الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات (10)المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام

موريس صليبا

2022 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون ما هي الجنّة التي تؤمنون بها؟


أيّها المسلمون! إعلموا أنّ شيوخكم المنظّرين المشعوذين أوكلوا إليكم، في سبيل دفعكم أكثر فأكثر وحثّكم على الاستسلام والمشاركة في ممارسة الجريمة المقدّسة المتجسّدة في الجهاد، دورا حزينا من خلال دغدغة كبريائكم وضعفكم وميلكم إلى النفوذ وطاقتكم الجنسيّة المتوقّدة ومعاداتكم للنساء.
استغلّ مخترعو القرآن سذاجتكم وجهلكم، ولم يتوانوا عن تصوّر هلوسة وهميّة وَعَدوكم بها، ألا وهي "الجنّة الإسلاميّة". صوّروها لكم وكأنّها فسحة شاسعة من المواخير السماويّة، معدّة سلفا للكسالى والمهووسين والمنحرفين جنسيّا، ومقتصرة فقط على الرجال المسلمين الأكثر استحقاقا، أي الأكثر اندفاعا وجهادا في الحرب، الذين يضحّون بحياتهم ويسفكون دم الأبرياء لمجد إله الإسلام والقرآن.
ليست هذه الجنّة الإسلاميّة إلاّ ماخورا سماويّا، وسوقا كونيّة للدعارة، وخمّارة للعربدة، أعدّت للمجرمين الذين نفّذوا في حياتهم التعاليم القرآنيّة، وكذلك للمهووسين جنسيّا، أي لكل المصابين بالأمراض العقليّة التي سبّبها الإسلام.
*
فالذين ابتدعوا الآيات 54 إلى 78 في سورة الرحمن 55 يرتعشون حبورا واغتباطا في وصفهم لهذه العربدة في الجنّة القرآنيّة:
" مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ... فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ... فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ... كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ... هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ... وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ... مُدْهَامَّتَانِ ... فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ... ففِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ... فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ... حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ... لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ... مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ... تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ."
*
هذا يعني أنّ إله الإسلام يزوّجهم في الآخرة بحوريات أبكارا للاستمتاع الجنسي بفرج لا يحفى وذكر لا ينثني. يخدمهم غلمان كاللؤلؤ المكنون لا يصدعون ولا ينزفون!! كما يستمتعون بجنة تجري من تحتها انهار من لبن وخمر وعسل فيها لذة للشاربين، وفاكهة وتمر وتين وزيتون يحلم بها البدوي طول عمره ولا يراها في صحراء الرمال الجافّة. فكيف لا يقاتل المجاهدون في صفوف المسلمين ولديهم كل هذه المغريات في الدنيا والآخرة؟
وهناك آيات مماثلة في السور القرآنيّة الأخرى تعطي نموذجا للروحانيّة التي ينبغي على كلّ مسلم تجسيدها في حياته الأرضيّة كي يستحق ولوج جنّة العربدة التي جهّزها له إله القرآن بعد موته.

فعلى المسلم المجاهد في سبيل إله القرآن ونبيّه، أن يقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء، وبالطريقة الأكثر توحّشا، آملا مقابل ذلك أن يُكافأ في جنّة العربدة بما لذّ له وطاب من المتع الحسيّة، من مناكح ومشارب وقصور وخمور، وأن يقضي وقته في أحضان 72 حوريّة ومع الولدان المخلّدين، وغير ذلك.
*
أليس هذا ضرب من الجنون والهذيان والهلوسة؟
أليست هذه الوسائل والسبل والشروط الإجراميّة المقوننة في قرآنكم "الكريم" هي التي تضمن للمؤمنين المسلمين الوصول إلى ماخور العربدة الجنسيّة والخمّارات المتنوّعة؟
نعم هذه الوعود الوهميّة تشكّل الجزرة الإسلاميّة التي تُستخدم لإخضاعكم وغسل أدمغتكم بهدف ترويضكم ودفعكم إلى الجهاد بحماس وتوحّش. نعم الإسلام "يضمن" مكافأة أو جائزة لممارسة العنف. يعاقب البشر محبّي السلام. يتلاعب في تخويف أتباعه. يُغدق عليهم الوعود. يعتاش من سفك الدماء. ويحاول السيطرة على أدقّ التفاصيل في حياة الإنسان. إذا، احتلّت المكافآت في الجنّة القرآنيّة المخصّصة فقط للرجال المؤمنين، مدى شاسعا من الأوصاف في قرآن نبيّكم، فلا أمل إطلاقا للنسوة المسلمات بجنّة مماثلة.
*
وأنتنّ أيتها المسلمات "الناقصات عقلا وحظّا وإيمانا"، حسب قول نبيّكنّ، جنتكنّ لا تختلف عن "الجنّة" التي تعانين منها على الأرض، أي أنّكنّ ستبقون خانعات مطيعات خاضعات لإشباع ملذّات أسيادكنّ المؤمنين. لن تجدن آية واحدة في القرآن ولا حديثا لرسوله "القدوة الفضلى" يشير إلى مكافأة المرأة أو إلى مكانتها في الجنّة القرآنيّة. تذكّرن ما قاله عنكنّ رسولكم الذي "صلّى عليه إله الإسلام وسلّم":
"أُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ. قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "بِكُفْرِهِنَّ. قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ، قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ."
*
وهناك شعوذة أخرى أطلقها عليكم شيوخ الكذب والنفاق. لقد ضمنوا مكافأة للمجاهدين المجرمين الذين يستشهدون، تقضي بإدخالهم معهم إلى الجنّة سبعين فردا من عائلاتهم. هذا يعني أن الاستشهاد في الجهاد يكفل عملية تجميع الأسرة في الجنّة، وهذا امتياز خاصّ يحظى به ويضمنه لأسرته المجرم أو السفّاح أو الجزّار، الذي تسمّونه "شهيدا"، هذا الذي يسفك دماء الأبرياء لتمجيد إله القرآن وإرضاء نبيّه.
إعلّق على هذا الأمر المفكر الأردنيّ الثاقب الذهن، جهاد علاونة، بقوله: "كل ما بالدين الإسلامي عبارة عن نكاح في نكاح، وحيض ونفاس، حتى القتل يمارسونه من أجل النكاح، وكل الانتحاريين والأبطال الإسلاميين الذين ماتوا في المعارك القديمة والذين فجّروا أنفسهم في المعارك الحديثة ماتوا وانتحروا في سبيل النساء، قتلوا من في الأرض لينكحوا من في السماء." (الحوار المتمدّن، 27/7/2014). هل هذا ما يسمّى بالهدف الأسمى الذي يصبو إليه "شهداء الإسلام"؟
*
ألا تقتصر روحانيّة الإسلام على الممارسة الجنسيّة والاستمتاع بها؟
كم هي حزينة الحياة القائمة على النكاح والهوس بالجنس حتى في الجنّة القرآنيّة!
كم هي سخيفة حياة المسلم الذي لا طموح لديه ولا تسام في نفسه ولا أمل له إلاّ بهذه الطريقة التي يتصوّرها، وكأنّها السبيل الوحيد لإرضاء إله القرآن وتمجيده! ما هذه المأساة!
هذه الرؤيا الماديّة بوجود جنّة مخصّصة فقط للرجال تعبّر عن أحلام وهلوسة وعالم خياليّ مثاليّ يحلم به الرجال المسلمون المؤدلجون والمخدوعون.
*
باختصار، لا بدّ من القول إنّ الجنّة القرآنيّة الوهميّة شبيهة بالقصاص، لأنّ نفس الإنسان لا تشعر فيها إلاّ بعذاب أبديّ، إذ لا يقدّم الإسلام للمسلمين ولا يطلب منهم أي ترفّع أخلاقيّ أو اهتمام أو تعمّق في الروحانيّات السامية، لا يقدّم لهم شيئا أعلى ممّا هو تحت أسفل حزام السروال!
يتملّق الإسلام ويدغدغ دائما المسلمين بالغرائز الأكثر دناءة وبالنزوات الجنسيّة الأكثر فسادا وبذاءة. يعطي الإسلام باستمرار صورة عن كلّ ما هو الأكثر احتقارا وسوءا وضررا وإذلالا لدى الإنسان. يذلّ الإنسان ويفسده مرّتين، مرّة على الأرض ومرّة في الآخرة.
أيّها المسلمون! هل أنتم إلى هذه الدرجة مضلّلون ومعقّمون عقليّا حتّى تؤمنوا بوجود هذه الجنّة الشيطانيّة؟
هل أنتم غارقون إلى هذا المستوى من السذاجة حتى تتركوا الإسلام يخدعكم بمثل هذه السفاهات ويوهمكم بأنها لتمجيد إله القرآن وللدفاع عنه وعن نبيّكم؟
إذا كنتم تتصوّرون بأنّكم ستكسبون هذه الجنّة الشهوانيّة من خلال ممارسة القبائح الأكثر دناءة وانحطاطا، فعليكم بالحذر من رؤية أبواب جهنّم مفتوحة أمامكم واسعة ومرحّبة بكم!
كم من القبائح والأكاذيب والفضائح والجرائم الدموية يحتاج الإنسان إلى ممارستها كي يصبح مسلما صالحا وخادما أمينا وشريفا لإله الإسلام ونبيّه؟
فهل ترضون بهذا الخداع وتقبلون به وتشوّهون بالتالي حياتكم وسلوككم ومصيركم ومصير أبنائكم وأحفادكم؟

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah