الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات (6)المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام

موريس صليبا

2022 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة الجهاد؟
الإسلام والجهاد توأمان لا ينفصلان. باستثناء تفسير بعض النصوص اليهوديّة والمسيحيّة بغشّ وحجج خدّاعة، لا بدّ من أن ندرك أنّ الرسالة الجديدة والوحيدة في القرآن لا صلة لها إطلاقا بما هو دينيّ أو وروحيّ، كما يؤمل وينتظر من كتاب يُقال عنه منزل من عند إله، بل من قبل فاتح دمويّ محارب ومدمّر. ولكن بفضل "التقيّة" يستخدم دجّالو الإسلام كل الحيل الممكنة لإخفاء هذه الحقيقة المشؤومة والدمويّة.
نعم، أول مطلب في القرآن، والأهمّ، والذي لا مفرّ منه، والأخطر، هو الواجب المفروض باستمرار منذ نشأة الإسلام على كلّ المسلمين السليمي البنية الجسديّة، الإسهام بكل الوسائل المتوفّرة لديهم والمشاركة في الجهاد المجرم، وتدمير كل ما هو غير مسلم، والتصفية الجسديّة لكل من يتجرّأ على مقاومته ورفض الخضوع لهذه العقيدة الإيديولوجيّة. إنّها سيطرة عالميّة، ذات أعذار واهية، في إطار دينيّ خادع. فعدا هذا الفرض الإجراميّ المسمّى "جهاد"، لم يأت القرآن بأيّة رسالة أو تعليم روحيّ جديد أكثر عمقا ووضوحا ممّا هو وارد في النصوص الدينيّة اليهوديّة والمسيحيّة.
"الإسلام هو الجهاد، والجهاد هو الإسلام"، هذا ما لخّصه الباحث في الإسلاميّات التونسيّ يحيي عبد القادر.

الجهاد هو إذا الإلزام المفروض باستمرار على كلّ المسلمين وفي كلّ الأزمنة كي يسهموا في إضفاء سيطرة الإسلام بالقوّة والاحتيال والكذب والجريمة والإرهاب والاغتيالات واستخدام كل الوسائل الممكنة وكلّ أنواع العنف بما فيه المحظور دوليّا. إنّه واجب ملزم على المستويين الفرديّ والجماعيّ لكل المسلمين لمحاربة غير المسلمين وبسط "دار الإسلام" لتصبح أرض استسلام. هذا الإلزام القرآنيّ الذي لا يمكن التهرّب منه يحاول المسلمون التخفيف من وطأته وحتّى إخفائه عن الغربيّين، وذلك لأنّ مفهومه قائم على العنف والهمجيّة والعبثيّة منذ نشأة الإسلام وقوننته في القرآن. إنّه في الواقع استراتيحيّة إباديّة متستّرة ومقنّعة قائمة على التمييز العنصريّ الدينيّ. فالجهاد لا يبالي إطلاقا بالإيمان أو بالفضائل الشريفة او الروحيّة، بل يعتمد فقط على الأعمال كأساس وأولويّة.
*
منذ نشأته، أعلن الإسلام حربا شاملة ودائمة على باقي العالم، فقسمَه إلى "دار الإسلام" و"دار الحرب" التي يصفها بـ"دار الجهاد". ولم يتوان القرآن إطلاقا عن التكرار "أنّ الجهاد واجب مقدّس" على كلّ مسلم، ومفروض عليه بأمر من إله القرآن الذي يغفر الجرائم المرتكبة باسم الجهاد، ومؤكّدا على أن أشرف وأسمى مرتبة يمكن للمسلم أن يصبو إليها تكمن في طرد أعداء الإسلام أو محاربتهم أو قتلهم أو إقناعهم باعتناق دين إلههم والتقيّد بشريعته. فالإسلام هو قبل كلّ شيء نظام قنّاص دكتاتوري استبداديّ لا يحلم إلاّ بإخضاع الإنسان منذ ولادته وحتّى مماته لأوامر شيطانيّة أقرّت في القرن السابع من قبل أناس شرسين طامعين بالسلطة والغنائم وسبي الشّابّات من النساء.
*
تذكّروا ما جاء في صحيح البخاري 2/17 عن لسان محمّد: "أمرتُ أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك، عُصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقّ الإسلام".
وفي محاولتهم لعدم صدم الرأي العام الغربيّ، يستعين رجال الدين المسلمون بمبدأ التقيّة، فيدّعون ويتبجّحون بالقول بأنّ للجهاد هدف دفاعيّ فقط، ولا يمكن أن يكون هجوميّا أو عدائيّا. وزيادة في التشويش والبلبلة والاحتيال، يصفون الجهاد الحقيقيّ بـالجهاد الكبير، وهو حرب داخليّة شخصيّة. غير أن حقيقة التعليم القرآني لا تعني ذلك إطلاقا، بل العكس، وذلك لأنّ كلمة الجهاد لا تفسّر إلاّ في مضمونها الحربيّ، وهذا هو التفسير الأكثر قبولا وتداولا، خاصّة أن القرآن والحديث يشيران إلى ذلك بوضوح جليّ، إذ أنّ 97 بالمائة من استخدام كلمة جهاد في القرآن وفي الحديث تعني الحرب والقتال والجرائم التي تخلفّها. وبالعودة إلى سيرة محمّد، نستنتج أن كلّ حملات الغزو التي قام بها هو وخلفاؤه كانت حروب فتح وسطو ونهب ودون أيّ طابع دفاعيّ. كما أنّ الأحداث التي دارت رحاها خلال قرون من التاريخ الإسلاميّ تثبت هيمنة الدافع الجهاديّ في كلّ الأزمنة. أما الجهاد الصغير، ايّ عمليّات الفتح، فهو الوحيد الذي يمارس، ويسمّى أيضا، للذين يصعب عليهم الفهم، جهاد السيف. وكلّ تفسير مغاير يدخل في خانة الكذب والرياء والنفاق والغشّ والاحتيال، أيّ ما يُسمّى بـ"التقيّة الإسلاميّة".
*
كتب الباحث الإيراني "أميل إيماني" المتحرّر من النفاق الإسلاميّ: "علماء الديانة الإسلاميّة (الذين يفرضون أنفسهم كعلماء) يتخّفون وراء أقنعة مزيّفة لتغطية أكبر عملية نصب واحتيال في الإسلام. يؤكدون ويشدّدون بكل وقاحة وبصريح العبارة على ضرورة قبول الإسلام دون نقاش أو تساؤل. يحتقرون العقل واللجوء إلى تحكيمه. يستخدمون الجزرة تارة والعصا أطورا. يفرضون الانصياع والاستسلام غير المشروط مقابل وعد الجماهير المغفّلة والساذجة بسعادة وهميّة في جنّة خياليّة. وللأسف تمشي هذه الجماهير منساقة كالغنم وراءهم. كما تسهّل لهؤلاء المشعوذين والمتطفّلين والمنغمسين عيش حياة ملؤها الترف والبذخ بفضل الزكاة. وهكذا دواليك تجري الأمور ويتمّ تأليّه الشعوذة والأكاذيب. أما أنت أيّها المسلم، فعليك أن تستخدم جهاد السيف إذا أمكن، أو الجهاد الباطنيّ حتّى تتمكّن في الوقت المناسب من إشهار السيف وتسليطه لبلوغ الهدف. وعليك خاصّة أن لا تنسى أنّ "الغاية تبرّر الوسيلة". هذا ما يبشّر به أحبار الإسلام والمدافعون عنه والمستميتون في الحفاظ عليه وعلى مصالحهم. غير أنّهم لا يتعرّضون إطلاقا لكشف الحقيقة المرّة التي تحجب الإسلام. فلا يشيرون إطلاقا إلى الإسلام الذي يتغذّى بالكراهيّة، يُحقن بها الجماهير الجاهلة، يُسكب الأسيد الحرّاق على وجوه النساء غير المحجّبات وعلى الفتيات السافرات على طريق مدارسهنّ، يُضرب أصحاب تسريحات الشعر غير الإسلاميّة، يُرجم حتّى الموت كلّ من يخالف الضوابط الجنسيّة الإسلاميّة، ويُحلّل كلّ العقوبات الهمجيّة الشرسة، مثل جرائم الشرف. كما لا يعترف هؤلاء الدجّالون أبدا بأنّ الإسلام يشرّع البيدوفيليا." (مقتبس من مقال نشر في مجلة "البوست" بتاريخ 28/11/2011)
*
فَإذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (القرآن 47/4).
آية الجهاد هذه تنسخ وحدها الآيات القرآنيّة القليلة والنادرة الداعية إلى السلام.
"إعلموا أنّ الجنّة في ظلّ السيوف" (صحيح البخاري، 4/73)
في هذا الصدد، أوضح بكل صراحة ودون مواربة أو تحايل، رئيس وزعيم الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ (الفيس) في الجزائر، تلميذ حركة الإخوان المسلمين، علي بلحاج، قائلا: "الإيمان أو المعتقد الذي لا ترويه الدماء لا ينمو. تتقوّى أركان الإيمان وتتغذّى بالتضحيات والعمليّات الانتحاريّة والموت كشهداء في سبيل الله. فكلّما ارتفع يوميّا عدد الموتى، بالإضافة إلى المجازر وأركام الجثث، ينتشر الإيمان وينمو بقوّة. فلا بأس إطلاقا إن كان مسبّب الضحايا قد غاب معها، المهمّ أنّه ربح الرهان في سبيل الإسلام."
وبالرغم من أنّ الجهاد كان في البدء محدودا في شبه الجزيرة العربيّة والمناطق المجاورة لها، غير أنّه سرعان ما أصبح مبرّرا دينيّا بفضل الفتوحات أو بالأحرى الاحتلالات التي حصلت بعد موت محمّد الذي لم يعط أمرا بذلك. فالمسائل الدينيّة في الإسلام تعتبر دائما ثانويّة ولا تستخدم إلاّ كذريعة، والآيات الآتية هي أفضل دليل على ذلك:
لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (4/95).
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (2/191).
إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9/39).
وفي هذا السياق، نجد في عبارة "جهاد" مفهوما أقلّ رواجا وتوضيحا: فكلمة "قتال" من جزر (ق ت ل). وهي الكلمة التقنيّة الأكثر شدّة وعنفا، تعني المعركة والسلب، وترد في القرآن أربعين مرّة. كما أنّ السورة 47 يكون عنوانها تارة "محمّد" وطورا "القتال". أمّا التقارب بين هذين العنوانين الممكنين فمثير للغاية ولا يترك أيّ شكّ بالنسبة لطبيعة محمّد الحربيّة وقرآنه.
*
الجهاد صلاة
كذلك يُعتبر الجهاد صلاة بالفعل. فهو محفور نهائيّا في اسطوانة الإسلام الرئيسيّة، أي في طبيعته البيولوجيّة الأصليّة. فالإسلام يؤكّد على عدم وجود أي قاعدة أو مبدأ ينبغي احترامه مع الكافر، وأنّ كلّ الوسائل محلّلة بهدف التوصّل إلى إخضاع الأعداء وإذلالهم، وأنّ أيّ تنازل لن يكون إلاّ ظاهريّا أو مؤقّتا، كما هو حال الإسلام في الغرب مثلا. لذلك أصبحت كلّ الحيل وكلّ الجرائم محلّلة شرعا ضدّ غير المسلمين. إنّه نوع جديد من الحرب، لا علاقة له بالغرب ولا بالشرق الأسيوي، بل هو إسلاميّ محض، لأنّه عنف واعتداء، هدفه الفتح والاحتلال، استنبط إيديولوجيّة لتبرير هدفه، أيّ السيطرة على السلطة وإخضاع الإنسانيّة.
روى أبو هريرة أنّ رسول الله قال: "والذي نفسي بيده لوددتُ أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا فأقتل، ثم أحيا فأقتل" (رواه مسلم والبخاري)
وفي نظر الفقيه السوريّ إبن تيميّة (1263-1328)،ا"لجهاد في الإسلام أهمّ من الصلاة"، لأنّه فعل الإيمان الأكثر تقديرا ومكافأة وتمجيدا وإلزاما بالنسبة للمسلم. وإذا وُجدت إعفاءات كثيرة ممكنة في ممارسة أركان الإسلام الأخرى – الصلاة، والزكاة (وهذه مسموح بها فقط بين المسلمين)، وصوم رمضان، والحجّ إلى مكّة – فلن يُعفى أحدٌ إطلاقا من ممارسة الجهاد. لذلك يُعتبر الفريضة الرئيسيّة والأساسيّة في القرآن، وواجب ملزم لكل المسلمين في كلّ مكان وزمان. في الواقع، الجهاد هو أوّل ركن في الإسلام، وهو ركن خفيّ مقنّع بحكم "التقيّة"، يشكّل القلب والروح والجوهر الرئيسيّ للإسلام الغازي. إنّه إلزام فاشيّ لحرب دائمة ضد أعداء إله القرآن، لن يتوقّف حتّى إخضاع البشريّة بكاملها للإسلام ومعبوده وحكّامه.
عن هذه النقطة بالذات، كتب العلاّمة القانونيّ آميل تيّان في الموسوعة الإسلاميّة الفرنسيّة الجزء الثاني، ص 551-553: "من الناحية القانونيّة، واستنادا للعقيدة الكلاسيكيّة والتقليد التاريخيّ، يقوم الجهاد على نشر الإسلام والدفاع عنه [...] الجهاد فرض إلزامي، يجري التركيز عليه في كل المصادر الإسلاميّة".
تشكّل هذه الإرادة الدائمة للسيطرة الشاملة إحدى الأهداف الرئيسيّة المشتركة بين المذاهب التوتاليتاريّة الثلاث: الشيوعيّة والنازيّة والإسلام. غير أنّ العقيدة الإسلاميّة تبقى، وإلى حدّ بعيد، الأكثر خطرا بين هذه العقائد التوتاليتاريّة المدمّرة. كما أن الإسلام يتفوّق على النازيّة والشيوعيّة بالفساد والانحراف والعنصريّة، لأنّه الوحيد الذي تجرّأ ولجأ إلى إله أطلق عليه إسم "الله" واستخدمه كشريك له لتبرير جرائمه الدائمة. هذا الكذب أو الدجل الشيطانيّ هو الذي يشكّل مبرّرا له وسببا رئيسيّا لاستمراريّته ووقتا أكثر من اللازم.
غالبا ما يُعيب الغرب على نفسه عدم تنبّهه وحذره من الخطر النازيّ. غير أنّه وبعد مرور أكثر من خمسة وسبعين سنة، هناك مسؤولون أغبياء – خاصّة بين اليساريّين الذين يغدقون التعاليم الوهميّة من بعد أن انكشف خطأهم في الدفاع المستبسل عن الشيوعيّة السوفياتيّة، والماواويّة، والفياتناميّة، والكوبيّة، والكمبودجيّة، والبولبوتيّة – يكرّرون اليوم نفس الخطأ مع الإسلام الذي يدّعي أنّه من وحيّ إلهي، بينما يُشكّل في الحقيقة أخطر عقيدة فاشيّة تهدّد الإنسانيّة. هذه العقيدة تجسّد في صميمها كلّ عناصر الخميرة الفاسدة التي تميّزت بها النازيّة والبولشيفيّة، لا بل تبيّن عن أنّهما كانتا أكثر إنسانيّة من الإسلام.
تذكّروا أيّها المسلمون ماذا قال أبو العلاء المودودي، مؤسّس "الجماعة الإسلاميّة الباكستانيّة"، وأحد كبار منظّريّ الجهاد في الإسلام: "الإسلام ليس دينا عاديّا كباقي الأديان في العالم، و ليست البلدان الإسلاميّة كباقي الأمم. الأمم الإسلاميّة تتميّز عن غيرها بحكم أوامر إله القرآن التي أنزلها على هذه الأمّة. فأمرها بحكم العالم أجمع بحجم تفوّقها على كل أمم الأرض. الإسلام إيمان ثوريّ جاء ليدمّر كل أنظمة العالم. الإسلام لا يهمّه وجود أمّة افضل من غيرها، ولا يريد معرفة لمن تعود هذه الأرض أو تلك. هدف الإسلام هو السيطرة على العالم بكامله وإخضاع الإنسانيّة كلّها لإله القرآن. سيحارب الإسلام ويدمّر كلّ أمّة أو قوّة في العالم تحاول التصدّي لهذا الهدف، كما سيستخدم كلّ الوسائل المتوفّرة لديه لتحقيقه ولفرض هذه الثورة على العالم أجمع. وهذا هو الجهاد."
وفي بريطانيا، أكّد مرارا وتكرارا الداعية المتشدّد (أنجام شوداري) في محطة أخبار الـ (س.ب.ن. نيوز) أنّ"الإسلام ليس دين سلام ... لا تستطيعون القول إنّ الإسلام هو دين سلام! الإسلام لا يعني السلام، بل الخضوع والاستسلام. المسلم هو المؤمن الخاضع لأوامر إله القرآن. في الإسلام الحقل واسع للعنف والجهاد... القرآن يزخر بالأوامر التي تحثّ على الجهاد الذي هو أقدس الواجبات المفروضة على المسلم، وتتفوّق على عقيدة التوحيد. لا شيء يركّز عليه القرآن مثلما يُشدّد على الجهاد."
*
أمّا قوننة القتل في إطار الجهاد فتعتبر فريضة طقسيّة إسلاميّة للتضحيّة بالإنسان. فَدَمُ البشر الذين سقطت عليهم لعنة إله الإسلام، أيّ الذين حُلّل قتلهم وفُرض قرآنيّا، أصبح دماً مطهِّراً للإسلام تُطرد منه الأرواح الشرّيرة وتُغسل آثار أدران عقيدته الإجراميّة العديدة من خلال سفك دماء الأبرياء ودماء ضحاياه الكثيرة. الجهاد رمز التوحّش الإسلاميّ. والمجاهد لا يشعر إطلاقا بأيّ توبيخ للضمير لأنّ إله الإسلام يُبرّره من كلّ مسؤوليّة.
ألم يقل له: "فلم تَقتلوهم ولكن الله قتلهُم وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى ولِيُبليَ المؤمنينَ مِنهُ بَلاء حَسَنا" (8/17). هذا هو صكّ ضمان البراءة القرآنيّة الذي يُعطى لكل قاتل أو مجرم يريد تبرير جريمته باسم الجهاد. إذا، القرآن يُشرّع قتل غير المسلمين، فقط لأنّهم ليسوا مسلمين.
*
أيّها المسلمون! ألا يصدمكم ويغيظ ضمائركم ويجرح مشاعركم الحسّاسة، عندما تدركون أنّ أوّل رسالة للإسلام، وأوّل فريضة مقدّسة في هذا الدين، وأوّل إلزام يفرضه قرآنكم على كلّ مسلم في أيّ وقت أو زمان، هو أن تكونوا مجاهدين، أيّ أن تتحوّلوا كلّكم إلى (جيمس بوندات إسلاميّين) مكلّفين وملزمين باستمرار لمحاربة غير المسلمين بكلّ الوسائل الموفّرة لديكم، وقتلهم إن رفضوا الخضوع لهذا الإسلام؟
تذكّروا ما أعلنه سيّد قطب (1906-1966)، منظّر بدعة الإخوان المسلمين والجهاد العالميّ: "لا يستطيع الإسلام أن يقوم دون الجهاد". حتما، كان يدرك هذا المتعصّب أبعاد قوله.
أما نحن في فرنسا، ماذا نقول عن كلّ المدافعين عن الإسلام، على غرار حامل لواء الإسلاميّين في الغرب، حفيد حسن البنّا، المؤسّس لبدعة الإخوان المسلمين الإبليسيّة، طارق رمضان، فقيه الخبث المتقلّب والمتلوّن مثل الحرباية، الذي فضحته مغامراته الجنسيّة وقصفت ظهره، ومن أمثاله مالك شبل، طارق عوبرو، عبد النور بيدار، دليل بو بكر، محمّد موسويّ، كامل بشّيك، حوريّة بوتلجا، دنيا بوذار، كامل قبطان، عبد الله ذكري، هاوس سنغار، عبد العزيز شعمبيّ، فريدة بلغول، حسن شلغوميّ، بالإضافة إل عدد كبير من مزيّيفي الإعلام والحقيقة، أمثال المزدوجة الجنسيّة نجاة فاللو ـ بلقاسم. نقول عنهم، إمّا أنّهم لا يعرفون الإسلام، وبالتالي فهم جهلة، وإمّا يعرفون جيّدا حقيقة الإسلام، وفي هذه الحال، لا يمكن اعتبارهم إلاّ عملاء ومتواطئين مع المجاهدين، وبالتالي يشكّلون طوابير للإسلام محلّفين قرآنيّا، لا يحلمون إلاّ برؤية عقيدتهم السياسيّة الدينيّة الهدّامة تستولي على السلطة وتسيطر على الإنسانيّة.
فإذا كانوا يعرفون حقيقة الإسلام، وهذا مؤكّد حتما، فلا يمكن أن يكونوا إلاّ دجّالين يتلاعبون بعقول الناس، يمتهنون بامتياز ازدواجيّة اللغة، مخادعين يتفوّقون في فنّ تصوير الظلام وكأنّه نور، المعتدي والمجرم وكأنّه ضحيّة، الحقود والكاره للآخرين وكأنّه مهمّش عمدا. تجري في عروقهم حيويّة سمّ الإسلام. يستخدمون "التقيّة" للتمكّن من الانخراط في عصابات المتطوّعين للجهاد الذي يفرضه القرآن. من خلال اللجوء إلى الاحتيال والخطابات التبشيريّة المنمّقة السهلة القبول من قبل الناس البسطاء السذّج، يعملون لإدخال "الجهاد البريء" بهدوء إلى قلب الجمهوريّة الفرنسيّة. فلا يمكن تبرير أيّ تصريح لهم من النوايا المستترة. يلتزمون كلّهم بمخطّط مدروس بإتقان من قبل مخطّطيّ عمليّة أسلمة أوروبا بتكتّم شديد وبخداع لا مثيل له. فتجّار الهيكل الإسلاميّ يستخدمون إيديولوجيّتهم التوتاليتاريّة للعب بعقول الناس وأدلجتها وتعبئتها بالأهداف الإجراميّة المافياويّة. يستخدمون كلّهم الإسلام والقرآن كسلاح في الصراع السياسي، وكسلاح للغزو والتخريب والتدمير لكلّ ما لا يتلاءم مع عقيدتهم القتاليّة المميتة. هدفهم الوحيد نصرة الإسلام بكل الوسائل والسبل المتاحة حتّى المحظورة دوليّا.
*
الجهاد ليس فقط سفك دماء، بل أيضا، خاصّة في الغرب، استخدام التقيّة وكل أنواع الدجل والاحتيال المتوفّرة والمسهّلة لنشر الإسلام السياسيّ، حيث يصعب فرضه بالعنف أو الإلزام. فكلّ مدافع عن الإسلام أو داعيّة إسلاميّ، وكلّ امرأة محجّبة أو مسلم ملتح على الطريقة الإسلاميّة أو الإخوانيّة، هو مجاهد بارز للعيان. كلّهم جنود متعصّبون لإله الإسلام، تطوّعوا وتجنّدوا واعتصموا في ثكنة الإسلام، هذا المعتقد البدويّ الصحراويّ الذي يستحيل عليه مواجهة واقع الحياة والحداثة وحضارة الغرب إلاّ بالكذب والكراهيّة والعنف والإجرام.
لا فرق بين الإمام أو الدّاعيّة الأكثر بروزا في الإعلام،أو المؤمن المسلم البسيط، وكلّ الذين يدّعون أنّهم مسلمون في الغرب، كلّهم يشاركون في حرب نشر الإسلام، أيّ في الجهاد.
*
أخيرا، لا بدّ لنا من التمييز بين فئتين من المجاهدين: فئة مستعجلة تستخدم الذبح وقطع الأعناق، وفئة صبورة تعمل على النفاذ إلى مراكز القرار، مستهدفة البلوغ إلى النصر عبر استغلالها المتكتّم للديموقراطيّة، أو اللجوء إلى القوّة والعنف، إذا سمحت الظروف لها بتطبيق استراتيجيّة الإسلام المفضّلة والمميّزة. أمّا المسلمون العاديّون البسطاء فيجهلون أشياء كثيرة عن عقيدتهم التوتاليتاريّة، وهذا ما يجعلهم فرائس وضحايا محتملين يسهل تضليلهم وتطويعهم وتحويلهم إلى مجرمين. فمن الضروري العمل الجادّ على توعية هذه الفئات البريئة من المسلمين، وإطلاعهم على نصوص العقيدة التي يؤمنون بها أو التي فُرضت عليهم، أملا أن لا يصل إليهم جنون هذه الإيديولوجيا الهدّامة وتنخر عقولَهم جرثومتُها الفتّاكة... هذه هي الطريقة التضامنيّة الوطنيّة الوحيدة والسليمة لحماية الإنسانيّة.
*
أيّها المسلمون! تذكّروا شعار أو شرعة بدعة الإخوان المسلمين، والتي لا يشكّ أحد بمدى خطورتها وتعصّبها وأهدافها التوسّعيّة الهدّامة: "إله الإسلام هدفنا، النبيّ زعيمنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، والاستشهاد أكبر أمل لنا." يطالب الإخوان المسلمون ويشدّدون على تطبيق الشريعة بشكل ملزم ودقيق والعودة إلى الإسلام الأصوليّ بواسطة الجهاد، وإقامة الدولة الإسلاميّة العالميّة واعتماد القرآن دستورا لها، وتوحيد المسلمين تحت راية الإسلام وإقامة الخلافة، ومحاربة كل محاولة تجديد أو تحديث. باختصار، يطالبون بالعودة إلى دياجير الظلام، وعنف العصور المظلمة الأولى في الإسلام، أيّ إلى أسوأ ما تتضمّنه أو تبثّه عقيدتكم الإجراميّة المتعصّبة.
تتكرّر عبارة الجهاد 41 مرّة في قرآنكم، بالإضافة إلى أكثر من 120 آية من سورة السّيف في هذا الكتاب، وتفرض الجهاد على كلّ مسلم. أمّا الإدّعاء بعدم التقيّد بأخطر مفهوم يشدّد عليه القرآن ويعتبره الركن الأوّل والرئيسيّ في معتقدكم والذي لا إعفاء منه ولا تراجع عنه إطلاقا، فيعني التهرّب من مواجهة الواقع ورفض الحقيقة الراهنة والساطعة، ووضع أقنعة على البصر والبصيرة. اعلموا أنّ مفهوم الإسلام في القرآن يتناقض تماما مع مفهوم السلام، لأنّه يقوم باستمرار على الفتوحات والغزو والعنف والجهاد.
لا يمكن لأحد منكم أن ينكر أنّ القرآن يؤكّد على عدم توقّف الجهاد حتّى أسلمة أخر إنسان على الأرض أو تصفيته جسديّا. إذا، المرادف الوحيد للإسلام هو الجهاد.
أذكّركم بما قاله أحد فلاسفة التنوير الفرنسيّين، جان-جاك روسّو: "كلّما تراجع مستوى التعقّل في معتقد ما، كلّما ازدادت محاولة فرضه بالقوّة."

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معقول
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 5 / 13 - 16:26 )
-
باستثناء تفسير بعض النصوص اليهوديّة والمسيحيّة بغشّ وحجج خدّاعة
-
لن اعلق كثيرا على تفصيلات المقالة
ولكن ان سلمنا بان المسيحية ديانة مسالمة وهو امر سليم لا نختلف فيه
فهل هذا القول ينطبق على اليهودية
سواء من نصوص التناخ او العهد القديم
او من خلال نصوص التلمود او اقوال الحاخامات اليهود

لا اعلم هل المقالة كلام الكاتب نفسه كمال صليبيا ام
مو عارف مين
يعني هل هذا هو الكتاب الذي كتبه الكاتب

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س