الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع الآثم بين يويا الهكسوس - وبين يوسف النبي : نواصل فك شفرات الأسرة الثامنة عشر ...

عمرو عبد الرحمن

2022 / 5 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


= بعد انتصار الملك أحمس الأول علي قبائل الخوريين والأموريين (الأوراسيين - الهكسوس)، أيقنت قبائل الترك، أن اختراقهم لمصر عسكريا مستحيل، فاتجهوا لاختراق عرشها عبر عملائهم ودس ثقافاتهم الوثنية، وجسر طويل من النساء، بداية من (أرتاتاما الأول Artatama I) ملك ميتان، تولي الحكم في مرحلة ضعف مملكته، نتيجة صراع مع أبناء عمومتها "الحيثيين"، فتقرب لملك مصر [أمنحتب الثاني]، لتسوية الصراع بينهما، علي أساس تقاسم ولاية سوريا المصرية، التي تعرضت لعدوان الميتانيين، مقابل التحالف ضد الحيثيين، عدوهما المشترك.

• [تحوتمس الرابع] واغتصاب العرش بلوحة [أبو الهول]!

= بعد موت [أمنحتب الثاني] بدأت مظاهر الضعف تسلل للقصر، وظهرت الفتن، لعجز الحكام عن مقاومة نفوذ العدو الخارجي، الذي اخترق البلاد عبر بوابة الدين الفاسد، والثقافة المنحرفة.. وجسر ناعم من النساء!
-
= بالمقابل؛ ازداد نفوذ الـ(حيثيين، خوريين، ميتانيين..) وغيرهم من ممالك البدو [الخاسوت] أو الـ[حقاسوت] بالنقش المصري المقدس؛ أي: ملوك البدو الرحل، أو الـ"هكسوس" - الترك / الطورانيين - المهاجرين من (أرض طوران بين البحر الأسود وبحر الخزر).
-
= اشتعل الصراع علي خلافة [أمنحتب الثاني]، بين أبنائه الخمسة، ومنهم [تحتمس الرابع] الذي لم يكن يحق له ولاية العرش، لكنه خدع إخواته باختراع (كشف صوفي علي طريقة الباطنية الهندوسية) وزعم أن [أبوالهول] أتاه في رؤيا!، ووعده بعرش مصر إذا أزال الرمال المتراكمة عليه.
-
= انتزع [تحتمس الرابع] الحكم، برؤياه الوهمية، التي سجلها على لوحة أبو الهول الشهيرة!
-
- من لوحة أبوالهول نقرأ:-
- [أنظر إلي، يا بني تحوتمس. إنني أباك "حوريم" أخت خبري رع. سوف أعطيك عرش البلاد والعباد، فحالي كحال من أصابه المرض، وقد (تآكلت أطرافي) وأصبحت الرمال التي أقف عليها تهددني، من أجل أن تقوم أنت بعمل ما يجول في قلبي في انتظار طويل"...!]

= تكشف اللوحة أن [أبوالهول] تعرض مراراً، للردم تحت الرمال، نتيجة موجات الجفاف العالمية، التي عرفتها مصر مع بداية عصر الأسرات، فتصحرت الأرض بعد أن كانت تسمي (مصر الخضراء) – في عهدها القديم - قبل الطوفان.
-
= كما دمرت المراعي التي عاشت عليها قبائل الترك (الهكسوس) بأرض طوران (بين آسيا الوسطي والقوقاز).. فأطلقت سيلا من هجراتها الاستعمارية نحو أودية أنهار الشرق من وادي نهر السند (الهند) وأنهار دجلة والفرات وحتي النيل.

• اختراق عرش مصر بجسر من النساء

= بعد استيلائه علي العرش، استغل الهكسوس شهوة [تحوتمس الرابع] للحكم، وكرر "أرتاتاما الأول" ملك ميتانى علي [تحوتمس] العرض السابق (الذي رفضه أبوه)، مقدما ابنته "موت إم ويا / موتِمْوَيَا"، عربون للصلح والحلف الآثم!
-
= فتزوجها [تحوتمس الرابع] وأنجب منها: [أمنحوتب الثالث].. كأول ملك مصري من دماء أجنبية!
-
= وهكذا؛ فتح [تحوتمس الرابع] أبواب مصر للاختراق التركي، عبر علاقات حميمة ربطت بينه وبين ملوك الهكسوس.

• ملكة الموت تخيم علي القصر!

= "موت إم ويا / موتِمْوَيَا" - أم [أمنحوتب الثالث] - ابنة "أرتاتاما الأول"، ملك قبيلة الخوريين الذين أسسوا "ميتان" – إحدي ممالك الهكسوس - كانت دخيلة علي القصر الملكي، لذا لم يتم إثبات حضورها علي معابد الدولة الرسمية، بعهد زوجها [تحوتموس الرابع]، في ظل الحضور الطاغي للزوجة الملكية إحدي عظيمات مصر؛ السيدة / [نفرتاري]، ثم الزوجة الثانية؛ الملكة [يعرت].
-
= لم يظهر أثر لـ"موتِمْوَيَا" – وباسمها حلت بشائر الموت والدمار – إلا في آثار ابنها الملك [أمنحتب الثالث]، مثل تمثالي [ممنون]، وآنية خمور، كما أنها لم تظهر إلا بالسنوات الأولى من حكمه، ثم اختفت تدريجيا.
-
= جاءت "موتِمْوَيَا"، بشقيقها "يويـــا" للعمل بالقصر الملكي المصري، كمستشار عسكري أجنبي، للإشراف علي سلاح العربات الحربية (سلاح الهكسوس التاريخي)!
-
= ثم تزوج "يويـــا" من السيدة [تويا]، المصرية من البلاط الملكي، فأنجبا ابنتهما [تايي أو تيا]، ذات الدماء المختلطة (مصرية-ميتانية).
-
= أكمل [أمنحوتب الثالث]، الحلف المشين المكلل بالزواج من نساء الهكسوس، فتزوج (تايي) بنت "يويـــا".
-
= بعد وفاة زوجها [تحوتمس الرابع].. دبرت "موتِمْوَيَا" لتزويج "تايي" لـ[آمنحوتب الثالث]، فأنجبت منه: [إخناتون]!
-
= أصبحت "تايي" ذات نفوذ هائل في بلاط زوجها [آمنحوتب الثالث]، لدرجة تدخلها في العلاقات الخارجية للدولة المصرية، وتواصلها مباشرة مع حكام الدول الأجنبية – خاصة ممالك الخاسوت – طبعا لمصالح أجدادها الأتراك!
-
= إلي جانب الملكة "تيي"، أنجب "تويـــا"؛ "خپرخپرو رع آيي"، - الشهير بالكاهن "آيي" - خال إخناتون! – الذي تسلق لعرش مصر باغتيال الملك "توت عنخ آمون" وورث ألقاب أبيه "يويـــا"؛ وأهمها: (مستشار الملك لسلاح العجلات الحربية) – كما نقرأ لاحقاً.

• الأصول الميتانية لـ"تايي" التركية ذات الشعر الأحمر

= رصد الدكتور عبد الرحيم ريحان - الأثري الكبير وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة - قصة زواج [آمنحتب الثالث] والملكة تايي، ورغم أنه لا يجوز زواجهما طبقا للقوانين المقدسة للملكية، لأنها ليست مصرية الأبوين ولا تجري بعروقها الدماء الملكية، لكنه ومن أجلها أمر بتغيير القوانين!
-
= وكشف "ريحان"، بأنه بإجراء دراسة بالأشعة المقطعية تحت إشراف الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار ثبت أنها ابنة "يويا" و[تويا]، وأم [أخناتون].
-
= وفجر مفاجأة بأن تشريح المومياء كشف أن شعرها الأحمر الكثيف والمتموج دليل أن أصلها لم يكن مصريا، وفق كثير من العلماء.
-
= كذلك اختلفت طريقة دفن "تايي" عن طقوس دفن قدماء المصريين، بوضع الأذرع اليمني فوق اليسري [وضع الصلاة].. طبقا لطقوس التوحيد.

• الأصول الميتانية لـ"يويـــا] التركي

= أثبت عالم المصريات الإنجليزي (سيريل ألدريد Cyril Aldred) أن "موت إم ويـــا" شقيقة "يويـــا" - الذي يرجح أنه أتي معها ضمن الوفد الميتاني المرافق لها وتم تعيينه في إحدي مناصب الدولة، وبالتحديد كأحد كبار رجال الجيش!
-
= وهو ما أكده الفرنسي "جاستون ماسبيرو" – عالم المصريات - بأن "يويـــا" مسجل بأسماء متعددة منها: (يويا، يو، يايا، يى آى، يوى، يايى) وأن إسمه لا معني له بالهيروغليفية، في سابقة لا مثيل لها بتاريخ القصر الملكي المصري!
-
= أجمع علماء الآثار وفي مقدمتهم رائد التشريح والمؤرخ الإنجليزي (جرافتون إيليوت سميث Grafton Elliot Smith) أن (يـــويا) كان أجنبيا غريبا عن المصريين في بنيانه الجسماني وملامح وجهه وشكل جمجمته وأنفه المعقوف، وشعره الناعم الأشقر - وربما الأحمر - مثل ابنته [تايي].

= يعزز هذا التوجه اسمه الغريب عن أسماء المصريين، فاسم (يويا) ليس له معنى بالنقش المصري المقدس، واختلاف الكتبة المصريين فى طريقة كتابته دليل آخر، كالتالي: [يويا، يو، يايا، يى آى، يوى، يايى]..
= وذلك بشهادة الأثري الفرنسي "جاستون ماسبيرو" المسجلة في كتاب تاجر الآثار الأميركي (تيودور ديفيز Theodore Davis)، بعنوان: (مقبرة يويا وتويا The Tomb of Yuya and Tuya) - عام 1907م.

• التطبيع بين "يـــويا" الهكسوس - والنبي {يوسف – عليه السلام}

= حاول بعض الباحثين، إجراء تطبيع بين [تاريخ مصر العظمي]، وتاريخ بني إسرائيل القصير في مصر، الذي لا يتعدي عصر النبيين؛ {يوسف وموسي – عليهما السلام} وعاشا في مصر أثناء احتلال الهكسوس لها عقب سقوط [الدولة الوسطي] حوالي 1750 ق. م.
=.. وزعموا أن {يوسف} شهد عصر [الدولة الحديثة] – 1500 ق. م، حين عاد الهكسوس لاختراق مصر عبر بوابة "الحرملك"!، ووسطهم تسلل "يـــويا" حوالي سنة 1390 ق.م، رغم الفارق التاريخي؛ مائتي سنة علي الأقل، وفوارق شخصية وعامة بين "يويا" - و{يوسف} - منها:
= أن مقبرة "يويا" الوحيدة بين كل مقابر المصريين، الخالية من نصوص التوحيد، الخاصة بالموت والبعث والحياة الآخرة، لأنه ليس من الموحدين، بدليل طريقة دفنه المخالفة لطقوس دفن المصريين، المعروفة بوضع الأذرع اليمني فوق اليسري [وضع الصلاة].. طبقا لطقوس التوحيد..
- بينما دفن يويا وكذلك ابنته [تايي] بتثبيت اليد والذراع حول الرقبة.

= ألقاب "يويا" كوكيل الملك لسلاح العربات الحربية، وسيد الخيالة) تثبت أنه ليس مصريا، بل خبيرا أجنبيا في سلاح جميع قبائل الهكسوس الآسيويين [الترك]، مثل الخوريين، السكيثيين، السومريين والآموريين، وغيرهم.. وفي نفس الوقت لا تنطبق هذه الألقاب (العسكرية) علي {يوسف} الذي عاش داعيا لله، لم يركب خيلاً ولا قاد عربة حربية..
- ولم يعرف عنه سوي مهارته في التجارة وإدارة الشئون الاقتصادية للبلاد وتفسير الأحلام!
= شهد عصر هبوط يوسف وأهله لمصر، عصر المجاعة وعدم الاستقرار، بينما تسلل "يويا" للبلاط الملكي في عصر ازدهار [الدولة الحديثة] كثمار لجهود ملوكها الأوائل العظماء؛ [تحوتمس الثالث]، [آمنحوتب الثاني].

= أخيراً؛ فقد سجلت التوراة وصية {يوسف – عليه السلام} لأهله أن ينقلوا جثمانه – حين موته - ليدفن في موطن أهله بني يعقوب (جنوب فلسطين الحالية)، وقد حقق {موسي – عليه السلام} وصيته، وأخذ جثمانه مع بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر، هربا من "فرعون" – الملك قبل الأخير للهكسوس.
-
حفظ الله مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مصير معتقلي سجن صيدنايا الآن؟| الأخبار


.. ردود فعل سوريين عقب سقوط نظام الأسد • فرانس 24 / FRANCE 24




.. هل توجد معتقلات سرية في سجن صيدنايا؟


.. عشرات المروحيات والمقاتلات دُمرت بغارات إسرائيلية استهدفت مط




.. تحالفات وحروب وأدوار مختلفة.. محطات في عقود حكم آل الأسد