الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقوبات الاله الجماعية بحق البشر

ارشد حسين
باحث

(Arshad Hussain)

2022 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الموروث الديني وخاصة التوراتي والقرأني هناك قصص تثبت ان الله عاقب البشر بشكل جماعي. لأسباب مختلفة وستناول من هذه العقوبات الجماعية ثلاث امثلة فقط .
1-قصة النبي نوح. يعد النبي نوح اول الرسل الذين بعثهم الله الى سكان الأرض ليرشدهم الى الهدى والى عبادة الله الواحد الاحد يذكر انه قوم نوح كانوا قد بنوا اصناما ليعبدوها وكانوا جاحدين بالله. دعوة نوح كانت مقتصرة على الدعوة الى عبادة الله والرجوع الى الطريق الذي رسمه الله للناس لكن قوم نوح كانوا يستهزؤون به كلما مر بالقوم لنصحهم وارشادهم الى طريق عبادة الله حتى وصل الى مرحلة انه استنفذ كل طرقه في دعوتهم وتوجه الى الله قائلا( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) وهنا بعد ان يأس نوح دعا على قومه وطلب من الله ان يعاقبهم (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) ونجد ان الله أوحى الى نوح ان ابني الفلك وسيأتي عذابه ليكون عقوبة لكل الناس من قوم نوح, وتنتهي القصة كما تعلمون بان الله ارسل الفيضانات لإغراق الأرض ونجى منها فقط من كان على السفينة معا نوح من بشر وحيوانات فقط ومن ثم بدأت الحياة من جديد معهم.

2- قصة النبي لوط:من القصص المشهورة عن عقوبة الاله لمجموعة من البشر هي قصة النبي لوط الذي بعث كنبي في قوم (سدوم وعامورة) ليهديهم الى طريق الهداية وترك الفاحشة التي كانت منتشرة بينهم وهنا يذكر انهم كانوا يأتون الرجال ويفضلون المثلية الجنسية. (هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلًا. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا، لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي سفر التكوين 19 : 8
وتقريبا القصة متشابه الى حد كبير في القرأن عند المسلمين. وفي القصة يأمر الله لوطا ان يترك المدينة لانه قرر عقابهم على افعالهم وهو فعلا ما حدث وانزل عليهم عقابا شديدا وكان ان امطر عليهم كبريتا ونار أي ما يشبه قنبلة النابالم الحارقة في العصر الحديث. واحرق كل من فيها ومن ضمنهم زوجة لوط نفسها.

3- قصة موسى: هي من القصص المفضلة لدي ففيها الكثير من الدراما والتراجيديا. النبي موسى حسب القصة الدينية كان السبب في انقاذ شعب إسرائيل الذين كانوا مفضلين عن الاله وهو كان السبب في اغراق واحد من اشهر الفراعنة الذي كان عدو لموسى واليهود. (وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ۚ وَفِى ذَٰلِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ.
وفي القصة ان الله اغرق الفرعون مع جيشه بالكامل في البحر الأحمر لينقذ شعب إسرائيل الذي كان يساء اليهم بشكل تعسفي من قبل الفراعنة على وجه الخصوص.

بالرغم من عدم وجود ادلة قطعية جازمة على حدوث الأمثلة الثلاث في ازمنتها المفترضة لكن لنفرض انها فعلا حدثت, وبالتأكيد عدد سكان الأرض او المنطقة التي حدثت فيها القصص أعلاه كانت بضعة مئات الوف على اعلى تقدير والزمن الحاضر عدد سكان الأرض الان على عتبة ال 8 مليارات. وتغيرت الكثير من الأمور والاحداث فمثلا:-
1- اصبح عدد اللادينين والملحدين والغير مؤمنين باي دين حوالي مليار ومائتي مليون انسان أي حوالي %10 من سكان الأرض لا بل وصل ببعض الملحدين المتطرفين ان يعلنوا رفضهم بشكل متطرف لوجود اله بل أصبحت اللادينية على مسوى دول تكاد تكون باجمعها ملحدين وغير مؤمنين ولا نرى الاله يحرك في عقوبتهم لماذا؟
2- المثلية الجنسية الان أصبحت في بعض الدول قوانين يحاسب عليها من يعترض على فعلها لا بل هناك بعض الدول منحتهم الحق ان يتبنوا أطفال لانهم يعتبروهم أساس لبناء عائلة ولم يحرك الاله لمعاقبتهم لا بل هناك دول مثل السويد منحت المثليين حق الزواج في الكنيسة !!!!!
3- بالرغم من ان اليهود "كانوا" شعب الله المختار حسب الإسلام لكن الإسلام يقول حسب سورة المائدة. الاية 3 (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) والتي تعني ان الإسلام والمسلمين من رضي الله عنهم وقبل منهم الدين ووعدهم بالجنة لكن بالمقابل الدول المسلمة هي من اكثر الدول والشعوب التي تعرضت للاضطهاد من قبل الدول الكافرة ومن حكامهم انفسهم والامثلة لا تحصى وأيضا لم يحرك الله للدفاع ونصره امة خير من خلقه من البشر.

ربما يأتي من يقول ان العقاب مؤجل واستغرب لما تأجلت في حين ان احباب الاله يتعرضون يومية لمختلف أنواع الاضطهاد والقهر والتعدي النفسي والجسدي عليهم. متى يري الاله عقابه وغضبه من البشر كما فعل بالاقوام السابقة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا