الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات (7) المواطن الفرنسيّ موبار لومارعن الإسلام

موريس صليبا

2022 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون مآسي الغزو والفتوحات الإسلاميّة؟

بحكم التضليل والتخدير بأكاذيب الأفعى الإسلاميّة، يبدو أنّ المسلمين اقتنعوا بانتمائهم إلى دين يحترم حقوق الإنسان ويرفع من شأن كرامة المرأة، كما اعتقدوا أنّ الإسلام مرادف للسلام. وفي إطار الجهل الذي يتقوقعون فيه، يدّعون أنّ الحضارة الغربيّة تقتبس جذورها من الإسلام، بينما يؤكّد الواقع العكس تماما وبوضوح جليّ، كما تثبت ذلك الحقيقة التاريخيّة والحياة اليوميّة.
الإسلام لم يخترع عمليّا أيّ شيء على الإطلاق، أو القليل جدّا. حتى الأرقام التي تُنسب خطأ إليهم، أو الصفر، سبقت ظهور الإسلام بعشرة قرون وجاءت من الهند. وكذلك (الأُسطُرلاب) ليس من اختراعهم، بل من اختراع العالم اليونانيّ (هيبارك) الذي عاش بين العام 190 والعام 120 قبل الميلاد. أمّا صناعة الحرير والورق فكلّها من عمل أهل الصين.
سرق المسلمون كلّ هذه الاختراعات وادّعوا نسبتها إلى "عبقريّتهم الخلاّقة" المزعومة. من الممكن أن يكون الإسلام قد لعب دور الناقل أو الوسيط لبعض المعارف التي سرقها أنصاره عن حضارات أو ثقافات أخرى. وحتى أسطورة التراث اليونانيّ، والتي يُقال إنّه انبعث واشتهر بفضل الثقافة العربيّة الأندلسيّة، ليست إلاّ كذبا وتكذيبا واهانة للحقيقة. الحضارة العربيّة الإسلاميّة لم تكن، وبشكل محدود جدّا، إلاّ وسيلة نقل لبعض العلوم اليونانيّة والهنديّة والفارسيّة. كذلك لا بدّ من نزع القناع عن وصف مرحلة احتلال العرب للأندلس بالتسامح الإسلاميّ المزعوم، إذ لا يمكن السكوت عن الأعداد الضخمة من الشهداء المسيحيّين الذين قضى عليهم الإسلام في تلك الفترة والمشار إليهم، منذ ذلك التاريخ، في سلاسل طويلة من العبيد المسيحيّين المعلّقين حتّى اليوم على جدار واجهات كاتدرئية توليدو التاريخيّة.
*
لم يشهد التاريخ إطلاقا وحتّى اليوم، في أيّ بلد إسلاميّ، أيّة مساواة بين المسلم وغير المسلم، في أيّ مجال كان، وذلك لأنّ القرآن لا يسمح بذلك على الإطلاق.
*
الإسلام دين مدمّر للحضارات والثقافات، بدأً من تلك التي سبقت غزواته في بلاد الفرس، وسوريّا، وفلسطين،ووصولا إلى بلدان البربر في شمال إفريقيا التي احتلّها وأخضعها بالقوّة لنفوذه. كم من الضحايا سقطت! كم من المعابد والهياكل والتماثيل دمّرت! كم من الآثار التاريخيّة الرومانيّة والهندوسيّة والبوذيّة التي محاها الإسلام من الوجود! لم يبدو الإسلام "كبيرا" إلاّ بهمجيّته التي تجلّت، أثناء زحفه، بتدميره الأعمي والوحشيّ لكلّ الحضارات التي تفوّقت عليه بالعظمة والانفتاح، بينما تفوّق هو عليها بخموله وسخافاته وانحطاطه. توهّم الإسلام بأنّه من خلال القضاء على التحف والآثار التي ابتدعتها حضارات أخرى، سيفرض نفسه وكأنّه المصدر الوحيد للحضارة وللإنسانيّة. وبالتالي، توهّم أنّه سيمحو العار عنه وعن عجزه عن عدم خلق أيّة تحفة تاريخيّة تعبّر عن خوائه ووحشيّته البارزة للعيان. فحيثما حلّ الإسلام، ازدهر الفقر والبؤس الثقافيّ والإنسانيّ.
*
كيف أصبحت اليوم تونس التي حوّلها الرومان إلى أكبر منطقة خصبة منتجة للقمح والحبوب؟ أين أصبح فائض محاصيل المزروعات والفواكه في الجزائر في عهد الاستعمار الذي ما زال المسلمون حتّى اليوم، وبعد مرور أكثر من ستين سنة على استقلال هذا البلد، يتّهمون فرنسا بتدمير الجزائر ونهب ثرواتها؟ أين هي الجزائر اليوم، البلد العاجز عن تأمين الغذاء لشعبه دون اللجوء إلى استيراد مكثّف للسلع الغذائيّة التي يشتريها بفضل أموال البترول، هذه الهديّة التي وفّرتها فرنسا لهذا البلد بعد اكتشافها لهذه الثروة ومواصلة استخراجه حتّى اليوم؟ مَن هو المفروض عليه الاعتذار للآخر عن الماضي؟ هل الإسلام المؤذي وظلاميّته المدمّرة التي تزرع البؤس والقنوط والخراب في كلّ مكان يحلّ فيه؟ أم الغرب الذي يبني ويموّن ويجسّد وينشر الثقافة والحريّة والنور والأمل؟
إقرأوا بتروٍ كلام الكاتب الجزائريّ بوعلاّم صنصل: "خلال قرن من الزمن، حوّل المستعمرون، بقوّة سواعدهم مستنقعا جهنّميّا إلى جنّة روضاء. فقط قوّة الحبّ تستطيع مواجهة هذا التحدّي. أربعون سنة تكفي لنعترف بأنّ هؤلاء المستعمرين الفاشيّين أحبّوا هذه الأرض أكثر من أبنائها."
تذكّرو ما كتبه ابن خلدون عن المسلمين قبل ستّ مائة سنة: "كلّ بلد تقطنه اكثريّة عربيّة مسلمة يحتاج إلى بلد آخر لبنائه وتنميّته. فالطابع البدويّ المتجذّر في حياة المسلمين جعل منهم قوما من النهّابين وقطّاع الطرق. إذا ما احتاج المسلمون إلى حجارة ليسندوا طناجرهم، يدمّرون البناء القائم كي يحصلوا عليها. وإذا ما احتاجوا إلى الحطب، يدمّرون المساكن للحصول عليها. إنّ الطبيعة الفطريّة لوجودهم تشكّل رفضا لكل بناء يعتبر أساسا للحضارة. يُعادون كلّ بناء قائم [...]. انتهت كل البلدان التي استولى عليها المسلمون إلى خراب مدقع. فهم أمّة متوحّشة ذات عادات وحّشيّة متأصّلة [...]. فمن طبيعتهم سلب ونهب الآخرين. عندما يتمكّنون من السيطرة على مكان ما أو يقيمون حكما ملكيّا، يسلبون كلّ شيء بهدوء. وهكذا لا يبقون شيئا لحماية الملكيّة أو الخير العام، وبالتالي تنهار الحضارة."
هذا هو التحليل الذي كتبه ابن خلدون في القرن الخامس عشر، هذا الرجل الثاقب الذهن الذي أدرك حقيقة فساد الإسلام. هل هناك أفضل من مفكّر مسلم يستطيع الكشف من الداخل على كلّ خساسات الإسلام." Ibn khaldoun, Discours sur l’histoire universelle, Tome I, p. 294-301
*
من بين الفتوحات والغزوات الإسلاميّة العديدة، هناك غزوة الهند التي لا يُشار إليها إلاّ نادرا، رغم كونها الأكثر دمويّة ووحشيّة وإبادة. كانت حضارة هذا البلد متقدّمة للغاية، غير أن شعبه تعرّض لمجازر عديدة من قبل الغزاة المسلمين خلال خمسة قرون، لأنّ خطأ هذا الشعب يعود إلى تعبّده لآلهة ذات أذرع عديدة. وهذا يعني الكثير الكثير. فقد أشار البروفسور "كيشوري ساران لال" في كتابه "نمو السكان المسلمين في الهند" (Kishori Saran Lal, La Croissance de la population musulmane en Inde)، بالإستناد إلى أبحاث جامعيّة موضوعيّة، إلى أنّه بين العامين 1000 و1525 جرى قتل ما يقارب 80 مليون هندوسيّ، دون إضافة ضحايا التجويع والمآسي الجانبيّة التي سبّبتها الحرب، واصفا ذلك "بأكبر مجزرة (هولوكوست) عرفها التاريخ الإنسانيّ". فالسلاطين البهمانيّون الذين حكموا منطقة الهند الوسطى قرّروا القضاء سنويّا على ما لا يقلّ عن مائة ألف هندوسيّ. وقد تجاوزوا كثيرا هذا العدد، كما يفسّر ذلك "فرانسوا غوتياه" في كتابه "نظرة اخرى على الهند" (François Gautier, Un autre regard sur l’Inde, Editions du Tricorne, Genève, 2000). لقد أحرقت مدن عديدة بكاملها وتمّ قطع رؤوس سكّانها. في كلّ حملة شُنّت، كانت تسقط عشرات الآلاف من الضحايا، ويتمّ سبي الملايين من النساء والأطفال واسترقاقهم. كان كلّ قائد مسلم يقوم بغزوة، يبني بعدها جبلا له من جماجم الهندوس.
*
أمّا فتح أفغانستان عام 1000 ميلادي فقد أدّى إلى إبادة كلّ السكّان الهندوس في تلك المنطقة التي سُمّيّت فيما بعد "هندوكوش"، أيّ مجزرة الهندوس. إنّها جريمة ولا أفظع، خاصّة إذا ما تذكّرنا أنّ سكّان الكرة الأرضيّة لم يصل إلى المليار نسمة إلاّ في بداية القرن العشرين. فقط جرائم الأنظمة الشيوعيّة قد تكون قد أدّت إلى هذا العدد من الضحايا، ولكن لم يُعترف بها كإبادة، لأنّها لم تستهدف إبادة جنس أو عرق أو ديانة.
فقط "الله"، إله القرآن المهووس بالجنس، سمح للمسلمين باغتصاب النساء المسبيّات خلال الحرب. هذه ممارسة تقليديّة إسلاميّة كلاسيكيّة صرفة، جرى الإعتراف بها اليوم كجريمة حرب. فما تعتبره الديانات الأخرى كفضيحة مخجلة وجريمة شائنة، يفتخر بها الإسلام وتُبجّل كمثال صالح ينبغي اتّباعه، لأنّ محمّدا "القدوة الفضلى" فعل ذلك وينبغي الإقتداء به في كلّ شيء. في عام 1971، جرى في بنغلادش، تكريما واحتفاء بهذا التقليد الإسلاميّ الخسيس، اغتصاب 250000 امرأة بنغاليّة، وذلك على أثر مذبحة ذهب ضحيتها ثلاثة ملايين مدنيّ منزوعي السلاح، وذلك بعد أن أعلن رجال الدين المسلمون بأنّ كلّ البنغاليّين كانوا كفرة. هذه هي أيضا الأعذار نفسها التي يقدّمها السجّان في بعض الأنظمة الإسلاميّة، إذ يقدمون على اغتصاب النساء قبل قتلهنّ معلنين أنّهنّ كافرات، وينبغي بالتالي معاملتهنّ كبهائم داعرات فاسدات. إله الإسلام هو دائما كثير الرحمة والشفقة عندما يتعلّق الأمر بالجرائم والاغتصاب والإرهاب الذي يمارس باسمه ولمجده الملطّخ بالدماء.
*
أذكّركم بقول "آرنست رينان" (Ernest Renan) (1823-1892): "الإسلام يتنافى تماما مع أيّ فكر علمي، ويعادي كلّ تقدّم ورُقيّ. tقد حوّل البلدان التي احتلّها إلى حقول مغلقة أمام كلّ ثقافة عقلانيّة."
حيث يمرّ الإسلام، تحتضر الثقافة. وأنّى استقرّ الإسلام، يزدهر العنف وكراهية الآخر، وتصبح الحياة شقاء والأمل هباء، والتسامح تعصّبا وحساسيّة مفرطة، والسلام جهادا باسم الأوامر القرآنيّة. أما الحبّ واحترام الآخر، فيهجران نهائيا الأراضي التي يستعمرها الإسلام. وتزول الثقافة ويصنّف الشكّ إلحادا، وعاقبة المتّهم به في الإسلام الموت. منذ أربعة عشر قرنا وحتّى اليوم، خلق الإسلام أكبر حمّام للدماء زُجّت فيه أعداد هائلة من ضحايا إله الإسلام وقرآنه. لم يعرف التاريخ أيّة قضيّة أو عقيدة كانت سببا لآلام رهيبة، ومذابح مرعبة، وجرائم مقيتة، وضحايا بريئة مثل الإسلام، الذي كشف عن طبيعته كأكبر عدوّ للإنسانيّة.

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال مفصل
على سالم ( 2022 / 5 / 13 - 03:18 )
شكرا للسيد الكاتب القدير على هذا المقال الهام والمفصل والفاضح وتسليط الاضواء الساطعه على جذور المشكله البدويه الاسلاميه والتى هى سبب الخراب والتخلف والرده الحضاريه فى العالم


2 - تحليل رائع
بارباروسا آكيم ( 2022 / 5 / 13 - 06:58 )
رائع
حقيقة هناك نوعين من الإسلام المتعصب كما يقول الأستاذ مجدي خليل و هما المحمدانزم و الصلعمايزيشن و كلاهما يؤديان الى نفس السوبتي تانك او البكابورت

المشكلة إنهم يفهمونهم بالمدارس إنهم كانوا أحسن أمة في التاريخ و الخلافة كانت قد حلت كل مشاكل البشرية تقريبا
احاااااااا

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال