الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القرآن هو تعبير عن العقل الباطني لمحمد؟

عزالدين مبارك

2022 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا سلمنا بأن الإله من صفاته الأساسية القدرة المطلقة والمعرفة الكلية فهو الذي يخلق ويأمر ويقدر كل شيء حسب النصوص القرآنية "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" (يس 80), "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"(الفرقان 2) فهو ليس بحاجة لبعث الرسل والأنبياء لتبليغ رسالته للناس جميعا وتغيير سلوكم بأقل التكاليف دون الأمر باستعمال القوة والبطش والغزو والسبي وهو"الرحمان الرحيم" ودون النزول من عليائه وعرشه ليدخل المعركة ويقتل "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ" (الأنفال 17) وهو القادر أن يجعل الناس جميعا مؤمنين بلا سفك دماء وتنكيل بالأبرياء وأخذ أرزاقهم ونسائهم غصبا "لو شاء رَبُّكَ لَآمَنَ من في الأرض جميعا" (يونس 99) فما الحكمة من أن لا يفعل ذلك؟
فمن خلال دراسة النص القرآني باستخدام تحليل الخطاب يستشف ارتباط النص القرآني بالأحداث التاريخية التي وقعت في زمن ومكان معين مما يؤكد أن القرآن وليد بيئة وتوقيت معين ويتفاعل مع ما يستجد من أحداث وما يظهر من ظروف ويتغير من تحديات وطموحات وأهداف وملابسات تهم الجماعة والشخص وخصوصياته حتى الحميمية منها ويبقى النسخ أكبر دليل على راهنية وتاريخية القرآن وتماشيه مع التغير الزماني والظروف ويخضع لديناميكية الزمن مثل غيره من النصوص الوضعية " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" (البقرة 106).
ففي بداية الدعوة وجد محمد إنكارا وصدا من قومه وعشيرته فكان نتيجة لذلك حانقا وغاضبا ومتوعدا وهذا ما صبغ الآيات القرآنية التي أتت كتعبير للعقل الباطن لقائلها حاملة النوازع البشرية والسلوكية الدفينة المتجذرة في أعماق الشخص وهو العاجز عن استعمال العنف المادي لإرغام الرافضين قبول دعوته في غياب القوة المادية فاكتفى بالقول شديد اللهجة. وقد كان في استطاعة الإله كلي القدرة أن يأتي لنجدة رسوله دون عناء ويدخل الإيمان في قلوب الخصوم لكنه لم يفعل وترك الباب مفتوحا لزمن قادم مليء بالصراعات والتقاتل والدماء.
فهل يعقل أن يسب ويشتم الإله القادر على الفعل والتوقع المسبق شخصا هو خلقه ويأمر شخصا آخر الكلام نيابة عنه كما حدث مع عم محمد الذي لم يستجب لدعوته " تبت يدا أبي لهب" أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إلا تعبيرا عن الحالة النفسية التي يعيشها محمد في ذلك الظرف وهو لا يتوقع من قريب له أن يقف ضده فلو كان الأمر يتعلق بالإله لتصرف تصرفا آخر دون استعمال السب والشتم والوعيد.
والإله الذي بمقدوره أن يجعل الناس جميعا مؤمنين يأمر بقتل من يخالفون محمدا الرأي بعد أن سمح بالكفر وحرية المعتقد " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف 29) ويتراجع عن تسامحه وسماحته وإنسانيته عندما سنحت فرصة الانتقام وبعد الوصول للجاهزية والقوة "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ" (التوبة 5) مما يفيد أن في الأمر تخطيط وترصد وتحضير للحرب من قبل محمد وأتباعه.
وقد كان محمد يحب المال والنساء فخص نفسه بما يشتهي وسمح لأصحابه التمتع بالغنائم والسبايا وملكات اليمين دون عد وحصر لأنه يعلم أن ذلك سيحفزهم للغزو والقتال وتحمل الصعاب " انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم"( النساء 3). فقد أباح محمد لنفسه خمس الغنائم " وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ" (الأنفال 41) لأن الإله ليس في حاجة لنصيب مما تم غنمه. كما سمح لنفسه بنكاح من تهب نفسها له من دون المؤمنين بالإضافة للزوجات وملكات اليمين "وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ "ولِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا" (الأحزاب 50) ففي هذا توسع غير مبرر من أجل تلبية شهوة خاصة فقط. وعندما اشتهى زينب زوجة ابنه زيد بالتبني استجاب الإله فورا له " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا" (الأحزاب 37).كما يسرع الإله في تبرير ما يفعله محمد في حياته الخاصة والحميمية مع زوجاته وجواريه ويرفع عنه الحرج " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ" (التحريم 1 ).
ودون الخوض في جميع ما يحفل به النص القرآني من علاقة بين ما يضمره العقل الباطني لمحمد كإنسان جاء بدعوة جديدة له نوازع وشهوات خاصة به والنصوص والذي يدعي إنها وحي إلهي وتتماهى في الغالب مع ما يتمناه ويصبو إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن نجد يجيب!!!
سهيل منصور السائح ( 2022 / 5 / 12 - 12:28 )
قيل في الآيات اعجاز على كل صعيد
لم اجد فيها سوى حبك ووعد ووعيد
وحكايات رواها الناس من عصر بعيد
ربما التلقين والتهويل سر الانجذاب
*****
كل ما قد جاء في الاسلام تكرار مدبر
جاء في ثوب جديد بالبلاغات محبر
وسال الاسفار والاخبار والاحبار تخبر
ان في جو النبوات غبار وضباب
*****
واربط القس بحيرى باقاويل ابن نوفل
ورقاع الكنزريا هن بالمقبوس حفل
وعلى المرداش ينبوع الخرافات تطفل
والابوكريفا قديم العهد معهود الكذاب
*****
يا يتيما ملا الارض ضجيجا وعجيجا
وعبادات وعبادا وثجا وحجيجا
وحروبا ودماء ولجاجا ولجيجا
لم تجبني كيف جاء الوحي في تلك الهضاب
******
كيف لابن السرح عبد الله ان يعلن كفره
وهو من يكتب للوحي الذي عندك سفره
ربما ادرك من امرك ما شتت امره
ورمى في قلبه وجسا فجاء الانسحاب
*****
طلع القهر علينا من ثنيات الضياع
وجب الشك علينا قد مضى وقت الخداع
ايها التابع فينا ما دليل الاتباع
هاته ان كنت تدري او فدع عنك الرهاب



2 - سيكولوجيه البدو
على سالم ( 2022 / 5 / 12 - 14:47 )
نحن نعيش الان عصر الحريات والفضاء الاليكترونى وتداول المعلومات بل وسهوله الحصول عليها , لايوجد الان الارهاب والقمع والاستبداد والذل والقتل وكلها مقترنه بمعتقد الاسلام البدوى والذى هبط علينا فجأه من السماء ؟ انا اعتقد ان كل المسلمين ضحايا ايدولوجيه بدويه شرسه عنيفه ودمويه فظه وتم الضحك عليهم جميعا بأسم المقدس السماوى , الان تسطع الانوار والاضواء تحلل وتدرس هذا الدين البدوى الديكتاتورى القمعى , نحن فى الطريق السليم ونهايه الاسلام قريبه ولاشك فى هذا

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان