الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحسب اللغة العربية و القرآن و المفهوم العربي .... المسلمون لم يضطهدوا المسيحيين أبدا

أسعد أسعد

2006 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما قام النبي محمد بتوحيد عرب الجزيرة تحت راية دين الاسلام لم يذكر التاريخ أبدا أنه تعرّض للمسيحيين بسوء بل لقد حارب و أخضع بين من حاربهم من قبائل الجزيرة العربية قبائل النصاري الذين طالما هاجمهم في القرآن و إتهمهم بالكفر أحيانا و صادقهم أحيانا أخري لان فيهم قسيسين و رهبان
و المتأمل في غزوات العرب و فتوحاتهم للشعوب الذين حولهم فليس من بين هؤلاء الشعوب من دعاهم العرب مسيحيين علي الاطلاق و كانت هذه هي الخدعة و المداهنة التي حمّس بها قادة العرب جيوشهم عند الغزو . فهم قد عادوا النصاري و الاقباط و الروم و من بعدهم الصليبيين و الفرنجة و البربر و لم يجرؤ قادة العرب في تاريخهم دعوة أعدائهم مسيحيين لان المسيح عيسي ابن مريم من أعلام الفكر الاسلامي و المسيحيين هم اتباعه و لن تجوز محاربتهم أو عدائهم . فكان ينبغي غرس مصطلحات أخري في عقلية العربي المقاتل حتي يكون مندفعا ضد من لم يذكرهم قرآنه أو من ذكرهم بسوء . و لم يكن من بين هؤلاء جميعا من دعاهم القرآن مسيحيين أو حتي جرؤ قادة العرب المسلمون أن يدعوا أعداءهم بذلك الاسم سواء في زمن القرآن أو من بعده
فالنصاري إسم قبائل في الجزيرة العربية عُرِفَت ديانتها و عقائدها بعبادات أقرب الي المسيحية منها الي الوثنية أما كلمة نصاري نفسها فهي نسبة الي قرية في فلسطين تدعي الناصرة تربي و نمي فيها يسوع المسيح و بسببها دُعي ناصريا و ربما هؤلاء القبائل دعوا نصاري لانهم نزحوا من هناك أو لانهم إنتسبوا الي يسوع الناصري فكانت نسبة هذه القبائل ليس الي ديانتها بل الي مدينة أو مكان جغرافي في أرض ليست في الجزيرة العربية. و لمّا لم يكن في الاسم إشارة إلي دين يمُتُّ للمسيح المذكور في القرآن بصلة فكان من السهل أن يُنعَتوا بالكفر و الشرك لانهم بحسب ما أضمر لهم العرب ليسوا مسيحيين علي الاقل لغويا في نصوص القرآن العربي و بالتالي لن يكون علي الضمير العربي حرجا في محاربتهم
أما المصريون فقد دعاهم العرب أقباطا نسبة الي الاسم اليوناني لمصر "هاكبتاه" و لم يدعوهم حتي مصريين لان مصر من البلاد المذكورة في القران و منها هاجر أم إسماعيل الذي ينتسب اليه المسلمون و هي التي كانت جارية لسارة و زوّجتها لابراهيم من أجل أن تُنجب له ولد و لذلك فلن يكون الضمير العربي مستريح و هو يحارب المصريين الذين خرجت منهم جدتهم هاجر. و طبعا لم يدعوهم مسيحيين لنفس السبب الذي ذكرته من قبل. أما قبط أو أقباط فلم تذكر في القرآن العربي فيجوز سلبهم و نهبهم و قتلهم رغم وصية النبي محمد لهم أن يستوصوا بالقبط خيرا
أما الروم فهو الاسم الذي دُعيت به الامبراطورية البيظنطية التي تسمّت بالامبراطورية الرومانية الشرقية تميزا لها عن روما التي دُعيت الا مبراطورية الرومانية الغربية. و لم يذكر القرآن الروم غير مرة واحدة هي "غُلِبَت الروم" في السورة المعروفة باسمهم فكانت تلك الكلمة حماسا للعرب في مهاجمة ديار الروم و لم يذكر عنهم أبدا إنهم مسيحيين حتي لا يتخاذل العرب في قتالهم
و حينما هاجمت أوروبا بلاد الشام و فلسطين التي إحتلها العرب و طردوا منها الرومان فقد سُميت هذه الحملات بالصليبية و سُميت جيوشها و قادتها و عساكرها بالصليبيين . و حيث أن الصليب علامة ترسم أو تجسد فإن نسبة الناس اليها يُحلل للعرب قتالهم فلقد حلل العرب لانفسهم أن يتركوا الجزيرة العربية فاتحين للشام و لفلسطين سافحين دماء أهلها و مستبيحين ديارهم و أموالهم لانهم روم بشّر القرآن بغلبتهم أما لو نظر اليهم العرب علي أنهم مسيحيين فلربما إختلف الامر و تردد الضمير العربي قبل أن يعمل السيف العربي في رقابهم . و لما جاءت موجات الغزو الاوروبي سُمي الغزاة صليبيين و سواء دعاهم العرب كذلك أو دعوا هم أنفسهم بذلك الاسم فقد سهل علي العرب أن يقاتلوا الصليبيين و يكفّروهم لان ديانة الصليب ليست ديانة قرآنية. و للتسهيل في الذبح و القتل يُسمّي العروبيون اليوم كل من يريدون قتلهم في العراق و مصر و سوريا و فلسطين و شمال و جنوب افريقيا و حتي بعض دول شرق أوروبا من المسيحيين صليبيين ليسهل الامر علي الضمير العربي في ذبحهم
أما في قتال باقي الجنسيات فقد سماهم العرب فرنجة و ليس مهما ان يكونوا مسيحيين بالديانة فالاسم فرنجة من السهل ربطه بالاستعمار الغربي الدخيل و بذلك يسهل ذبحهم و إستحلال دمهم ليس لانهم مسيحيين حاشا للعرب أن يقاتلوهم أو يقتلوهم فالعرب لا يقاتلوا المسيحيين و هم حين فتحوا شمال أفريقيا إنطلاقا من مصر لم يقولوا أنهم هدموا أعظم الكنائس المسيحية في ذلك العصر و لا أنهم ذبحوا المسيحيين في شمال إفريقيا بل لقد قاتلوا البربر و معناها الذي إفترضوه أنهم الغير متحضرين و الاقل في الانسانية من السادة العرب أما كونهم مسيحيين فلقد تعمدوا تجاهل ذلك و أخفوه في ثقافتهم عن الاجيال التي يُعدّونها للغزو و القتل و السلب و النهب و الاغتصاب
هذه هي الثقافة العربية التي تخدع أتباعها فهم خرجوا و حملوا السيوف و الرماح و أعدوا ما إستطاعوا من قوة لا للمسيحيين أتباع عيسي المسيح بل للنصاري و للقبط و للروم و للصليبيين و للفرنجة و للبربر أما إذا كان كل هؤلاء يعبدون الله الاله الواحد و هم اتباع عيسي المسيح فكان العرب يتعمدون إخفاء ذلك و قد نجحوا فيه و هم ما يخدعون الا أنفسهم
و الغريب في مصر إن الاقباط ما زالوا يقبلون أن يدعوهم المسلمون أقباطا و لا هم يعرفون إن العقل العربي الذي دخل مصر باسم الاسلام عقل مخادع لن يقبل تسميتهم مسيحيين مطلقا بل سيصر علي أنهم نصاري أو اقباط كما يصروا علي دعوة المسيحيين في العراق اليوم آشوريين. فالعرب المتأسلمين يقسمون باغلظ الايمان أنهم لم و لن يضطهدوا مسيحيين أبدا و هم محقين في ذلك و صح النوم يا أقباط مصر فأنتم في فخ عقل عربي مخاتل كذاب قبل أن تكونوا في صدام مع عقل مسلم مخلص لدينه و لله الذي لا يقبل القتل و ليس من شريعته القتال. بل أنتم في قبضة عقل عربي يلوك الدين و يحرفه فقلد حرّف حتي الاسلام الذي هو بإعترافهم الدين الذي بحسب القرآن العربي قد أتي به إبراهيم قبل النبي محمد و هو الدين الذي اعتنقه بني إسرائيل عن أبيهم إبراهيم من قبل النبي محمد بحسب نصوص القرآن العربي و هو أيضا الدين الذي بحسب القرآن العربي بُنيت علي أساسه المسيحية الصحيحة التي هي مخالفة لنصرانية فصار العرب يتجاهلون ذلك كله ليستحل العربي قتل الاخر لان العربي إنسان وحشي يده علي كل إنسان و يد كل إنسان عليه أما إضطهاد المسيحيين فلم يحدث و يقسم العربي بأغلظ الايمان أنه لم يحدث و اسألوا التاريخ و هذا صحيح يا قارئي العزيز فالعرب المتأسلمون لم يضطهدوا المسيحيين أبدا... أبدا... أبدا... أبدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية