الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (21): هل سمعتم بمبدأ -المعاملة بالمثل-؟

موريس صليبا

2022 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيّها المسلمونظ
تفرض دولكم الجميلة التي تهربون منها، على غير المسلمين، وبشكل صارم، احترام قوانين الإسلام وشرائعه. بالمقابل، عندما تعيشون أنتم في دول الغرب، لا تتردّدون أبدا عن انتقاد ورفض البلد الذي يستضيفكم، فتحاولون بكل الوسائل فرض عاداتكم وتقاليدكم فيه.
أنتم الذين لا تتوقّفون عن التذمّر والمطالبة دون احترام بما تعتبرونه حقّا من حقوقكم، كيف ستتصرّفون لو طبّق عليكم الغرب، في إطار "المعاملة بالمثل"، القوانين والأنظمة الشرسة، الظالمة، والعديمة الإنسانيّة غالبا، والإجراميّة، تلك التي يفرضها الإسلام على غير المسلمين الذين يعيشون على أراضيهم التي احتلّها هذا الإسلام واستعمرها، واستملكها بالقوّة، ولسوء حظّهم، ما زالت أقليّة منهم تسكن فيها؟ ولكن إلى متى؟
أنتم تعرفون جيّدا كم تعاني هذه الأقليّات من الإذلال وسؤ المعاملة والظلم، وانعدام الأمن، والحظر المفروض عليهم في بناء بيوت العبادة لهم، والتمييز الاجتماعي في كلّ الميادين.
ماذا ستقولون، لو قرّرت الحكومات الغربيّة، عندما يضطرها الغضب وتلجأ إلى العدل والمعاملة بالمثل، أن تطبّق على المسلمين يوميّا نفس التدابير المؤلمة المطبّقة على المسيحيّين في أرض الإسلام والذين يصفهم بـ"الكلاب" قرآنُكم وإلهُكم الملقّب خطأ بـ"الرحمن الرحيم"، وينعت اليهود بـ"أحفاد القردة والخنازير". كما يدعو إلى اضطهاد غير المسلمين ويمنعهم من ممارسة معتقداتهم.
إضافة إلى ذلك، تتعرّض من حين إلى آخر مدافنهم ودور عبادتهم إلى التدنيس والتخريب والتدمير من قبلكم.
ولا ننسى ما يتعرّض له أيضا الهاربون من الإسلام أو المرتدّون عنه الذين تخلّوا نهائيا عن تعاليم البدويّ راعي الجمال الذي يزعم بأنّه نبيّ مرسل. ومن بينهم أناس يختارون بملء إرادتهم وقناعاتهم ديانة أخرى رغم خطر القتل أو الاغتيال الذي يداهمهم في كلّ لحظة من قبل أيّ مسلم يشعر بأنّه ملزم شرعا بتنفيذ كلام البدوي وراعي الجمال محمّد أو بالأحرى "قثم عبد اللات" الذي قال: "من بدّل دينه أقتلوه."
*
ماذا يمكن حدوثه في الغرب وفي العالم الإسلامي، لو استُبدلت أو أضيفت كلمة واحدة في بعض آيات القرآن. مثلا الآية 61 من السورة 33 والتي تقول عن المنافقين: "ملعونونَ أينما ثُقِفوا اُخِذوا وقُتِلوا تقتيلاً"
وإذا حوّرناها وقلنا "المسلمون ملعونونَ أينما ثُقِفوا اُخِذوا وقُتِلوا تقتيلاً"
أو الاية 5 من السورة 9:
"فإذا انسلخ الأشهرُ الحُرُمُ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم إنّ الله غفور رحيم"
وإذا استبدلنا كلمة (المشركين) بكلمة (المسلمين)في هذه الآية وأصبحت:
"فإذا انسلخ الأشهرُ الحُرُمُ فاقتلوا المسلمين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم إنّ الله غفور رحيم"
أو الآية 23 من السورة 9:
"يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا آباءكم وإخوتكم أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان ومن يتولّهم منكم فأولئك هم الظالمون"
وإذا استبدلت بما يلي:
"يا أيّها الذين ما عادوا يؤمنون، لا تتّخذوا آباءكم وإخوتكم أولياء إن فضّلوا الإسلام على العلمانيّة. ومن يتولّهم منكم فأولئك هم الظالمون"
*
ونأخذ مثل آخر، الآية 191 من السورة 2:
"أقتلوهم (أي المشركين) حيث ثقفموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشدّ من القتل..."
وإذا استبدلناها بما يلي:
"أقتلوا المسلمين حيث ثقفموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم والإسلام أشدّ من القتل..."
*
وإذا بدّلنا كلّ القرآن بهذه الطريقة، فهل يمكنكم عندئذ اعتباره كتابا مقدّسا كما يحاولون إقناعكم به؟
في هذه الحال، هل سيبدو لكم إله القرآن (الله) دائما (أكبر)؟ ألن تكونوا أوّل من يصرخ ضدّ هذا التمييز العنصريّ، ويستنكر، ويطالب، بطريقتكم الهمجيّة المألوفة، بحذف سريع لكل هذه الآيات من مثل هكذا قرآن؟
ماذا تقولون عن المسلمين المقيمين في الغرب والمستفيدين من كلّ الإعانات الاجتماعيّة والحقوق مثل كل المواطنين من أصل غربيّ. فهؤلاء لا نراهم يوما يتظاهرون أو يوجّهون أي انتقاد، أو يمارسون أيّ ضغط على بلدانهم الأصليّة، بهدف وقف المعاملات السيئة والدنيئة التي تمارسها بحقّ غير المسلمين فيها – وبنوع خاصّ بحقّ المسيحيّين – الذين، رغم اندماجهم في أوطانهم، يعاملون بطرق تعسّفيّة وتمييزية كطبقة دونيّة من البشر؟
فأنتم لا تتوقّفون عن التذمّر والتشكّي من عنصريّة الذين استضافوكم، ألا تخجلوا من هذه الممارسات والمعاملات التي تثير الغيظ والاستياء والغضب؟
هل تتصوّرون كيف ستتصرّف بلدانكم الجميلة الإسلاميّة التي هربتم منها، لو تجرّأ إنسان واحد غير مسلم فيها وطالب بالنذر اليسير جدّا من المطالب التي تطالبون بها في الغرب كحقّ شرعيّ لكم؟ حتما ودون أيّ شكّ، سيكون مصيره السجن حالا، إن لم يكن التصفية الجسديّة.
هل تعتقدون أنّ بلدانكم الجميلة الإسلاميّة منفتحة على مجتمع متعدد الحضارات كما تطالبون به في الغرب وكأنّه حقّ واجب لكم؟
هل تعتقدون أنّ بلدانكم الجميلة الإسلاميّة ستسمح لغير المسلمين فيها بتربية الخنازير على أراضيها؟
هل تعتقدون أنّ قوّات حفظ الأمن فيها ستتحمّل الإهانات الموجّهة لها دون أي حراك، حتّى من قبل فئات دخلت إلى أراضيها خلسة ودون أيّ مبرّر قانونيّ؟
هل تعتقدون أنّ بلدانكم الجميلة الإسلاميّة ستقبل بتلبية مطالب حقوق غير المسلمين دون التركيز على الواجبات المفروضة عليهم، كما يفعل المهاجرون المسلمون في الغرب؟
وإذا لم تبادر حكومات بلدانكم الإسلاميّة الجميلة إلى تلبية المطالب سريعا، هل تتصوّرون أنّ غير المسلمين أو الأجانب المقيمين على أراضيها سيلجأون إلى رشق المباني العامّة بالحجارة وحرق السيارات كما تفعلون أنتم أو أولادكم في مدن الغرب؟
هل تعتقدون إذا لم تبادر بلدانكم الجميلة الإسلاميّة إلى بناء الكنائس سريعا لغير المسلمين، سيلجأ هؤلاء إلى تخريب المساجد فيها؟
كما تعرفون، إنّ إسلامكم المتعالي والذهنيّة المتخلّفة التي بذرها في عقولكم وعقّمها، لا يسمح لكم بفهم وقبول معنى مبدأ "المعاملة بالمثل". هذا المبدآ غريب عنكم، لا ينسجم إطلاقا مع قرآنكم، ولا مع إسلامكم، ولا مع مطلب الاحترام الذي تنادون به، ولا تتحمّلون أبعاده إلاّ عندما يتوافق مع اتجاه واحد يصبّ فقط في مصلحتكم. عليكم أن تدركوا أنّ الإسراف أو التطرّف من شأنه أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب لغير صالحكم في دول الغرب.
الشريعة الإسلامية التي تطالبون بتطبيقها في الدول المضيفة لكم، تمثّل كلّ شيء ما عدا العدالة والإنسانيّة. إنّها أسوأ من كلّ شيء، كما يثبت ذلك بعض الأمثلة، نذكر منها ما حدث في السعوديّة، مهد الإسلام. هناك داعية مشهور جدّا على التلفزيون السعوديّ، طالب بالحجاب الكامل حتّى للرضّع من الإناث. عذّب ابنته البالغة من العمر خمس سنوات، بحجّة تشكيك في عذريّتها، ثمّ اغتصبها، وأخيرا أحرقها حيّة. توفيّت تلك المخلوقة البريئة في 22 اكتوبر 2012، بالرغم من معالجتها في قسم العناية الخاصّة مدّة عشرة أشهر، وذلك بحكم الرواسب الأليمة التي سبّبها لها هذا الأب الداعية الإسلاميّ المجنون والمختلّ عقليّا "فَيحان الغامدي". لم يمكث هذا المسخ الذي أنتجه الإسلام وقرآنه، إلاّ أربعة أشهر في السجن. خرج منه حرّا بعد أن دفع غرامة نقديّة 000 400 ريال، أي 40000 يورو تقريبا. وكان على هذا المجرم السفّاح أن بدفع مبلغا مضاعفا لو كانت الضحيّة ذكرا. يا للعار! القانون الإسلامي، أو بالأحرى شريعة محمّد تقضي بأن لا يدفع الرجل الذي يقتل زوجته وأولاده إلا ثمن الدم. عاش العدل، عفوا عاش الظلم والقهر في الإسلام! عاشت الشريعة العديمة الإنسانيّة الظالمة الحقيرة التي يرغب، بسبب ضلالهم وجهلهم وتخلّفهم، عدد كبير من المسلمين تطبيقها حيثما حلّوا في العالم.
*
نعم، الإسلام لا يتوافق إطلاقا مع قيم وقوانين الدول الغربيّة، لأنّه يعجز عن احترام حرّيّة الفكر وحرّيّة الضمير وتقبّل الديموقراطيّة، كما يرفض أصلا أيّ مفهوم للحرّيّة وكل كلمة تشير إليها أو تعبّر عنها.
لماذا، ما أن تشعرون بالراحة والعيش الرغيد في الغرب، حتّى تبدأون البحث عن كيفيّة إعادة إنتاج ذات الأخطاء المسؤولة عن هربكم من بلدانكم الإسلاميّة الجميلة؟
لماذا، ما أن تسمح لكم الظروف في تأمين راحتكم واستقراركم وإبعاد الجوع عنكم، حتّى تبحثون عن كلّ الوسائل لفرض معاييركم القرآنيّة السخيفة والهدّامة، وإطلاق كراهيتكم وشيطنة الغرب الذي آواكم واستضافكم وأنقذكم من البؤس؟
حتّى أمام الواقع القائم، تثابرون، دون خجل أو حياء، على إطلاق شعاركم الفارغ المزيّف: "الإسلام هو الحلّ المعجزة لكلّ مشاكل الإنسانيّة".
متى ستفهمون وتدركون أنّ الإسلام هو المسؤول الأوّل والأخير عن أوضاعكم التعيسة الفاسدة في كلّ بلد من بلدانكم الإسلاميّة، التي هربتم منها أنتم وأهلكم وأجدادكم؟
هل تفضّلون نكران هذا الواقع خوفا من مواجهة الحقيقة الجارحة والصادمة؟
فبدلا من أن تتكيّفوا وتندمجوا في مجتماعتكم الجديدة، تطالبون بتقوية هذا الإسلام الميؤوس منه الذي عزلكم عن العالم، وسبّب لكم الشقاء والمصائب وما زال.
ما هذا الجنون الوقح الذي يدفعكم إلى نكران هذا الواقع البديهيّ؟
هل توصّل الإسلام إلى هذا الحدّ في تضليلكم وإعماء بصائركم، حتّى لم يعد بوسعكم التمييز بين الخير والشرّ، بين الواقع والوهم؟
تظنّون أنّكم الأعلون، أي المتفوّقون على غير المسلمين، كما يعلّمكم ويؤكّد لكم ذلك قرآنكم المضلّ والمضلّل؟ استيقظوا من سباتكم، وانتفضوا على حالتكم وعلى غروركم وضلالكم!
أنتم الذين لا تتوقّفون عن اتّهام الغربيّين بالمستعمرين، ألم يحن الوقت لكم كي تفهموا أنّ المسلمين العرب الذين ما عادوا يعيشون في شبه الجزيرة العربيّة، بل في المناطق التي احتلّوها وسيطروا عليها باسم الإسلام، هم أوّل المستعمرين. لا تنسوا ذلك! اسألوا ضمائركم وراجعوا تاريخكم. إذا كنتم في شكّ من ذلك، اسألوا أهل البلدان التي أخضعتموها بالقوّة والدمّ، وسيقولون لكم حقيقة من هم أوّل المستعمرين لها؟
ثمّ من هم العنصريّون الحقيقيّون في الغرب؟
أنتم المسلمون الذين تريدون فرض شريعتكم على الذين استضافوكم، بينما لم تكونوا قادرين على تغيير أمر زهيد في بلدانكم الجميلة التي هجرتموها والتي هي، وبدون استثناء، بأشد الحاجة إلى تغيير وتطوير.
العنصريّ هو الذي يعتقد أنّه أفضل من غيره ومتفوّق على الذي لا يشبهه من حيث الأصل والانتماء.
لا تحاولوا قلب الأدوار! ألقوا في سلّة المهملات أحجبتكم، وأنقبتكم، وقمصانكم، وكلّ أقنعتكم المتخلّفة، السخيفة، المثيرة للسخريّة، والتي تشكّل سمات مرئيّة لعنصريّتكم العقائديّة. أنسوا مطاليبكم وعاداتكم البدائيّة المذلّة. عيشوا في انسجام وبتفاعل مع عصركم. احترموا على الأقلّ من اخترتم العيش على أرضهم!
على كلّ طالب هجرة إلى أرض الحريّة، إلى أيّ بلد ديمقراطيّ وعلمانيّ، أن يوقّع تعهّدا يلتزم بموجبه احترام قوانينه وعاداته وقيمه. وفي حال المخالفة، يتعرّض لعقوبة الطرد بشكل واضح وبسيط ومباشر. هذا ما نأمل تطبيقه.

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53