الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ (11) ..

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2022 / 5 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


---------------------------
- بتُّ أعتقد بحق، أنّ الناس - بعامّة - لا يتشاكلون مع الله ، بل مع فهمِ منْ يتكلم بالنيابة عن الله، أو بالأحرى ،
مع منْ يؤمن يقيناً ، جازماً ، حازماً ، أنه يحتكر السبيل الأصوب والطريق الأوحد إليه..
ومن ثم يحاول - بكل ما أوتيَّ منْ قوة بيان أو سطوة عيان - أنْ يفرضُ على الناس - جهلاً - إطلالة النظر -فقط - من نافذة عقيدته الضيقة، والسير قدماً على ممشى أوهام نصوص أسلافه وحسب ،
ويدأبُ في أنْ يقدمها لهم باستمرار، على أنّها البحبوحة الوحيدة، التي يُمكن لهم من خلالها فقط ، التقوى والسكينة الروحية او العبادة، او التواصل مع الروح الكلية المطلقة للوجود (الله ) ..
- وأمّا عن الرأي الحق في أولئك العقلاء - عبر التاريخ الفكري - المُتسائلين، القلقين الدائمين،
الذين بحثوا بجدّية – ومازالوا - في كينونة الله ( العقل الكلّي الحي ) وماهيته أو ذاته، إثباتاً أو نفياً،
فقد كانوا على مرِّ التاريخ هادئين في خطابهم ،
مُحترَمين جداً في تساؤلاتهم،
ومُتفقين تماماً ، على الإصغاء الجاد للنداء العقلي الإلهي في مناحي التفكير الرصين ،
والتفكر العميق، الذي يقوم في فحواه ومرامه ، على احترام سبل الحقيقة المتعددة وغموضها، و الالتزام بآداب مسالكها الوعرة ،
بكل أمانة و صدق مع الذات، و إنسانية واحترام مع جوهر الموضوع ..
أيّاً كان مسراه أو توجهه.
ولهذا أرى أن الفهم الحصيف هو من تأنى في أحكامه ، وأحكم مقاد الشطط في سدول أوهامه،
و عمل جاهداً على مقارعة رزية التطرف في فهمه، أو التعصب لوجهة نظره،
وعلم في قرار سريرته أن الانسان لا يتطرف الا للأوهام ، لأن الحقيقة في حد ذاتها ، لاتحتاج لمن يتطرف لها .. كما يقال .
وأدرك جيداً ، أن الحقيقة ليست هدفاً كلياً، سيتحقق بالضرورة، أو فعلا محدداً متناه، أو منجز بعيداً عن سطوة الزمان و الصيرورة ..
قصارى القول :
الحقيقة - في زعمي البسيط - هي دربٌ وعر، ومسلك خطر، واسلوب يقظ ، وطريق لا متناه ، تحفّه الاسئلة الجريئة، وتسكنه الإجابات الموحشة، وأحياناً الموضوعية المؤذية,,,
الحقيقة منهج بحث مستمر ، وطريق طويل سرمدي ، لا وصول فيه، الا الى طرق جديدة فيها و لها ..
وعند أي يقين مظنون في إمتلاكه ، يجب على الفهم العاقل أن يكون حذر للغاية، عندما يقترب من حياضه،
وأن يمتلك آداب التصريح و فنون التلميح في التعبير والتوصيل والتناول،
و أن يكن على دراية تامة، أنه جزء من كلّ، و أن ذاك الكلّ ، لم و لن يكون له في يوم من الأيام .
رحم الله رهين المحبسين حين قال :
إذا قلت المحال رفعت صوتي وإن قلت اليقين أطلت همسي
..
للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله