الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المَهدوية (3)

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 5 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لا تقتصر ظاهرة المَهْدوية على الرجال فقط، بل والنساء أيضا؛ ومن هؤلاء طائفة الـ"جورو" Goro في "داهومي" التي قامت لتقضي على انتشار السحر وتبعها خلق كثير. وقد ظهر المتنبي "أداية" Adaé في ساحل العاج وكان يُعمِد بالروائح العطرية، ويحرم الأوثان، وكانت له وصايا عشر منها: لا تتلف زراعة جارك، ولا تغرر بامرأة دون أن تدفع لها أجرها.
وبعده في ساحل العاج قامت امرأة تسمى "ماري لالو" Marie Lalou سنة 1946، وهو العام الذي منحت فيه المستعمرة حق التصويت العام، وأسست مذهبا دينيا يعرف باسم "ديما" أي الرماد. دعت فيه إلى أن يكون للناس مطلق الحرية في اعتناق دين يلائمهم. وانتشر مذهبها انتشارا واسعا، وتأسست له معابد فيها الصليب ويسوع. غير أن الشعائر تتخللها أساليب السحر القديم.
وأعجبُ من ذلك كله أن النائب الإفريقي في البرلمان "هوفويت" Hophouèt اتخذه الناس إلها هو وأمه زمنا طويلا، على غير علم منه، ولم ينصرف الناس عن تأليهه إلا بطلب صريح منه. وفي عام 1921 ظهر في مستعمرة الكونغو البلجيكية متنبي آخر بين قبائل باكونجو هو "سيمون كمبانجو" أو "جونزا" Gounza وكانت دعوته مسيحية. غير أنه بعد نفيه أعلن إلى أتباعه أنه هو "المسيح المنقذ" وأنه هو "ملك السود" وهو الذي سيعيد إليهم وحدتهم، ويفتح أمامهم أبواب السماء. (هوبير ديشان. الديانات في أفريقيا السوداء، ص 184.185).
وظهر عند قبائل "بلالي" Balali وهم جيران "باكونجو" حركة سياسة اسمها "الودّية" أسسها "أندريه متشوا" في الكونغو الفرنسية. ثم تحولت إلى حركة دينية. وقد مات مؤسسها سجينا سنة 1942 غير أن أتباعه لا يصدقون أنه مات، ولا يزالون ينتظرون عودته. وهذه الدعوة كسابقتها ما هي إلا رد فعل ضد نفوذ البعوث التبشيرية، والسلطات الإدارية. وهي محاولة من أهالي البلاد لبناء وحدتهم من جديد، والعودة إلى تماسكهم الاجتماعي الذي هدمه الرجل الأبيض.
وفي قبائل "أوبانجي" عضو برلماني كان قسيسا، يدعى "بوجاندا" Boganda يقول عنه مواطنوه أنه هو "الشمس والسماء" وأن في قدرته أن يحول الإنسان إلى حيوان. ويسمون البطاقة الانتخابية "تعويذة بوجاندا".
ومنهم حركة "الكميكويو" Kikouyou التي ظهرت في "كينيا"، وقامت بتأسيس كنائس مستقلة عن البيض عند ما حرم المبشرون بعض العادات الأفريقية الموروثة. وحركة "ماوماو" وهي حركة سياسية ضد البيض المستعمرين، استغلت قدسية القسم وروابط اليمين، وقامت على إحياء السنن الدينية القديمة الوثنية. (نفسه، ص 186).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة