الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحاب الإعجاز العلمي والنظريات العجيبة لا يمكن النقاش معهم

محمد ياسين

2022 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مهما قلنا عن رجال الدين التقليديين هم وأتباعهم ومهما اختلفنا معهم، لكنهم على الأقل يظلون القوم الوحديين الذين يمكن النقاش معهم دون أن تنكمش البصلة السيسائية وتضرر مساحات شاسعة داخل دماغك.
هولاء الناس وان كانوا متحجرين ويعيشون في عصور غابرة وبعيدة عن العلم والفكر والفن وكل الإيجابيات التي أسفر عنها التطور، لكنهم على الأقل يستعملون المنطق حتى في دفاعهم أحيانا عن اللامنطق وتبريرهم له، لكن على الأقل يوجد منطق وإن بنسب جد متضائلة.
أما أصحاب الاعجاز العلمي والمتنورن (العلمانيون المتدينون) وأصحاب النظريات الدينية الجديدة الغريبة والعجيبة فلا يمكن بأي حال أن تجد منطقا مناسبا لتناقشهم به، فما بالك أن يفضي ذلك النقاش إلى نتيجة ؟!!!
فعند هؤلاء طريقة تفكير لا نعلم من اين جاءوا بها ؟! ولديهم أنماط خاصة في استنباط الأحكام لا تسند لأي شيئ غير الأهواء وثالثة الأثافي هي أن لغتهم من وحي الخيال : فضرب ليس هي ضرب، وكفر ليس هي كفر ، وجهنم ليست هي جهنم ، والحور العين لسن نساء بل عناقيد العنب الأبيض المعلقة في الجنة والعين الحمئة هي المحيطات..... الخ.
وهذا الخبط ليس الا محاولة فاشلة لاغتيال الحقائق، ومحاولة مفضوحة من الأهواء الفكرية والرغائبية للتنكر في صفة المنطق، ثم وضع هذا المنطق نفسه في غير موضعه وجعله يقف مقلوبا على رأسه، ففي النهاية يجب أن يكون المنطق وسيلة وليس غاية .
إنهم وكل أفكارهم ونظرياتهم وتأويلاتهم التي تروم جاهدة إلى تحريف اللغة وتزييف التاريخ وتجاوز التراث وترجيح المرجوح عندما يوافق أهواهم وتجريح الراجح عندما يناكفها، وكذلك إنكار السنة والأحاديث أوتضعيف الصحيح وتصحيح الضعيف لطالما تماشى ذلك مع ما يريدون وغيرها من الألعاب البهلوانية والشقلبات السفسطية اللفلفية التي تقوم بها عقولهم ليست ناتجة إلا عن الاستعمال المقلوب للمنطق عبر جعله غاية وليس وسيلة، فهم يبحثون لما يؤمنون به عن منطق ولا يبحثون عن منطق ليؤمنوا به وشتان بين هذا وذاك.
أما رجل الدين التقليدي مهما اختلفنا معه فهو على الأقل يستأثر لنفسه بالجمل وما حمل ولا يكيل بمكيالين وان كان يفعل ذلك في إطارات أقل عمومية ، فلا تجده مثلا يقبل بالقرآن ويطرح الأحاديث، ولن تجده يضعف الأحاديث حكما على متنها دون الرجوع إلى خلل فني في الأسانيد، ولن تجده يستخدم الرطانة والطوطولوجيا والسفسطة لتحريف معنى كلمة متداولة كونها لا توائم أمنياته الفكرية والعقدية، وحتى عندما ينحرف إلى المنطق المعوج -وهذا واقع بلا ريب- فإنه يفعل وفق ضوابط معينة تبقي المنطق منطقا ولو انه معوج ولا تحوله إلى سلطة من الهلوسات الذهانية الشديدة، ولازال بالامكان الدخول معه في نقاش ولو أنه لن يكون مثمرا في الغالب لكنه على الأقل فيه بعض الاحترام للعقول .
وهذا ينطبق على جميع المتدينين على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم ومبادئهم وتباينها، سواء كانوا بيانيين او برهانين او عرفانين، وسواء كانوا سنة او شيعة، أو كانوا ارثوذكس أو كاثوليك، وسواء كان يهودا ربانيون أو قراؤون... الخ. والعكس كذلك فاليهودي الحيلوني (العلماني) الذي يبرر افكاره من النصوص اليهودية او يبرر النصوص الدينة بأفكاره الخاصة سيقع في نفس الاشكال الذي وقع فيه نظرائه المسلمون الغرباء من اعجازيين وقرآنيين ومتنورين... الخ.
فالحاصل لمن أراد سلامة عقله عليه أن يتعاشى عن الرد على هؤلاء وألا يجر عقله إلى سجالات عديمة الجدوى لطالما كان الإنسان في غنى عنها، والحق واضح ولا يحتاج إلى ترصيع ومن لديه فكرة صارخة فعليه ألا يتكلف التأويلات والتحريفات لكي يثبتها بأي حال من الأحوال (نصل أوكام) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايمان بدون دليل يمكن رفضه بدون دليل
سهيل منصور السائح ( 2022 / 5 / 12 - 10:15 )
الإيمان : هو التصديق بدون دليل أو سبب ، المضحك ان هذا هو أيضا تعريف الوهم. - ريتشارد دوكينز

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran