الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (12): أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة صيام رمضان؟

موريس صليبا

2022 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يهدف صيام رمضان إلى دعم اللحمة بين أعضاء الأمّة الإسلاميّة عبر إلزامهم شرعا بواجب مشترك، كما تمارس خلاله تحرّيّاتٍ فاعلة وصارمة على الذين يحاولون أو يتهرّبون من احترام وتطبيق هذا الواجب الدينيّ المزعوم.
هكذا يستغلّ الإسلام، ودون قيد، هذه الطريقة، كي يخضع الجسد والروح لهذا الواجب الذي يضعف من قدرات العقل والتفكير لدى أتباعه، ويمهّد السبيل لفرض صورة الإسلام وبدعته التعصّبيّة في البلدان التي ينتشر فيها، ساعيا إلى إخضاعها والسيطرة عليها بفضل الجهاد الإلزامي المستمرّ، الذي تأمر به تعاليم القرآن الشيطانيّة.
*
لا علاقة لصيام رمضان بين الإنسان وإلهه، بل بين الإنسان والمجتمع.
على المستوى الفيزيولوجي، يشكّل الصيام على الطريقة الرمضانيّة ظاهرة خطيرة مجرّدة من أيّة مسؤوليّة عقلانيّة، لأنّ جسم الإنسان يعاني سريعا من مضاعفات الفطام الغذائي، كما تتعرّض كثيرا القدرات العقليّة للضعف والإنهاك والتقهقر. أمّا كميّة الوحدات الحراريّة المكثّفة التي تدخل إلى جسم الإنسان عند الإفطار مساء، فيصعب هضمها، نظرا لتزامن هذه العمليّة مع فترة الخلود إلى النوم، أي في الوقت الذي لا يستطيع فيه الجسم استيعاب هذا الكمّ من الحراريّات بسهولة. إضافة إلى ذلك، تُعتبر فترة الانقطاع السريع عن الطعام، وخاصّة الامتناع عن تناول ما يحتاج إليه الجسم من الماء أو السوائل، من الحالات التي يتحمّلها الجهاز العضويّ بصعوبة قصوى. فامتناع الإنسان عن تناول أي سائل خلال ساعات طوال من النهار يسبّب توتّرا أليما في جسمه، ويدفعه بالتالي إلى الإتّخام بأنواع مختلفة من المأكولات قبل النوم. وهذا انحراف وضلال تعصّبيّ يضرّ كثيرا بصحّة المتمسّكين أو الملزمين بهذه الممارسة والمغلوبين على أنفسهم.
خلال شهر رمضان، وهو أحد أشهر السنة الهجريّة، تمارس عادات خرافيّة وهميّة عدوانيّة مؤذية. تغيب فيه كلّ إشارة إلى التسامي الروحانيّ بسبب تخمة المأكولات المستهلكة. أمّا وصف رمضان بشهر الصيام، فهو نوع من النفاق على الذات وعلى الآخرين، إذ يأكل المسلمون خلاله نفس الكميّة كالأيام العاديّة، إن لم يكن أكثر بكثير، لأنّهم لا يبدّلون شيئا في سلوكهم سوى مواعيد وجبات الطعام. لذلك نجزم بكل اقتناع بأنّ شهر رمضان ليس شهر صيام روحيّ، بل العكس تماما. فكيفما نظرنا إلى هذه المسألة، سواء من زاوية طبيّة أو فيزيولوجيّة، نستنتج أنّ تغيير مواعيد الأكل في هذا الشهر يسيء بشراسة إلى جهاز الإنسان ويزعزع توازنه. أمّا تقنيّا، فيُحرم هذا الجهاز يوميّا من الطعام فترة تتراوح بين ثمان إلى ثمانية عشر ساعة حسب فصول السنة والمناطق الجغرافيّة. وهذا أمر سخيف للغاية وخطير أيضا، كما يصفه الأطباء والإخصائيّون في علم الأغذية. فامتناع الإنسان عن تناول السوائل خلال ساعات طوال، خاصّة خلال فصل الصيف وفي المناطق الحارّة، يؤدّي حتما إلى مضاعفات مؤلمة، خاصّة لدى الأطفال والمسنّين الذين يطلب منهم شرب الماء بكثرة في مثل هذه الحالات، حتّى وإن لم يشعروا بالعطش. أمّا ما يقال عن مكاسب ومحاسن الصيام أو عن الحِمية البسيطة، فكلّها تزول وتتلاشى سريعا بفعل التوتّر وانتظار الفرج عند اقتراب ساعة الإفطار. عندها تسمح الشريعة بكلّ أنواع التجاوزات والإسرافات والإنحرافات والشراهة.
*
يشكّل صيام رمضان خطرا على صحّة الأولاد. لذا لا بدّ من حظره في المدارس حفاظا على سلامتهم الجسديّة والعقليّة.
ليس رمضان سوى شهر للإسراف على أشكاله، خلال النهار كما خلال الليل. أثناءه تتكاثر الأزمات القلبيّة، والالتهابات الدماغيّة، والتشنّج في العروق الدمويّة، والتكاثر في التسبيخ السُكّريّ، وحوادث عسر الهضم، واجتفاف الماء في الجسم، كلّها آفات ومصائب تتكاثر خلال ما يسمّى بشهر رمضان "الكريم". ولا بدّ أيضا من الإشارة إلى ظواهر أخرى يُعاني منها المسلمون في هذا الشهر، كالنهك الحيويّ والضعف النفسيّ والتعب والإرهاق والهوس الغذائيّ والمشتريات الإلزاميّة والزيادة أو النقصان في الوزن. لذا يكفي لأي مراقب محايد أن يزور المستشفيات في البلدان الإسلاميّة التي تكتظّ بالحالات الطارئة خلال هذا الشهر، فيدرك مدى خطورة وبلادة هذا التقليد المضرّ بصحّة الإنسان المسلم الجسديّة والعقليّة. كذلك، لا ننسى خلال هذا الشهر المشؤوم ارتفاع حوادث السير والمشاجرات والمشاغبات والعنف الأسريّ والاعتداءات والعمليّات الإرهابيّة والانتحاريّة وكلّ الكوارث الاجتماعيّة الأخرى المرتبطة بالإسلام. فالجوع والعطش المجرّدان من أي نفحة روحيّة يهيّجان أسوأ الطباع عند المسلمين.
*
شهر رمضان هو كذلك مناسبة رائعة للتفنّن المترف والقهقهة في المطابخ الإسلاميّة، إذ يشكّل هذا الاحتفال أكبر عمليّة لالتهام المأكولات والجشع الغذائي. هذه الظاهرة تدفع بالتجّار إلى رفع أسعار السلع الغذائيّة واستغلالها للكسب غير المشروع في هذه المناسبة الدينيّة، أي خلال الصيام المزيّف. لذا يلاحظ المراقب أنّ الإله الوحيد في شهر رمضان هو الجشع والإفراط في الأكل. لذلك تحوّل هذا الشهر المخصّص لواجب دينيّ مزيّف، والمجرّد من أيّ روحانيّة، إلى شهر للمجاملة الذاتيّة وللمتعة الجشعة. صيام رمضان هو رديف للاستهلاك المترف. خلاله يأكل المسلمون وينفقون أكثر من أيّ وقت آخر خلال السنة. أن يزيد وزن الإنسان خمس كيلوات أو أكثر من خلال الامتناع عن الطعام... ليس سوى عقاب مزدوج ناتج عن صيام يسخر من الإنسان ويهزأ به على الطريقة الإسلاميّة. ولا ننسى أن هذا الانحراف المضرّ بالصحّة ينتهي دائما، بشكل دمويّ، بذبح الخراف، هذا التقليد الوحشيّ الذي يبجّله في احتفال دينيّ كلّ أفراد الأسرة، بما فيهم الأطفال الذين يشاهدون عمليّات الذبح، تمهيدا لتنشئتهم منذ الصغر على تقبّل سفك دماء البشر في إطار التربية الإسلاميّة القرآنيّة الهادفة الى إعداد "مجاهديّ الغد".
*
الصيام نظام يدعو إلى الزهد والتجرّد ويتطلّب مستوى عاليا من الأخلاق والروحانيّة لا وجود لها إطلاقا في الإسلام.
أيّها المسلمون! عندما تذهبون إلى الغرب وتقيمون فيه، تحاولون العيش فيه وفق عاداتكم وتربيتكم الإسلاميّة السيئة التي لا تحترم شيئا. تنسون أنّكم لا تعيشون في بلد إسلاميّ، وتحاولون أن تفرضوا غالبا على جيرانكم غير المسلمين الأرق وتحمّل كلّ الانحرافات والضجيج من خلال احتفالاتكم الليليّة. أنتم تحتقرون جيرانكم الذين سينهضون باكرا من النوم للذهاب إلى أعمالهم، بينما أنتم، المحتفلون بإله الإسلام وبرمضانكم "الكريم"، تزعجون جيرانكم عبر الضجيج والصراخ والهرج والمرج. لذلك حوّلتم شهر رمضان إلى شهر كامل لإزعاج الآخرين والاعتداء على كل إنسان غير مسلم يأكل سندويشا أو يشرب كوب ماء بحضوركم. بذلك تبرهنون للعالم أجمع أنّكم عدوانيّون، ولا همّ لكم إلاّ إخضاع كلّ البشر لهلوسات محمّد "قدوتكم الفضلى" ولتعاليمه القرآنيّة المتوحّشة.
*
اخيرا أذكّركم بأنّ جرائم المسلمين والأعمال الإرهابيّة التي يقومون بها في شهر رمضان تتكاثر كلّ سنة أكثر من أيّ شهر آخر. وهذا ما كشفه ويكشفه كلّ سنة ومنذ عشر سنوات الصحافي والباحث والمستشرق الفرنسيّ السيّد "جان باتريك غرونبارغ" (Jean-Patrick Grunberg) في دراسة مستفيضة. يجمع فيها عرضا مفصّلا للجرائم والاغتيالات والاعتداءات التي يقوم بها المسلمون في شهر رمضان في العالم أجمع، وينشرها في موقع "درويز - انفو" (Dreuz.info) . يتساءل هذاالصحفيّ كما يتساءل كل إنسان عاقل: هل شهر رمضان شهر صيام ورحمة وتضامن بين المسلمين والفقراء والمعوذين والمحرومين كما يتبجّحون في وسائل الإعلام وأمام الرأي العام، أم هو شهر إرهاب وترهيب واعتداءات وسفك دماء يمارسه المسلمون أنفسهم ضدّ بعضهم وضدّ غير المسلمين؟
في الحقيقة، هناك عدد كبير من المسلمين لا يقترفون أيّة جريمة في شهر رمضان، ولكنّهم يشهدون بشكل صامت وخجول على إيديولوجيّة الإسلام المميتة القمعية والعنيفة. المؤلم أنّهم ينتمون إلى إيديولوجيّة الإسلام البائسة ويخضعون لها علنا ويمارسونها شكلاخوفا على أرواحهم وأرواح أولادهم ونسلهم.

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تلفيق كاتبه قناص في الموساد
حسين علوان حسين ( 2022 / 5 / 19 - 07:38 )
السيد موريس صليبا المحترم
واضح أن كاتب هذا الكلام هو صهيوني فاشي معاد للاسلام و للمسلمين . كل هذا الكتاب لا توجد فيه أي مسألة يؤاخذها كاتبه الصهيوني الفاشي لا تنطبق على كل الأديان قاطبة في كل تاريخ العالم و أولها الدين اليهودي . و بالتالي فإن كل هذا الكلام هو ثرثرة فارغة مصممة خصيصاً لمعاداة الاسلام و المسلمين ، كاتبها صهيوني ملطخة يداه بدماء ستين مليون مسلم تم اعدامهم منذ عام 1914 و لحد الآن على مذبح اغتصاب فلسطين و اصطناع الكيان الصهيوني النازي على أراضيه . لا يوجد اسلام واحد ، بل توجد اسلامات بعدد المسلمين ، مثلما توجد مسيحيات و يهودات و بوذيات بعدد المسيحيين و اليهود و البوذيين . و لما كان كاتب هذه الثرثرة مواطن في الكيان الصهيوني النازي ، لذا فيجب أن يكون عنوانها هو :
حباق نازي صهيوني عن الاسلام
لتناسيها الاله الشخصي المجامل لليهود فقط دون كل البشرية ولاحتكارها لامتياز شعب الله لنفسها و قتلها للأنبياء و لستين مليون مسلم ، فيما انتجت قنابل نووية تكفي لابادة ملياري مسلم .
قل لكاتب هذا الخرط أن يقرأ ما قاله الفيلسوفان سبينوزا و كانط عن الدين اليهودي الذي بإسمه ينطق وعن قتل الاطفال وو


2 - إلى السيّد حسين
موريس صليبا ( 2022 / 5 / 19 - 10:17 )
شكرا على مداخلتكم
بدلا من وصف الكاتب بأمور ثانوية تعتبر لفّا ودورانا حول الموضوع، الرجاء التركيز والتعليق
على مضمون المقال وانتقاده بشكل علميّ ومنطقي. الهدف من نشر كتابه بالعربيّة هو فقط لحثّ المفكرين والقرّاء على الردّ على مؤلّف هذا الكتاب بأسلوب راق ودحض الأفكار التي تعتبر غير صحيحة وردت في في كتابه. هكذا يكون ردّكم وانتقادكم ذا فائدة وشكرا


3 - حصر ماهو عام هو تلفيق خبيث مكشوف
حسين علوان حسين ( 2022 / 5 / 19 - 12:42 )
السيد موريس المحترم
من المعلوم لكل مطلع على التاريخ بأن جرائم الاستعباد والابادة الجماعية والطائفية والعنف وعقوبة الاعدام والذكورية والكولونيالية والاله الرجيم والاله الرحيم والشرك والفساد والمكابرة والعناد ضد العلم والحق اضطهاد المرأة شرعنة استغلال الانسان لأخيه الانسان ووو ... تشترك فيها كل الأديان بهذه الدرجة أو تلك ؛ وبالتالي فإن حصرها والتركيز على ظواهرها لدى المسلمين فقط دون غيرهم من البشر هو تلفيق خبيث مدفوع الثمن من طرف الموساد النازي وشركائه في الغرب .
ولما كان مسطّر هذه الترهات هو مواطن صهيوني نازي من الملطخة أيديهم بإبادة المسلمين والمسيحيين واليهود (بالتعاون مع هتلر و موسوليني) ، لذا فإن خرطه هذا الذي تحرص على نشره هنا هو كلام باطل ولا قيمة علمية ولا اخلاقية له لكونه مغرضاً وليس لوجه الله ولا لخدمة الحقيقة والحق .
الباحث العلمي المتجرد في تاريخ الأديان وعلم اجتماعها يقول هذه هي جرائم اليهود والصهيونية في التاريخ وتلك هي جرائم المسيحيين طوال ألفي عام وتلكم هي جرائم المسلمين خلال أربعين قرناً ؛ ولا ينسى جرائم الزارادشتيين ولا البوذيين ولا التابعين لأي دين آخر .


4 - محاولات لتحويل الحوار المتمدن الى منبر تبشيري
عبدالله عطية شناوة ( 2022 / 5 / 19 - 16:47 )
هذا المقال نموذج لهجمة تبشيرية دينية صهيو ـ مسيحية لمعاداة الإسلام وتحقير وأهانة المسلمين، نقد الفكر الديني الأسلامي ضروري ومطلوب، وربما يكون واجبا من واجبات الحوار المتمدن كموقع للفكر العلمي والعلماني، هذا المقال وغيره محاولات لتحويل الحوار المتمدن الى ساحة للتبشير بالفكر الصهيوـ مسيحي. وهو يتعارض مع منطلقات الموقع، فهو ليس موقعا لتسعير الصراع بين الديانات، ببل موقعا لنقد الفكر الديني من المنطلقات التي أشرنا إليها.
هذا يسيئ على نحو بالغ للموقع ويخرجه عن أهدافه.
فيرجى الأنتباه.

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س