الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الأديان استخفاف بالعقل البشري ؟؟؟؟

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2022 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ابني،انت لازلت شابا صغيرا،يعني، تعيش ذلك المجتمع والبيئة وتلك الأفكار،أنا لا ألومك،ولكن وأنت تعيش الآن في مجتمع وثقافة وفكر جديد عليك،ربما ستأخذ من عندك سنوات كثيرة حتى تبدأ أن تفكر بصورة أصح، بصورة أكثرعقلانية يعني بالعقل لا بالنقل،يغلبها طابع البحث عن الجواب المنطقي على الرضوخ إلى ذلك الجواب الغيبي الخرافي،عندها ستكون الصورة أوضح وعندها ستفهم إن الأديان بشرية بل استخفاف بالعقل البشري "...
هذه كانت كلمات عمي الذي درس الطب في أوروبا في منتصف ستينات القرن الماضي،وتخرج وعمل فيها..أما لماذا كان هذا الحديث معه،فعند زيارتي له في عام 1991, كنا نتحدث عن الدين،ورايت أنه رجل لا يعترف بالله ،ولا يعترف بمعجزات المسيح ،ولا يعترف بالاديان،لان الأديان بالنسبة له اختراع بشري..كنت أقول في نفسي،انه درس في الغرب،وتزوج من هناك،ويعمل هناك،وأكيد أنه تاثر بمحيطه, وأصبح على ما عليه الآن…
أما أنا، فقد دارت بي الأيام والسنين ،واليوم أقول…الحياة مدرسة كبيرة وكبيرة جدا،تأخذنا نحن البشر من مرحلة إلى أخرى ومن طور إلى آخر ومن حالة إلى أخرى ومن تجربة إلى أخرى,فحياتنا في حالة تطور فكري وثقافي وعلمي مستمر ومتجدد ويجب أن تكون هكذا…لم أكن أتخيل أن كلمات عمي تلك ستصطحبني في سفراتي وفي ترحالي وفي تنقلاتي الفكرية عبر السنين…ولم أكن أتخيل بأنني انا ساقول تلك الكلمات لابن اختي الذي قدم للاستقرار في كندا…نعم ،الإنسان في حالة تجدد مستمر ،وكل إنسان لا يقبل التجدد في أفكاره وقناعاته فهو إنسان فاشل ،جامد وفارغ …أن حرية التعبير والرأي وحرية الفكر والعقلانية في التعامل مع ما يسمى النص المقدس،قادتني إلى قاعدتي وقناعاتي بأن" الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير".
كم هي صعبة علي فعلا أن أقول هذا وأنا الذي كنت مؤمنا جيداً..
كم هي صعبة علي أن أقول إن كل مؤمن بالأديان وانا كنت احدهم ،هو انسان غبي وساذج ،لأنه حالما يدخل أبواب الدراسة تسقط كل أقنعة الأديان،والاصعب أن يتغاضى الإنسان المتعلم عن الأخطاء العلمية والتاريخية والافعال اللااخلاقية في الكتب المقدسة، يتغاضى عن ترهات النص في كتابه المقدس لا وبل يفتخر بترهاته وسقطاته بينما يسخر من ترهات نصوص الآخرين..
دعونا نتكلم بصراحة قليلاً.وبدون لف ودوران ….نحن جميعاً ورثنا الدين أبا عن جد،فلو كان والداي سيخ،لنقلوا ولقنوا تعاليم وطقوس ذلك الدين إلي ولكنت اليوم في معبد السيخ أصلي وأقول "واهي كورو"حالي حال والداي وحال الجماعة…نحن وهذه حقيقة مطلقة لم نؤمن بذلك الله إلا بالوراثة ،ورثنا الإيمان من آباءنا وهم بدورهم ورثوا الإيمان من آباءهم وأجدادهم وكلما ذهب بنا الدهر بعيدا ،كلما كان الإنسان بسيطا بطبعه غير متعلم وغير مدرك للعلوم ،يتقبل كل شئ لان عقله كان يتقبل هكذا أساطير وخرافات التي كانت تعيش حوله.. فلو كان إيمان الأجداد الأولين باطلا لاي سبب من الأسباب،سواء عن الخوف من البطش،او عن مصلحة ما ،او عن نفاق ،فاننا أخذنا منهم هذا الإيمان الباطل،واخذنا منهم أيضا إيمانهم الذي جاء عن قناعاتهم،وهذا صعب جدا إذا علمنا أن معظمنا يتدين بدين الآباء ليس عن قناعة بل عن وراثة وتلقين،وحتى لو كانوا قد آمنوا عن قناعة ،فهذا لا يعني أن إيمانهم حقيقة مطلقة ،وهذا لا يعني مطلقا أن نتبع اليوم ذلك الإيمان بدون تمحيص وتدقيق وبحث ودراية ودراسة ومتابعة وسؤال،فنحن اليوم في رحلة البحث عن حقيقة الأديان التي لم نعيشها ولم نشهد أي حدث فيها, وكأننا شاهد ماشفش حاجه…
مشكلتي انا مع الأديان التي تدعي أنها سماوية، هو ليس فقط النص المقدس الذي فيه مغالطات وتناقضات ومعضلات وأخطاء لا تغتفر وهي إهانة للعقل البشري المتحضر،"الأرض مسطحة"..هذا يخالف ما درسناه في المدارس، الله خلق آدم وهو أول إنسان وعمر الإنسان على الأرض أقل من عشر الاف سنة،وهذا مخالف لما درسناه في المدارس.. الله خلق الليل والنهار قبل الشمس..هذا مخالف لما درسناه في المدارس …الجبال اوتادا ؟ منذ متى تعلمنا المدارس إن الجبال اوتادا ؟؟؟؟؟ والقائمة طويلة وطويلة جدا جدآ ،وكلها مخالفة للعقل والمنطق ولكنها ظلت مقدسة إلى يومنا هذا على الرغم من التقدم الفكري والعلمي الهائل،،فماذا يفعل الإنسان،الدين الذي تلقنه منذ الصغر وعلموه أن نصوصه نزلت من السماء ويجب أن يقدسها و إلا ؟أم العلم الذي درسه لاحقاً وهو تطور بشري يخالف ذلك النص (المقدس) ؟؟؟؟؟ أنا أجزم، عند الكثيرين…. الدين،لأنه عن طريقه يستطيعون تكفير ذنوبهم والسعي وراء ذلك المقعد في جنة فوق السماوات..هذا قطعا لن ينالوه من العلم…
أن مشكلتي الأخرى مع الأديان هي الرسائل المتناقضة المتضاربة والمشوشة،وقصص وأساطير وخرافات تسمى معجزات لا تنسجم مع العقل البشري المعاصر ولكنها وهذه ايضا يجب الإشارة إليها بعناية ،كانت متماشية مع الفهم والعقل البشري في ذلك الزمان والمكان…….ثم في الأديان أقوال وافعال نسبت إلى الله الخالق ،تهين ذاته الإلهية، فالأديان، ليست استخفاف بالعقل البشري وحسب بل استخفاف بالذات الإلهية إن وجدت..
نسبت إلى الله ،الغزوات والقتل والسبي وتوزيع الغنائم ( بعضها رشاوي ) ووطى النساء وبيع البشر..نسبت إلى الله ،تفضيله شعب على آخر وأمة على أخرى ،ودين على آخر.واختياره أنبياء عليهم مليون علامة استفهام واختياره اديان تناقض بعضها البعض وجاءت كلها في بقعة جغرافية صغيرة جدآ،جعل البشر تأكل بعضها البعض من أجل رسائله تلك، ثم شرائع سخيفة ،تهين البشر والحيوان وتفتك بطاقات وقدرات الإنسان معظمها أكل عليها الدهر وشرب ،اما المرأة !!!!
نسبت الأديان ونقلت إلى الله صفات بشرية غريبة عجيبة لا تمثل إلا تلك البيئة وكيفية تصور العقل البشري في تلك الحقبة الأمور بكل بساطة وسذاجة..أنه لا يتعدى إلا أن يكون من خيال الإنسان الواسع ….
إن الكتب المقدسة أعطت لله صفات وتصرفات واقوال غريبة عجيبة لا تتماشى إلا مع المغيبيين وكسالة الفكر ..الله يرتاح،يمشي وينفخ.ينزل ليتفقد ويتاكد بنفسه،يجلس على عرش وتحمله ملائكة .يندم على فعلته رغم انه العليم الحكيم ، يفضل قرابين اللحوم ولا أعرف لماذا يحب اللحوم!
يبعث أنبياء لا فضل لهم علينا،فمخترع التلفون افضل منهم وأكثر فائدة منهم.. يبعث نبيا ثم يتيهه في الصحراء… يتجسد هو ليغفر خطايا البشر الذي كان هو السبب فيها ثم ليصلبه شعبه المختار.. وآخر يصلي عليه هو وملائكته ثم يموت مسموماً.. ثم نراه متأسفا في قلبه،نراه متوعدا ولا يفعل، يقف ،يسمع يحزن يخشى ،يعذب ويأمر بالقتل والسلب والنكاح. الله ينسى أو يتناسى ،فينسخ آياته المحكمات،وحتى بعد هذا فقد احتار المفسرين بربهم وهم يفسرون كلامه المبين، ثم هو الآخر يقسم مثلنا نحن البشر الضعفاء، وينزل إلى أدنى المستويات وكأنه ابن الشوارع، فيشتم هذا ويلعن ويهين ذاك ،ويستخف بخلقه ،اما جنته تلك،فقد جعلها القرآن أكبر دار دعارة في الكون بل جعله قواد من الدرجة الممتازة……. رغم كل الذي قلته فأن الأديان ستستمر رغما على أنفي وأنف الذين يفكرون مثلي ،ما دام هناك القليل من الوعي والكثير من التحجر،ما دام هناك القليل من العقل والكثير من النقل،ومادام هناك القليل من الجرأة والكثير من النفاق ،ومادام هناك قليل من العقلاء والكثير من المرقعين ،وعلى فكرة، الترقيع أيضا فن.. اسألوا المرقعين وتعلموا منهم انواع الترقيع، البارد والحار منه ،وهم أي المرقعين لهم شهادات عالية في اللف والدوران وتغييب العقول …والعجيب كله بدون دليل علمي واحد…ألم أقل لكم أنه استخفاف بالعقل البشري، والكارثة أن الأديان من اختراع البشر انفسهم ليستخفوا بعقول بشر غيرهم ….
دعوني وحتى لا اطول، أختم واقول…أؤمن أنت كما شئت وبما شئت ،فهناك المئات من الأديان والمعتقدات ،وانت لست لا داخل واحد منهم..ولكن لا تجعل ايمانك هذا يسلخ انسانيتك ،ولا تجعل العاطفة الدينية تستخف بعقلك ولا تجعل دينك أداة لارعاب الآخرين..جاء إيماننا بالوراثة وهذه حقيقة مطلقة، أما عدم إيماننا فجاء بالقناعة.. ..فأيهما يحث على البحث والتدقيق وتشغيل واحترام العقل ؟؟؟؟
تحياتي..
نعم للتنوير..لا للتخدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية.. واك


.. إحالة أوراق المتهم بقــ ــتل 3 مصريين بدولة قطر لفضيلة مفتي




.. ساعة حوار | متابعة لمخرجات القمة العربية والإسلامية في الريا


.. البيان الصحفي للمملكة العربية السعودية بخصوص القمة العربية ا




.. 2-Al-araf