشيطان، الذي يؤكد ويعلن عن إرادته وعزمه على إيذاء البشريّة وتدميرها. أليس إلهكم "الله" هذا الاسم الذي اختاره الشيطان لتحقيق رغبته الأصليّة، أيّ أن يأخذ مكان ربّ الكون ومبدعه في قلوب المسلمين، ويفرض نفسه كجناحه العسكريّ المدمّر للإنسانيّة؟
ألم يحرز الشيطان إنتصارا هائلا ونجاحا لا مثيل له في محاولته بشكل متستّر للسيطرة على البشريّة – وهذا هو هدف الإسلام الرئيسيّ – مستخدما الوسائل المادّيّة والفكريّة لاسترقاق المسلمين ودفعهم للاستسلام الأعمى بفضل القرآن الذي أغراهم به وفرضه عليهم؟ هذا الشيطان بالذات نجح في تلويث القرآن بآيات مشينة توحي بكل ما يعاكس عمل الخير والرحمة والحنان. فالمسلمون الذين يؤمنون بأنّهم يطيعون إلها مزعوما، يطبّقون بشكل أعمى في حياتهم اليوميّة كل الوصايا والتعاليم القرآنيّة، فيخدمون بالتالي ودون أن يدروا، الشيطان، وذلك في حالة من الارتياح الجاهل والساذج بفعل ممارستهم الواجبات المفروضة عليهم طوعا أو كرها.
ألا يشكّل اليوم تلويث الغرب عبر الإسلام جزءا من مخطّط نشر الفوضى والاضطرابات في العالم من قبل الشيطان وعملائه؟ عندما نستمع ِبتَرَوٍ لمداخلات (طارق رمضان) وأعوانه وزمرته في وسائل الإعلام، يصبح من السهل جدّا بروز هذا المخطّط الشيطانيّ وطرح أسئلة عديدة حول العملاء المجنّدين لتنفيذه. مع اختراع الإسلام الذي يشكّل درعا شديدا للدفاع من خلال ربطه عضويّا بالقرآن، استطاع الشيطان تحقيق حلمه والتعبير عن روعة ابتهاجه بهذا النجاح، لأنّ الإسلام الذي يفرض نفسه كنظام سياسيّ دينيّ، يُجسّد، في الحقيقة، الشرّ المطلق.
*
"وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ" (42/27). فإذا كان أصل الشرّ يُنسب إلى الشيطان، نستطيع اعتبار إلهكم "الله" الذي يقول بأنّه أصل كلّ شيء، المسؤول الحقيقيّ عن هذا الشرّ. ألا يختبئ الشيطان الماكر تحت جلباب معبود القرآن؟ أليس هو معبود الإسلام، شيطان-الله (Satanallah)؟
العالم الفرنسيّ المشهور ببلاغته، "بوسياه" (Bossuet) (1627-1704)، تحدّث مرّة عن الإسلام فقال: "الإسلام! هذه الديانة الوحشيّة لا تعتمد في فكرها إلاّ على جهلها، وفي طرق إقناعها إلاّ على عنفها وجورها. أما معجزتها فهي الأسلحة التي تستخدمها لإرهاب العالم وإقامة مملكة الشيطان بالقوّة في كلّ مكان".
الإسلام يختبئ وراء شرعيّة إلهيّة مزعومة وهميّة لا تعتمد إلاّ على الهلوسات والأكاذيب لاستعباد الإنسان لأخيه لإنسان. الإسلام لا يحبّ الحياة ولا يدافع أبدا عنها. فكلمة "حبّ" لا أثر لها إطلاقا في القرآن الذي يتحدّث فقط عن الموت. الإسلام مسحور بالموت ويمجّده. العالم الإسلاميّ ليس إلاّ إغراء ودفعا نحو الموت، وهذه هي الصفة الملازمة والمميّزة للبدعة الشيطانيّة. اخترع الشيطان الظلمات عندما هرب من الربّ الكليّ الحبّ والحنان. اخترع الشيطان الكراهيّة عندما تمرّد على الربّ الذي هو الطريق والحقّ والحياة. اخترع الشيطان الكذب كما اخترع الإسلام. فما حلّ الإسلام مكانا إلا ودفع الشعوب والبلدان التي احتلّها إلى التخلّف والتقهقر. لم يقدّم لها سوى الظلاميّة والتوحّش. أليست هذه فعلا ميزة عمل الشيطان المخرّب والمدمّر؟
*
"لا عجب. لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيما إن كان خدّامه أيضا يغيّرون شكلهم كخدّام للبرّ، الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم" (رسالة كورنتوس الثانية 11/14-15).
تذكّروا أيّها المسلمون، ماذا حصل بعد نزول "الآيات الشيطانيّة" الشهيرة على محمّد. لقد أثارت تأويلات وتفاسير كثيرة لم يجفّ حبرها بعد، كما هو الحال في ظروف أخرى. عندها تدخّل ساعي البريد الملك جبريل كإطفائيّ لإخماد النار، فأوحى بآية قرآنيّة جديدة يعزّي فيها إلهكم المزعوم "الله" نبيَّه ورسولَه، قثم بن عبد اللات، المعروف باسم "محمّد"، قائلا له إنّ الشيطان قد خدع أنبياء كثيرين قبله ولا حاجة لاعتبار هذه الخدعة أمرا جسيما. ستُنسخ هذه الآيات الشيطانيّة وتُستبدل بآيات جديدة. "ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (22/52).
في الواقع، لم يحصل هذا إطلاقا مع أي نبيّ في الكتاب المقدّس عند اليهود والمسيحيّين. أمّا نبيّ الإسلام فيعترف بأنّه تلقّى وحيّا من الشيطان، يُعلن عن نفسه كنبيّ كذّاب ومخادع.
عندما يخلط محمّد بين صوت الإله "ألله" وصوت الشيطان، يصبح الأمر خطيرا للغاية، ويدفعنا إلى التساؤل: ما الذي منع محمّد من التلاعب وإساءة استعمال آيات أخرى بنفس الطريقة، لا بل في القرآن بكامله؟
وأنتم أيّها المسلمون، أنتم الذين تخافون كثيرا من نار جهنّم، ألا تعتقدون أنكم سُذّج جرى التلاعب في عقولكم منذ أربعة عشر قرنا؟ أليس من واجبكم طرح بعض الأسئلة المصيريّة حول مستقبلكم السماويّ؟ فإذا أردتم فعلا إرضاء إلهكم، وتتصوّرون أنّ فعل الشرّ وسفك الدماء جهادٌ في سبيل هذا الإله وإرضائه، عليكم أن تسألوا أنفسكم: هل سنفعل شيئا آخر إذا أردنا إرضاء الشيطان؟
إذا كان ربّ الكون ومبدعه موجودا، فإلهكم "الله" لا يستطيع إطلاقا أن يكون هذا الربّ خالق هذا العالم. لماذا؟ لأنّه لا يستطيع أن يكون جاهلا، متعصّبا، ضيّق التفكير، مخرّبا، مقيتا، كما هو حال إلهكم "الله". لا بدّ من يكون إلها شموليّا، ينضح بالحبّ والأمل والحريّة.
أيّها المسلمون، أليس هناك ما يغضبكم عندما يفرض عليكم بالقوّة الإيمان بأنّ الإله "الله" هو نفسه ربّ الكون ومبدعه؟
من خلال لجوئه إلى الرياء والنفاق والتدليس، نجح هذا الإله المزعوم "الله"في فرض نفسه، وكأنّه تجسيد للربّ خالق الكون ومبدعه، فأرسل محمّدا وقرآنه لخدع وإفساد مليارات من الضحايا البشريّة وتوريطها في جنونه الجهاديّ الانتحاريّ. هذه الضحايا المتحركة التي لا ترى فيه إلاّ النار، نسمّيهم المسلمين الذين عاشوا في كل العصور وفي كلّ الأمصار. فهدف هذا الشيطان المتكبّر والمتعجّرف هو تحويل البشريّة وإبعادها عن معرفة حقيقة الربّ مبدع هذا الكون، وأن يُعبَد في هياكل على الأرض تُسمّى مساجد أو جوامع.
فالإسلام إذا بدعة وإيديولوجية شيطانيّة. الشيطان يتخفّى تحت جلبابه أو برقعه كي يتحكّم بالإسلام وبرقاب المسلمين ويوجّههم كما يشاء ويعمي عقولهم.
إذا ما تعمّقتم بدراسة قرآنكم، ستصلون حتما إلى نفس النتيجة التي وصل إليها خريج الأزهر الشيخ العلآمة عبّاس عبد النور: "الإله (الله) والشيطان ليسا سوى وجهين لعملة واحدة" (عبّاس عبد النور، محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن، ص 255).

سنتابع نشر تساؤلات هذا المواطن الفرنسيّ في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة