الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العوالم العلوية و السفلية

اتريس سعيد

2022 / 5 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


شاءت الإرادة الإلهية وجود أكوانٍ عدة ضمن النظام الأكبر فآنقسمت العوالم وتشعبت لأقسامٍ منها العلوي ومنها السفلي.
فكلما كانت العوالم علوية أكثر، كانت أكثر رقة ورُقيا وخفةً وخفيةً ووحدانية وألطف روحا، وكلما كانت العوالم أكثر سفلية، كانت أشد وحشية ومسوخية وتشوها وتشعبا وتكثفا وأغلظ روحا.
وعلى هذا الأمر يحكم اللامرئي المرئي، والخفي يسود الظاهر. فكلما كانت العوالم أقرب من الأكوان الكوثرية العلوية، هيمنت على ما يدنوها ولهذا من قام بإلإسقاطات العقلية للتفسيرات العلوية على الأحداث السفلية نالَ الفَهم اللائِقَ لبواطِن الأمور والمغزى العميق من خفي المسببات لجميع الوقائع.
فمن عمِل على إرتقاء مستوى فكره وإتساع مدى شمول إحاطة وعيه نفذ أغوار البواطن وعَرِف أوليات الأسباب و منشأ أصولها.
وهكذا يكون الأمر على المستويات الفردية والجماعية صعودا للكوكبية، والمجرية والكونية بكلا جوانبها الروحية والنفسانية والعقلانية والجسدية ، والشعورية وإن ضربنا مثلا بيولوجيا نفسانيا بسيطا كي نَعِيَ الأمر.
هنا نقول إن أغلب الأمراضِ نجد لها دائما أسبابا خفيةٍ لظهورها، تكون إما نفسانيةٍ خفية تكدست بالأعماق والبواطن منذ الطفولةِ والماضي وظهرت في وقت لاحق فطافت على السطح فتمظهرت تمظهرا جسديا بان للأعين والأطباء و العلماء فيتم معالجة المرء علاجا ماديا وأغلب ما يُطلَق عليه بالأمراض حقيقته هو روحية أثيرية لا مرئية جائت وإلتصقت بهالة الشخص بفعل أفكاره وتصوراته (وجميعها عمليات باطنية) وتبرمجت حتى إندمجت وإنمزجت وأضحت من طبيعته فتشكل المرض بعد سنوات عدة على الظاهر، فهنا حَكَم اللامرئي على المرئي والباطن على الظاهر وتحكم به و سَادَ عليه وهذا القانون ينطبق على كل شيء في حياة المرء من حوادث وظروف ووقائع وصدف جُمِّعَت معا فسُمِّيَت بالأقدار.
فكان لهذه الأقدار خيوطٌ خفية إرتبطت بأحوال الشخص و روحه ومكامن نفسه أثناء تكوينه الجنيني وإنبثاقه لعالم التراب والتجسدات والمادة وتكون كذلك مرتبطة بأحوال شعوبٍ وجماعاتٍ كاملة حيث تُحَدِد جنسَها ولونَها وطبعَها و عاداتها وتقاليدها وطريقة فكرها وما حدث في ماضيها و الوعي الجمعي ككل، فكانت إحدى المسببات التي تؤول بمصائر الأرواح.
هي بعض الكيانات العلوية العقلانية الضخمة والتي تعمل معا على تشكيل مزيج من الخيوط القدرية والتي تسمى بالأفلاك والنجوم.
وهنا من فسر السفلي بالسفلي، كان تفسيره معطوبا وناقصا و غير مكتمل الأوجه على الإطلاق ومن يُطَبِق قواعد العلويات من الإرادات الأعلى على السفليات من الإرادات الأدنى يعلم تفسير كل أمر وكل حدث من ماضي وحاضر ومستقبل فيُبصِر بواطن الأمور ويُجلي سرائرها الروحية الباطنية وعلى هذا الأمر ستُطرَح وتُفَسر التأويلات وغوامِض الأسرار والخفيات.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات متواصلة في جامعات أوروبية للمطالبة بوقف إطلاق النار


.. هجوم رفح.. شحنة قنابل أميركية معلّقة | #الظهيرة




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمالي إسرائي


.. فصائل فلسطينية تؤكد أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي وصاية




.. المواطن الفلسطيني ممدوح يعيد ترميم منزله المدمر في الشجاعية