الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المَوروث الديني المَندائي

سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)

2022 / 5 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد تعرّض المندائيون إلى العديد من مُحاولات الفَناء من قبل الأقوام والديانات المُسيطرة, وذلك بسبب كونهم مُسالمين وليس لهم طموح سياسي ولا يأخذون الجانب العسكري لأن ديانتهم تمنع عليهم القتل وحتى الانتقام. ونتيجة لذلك فقد كانوا يُخفونَ تعاليمهم وكُتُبهم كيلا يستولي عليها المُهاجمون ويستفيدوا من تلك المعرفة الناصورائية, وكذلك لأنَّ مُعظم الديانات كانت قد أَخَذَت من الفلسفة والتعاليم المندائية ونَسبتها لها, وهذا الموضوع هو الذي يدفع تلك الديانات إلى محاولات محو أي ذكر تأريخي أو فلسفي للمندائية, عبر حرق وإتلاف كتبهم (مصدر1), أو حتى محاولات محو المندائيين من الوجود عبر المذابح والإبادة التي تعرّضوا لها عبر العصور, وهو الذي جَعَلَ المندائيين يَطمرون كُتُبهم في حالة أحسوا بالخطر الوشيك, ونتيجة لذلك فَقد فُقِدَت الكثير من الكُتُب المندائية, وبرُغم أنَّ الذي وَصَلَ إلينا اليوم من الكُتب يُعدُّ جيداً ولكنه بكُل حال لا يُمثل جميع التعاليم والفلسفة المندائية الأصلية. ولا تزال هُنالك جهات مشبوهة تشتري المخطوطات والآثار المندائية الأصليّة بأسعار مرتفعة لتقوم بإخفائها وإخفاء التأريخ المندائي معها.

وكان المندائيون يحفظون التعاليم ويورّثونها لأجيالهم أيضاً, ولهذا فقد تُرِكَ لنا الكثير من تلك التعاليم على شكل موروث ثقافي, وبِرُغم اختلاط هذا الموروث مع الأقوام الأخرى وصعوبة تمييز ماهو مندائي وماهو غير ذلك, ولكن البحث في النصوص المندائية عن إشارات تَدعم بعض الموروث الديني رُبما يكون دليلاً مُسانداً له.

1. تحريم قص الشعر

* “يا رأسَ ذُرّيَّةِ الحيّ ..
إذهَبوا .. إنّكم الضَّوءَ تَلبَسون .. والنُّورَ تكتَسون .. ولتكُنْ ضَفائِرُكم مجدولةً في رؤوسِكم” الكنزا ربا اليمين

إن رجال الدين المندائيين كانوا ولا يزالون يُحرّم عليهم أن يقصّوا شعورَهُم, وهذا ينطبق على رجال الدين في مُعظم الديانات, وربما تكون هنالك أسباب متعددة لذلك عدى الأسباب الفقهية, ومنها

- لقد كان شَعَر الرجال وخاصّة اللحى, ومُنذ الحضارات القديمة يُمثّل رمزاً للحكمة والرجولة والشرف وكذلك كتمييز للطبقة الاجتماعية (مصدر2), وكان الملوكُ المهزومون يسجدون للمنتصرين ليقدموا الطاعة وتُملى عليهم الشروط ومِنها المكانة الاجتماعية والمظهر (مصدر3), ولكن وخلال الحروب فقد كان الذين يؤسَرون فيها تتم حلاقة شعرهم ولحاهم كدليل على إهانتهم, وحتى أنَّ العبيد لم يكن يُسمح لهم بإطالة لحاهم تمييزاً لمكانتهم, وفي حضارات وادي الرافدين كانت طريقة تصفيف اللحى تُعطي دليل على مهنة ومكانة الشخص الاجتماعية. فيما عدى الحضارة الرومانية القديمة والذين كانوا يحرصون على حلاقة شَعرهم ولحاهم, وإن أنتشار حلاقة اللحى والشَعر هو بسبب هيمنة الحضارة الغربية عالمياً وليس بسبب النظافة الشخصية, ففي هذا العصر تتوفر فيه المياه وأدوات الاستحمام لدى الجميع, وكذلك تَحرص وسائل الإعلام الغربية وهوليوود على تشويه صورة أي ثقافة تختلف بنمطها وأزيائها, فقد أصبحت اللحى الطويلة مُرادفة لصفة الإرهاب أو التطرف الديني أو التخلف والهَمجية. إن مردود بيع مستلزمات الحلاقة تَصل إلى مئات المليارات من الدولارات, وطبعاً مُعظم هذه الدولارات تذهب إلى الشركات مُتعددة الجنسيات والمملوكة من المنظمات العالمية المُسيطرة.

- لقد ذُكِرَ مُنذ القِدَم بأن الشعر يُزيد القوى الصوفيّة لصاحبه, وفي التجارب العلميّة الحديثة أُثبتت التأثيرات الكهرومغناطيسية للشعر وإنه يعمل كمُرسل ومُستقبِل للإشارات مثل عمل الهوائي (مصدر4), وبوجود الشعر أو بعدمه تتغير الهالة الكهرومغناطيسية للإنسان, ولا يزال العلم في بداياته لمعرفة قوى الإنسان الباراسايكولوجية وكيفية تحفيزها.

2. الابتعاد عن الكيمياويات
يمتنع رجال الدين عن أستخدام أو أكل أي شيء صناعي أو مُعَد من قبل المطاعم أو (الأشخاص الغير حلالية)

وربما يعتقد البعض بأن في الأمر مُبالغة, ولكن في عصرنا هذا فقد انتشرت المواد الكيمياوية والصناعية الخطرة والمُسمِمَة, فمثلاً الفلورايد في معجون الأسنان الذي نستعمله يومياً نحن وأطفالنا هو سبب رئيسي لتقليل ذكاء الأطفال وزيادة مُعدلات السرطان وتكلّس الغُدة الصنوبرية وهي المسؤولة عن مُعظم القوى الباراسايكولوجية (مصدر6&5) , وربما يكون خيار أستبدال معجون الأسنان بملح البحر أو غيره من المواد الطبيعية المُعقِمة أفضل نتيجة وأكثر أمناً للصحة, وكذلك فإن ترك المُعطرات والمساحيق بعد الحلاقة واستبدالها بزيت جوز الهند أو غيره من الزيوت الطبيعية يكون أفضل بكثير, ومثله أستبدال مُعطرات تحت الإبط والتي تحتوي على الألمنيوم المُسرطن بمادة الشَب. ولو أخذنا أبسط شكولاته أو مشروب جاهز لوجدنا في مُكوناته عشرات المواد الكيميائية المكتوبة وأكثر منها مُستَتِرة تحت أسم مُطيبات ومواد حافظة وغيرها, ومُعظم هذه المواد لم تُستكمل الدراسات حول مخاطرها لغاية الآن, أو أنه قَد تمَّ التأكد من خطورتها بدراسات علمية رصينة ولكن قوّة تلك الشركات العالمية وتأثيرها على مراكز القرار السياسية تكون له الغَلَبة دائما, وإن فساد وفضائح مُنظمة الصحة العالمية المسؤولة عن أتخاذ تلك الإجراءات, معروفة ومدوّية.

3. شرب ماء النَهر
يَحرص رجال الدين على الشُرب من ماء النهر فقط, وذلك بأن اليردنا يجب أن يكون داخلياً وخارجياً, وفي حالة كون النهر نقي وليست هُنالك محطات تصفية للمجاري منصوبة عليه, أو غيرها من المُنشآت الصناعية المُلوِثة فيُمكن أن نُفكر بهذه النقاط

3.1. إن ماء النهر الحر (الغير مضغوط بالمضخات) يحتوي على ذاكرة غير منتهية ومُنذ القِدم وهذه الذاكرة مع معلوماتها المخزونة تنتقل إلى الإنسان إذا شرب هذا الماء وتندمج مع الماء الموجود في أجسادنا والذي يشكل حوالي 70% منها, وكذلك تنتقل هذه المعلومات من مياه النهر إذا استحممنا به لان البشرة تشرب الماء أيضا, ولكن المعلومات تتفكك في حالة ضغط الماء بقوة (كما في المضخّات) بسبب بعثرة الأواصر التي تربط جزيئاته وتغيّر تشكيلاتها التي تُخزن فيها المعلومات.

3.2. تحتوي المياه التي تصل إلى بيوتنا على مادة الكلور وغيرها من المواد السامّة (مصدر7), وفي الولايات المُتحدة يُضاف الفلورايد الذي تحدثنا عن مساوئه إلى ماء الشُرب, بينما ماء النَهر يكون خالياً من أي إضافات.

ولكن بنفس الوقت توجد هنالك الكثير من الطفيليات والبكتريا في ماء النهر, وربما يكون أستعمال المُرشِحات النانويّة المحمولة أكثر أمناً.

4. تحريم الوشوم للجَسَد
“ومَن صانَ جَسَدهُ حُباً في اللهِ فَهُو المُزكّى.” الكنزا اليمين

يرتسم المندائيون بالماء الجاري مُنذُ القِدَم ويُحرّم عليهم الوشوم والإساءة للجسد الذي يجب أن يبقى نقياً. وعودة إلى العصور القديمة فقد كانت الوشوم هي لتمييز العبيد عن الأحرار, ولا تزال الوشوم والدبغات على الحيوانات تُستخدم لتمييز مالكيها. أو تُستخدم لغرض السحر الذي أرتبط بها وبعبادة الشيطان, ولهذا السبب فَنَجد العديد من البوث في كتاب الأدعية والصلوات والتي تستعيذ من المُرسّمين وهُم أصحاب الوشوم.

المصادر
1. مقالة: الابادات الجماعيه التي تعرض لها الشعب المندائي عبر التاريخ, الدكتور رفعت لازم مشعل
https://www.mandaean--union--.org/ar/history/item/265-genocides-mandean-throughout-history
2. مقالة: شعائر وطقوس حلق للحى في تاريخ الحضارات القديمة, موقع سمفونية التاريخ
http://press-history.blogspot.com/2012/06/blog-post.html
3. تُخلّد المَسَلّة التي أسموها بالسوداء, إنتصارا الملك الآشوري شلمنصر الثالث, ويظهر خمسة ملوك ساجدين أمامه وهم ياهو بن عمري ملك إسرائيل ومداتو ملك إيران وملك مصر ومردوخ أبيلي أصر ملك الفرات الأوسط وقلبا روندا ملك أنطاكيا (تركيا), 827 ق.م. المتحف البريطاني.
4. برنامج يوتيوب, The human energy structure in the invisible world.
https://youtu.be/ctNHQUhZs2o
5. مقالة: Effect of fluoridated water on intelligence in 10-12-year-old school children.
Journal of International Society of Preventive & Community Dentistry
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5285601/
6. مقالة: خدعة الفلورايد, فهد عامر الأحمدي جريدة الرياض
7. مقالة: أضرار الكلور في الماء, رحمة كعبر
https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة في السعودية لتقديم حلول معيشية ذ


.. زيلينكسي بعد انتهاء ولايته الرئاسية.. رئيس غيرُ شرعي.. ومصدر




.. فرنسا ترسل تعزيزات إضافية مع تواصل أعمال العنف في كاليدونيا


.. صحيفة لوموند: اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بفلسطين انتكا




.. مراسل الجزيرة: 8 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم النص