الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهود مصر ودورهم السياسي خلال القرن التاسع عشر .

حميد ابولول جبجاب

2022 / 5 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لعب يهود مصر دوراً مهماً في تاريخ مصر الحديث ، ويمكن ان يعد قدوم الحملة الفرنسية اوخر القرن الثامن عشر نقطة بداية لها . وكانت دعوة نابليون لليهود الى الوقوف في صفه ومساعدته وبدوره تعاطف مع فكرة اعطاء وطن قومي لهم وهي اول بادرة في هذا الاتجاه من قوة اوربية كبرى وظهرت هذه الدعوة قبل الدعوه الصهيونية بمدة طويلة.وفي اثناء حكم محمد علي حدث انفتاح كبير في مصر على الاوربين والارمن ومختلف الجنسيات الاجنبية وقد بدأ اليهود حينئذ يأخذون وضعاً متميزاً في مصر
حيث شهد القرن التاسع عشر تحولا واضحا من حيث حركة الهجرة اليهودية إلى مصر التي تزايدت بتأثير عدد من لأسباب السياسية والاقتصادية، كان أهمها الهجرة من العراق وإيطاليا واليونان، التي نتج عنها تسلل مظاهر الثقافة الغربية العلمانية. كما تزايد عدد اليهود في مصر خلال عام 1840، على أثر تشجيع محمد علي اليهود للهجرة إلى مصر، وكان من دوافع حركة الهجرة تبني السلطة البريطانية لموقف ليبرالي؛ فضلا عن حالة الازدهار الاقتصادي التي شهدتها مصر. وقد استمرت الزيادة في تعداد اليهود حتى عام 1917، حيث بلغ مقدار الزيادة خلال المدة الواقعة بين 1897 و 1907 ب 13500؛ أي إن تعدادهم زاد بنسبة 53%. وفي المقابل كانت الزيادة في أوساط باقي المصريين عن المدة ذاتها 15% فقط، كما قدرت الزيادة في تعداد اليهود خلال السنوات بين 1907 و 1917 بنحو 21 ألفا؛ أي إن نسبة الزيادة في تعدادهم كانت 54% ، في حين أن نسبة الزيادة في تعداد باقي سكان مصر عن المدة ذاتها كان 14% فقط.
وقد سادت في هذه السنوات حالة من التوتر سيطرت على العلاقات بين الطوائف اليهودية، ومن المرجح أن السبب الأول لهذا التوتر كان سياسة الامتيازات التي كانت شائعة في مصر خاصة، وفي أنحاء الإمبراطورية العثمانية عامة، حيث تمتعت رعایا بعض الدول الأجنبية بحقوق خاصة، كان أهمها عجز السلطات عن معاقبة المتمتعين بهذه الرعاية، أو اعتقالهم أو تجنيدهم في الجيش أو مصادرة ممتلكاتهم.
وقد حاول اليهود وغير اليهود التمتع بهذه المكانة. ومن هنا فقد حصل نصف يهود مصر خلال عقد العشرينيات من القرن العشرين على هذه الامتيازات، وعلى هذا الوضع يعلق الحاخام رفائيل أهارون بن شمعون الذي عمل كبير حاخامات القاهرة خلال 1891-1921 على هذا الوضع بقوله: "لم يعد بوسع المحكمة فرض صلاحياتها على اليهود المتمتعين بحماية الحكومات الأوروبية. ولا نستطيع أن نجبرهم على الاستجابة لتعاليم الدين ... إنهم لايبالون بما يقوله معلموهم." ومع الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، رحب اليهود بالحماية الأجنبية في ظل الفترة التي تزايدت فيها قوة المؤثرات الأوروبية والتي وفر فيها النظام الرأسمالي الحماية لهم، ولذلك سعي كثير من اليهود للحصول على جنسية الدول الأوروبية، وحرصوا على إقامة علاقات عديدة معهم لتعزيز مكانتهم وللتمتع بقدر كبير من الإحساس بالأمان، ومع استقرار السلطة البريطانية في مصر مع بداية القرن العشرين أصبحت الجنسية الأجنبية مصدر فخر واعتزاز لهم. وبذلك نجد خلال القرن التاسع عشر أنه تكونت من الطائفة اليهودية في مصر طبقة أرستقراطية ضمت في صفوفها الزعماء الأثرياء المقربين من السلطات، حيث ذكر شاهين مكاريوس في كتابه "سيرة حياة هؤلاء الزعماء" وثبت بحملة الألقاب والنبلاء (بك وباشا)، وكانت هذه الظاهرة بالطبع مستحيلة الحدوث في القرون السابقة. وبالرغم من أن هذه الألقاب لم تكن تدل على درجة عسكرية أو على وضع سلطوي إلا أنها كانت بالنسبة لليهود الذين حصلوا عليها بمنزلة دليل شرف وتقدير من السلطان، ويعد
هذا دليلا على التطور الاجتماعي. وبذلك رقي بعض اليهود إلى مراتب بالغة الرفعة في الجهاز الحكومي، رغم بقاء تمركزهم على الأمور المالية. كما وصل اليهود إلى درجات قضائية في المحاكم المختلطة التي أقيمت في مصر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان أحد الأطباء اليهود طبيبة (للأسرة الخديوية) .

المصادر :
1- سيرين محسن ستيتة ، يهود مصر مابين 1917-1948
2- نبيل عبد الحميد ، اليهود في مصر بين قيام اسرائيل والعدوان الثلاثي
3- محمود سعيد عبد الظاهر ، دراسة في الموقف السايسي 1897-1948








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس