الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (20): ماذا تقولون عن هجرة المسلمين إلى الغرب؟

موريس صليبا

2022 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غريب أمركم أيّها المسلمون! ما أن تشعرون بالدفء والراحة والعيش الرغيد في الغرب، حتّى تغيب عن أذهانكم الأسباب التي دفعتكم إلى الهرب وهجرة بلدانكم الأصليّة واللجوء إلى بلاد الكفر والكفّار. نسيتم أو تتناسون عمدا، أنّكم أنتم أو أهلكم أو أجدادكم تتحمّلون مسؤوليّة الأوضاع المأساويّة التي حلّت في بلدانكم الأصليّة وتأجيجها بسبب معتقداتكم.
تواجه فرنسا لأوّل مرّة في تاريخها هذه الهجرة التي تهدّد، دون أي اعتبار، عاداتها وتقاليدها وتراثها، وحياة شعبها الذي فتح لكم الأبواب واستضافتكم. فتحوّلت هجرتكم إلى سلوك عدائي نحو هذا الشعب، وأخذ يزداد يوما بعد يوم، فتبتعدون عن أيّ اندماج أو تكيّف مع البيئة الجديدة التي حضنتكم.
يتصرّف المهاجرون بشكل استفزازيّ وبغيض، كجماعة خارجة عن القانون، يحوّلون الأحياء أو الحارات التي يسكنون فيها إلى مناطق عصيّة على القوانين المحلّيّة، وإلى أسواق للمخدّرات، يبتزّون السكّان بالتهديد والعنف، يغتصبون النساء في وسائل النقل العام أو في الأقبية أو الكهوف، يشتمون الناس ذي العرق الأبيض، يهدّدونهم بالموت، وفي حالات عديدة، لا يتردّدون عن قتلهم لمجرّد نظرة لم تعجبهم، أو إذا ما رفضوا إعطاءهم سيجارة، أو لأيّ سبب آخر. نعم مع هجرة المسلمين إلى الغرب زادت مطالبهم في كلّ المجالات، دون أيّ احترام للبلد المضيف. وعندما لا تلبّى هذه المطالب، يصفون مستضيفهم بالعنصريّة.
الغربيّون الذين يستضيفونكم، يوفّرون لكم ظروف جيّدة للتمتّع بحياة أفضل وبثقافة بنّاءة ومنتجة، وبكل التسهيلات التي ابتدعوها. تسافرون بالطائرات التي أنتجتها عبقريتهم. تستفيدون من اكتشافاتهم العلميّة التي تسمح لكم بالاستشفاء كي تعيشوا سنين أطول وبصحّة أفضل. وللأسف، أنتم تستخدمون وسائل الاتّصال التي ابتدعوها نتيجة جهودهم الفكريّة وطاقاتهم الخلاّقة، كي تضخّوا عبرها سموم إسلامكم المدمّر وتلويث العالم بهمجيّته. ودون أيّ خجل، تواظبون بنفس العقليّة الإسلاميّة القائمة على الكذب والنفاق، على التبجّح بأنّكم "خير أمّة أخرجها للناس إله القرآن"!
من يّصدّقكم؟
ما هذه الدناءة وما هذا الجنون الفوقيّ الذي يستعمر عقولكم؟
بسبب سؤ نواياكم، تمارسون فنّ الاحتيال والكذب والنفاق أملا بإطالة أمدكم، تماما كما فعل أجدادكم منذ أربعة عشر قرنا، مستنكرين حقيقة الواقع ومستخدمين شعاراتكم السحريّة الوهميّة مثل: "قال الله ... قال النبيّ.."ماذا فعل لكم هذا الإله؟ متى دعوتموه فاستجاب لكم؟
كفى، هذه التأكيدات والتبجّحات الواهية المبنيّة على الرمال. فهي غير قابلة على الصمود! كفى متطلبات دائمة! كفى، قلّة احترام لمن يستضيفكم. لقد بدأ هؤلاء بعضّ أصابعهم ندما على أخطائهم. فما عادوا يتحمّلونكم ولا يقبلون ما تزرعون من فوضى على أراضيهم وتلويثها بكراهيتكم القرآنيّة حيثما حللتم، علما أن لا ضوابط إنسانيّة ولا أخلاقيّة في الإسلام!
في الواقع، لا ترون في البلد المضيف إلاّ حقّا واحدا، وتعتبرونه أمرا مشروعا، وهو الاستفادة من المساعدات الاجتماعية التي يوفّرها لكم الغرب اللاواعي الغبيّ، هذا السمسم الذي يحميكم من الجوع. وبالرغم من كلّ ذلك، لا تعرفون جميل من يسدّ رمق جوعكم. فتنسون لا بل تحتقرون الواجبات التي يفرضها عليكم خياركم، الهادف في الأصل إلى التمتّع بالأمن، وبحياة جديدة من الحريّة، وبوثائق هوية جديدة. وهذا حلم الكثيرين من المسلمين الذين ما زالوا يرزحون تحت ظلاميّة إسلامكم.
واليوم ترون، مثلما نرى نحن أيضا، عددا كبيرا منهم يخاطر في حياته أملا بالخلاص من جحيم الإسلام وبالتمتّع بنفس الحظّ الذي تتمتّعون أنتم به في أرض الكفّار. تذكّروا أسباب هربكم! تذكّروا لماذا لجأ آباؤكم إلى أرض الكفر! لماذا هربتم من بلدانكم الجميلة حيث تقرّر شريعة إله القرآن العديمة الإنسانيّة كلّ شيء وتتحكّم بكل شيء في حياتكم... نسيتم هذا الإله الصنم المسيطر ككابوس مرعب على عقولكم. نسيتم أنّه أخطر عدوّ على حياتكم وحياة أولادكم.
احترام الإنسان والثقة به لا يأتيان من لا شيء. عليه أن يستحقّهما بسلوكه وأخلاقه وإنسانيّته. لا يستطيع كسبهما مسبقا بفعل معتقدات دينيّة، خاصّة إذا كانت مثل معتقدات الإسلام،غبيّة، مذلّة،لا تنبت إلاّ الشرّ والإرهاب.
في عام 1955، وقبل إقرار التجمّع العائليّ الذي سمح بهجرة جماعيّة من المغاربة إلى الغرب، ما كان أحد يشاهد جحافل النهّابين يوقفون القطارات ويسلبون الركّاب بالقوّة. ما كان أحد يرى الفتن الشعبيّة وأعمال الشغب في ضواحي المدن الأوروبيّة، ولا الاعتداءات على باصات السيّاح وسلب حقائبهم في وسط باريس. ما كان أحد يشاهد جماهير المصلّين المسلمين يغلقون الطرقات والشوارع العامّة لإقامة الصلاة التي تكفّر بمضمونها أهل البلد المضيف. ما كان أحد يسمع عن حرق أكثر من خمسة وأربعين ألف سيّارة كل سنة. ما كانت السجون تضمّ أكثريّة ساحقة من المسلمين المهاجرين. ما كان أحد يشاهد شباب المهاجرين المسلمين يحرقون علم فرنسا ويستقبحون بالصفير النشيد الوطنيّ الفرنسيّ "لا مرساياذ". ما كان أحد يشاهد نقطة مراقبة للشرطة تتحوّل إلى فتنة وحالة من الشغب. ما كان أحد يرى دعاة دينيّين يبشّرون بأسبقيّة الشريعة الإسلاميّة على قوانين الجمهوريّة.
في عام 1955، كان بامكان شرطيّان توقيف شاب يتاجر بالمخدّرات في ضواحي المدن الفرنسيّة دون مشكلة. امّا اليوم، فلا بدّ من تجييش أكثر من مائتي شرطي مجهّزين بالأعتدة الحديثة في سبيل المغامرة والدخول إلى أحياء المهاجرين المسلمين من مغاربة وأفارقة.
في عام 1955، ما كان أحد يسمع عن اغتصابات جماعيّة، وعبارة "مداورة" كانت غريبة جدّا عن قاموس الأحداث المتفرّقة.
في عام 1955، كان تطبيق القانون والنظام أمرا عاديّا في المدارس، كما كان العنف الدينيّ الإسلاميّ الفتّاك غائبا تماما.
في عام 1955، ما كان أحد يشعر بانعدام الأمن، كما كانت البنات والسيّدات يتجوّلن ولا يخفن من الخروج بمفردهنّ والنزهة في الشوارع.
أيّها المسلمون، منذ وصولكم زرافات زرافات إلى الغرب، وإلى فرنسا بنوع خاصّ، ارتفعت نسبة الأعمال المخلّة بالأدب، والانحرافات، والجرائم، وانتهاكات القوانين إلى أكثر من سبعة أضعاف. وهذا هو الحال في كلّ بلدان الغرب حيث تحاولون فرض وجودكم. إن المجتمع الفرنسيّ لم يكن أبدا عنيفا وبحالة من الاستياء كما هو اليوم. حتى وإن كان هذا الواقع مزعجا ومكروها، إلاّ أن ّ الوقت قد حان لمواجهته وكي تفهموا أنّكم أوّل المسؤولين عن تردّي الأحوال وعن ازدياد كراهيّة الغرب لكم.
أنتم تنسون أنّ الهجرة إلى الغرب ليست حقّا مكتسبا بل امتيازا يُعطى. فأنتم طلاّب الهجرة، وعليكم أن تحترموا وتتكيّفوا مع قيم البلد الذي يستضيفكم، مع علمانيّته، ومع قوانينه. لقد حالف بعضكم الحظّ بالهجرة والوصول إلى بلدان آمنة تحتضنكم، فلماذا تحاولون إذا فرض معتقداتكم الهمجيّة فيها ومساوئ إيديولوجيّتكم التي لا يرغب بها أحد.
إنّ الشباب المسلم المولود في الغرب والذين يعطون أسماء كمحمّد، وأوساما، وخديجة، وفاطمة، دلالة على رفض قيم البلد المضيف، فهل سيتمكّنون من التكيّف والاندماج في بلدهم الجديد في ظلّ هذا التحفّظ والحذر الناتج عمّا توحي إليه هذه الأسماء؟
أذكّركم بما اعترف به الباحث المصريّ، علي عبد العال، في تلفزيون "الميادين" في لبنان: "إنّ 80 % من المسلمين والبالغ عددهم حوالي خمسون مليون في أوروبا، يرفضون العمل." وقد علّق في تحقيقه على مشاكل ضعف مساهمة المسلمين في تقدّم المجتمعات الغربيّة حيث يقيمون، رغم استفادتهم من المساعدات العديدة والأنظمة الاجتماعيّة القائمة في كلّ بلد. كما تطرّق أيضا إلى النسبة العالية من الإجرام في أوساط الجاليات الإسلاميّة، وكذلك إلى النسبة العالية من الغشّ والاحتيال طمعا بالحصول على الإعانات الاجتماعيّة. "يصل المسلمون إلى الغرب كلاجئين أو خفية. لا يقدّمون أيّة خدمة للمجتمعات التي تستضيفهم، بل العكس، يسهمون في إفقارها ويتحوّلون إلى عامل تهديد لأمنها واستقرارها المالي. فالمساعدات الاجتماعيّة التي يقدّمها الإتّحاد الأوروبيّ إلى هؤلاء العاطلين عن العمل تتساوى مع مستوى دخل العاملين الوطنيّين المنتجين والمساهمين في تنمية ثروة بلادهم. هذا الرفاه المُوفّر لغير المنتجين، يشكّل عبئا على الموازنات الأوروبيّة، وكذلك جاذبا قويّا لكثير من المهاجرين إلى أوروبا. إذا كان الحدّ الأدنى المطلوب للعيش في أوروبا يصل إلى عشرين ألف دولار سنويّا، وإذا كان هناك أربعون مليون من المسلمين يعتاشون من المساعدات الاجتماعيّة، فإنّ الكلفة تصبح باهظة للغاية، إذ تصل أقلّه إلى 800 مليار دولار سنويّا. وهذا المبلغ يتضاعف إذا أضفنا إليه المهاجرين الآخرين غير الأوروبيّين الذين يعيشون أيضا من المساعدات الاجتماعيّة، وكذلك الأكلاف التي تسبّبها كلفة الإجرام وأعمال الشغب التي يمارسها بنوع خاص المسلمون أو أبناؤهم أو أحفادهم. إذا كانت هذه المبالغ الضخمة ليست وحدها سبب إفقار مباشر لأوروبا، غير أنّها تسهم إلى حدّ كبير في إرهاقها. لذلك يُجمع رجال السياسة على القول إنّ هذا النظام الليّن والمتسامح لن يدوم طويلا، حتّى وإن اعتمد على مبادئ إنسانيّة. ولكن ليس لدى أيّ إنسان خطّة سحريّة من شأنها المساعدة في وقف هذه الهجرة الجماعيّة المضرّة."
فأنتم أيّها المسلمون الذين يعيشون في الغرب في بلدان حرّة، عليكم كل صباح، - عندما تلطمون جباهكم على الأرض أثناء ركعاتكم للابتهال أمام إله لا أحد يستطيع إثبات وجوده – أن تشكروا البلد الذي استضافكم وتدركوا قيمة الحظّ الذي أنقذكم من العيش في ظلّ قوانين الشريعة الإسلاميّة العديمة الإنسانيّة.
ختاما، أذكّر بقول المؤرخ "هنري بيران": "تعود مأساة المسلمين إلى عدم قدرتهم على التأقلم مع الآخرين بسبب ديانتهم."

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي