الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الزواج للطبقة الوسطى فى مصر

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2022 / 5 / 12
المجتمع المدني


الطبقة الوسطى فى المجتمع المصرى تعانى من مشاكل كثيرة التعقيد ,
فبالاضافة الى انها دائما حامله لما يسمى بالقيم والثوابت الاجتماعية والتقاليد والعادات اكثرمن الطبقات الغنية والطبقات الفقيرة الا انها تعانى اكثرمن مشكلة الزواج . فالطبقات الفقيرة اكثر عمليا على ارض الواقع عند الزواج فيكفى مكان متواضع للسكن مع اساسيات المسكن والملبس والفرش مع عمل احتفال صاخب جدا لاشهار الزواج. اما الطبقات الغنية فلديها ما يكفى لتاسيس مسكن شامل كل الاحتياجات وكذلك الكماليات واحيانا يصاحبه احتفال ببذخ يفوق التصور واحيانا احتفال بسيط وغالبا يحتوى على رحله خارج البلاد .
اما الطبقة المتوسطة فالزواج يمثل مشكله كبيره لديها لعدة اسباب فكل فتاه مقبلة على الزواج تضع امامها دائما فى ذاكرتها تسجيل لزواج جميع معارفها فى الاسرة او الجيران او زميلات العمل , وانها ليست اقل منهن فى المستوى فيجب ان تكون الشقة ومحتوياتها ومظاهر الاحتفال بالزواج افضل من جميع من تعرفهن وتساعدها امها فى تحقيق هذا الطلب , فى الوقت ان دخل معظم الشباب المصرى يعتبر متواضع جدا بالنسبة الى تكاليف الحياه ومتطلبات الزواج وخصوصا بالنسبة الى اسعار الشقق التى اصبحت لا تتناسب على الاطلاق مع الدخل العادى لاى شاب مما اصبح يمثل فجوه اجتماعية خطيرة تزداد مع الوقت لدى شباب الطبقة المتوسطة .
لنعرف اين يقف شباب الطبقة المتوسطة فى مصربالنسبة الى شباب العالم .فمثلا فى معظم دول اوربا معظم الشباب عندما يتفقا على الزواج يبحثان عن شقه تناسب دخلهما ويدفعان تامين مقدم ثلاثة شهور ( التأمين يمثل مرتب شهر واحد فقط لآى منهما )وسواء التامين او الموبيليا يشتركان سويا فى شراءها وغالبا الاهل لا يتدخلوا بتاتا فى هذه الترتيبات واسعار مستلزمات المنزل بعضها اقل من مثيلتها فى مصر واحيانا مثلها او اعلى كما ان بعضهما قد يشترى احيانا بعض الموبيليا المستعملة والتى تكون بحالة جيده فى حالة محدودية الدخل كما ان الشقق الصغيرة هى الغالبة والمتواجدة بصفه عامة وليست الكبيرة كما فى مصر .كما ان احتفالات الزواج والتى تتكلف عشرات الاف واحيانا مئات الاف من الجنيهات فى مصر تكون نادرة جدا وعادة تكون خاصة بالجاليات الاجنبية مثل الجالية التركية .
هذا بالاضافة الى وجود اعتبارات وفروق عامة اخرى ان الزواج فى الغرب هو زواج مدنى ثم يأتى الزواج الدينى كاجراء شخصى اما فى مصر فالزواج دينى فى الاساس .
فالشاب المصرى الذى نشأ ويعيش فى ظل الطبقة الوسطى ما لم يكن عمل باحد الدول العربية او يعمل فى احد الشركات الاسثمارية الكبرى يصبح الزواج بالنسبة له مشكله حقيقية يعانى منها وتظل امكانية مساعده الاهل له متواضعة بالنسبة الى المغالاة فى تكاليف الشقة واحتفالات الزواج بالاضافة الى مستلزمات تجهيز الشقة فى ظل تدنى الاجور بصفة عامة .
مازال يقع على عاتق الفتاه المصرية ضرورة التخلص من عقدة انا موش اقل من فلانه او علانة او ضرورة ان تكون الشقة كبيرة وان تحتوى على كذا وكذا وان يكون حفل الزواج كبير وفخم ويتكلف الكثير . كلها متناقضات غير مفهومة وغير عملية . ثم تشتكى الفتاه لماذا يهرب فتاها من الزواج . يهرب من الزواج لان طلبات الزواج حاليا تكاد تكون تعجيزية للشاب العادى .
هنا ياتى اهمية ان يلعب الاعلام المصرى دورا مهما لالقاء مزيد من الضوء على هذا المشكلة واهمية ان الزواج هو مشاركة بين طرفين وليست وسيله لاستنزاف الشاب وان تكون جميع تجهيزات الزواج للاساسيات فقط ولا مكان للكماليات فى هذه المرحلة .
كذلك يجب ان يمتد التوعية للوالدين ايضا لما لهما من اهمية بالغة فى تكوين راى الابناء عند تكوين الاسرة فى معظم الحالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح