الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبائل -ليبو-

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 5 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تقيم "قبائل "ليبو" الإفريقية قرب العاصمة "دكار" وتعيش من صيد البحر، وهي لم تعتنق الإسلام إلا حديثا عام 1900م، وقد كشفت الدراسات عن انقسام ديني عجيب في هذه القبيلة، فالرجال مسلمون، والنساء وثنيات، والرجال يتعصبون للإسلام تعصبا شديداً ويتذرعون بهذا التعصب ليستروا به تفاهة ما يعلمونه عن دينهم، وأما النساء فيقدسن الأرواح التي تعمر مختلف الأماكن، ففي مدينة "روفسك" يعبدن آلهة القطط أو أم القطط، وفي حي "بونيول" Bounioul بمدينة دكار يقطن الإله "ندك" Ndak، وهو الإله الراعي للمدينة. وأما الأحياء الأخرى فيها فيرعى كلا منها أحد أبنائه. وما تزال المحاريب المنزلية والمحاريب العامة قائمة، تمثلها أوعية منصوبة في فناء الدار، حيث تقدم لها النساء القرابين من الحيوان والشراب. وتتزعم امرأة شعائر العبادة الجماعية وخاصة عند نحر القرابين السنوية استرضاء لإله البحر، لكي يجعل رزقهم من الصيد وفيراً. وكذلك تتزعم المرأة حلقات الزار، وهي حلقات للرقص والغناء....
وما تزال رقصة المطر، بما فيها من تهوس وتخبط، تقام بكامل صورها الوثنية بين قبيلتي "جرمة" والسنرهاي" رغم اعتناقهما الإسلام... وهم يستهوون آلهة المطر بأنغام الموسيقى، ويزعمون أن تلك الآلهة تحل في أجساد نسوة بعينهن حين يرقصن فيصيبهن ضرب من الصرع والغيبوبة والهذيان أثناء الرقص. وعندئذ يجيء رجل يمثل السماء، ومعه ماء به بعض العشب المقدس، فيصبه في حفرة من الأرض ثم يضحي بدجاجة أو بكبش.
وينتشر الاعتقاد بالسحر والعمل به بين الجنسين على السواء، فالنساء تحملن تعاويذ لتجنب الحمل أو لاتقاء الجنون، والصيادون يعلقون في شباكهم تعاويذ من جذور نبات أو قرون حيوان حتى يصيدوا صيداً كثيرا. وأصبح الساحر المغربي يستعمل أساليب السحر الوثني القديم. ولا يزال يخشى الناس هناك أذى السحرة القدماء المعروفين ويزعمون أنهم يستطيعون التحول إلى أشباح مخيفة أو إلى هواء أو حيوان أو حجر، وأنهم ينهشون لحوم الموتى. ويخشون إلى جانب ذلك الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس ويسلبهم عقولهم وهو الذي حذر منه الإسلام.
وفي عام 1927 ظهر إله جديد يسمى "حَوْكة" Haouka، زعم أحدهم أنه جلب تعاليمه عندما كان بمكة، وهو إله عنيف يمثل القوة الوحشية، وقد اقترن ظهوره في تلك الأرجاء بحركات العنف والحرق والتخريب والقتل حتى اضطرت الإدارة الحاكمة إلى تعقب أتباعه والقبض عليهم، ففرت بقاياهم إلى ساحل الذهب حيث توارت هناك. (هوبير ديشان. الديانات في أفريقيا السوداء، ص 150-152)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو