الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإخراج المسرجي علم ؟

أبو الحسن سلام

2022 / 5 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


علوم المسرح ١
- هل المسرح علم ؟-

د. أبو الحسن سلام

تختلف الأراء بين العلماء والنقاد والمبدعين وكبار الباحثين وكبار المثقفين حول علاقة الأدب والفن بالعلم ، فمنهم من يري الأدب والفن علما ، ومنهم من يري ارتباطهما بالمشاعر والمخيلة الذاتية مسافة عريضة بين كل منهما والعلم فالعلم مقيد بضوابط منهجية محكمة بينما وليس الأدب كذلك ولا الفن ، فالآداب والفنون متحررة إلا من ضوابط من داخل كل منها في نسبتها إلي مدرسة فنية أو نزعة ما بوصفها أسسا تؤطر بنية كل منها ، وتحفظ عليها شكلها وفاعلية دورها التعبيري الحاضر التأثير . وهنا يصبح من صحة القول التأكيد علي أن الآدب والفن والنقد ليس علما ، ولا ينبغي لأي منها أن يكون علما - والأمر نفسهبالنسبة للدين - ومدي ما يمكننا القول به في هذه الإشكالية ، هو أن الأدب والفن ، والدين كذلك - يوظف المناهج العلمية في قياس أصالة إنتسابه إلي شعرية جنسه أدبية ما أو فنية والقياس المنهجي استدلالا علي ما يمكن مقاربته مع العلم هو الآخذ بمعيارية العلم تلك التي ترتكن إلي ثلاثة أركان وهي :

- وجود تراكم معرفي نوعي
- قابليته للقياس
- منهج ملائم للقياس

فآذا نظرنا للمصنف أدبي أو فني تتوافر له هذه الآركان الأساسية صحت مقاربته العلمية . وعلي هذا نجد لفن المسرح نصا وعرضا تراكما كميا صالحا للقياس وفق منهج علمي ، فلكل مدرسة فنية مسرحية ضوابط بنيتها الخاصة التي تضبط أداءها وتاتي تتخذ ركائز أساسية يرتكز عليها منهج الحكم علي المنتج الإبداعي ، وتبعا لما تقدم كان حكمنا علي ما اعتبرناه خروجا عن مجريات التفكير الأكاديمي العلمي للورقة التي قدمت لمجلس الكلية من أحد الزملاء أساتذة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الآسكندرية الذي تقدم بورقة تحمل مشروعا مقترحا يتجاوز حدود تخصصات قسمه إقتحام ا لتخصص الدراسات المسرحية والدراسات السينمائية معا ؛ فألزمه ردنا المنهجي علي النحو السابق حدوده .

علم المسرح ٢

دور التصور المسرحي
بين إخراج النص وإعادة إخراجه

د. أبو الحسن سلام

ما علاقة خطط البحث التي يتقدم بها طلاب البحث للتسجيل حصولا علي
موافقة أكاديمية للتسجيل للدراسة من أجل أعداد أطروحة لنيل رجة اماجستير
آو الدكتوراه ، ما علاقتها بالعلم ؟!
شغلت بهذا السؤال الذي لا يكف بالنقر علي رآسي كلما دائي إلي ( سيمناه)
لمناقشة مشروع خطة بحثية مقترحة من طالب أو طالبة ، خاصة في مواجهة مقترحات متدفقة ولحوحة بخطط يتقدم بها طلاب وافدين من البلدان العربية خاصة منطقة الخليج العربي ، كان السؤال عن مدي علمية تلك الخطط البحثية لمقترحة ، خاصة مع عدم ارتكازها علي أول مرتكزات البحث العلمي وهو ( التراكم المعرفي المسرحي) ، إذ ليس من المعقول ولا من المنطق أن يتقدم الطالب بخطة مقترحة للتسجيل بعد المقابلة النقاشية الأكاديمية المتخصصة فور إنتهائه من الامتحان التمهيدي لمراحل الدراسة العليا السابقة علي طلب التسجيل مستغلا لحالة السعار التي تنتاب بعض صغار الأساتذة والأساتذة المساعدين حديثي الترقي ، وتلتهف صغار النفوس علي تجاوز تخصصاتهم الأكاديمية بالاتفاق أو بالضغط علي بعض الطلاب من أجل الإشراف علي رسائلهم ، مع ممارسة الضغط علي لجنة مناقشة خطة الطالب للتسجيل مجاملة أو بجهارة الصوت !!

ومع بالغ الأسي تمر خطط لا تستحق جهد الوقت الذي أهدر في مناقشتها إذ يمنح القبول ويسجل للطالب دون أن تكون لديه محصلة معرفية في حقل العلم الذي تدور في إطاره إشكالية الموضوع المقترح بحثه - إن وجدت فيه اشكالية -
وبذلك تنتفي صفةالعلمية عن الكثير من الموضوعات التي يتقدم بها الطلاب ، ومن ثم تنتفي عن مثل تلك الأطروحة صفة العلم لافتقادها الركن الآساسي للبحث ، وهو ( ركن وفرة التراكم المعرفي ) فضلا عن ( عدم وجود إشكالية ) - " المشكلة وآليات حلها " : أرسطو - : ( مجموعة مشكلات ملتبسة لا تحل إلا مجتمعة ). : - ميشيل فوكوه -
فالتراكم المعرفي في حقل التخصص أساس سابق علي التقدم بمقترح خطة لتسجيل بحث أكاديمي ، ووجود قضية إشكالية يقف طالب البحث عندها مندهشا أمام غرابتها الإشكالية ، ومن ثم تنقر في رأسه الأسئلة عن مناط غرابتها و أدوات حل إشكاليتها وهنا تتبار ألي ذهنه الفرضيات ، التي لا يبرهن عن مصداقيتها بغير الاقتباسات والشواهد المرجعية المتصلة أو ذات الصِّلة بالقضية الاشكالية التي عرضت له خلال استقراءات محصلته المعرفية القرائين والميدانية من معارف وعلوم وممارسات مرحلة الدراسة ما قبل العليا .
والخطة البحثية بوصفها إطارا ينظم عملية البحث هي بمثابة تصور منهجي أي إطار موضوعي منظم لفكر التطبيق البحثي في مسيره التحليلي وفي مقارباته ومناقشاته للمقابلات المرجعية وثبتت لانتشالها المصدري والمرجعي انتهاء باستنتاجات اما طرحته المقاربة بين اقتباسات المرجعيات إنتهاء بالنتائج في أعادها مع المقدمات .

المخرج المسرحي وقرينه الباحث

من بداهة القول إن المنتج الأدبي أو الفني إنطلاق عمل الفنان من تصور فني ما لمسير معالجته لعمله الإبداعي المزمع إنتاجه. وإذا كان ذلك بمثابة ضرورة في عمل المؤلف المسرحي سواء انطلق من فكرة يدور حولها صراع الشخصيات بعلاقاتهم ودوافعهم وإراداتهم المتعارضة ومشاعرهم المتشابكة ؛ فإن التصور السابق على البدء في عملية الإ بداع نفسها أكثر ضرورة في فن المخرج المسرحي أو المخرج السينمائي ؛ حيث يكون على الخيال مهمة إيجاد معادلات تعبيرية أدائية رمزية في أداء الممثلين وفي المنظورات والصور والحلول العملية ، بهدف تجسيد خيالات وتخيلات قد يتوحد مع معطيات النص المسرحي أو السينمائٍي وقد يتوازى معه في إطار التفسير أو يتجاوزه عن طريق التأويل عن طريق خلق حالات توالد لمعان متعددة في الصورة الواحدة أو عن طريق تفكيك خطاب النص ونسقه في اتجاه نفي وجود معني نهائي للنص .

على أن هناك حالات فنية وإنتاجية خاصة تلزم مخرج النص المسرحي على أن يعيد إخراج النص نفسه بعد مرور عدد من السنوات - عرضا ريبرتواريا - ؛ وهو أمر يستلزم بالضرورة وضع المخرج نفسه لتصور إخراجي آخر بديل لتصىوره الإخراجي السابق للنص نفسه . وربما للفرقة المسرحية التي عرضته منذ سنوات وربما لفرقة مسرحية أخرى .

والسؤال المحير الذي يحتاج آلى إجابة : هل سيختلف تصوره الإخراجي للعرض عن تصوره السابق عند إخراجه للنص نفسه من قبل ، أم أن الرؤية الإخراجية ستختلف ؟
في الغالب سوف تختلف الرؤية الإخراجية للمخرج نفسه ، في إعادة إخراجه لنص سبق له إخراجه ؛ تماشيا مع مستجدات التحصيل المعرفي وتراكم الصور في مخيلته ، تبعا لتطور ثقافته وتحصيله المعرفي أو العلمي ، واتساع مخيلته وتأملاته وقدراته التحليلية. والتأويلية ،

تتمثل أهمية طرح هذا الموضوع في رصد حالة عمل التراكمات المعرفية والخبرة الفنية في تفعيل خيال كل من الباحث المسرحي و وتفعيل خيال المخرج المسرحي وفي تجديد مخيلة الباحث في شأن مسرحي ، و في تفعيل مخيلة إبداع الصورة المسرحية في عمل المخرج ؛ للخروج من حالات الملل وتكرار الأساليب الفنية في العرض المسرحي ؛. تلك الأساليب التي لا تترك لخيال جمهور العرض مساحة للتأمل والمشاركة الإدراكية ؛. الأمر الذي يقلص حالة الرواج المسرحي نظرا لفقر الصورة المسرحية وانكماش مساحة الخيال المثير للدهشة ، دهشة الآداء البحثي الأكاديمي ودهشة الأداء ودهشة التلقي في العرض المسرحي .

* إشكالية الباحث وإشكالية المخرج :

كتيرا ما تبرز الإشكالية في مدى استيعاب الفنانين المشاركين في عملية إعادة إخراج المخرج نفسه للنص الذي سبق له إخراجه من قبل وفي استيعاب الأطقم الفنية الخاصة بالفرقة المسرحية المنتجة للعرض للرؤية الفنية الجديدة التي غالبا ما تكون حدثية ؛. نظرا لطبيعة الأثر الفني والتقني الذي يحدثه توظيف الأجهزة الحديثة المتطورة التي رأى المخرج لها ضرورة ما في تجسيد رؤيته الإخراجية الجديدة للنص. و غالبا ما يتركزمظهر الإعتراض عند الأعضاء المشاركين في عرض المسرحية في المرة الأولى عندما يفاجئون بتغييرات جوهرية في خطة الإخراج الجدية أو عند تغيير الممثل الرئيسي أو الممثلة الرئيسية للعرض الأول بممثل أو لممثلة أخرى. وتظهر إشكالية البحث في آلية توصل البحث للعرض الأول واستخلاص خاصية إختلافها أو توافقها مع رؤية الإخراج الأولى باعتبار خاصية أسلوب المخرج نفسه التي يتميز بها وتشكل هويته الفنية والثقافية الخاصة.
وبالمثل في مجال البحث كثيرا ما يقصر استيعاب الباحث لفهم اختلاف الإشكالية عن أهمية موضوع بحثه ، فأهمية الموضوع هي بيت القصيد من إجراء البحث بينما الإشكالية في كيفية الوصول إلي ما يحول زون تخليص جوهر موضوع البحث من التباس أو تداخل أو تعقيد يحول دون تخليص جوهر موضوع البحث
وفي كثير من الحالات يدور طالب البحث حول الموضوع دون قدرة علي الامساك بإشكالية الموضوع الذي طرحه للبحث ، وبذلك لا ينتهي إلي شئ ، فعدم وجود إشكالية ينفي وجود قضية للبحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا