الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (13): أيّها المسلمون، ماذا تعرفون عن الخنزير واللحم الحلال؟

موريس صليبا

2022 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو أنّ تحريم أكل لحم الخنزير بسبب التعصّب الإيديولوجي والجهل هو أمر عبثيّ وانحرافيّ بامتياز. إن كان من النادر جدّا أن يسبّب شوي غير كاف للحم الخنزير مشاكل صحّيّة أو تعقيدات طبّيّة، فمن السهولة بمكان معالجة هذا الخطر، كما عولجت تداعيات باقي الموادّ الغذائيّة عبر الإرشاد والتوجيه واكتساب المهارة السليمة في كيفيّة تحضير الطعام. لذلك لا يوجد أيّ عذر صحّيّ أو مبرّر طبّيّ يستطيع التبجّح فيه كلّ من يدعو إلى حظر أكل لحم الخنزير.
ويقال أيضا إنّ هناك أسباب أخرى، – غير أنّها كلّها خاطئة واهية وسيئة النيّة – وراء حظر لحم الخنزير. يدّعي بعضهم بأنّ هذا الحيوان يأكل أطعمة غير شرعيّة، حرام، أي برازه. غير أنّكم تنسون، وبنيّة خبيثة، أنّ الدواجن على أنواعها، مثل الدجاج وغيرها، – والتي تعتبر شرعا حلالا، في الإسلام – تتغذّى أيضا من برازها. غير أنّ الإسلام يلجأ دوما إلى الكيل بمكيالين، حسب الظروف والمصالح، ووفقا لتناقض وأهواء المنطق العقليّ الإسلاميّ المتحيّز.
أليس من الأفضل لكم أيّها المسلمون، أن تتساءلوا مع المؤرخين والمفكّرين ذوي العقول السليمة عن مصدر هذا الحظر الغريب؟ ألا يعود كلّ ذلك، وقبل كلّ شيء، إلى خوف ثقافي واقتصاديّ من عمليّة التحضّر، أيّ إلى انتقال الشعوب البدويّة من حالة الرحّل إلى حالة الإقامة الدائمة في المدن والدساكر؟
أنتم تعلمون أنّ لحم الخنزير له نكهة لذيذة وجذّابة. وهذا يعني أنّ هذا الحيوان يحتاج إلى تربيّة في مكان مستقرّ. غير أنّه، بحكم حجمه وقوائمه القصيرة، لا يستطيع اللحاق بقوافل البدو الرحّل دون أن يسبّب لهم تباطؤا وتداعيات ومشاكل لا هرب منها. وكما هو الحال مع كلّ أنواع الزيغ والشذوذ في الإسلام، يُلجأ كالعادة إلى أوامر (مزعومة) قاطعة لا يجوز انتهاكها، تنسب إلى إله القرآن دون أي مبرّر عقلانيّ مقنع.
هل سمعتم أو قرأتم أيّة دراسة علميّة تثبت وجود مشاكل صحّيّة مصدرها لحم الخنزير اللذيذ؟ نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، فلو كان هناك أيّ أذى للصحّة العامّة ناتج عن أكل لحم الخنزير، لكان هذا الإثبات قد ملأ منذ زمن طويل صحف العالم ووسائل الإعلام المحليّة والدوليّة قبل الإسلاميّة. هناك أكثر من 80 بالمائة من البشر في العالم يأكلون لحم الخنزير، فهل هم أكثر جهلا وغباء منكم، أيّها المسلمون؟ أم أن حقيقة الأمور تناقض ذلك تماما؟
الجدير بالذكر أنّ أشياء كثيرة من جسم الخنزير، وأنتم تعرفون ذلك، موجودة في أدوية كثيرة، خاصّة في الأنسولين، ولا غنى لكم عنها، وفي مختلف أنواع الشوكولا التي تحبّونها كثيرا، وكذلك في مساحيق التجميل والعطور التي تستهلكونها بكثرة، رجالا ونساء.
بالمقابل، أنتم ترفضون أكل لحم لا يوصف بالحلال، غير أنّكم تجهلون خطره وأذاه ومسؤوليته عن عدد كبير جدّا من الانعكاسات الصحّيّة التي يسبّبها كل سنة في العالم، وذلك بسبب هذا التقليد الإسلاميّ البربريّ الذي يفرض ذبح المواشي دون تدويخ مسبق. يتركون هذه الحيوانات البريئة تفرّغ دمها خلال دقائق طويلة من الآلام المجّانيّة نزولا عند رغبة الإسلام الغوغائيّة. فمن الضروري جدّا إجراء دراسة علميّة عن خطورة لحم الحلال على صحّة الإنسان، إذ بسبب التداعيات الصحّيّة الخطيرة العائدة إلى وجود جراثيم في الجهاز الهضميّ، مثل البكتيريّات المعروفة بـ "إيشيريشيا كولي" (Echerichia coli 0157:H7) والموجودة في اللحم الحلال المفروم المعروف بـ (steak haché)، يموت عدد كبير من الأطفال كلّ سنة في فرنسا، وكذلك آلاف الأطفال في العالم.
لا يشار إلى ذلك إلاّ نادرا، كي لا تُفضحون ويُساء إلى عقائدكم الخرافيّة العبثيّة. غير أنّ ضحايا هذه البكتيريا كثر، خاصّة الذين يتعرّضون بسببها إلى الإعاقات الجسديّة أو إلى غسل الكلى طيلة الحياة. هذا الالتهاب الذي يسبّبه اللحم الحلال الملوّث مصدره عدم إمكانيّة ربط بلعوم الحيوانات المذبوحة وفقا لمعايير الشريعة القرآنيّة. وهذا ما يفتح المجال لوصول كميّات من البراز تأتي من المعدة والإمعاء. فتتداخل وتندمج فيها كميّات من الموادّ السّامّة الناتجة عن الآلام المجّانيّة التي تتعرّض لها الحيوانات، وذلك تقيّدا فقط بتعاليم وتقاليد إسلاميّة واهية خطيرة ما زلتم تتمسّكون بها بتعصب أعمى أو بسبب الجهل والغباء.
لذلك لا تنشر إحصائيات دقيقة رسميّة عن مخاطر اللحم الحلال، رغم ضرورتها. فتهرّب السلطات من إثارة هذا الموضوع، يضاعف من خطورته وتداعياته. غير أنّ هناك مؤشّرات واضحة وإثباتات مقنعة نشرت منذ فترة ليست بقديمة، في عام 2004، عندما صدر قرار عن "الجماعة الأوروبيّة الاقتصاديّة" جاء فيه: "ينبغي أن يبقى سيلان دم الذبائح منعزلا تماما عن البلعوم وأنبوب التنفّس لأسباب صحيّة محضة". وفي عام 2005، ارتفع كثيرا عدد حالات الإصابة ببكتيريا "إيشيريشيا كولي". يومها فرضت وزارة الصحة الفرنسيّة قليّ اللحم المفروم الذي يقدّم للأولاد أكثر من اللازم.
إضافة إلى ذلك، استنكر الإخصائيّون، بمن فيهم الأطباء البيطريّون، هذا الخطر المهدّد للصحّة العامّة والمنتهك لكلّ مبادئ الوقاية الواردة في الدستور الفرنسيّ. مع العلم أنّه في فرنسا بالذات، توفي أكثر من مائة طفل تسمّموا بهذه البكتيريا المشار إليها أعلاه، والناتجة عن ذبح المواشي على طريقة الحلال الإسلاميّة. وهذا ما عرضه وفنّده وشدّد عليه ريبورتاج في برنامج القناة الثانية المشهور "مراسل خاصّ" بتاريخ 17/02/2012.
وفي تعليق على هذا الموضوع، تساءل الخبير "جان لويس ثيللياه" (Jean-Louis Thillier) في مجلة "لو بوان" بتاريخ 07/03/2012، عن سبب تسويق 50% من هذا اللحم الخطر في فرنسا، بينما لا يتجاوز عدد المسلمين في هذه البلاد الـ10%. في هذا الإطار نذكّر بالمجهود اليوميّ الذي يبذله الطبيب البيطريّ "ألان دي بيراتّي" (Alain de Piretti) رئيس منظّمة "الحذر من الحلال" (Vigilance halal)، ومؤلف كتاب "حقائق عن لحم الحلال" (Vérités sur la viande halal) الصادر عن دار نشر "غودفروا دي بويّون" في باريس. يكفي الإطلاع على مضمون هذا البحث الرصين للتأكّد من مساوئ اللحم الحلال.
*
إن ذبح المواشي على طريقة الحلال تشكّل كارثة أخطر بكثير من تلك التي سبّبها الدمّ الملوّث.
كم من الأحداث والمآسي والضحايا ينبغي أن تحصل قبل أن يدرك العالم أجمع تداعياتها وتتّخذ الإجراءات الطارئة والفوريّة لوقف هذه المجزرة التي يتعرّض لها الأطفال والمواطنون الآخرون بسبب اللحم الحلال؟
هل هذه هي إرادة إله الإسلام؟ ألا ترون أن وفاة ولد، ربّما أولادكم أنتم، بسبب معتقداتكم الهمجيّة، تشكّل سببا رئيسيّا وجوهريّا للتساؤول والاستيقاظ من سباتكم والتعبير عن غيظكم؟
متى ستدركون ذلك أيّها المسلمون؟
سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. يهود #بريطانيا يعتصمون أمام البرلمان في العاصمة #لندن للمطال