الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلفزيون علي الكيمياوي

واصف شنون

2006 / 9 / 17
المجتمع المدني


لعل علي حسن المجيد لم يتخيل يوما ً ما أن يصبح مسؤول الأمن الأول في دولة العراق،ثم قائد مع صلاحيات لا محدودة في منصبه كمسؤول لمكتب الشمال أو (المختبر العسكري الكيمياوي) لتطوير وسائل إبادة الأكراد والتخلص منهم،وبعدها قائد حربي نابليوني وهو يدخل مدينة (سوق الشيوخ) في الجنوب العراقي كفاتح بعد قمع الإنتفاضة الشعبية في 1991،حيث ظهر في تلك المدينة المنكوبة وهو يُهين مستقبليه من البعثيين القدامى أمثال نعيم حداد وجاسب حميد اليوسف الذين عفا عنهم المنتفضون لأسباب لامجال لذكرها الأن.

ولعل علي الكيمياوي لا يقدر أن يتأمل ما حدث له من العز ّ الطارىء وهو يسترخي أمام حمام سباحة في مقره الشمالي بينما فرقة موسيقية حديثة مكونة من الجنود خريجي الفنون الموسيقية وهي تعزف له ولحاشيته ( أعذب )الغناء البدوي والغجري ترافقها مجموعة من (حرائر ) الغجر وهن يتهاوينُّ أمامه بشعورهن ّ الطويلة وفي نهاية الرقص والغناء يجبرهن ّ ليشاركهن القفز في الماء بدشداشته الريفية البيضاء اليابانية الصنع، وكل ذلك فقط كونه
قريبا ً عائليا ً لرئيس دولة العراق.

ولعل علي المجيد لا يمكنه التخيل إن هنالك في الكون قائدا ً عشائريا ً فذا ً مثل إبن عمه الرئيس،أو لعله هو أشدّ ُ الناس إخلاصا ً ووفاء ً لأبن العم منذ أن وِجدت القيم البدوية والعشائرية وإلا ما قام في الإشتراك الفاعل بقتل شقيقه (كامل المجيد ) وزوجته وإبنيهما (حسين وصدام )زوجي البنتين وسحلهما سحلا ً في شوارع السيدية ببغداد عاصمة الأمبراطورية العباسية.

وإذا كان إبن العم الرئيس القائد متحذلقا ً مهذارا ً ُمدعيا ً وأفاق،فأن علي المجيد لايمكن أن يتخيل في يوم من الأيام أنه مثل الرئيس بمستطاعه الحوار واللف والدوران،فهو يحوي من الغباء والهمجية وعدم القدرة على نطق الحروف العربية مايخجل المنحط،ويقال إنه في بداية أمره لايعرف أيهما قبل الأخرى التاسعة أم السابعة نهار اً أو مساءً.

لم يكن لمسؤول مكتب الشمال أن يتصور وهو يوزع الكرديات كهدايا على أصدقائه في الخليج والأردن ولبنان أن يُحشر في غرفة (تسعة أقدام مربعة ) ليحاكم بتهم الإساءة للجنس البشري،فلولا سقوط إبن عمه الرئيس على يد المحتلين (الكفار..عبيد الكمبيوتر!!) لكان مستمرا ً في خدمته للأمة العربية أو عشيرته التي يعد ّ ُ نفسه أحد فرسانها،فهو لايتخيل نفسه بعيدا ً عن العروبة فكل مرة يظهر في قفصه وهو يرتدي يشماغا ً عربيا ً مختلف اللون،كما إنه لايتخيل إن لهجته الثقيلة المتملقة للقاضي تجرح مشاعر اللغويين العرب والعروبيين،بينما يكتب التاريخ مآساة العراقيين والأكراد التي جرت حسب تواقيعه ورفساته وزعيقه وجلافته وإنعدام إنسانيته.

في محاكمته يبرز علي حسن الكيمياوي وكأنه خبير في الرياضيات والحسابات العسكرية والجغرافية،فهو الوحيد الذي يتصدر توجيه الأسئلة لضحاياه،فيقوم وبتكرار توجيه الأسئلة مبتدأ ً بكم عدد الأفراد المسلحين وكم عدد القوات وماهي عدد الجبهات وكم هي أعداد البنادق وكم هي أعداد تلك القرى المحظورة (أمنيا ً) و...،والضحايا من المشتكين يذكرون أعداد قتلاهم وأحبتهم وأطفالهم وبيوتهم ومواشيهم وقراهم وأيامهم،المشتكون بسطاء أكراد شيوخ ونساء ومعاقين ومقاتلون (بيشمركة )..ووثائق وصور واراض لا زالت محروقة...والمتهم علي الكيمياوي إبن عم الرئيس الذي لم يستمع يوما ً إلى موسيقى الخريف والربييع...موسيقى الشتاء في كردستان بل لم يكن يسمع أنين الجنوب وأغانيه،فهو يترجى القاضي أن يعطيه (تلفزيون ) لكي يطلع على (القرص المضغوط ) الذي يحوي إفادات الضحايا،فهو قائد سياسي عسكري عراقي عروبي ومن العيب عليه التفريق بين التلفزيون وشاشة الكمبيوتر فهو ليس من عبيده....!!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023