الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (22): ماذا تعرفون عن أحوال العالم الإسلامي؟

موريس صليبا

2022 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيّها المسلمون
بمن تستهزئون عندما تثيرون موضوع الأخلاق أو تتبجّحون بالآداب في الإسلام؟
ابدأوا بتحليل وتقييم الأحوال الكارثيّة التي تتحكّم بالعالم الإسلاميّ وخاصّة بالبلدان العربيّة الإسلاميّة التي هي مهد الإسلام. ألا يكفيكم الإطّلاع والحكم على التقارير الخاصّة بدول "منظّمة العالم الإسلاميّ"، كي تستنتجوا بأنفسكم أنها ترزح في المستويات الدنيا؟ لقد كان الإسلام دوما عنصر خراب وتخلّف منظّم للشعوب التي استعمرها وأخضعها لنفوذه، وعامل كبت وقهر وتدمير لها. شكّل سدّا منيعا لخنق حريّاتها، وأفشل كلّ مبادرة خلاّقة انطلقت منها، وتحوّل إلى مخدّر كارثي أدخلها في حالة من السبات العميق المزمن.
كيف يمكنكم الاعتقاد بأنّ الإسلام قادر على إنقاذ البشريّة، بينما تشير كل المعطيات والوقائع الحسّيّة إلى العكس تماما، كما تدفع بالإنسانيّة إلى الحذر الشديد والدائم منها. لماذا؟ لأنّ هناك 57 دولة إسلاميّة أعضاء في هذه المنظّمة، تتحكّم بها أنظمة ديكتاتوريّة، و57 دولة متخلّفة في وضع إنسانيّ واقتصاديّ يُرثى له. تنعدم فيها الحريّات، والمساواة. ويغيب عنها أيّ أمل بتطوّر ممكن، وذلك بسبب الإسلام المتحجّر بمعتقداته القرآنيّة الفوقيّة.
في هذه الدول، تفتك عقيدتكم التوتاليتاريّة فتكا ذريعا في كلّ الميادين. تُساء معاملة المسلمين. يُقتل غالبا ودوريّا، أو يُذبح أحيانا غير المسلمين، خاصّة المسيحيّون، باسم إلهكم (الله). فغير المسلمين الذين تعتبرونهم، منذ أربعة عشر قرنا، كمواطنين من درجة ثانية أو سفلى، وترفضون منحهم أيّة مساواة بالحقوق والواجبات، تنسون أنّ أجدادهم كانوا أسياد بلدانكم قبل مجيء الإسلام.
تخلّفت كلّ هذه البلدان وتقهقرت بسبب الإسلام. لا تنسوا أنّ من بينكم أناس هربوا من هذه الدول، أو يحلمون ويأملون بالهرب منها، متى تسنّت لهم الفرصة، حتّى وإن اضطروا إلى المخاطرة بحياتهم. لماذا؟ لأنّ الإسلام يفرض عليهم حياة عديمة الإنسانيّة. وهذا أيضا مؤشّر صادم يكشف لكم فشل هذا المعتقد الذي لا يعطي ولن يستطيع أبدا إعطاء أيّة صورة إيجابيّة عنه في أيّ مجال كان.
ماذا نرى حيثما نوجّه الأنظار في العالم الإسلاميّ؟ من تمبوكتو في مالي، وحتّى تدمُر وباقي المدن السوريّة، مرورا بجاكارتا، ووادي باميان في أفغانستان، والسعوديّة، والموصِل، وباقي الأماكن الأثريّة التاريخيّة العريقة في العراق وسوريّا، ماذا يفعل فيها المسلمون المتعصّبون، أبناء جلدتكم وإخوتكم في الدين، غير الذبح والقتل وتدمير التراث الحضاريّ والدينيّ للإنسانيّة، انسجاما مع تعاليم قرآنكم "الكريم"؟
أمام هذا الدمار للتراث الإنسانيّ، لا يحرّك أحد منكم ساكنا. إضافة إلى ذلك، لا نشهد في الـدول الأعضاء في "منظّمة العالم الإسلاميّ" إلاّ الإحباط والبؤس والقنوط والكراهيّة والقتل والانغلاق على الذات والتعصّب الأعمى وعدم التسامح والحروب الطائفيّة وحروب الإبادة والفقر والجهل وعصابات المجانين التي اختارت العودة إلى الطبيعة الهمجيّة في ظلّ شريعة الغاب والوحوش المفترسة. ولا ننسى العصابات التي تعذّب، وتبتر، وتمثّل، وترهب، وتقتل باسم إلهكم (الذي تصفونه بالرحمن الرحيم)، يفظّعون بالبشر بأشرس الطرق. لا يجمع بين كلّ هؤلاء مخرج مشترك واحد، غير الإسلام القائم على قرآن المسلمين، والجهاد "المقدّس"، والشريعة الإسلاميّة العديمة الإنسانيّة.
تتناقل وكالات الأنباء والفضائيات ووسائل الإعلام كلّ يوم جرائم المسلمين في العالم أجمع، وتضيفها إلى موسوعة البربريّات القائمة، مشكّلة براهين حسيّة وإثباتات لا ريب فيها، مسجّلة بالصوت والصورة شهادات وحقائق تثبت أنّ الإسلام يشكّل كارثة للإنسانيّة ولكم بنوع خاصّ. تكشف أيضا أنّ هذا الدين تحوّل إلى مرض عقليّ جماعيّ يدفع بالبشر نحو الغرائز الأكثر سفالة، نحو خمول لا مثيل له، نحو العدم. وهكذا، أيّها المسلمون، يذلّكم الإسلام ويحطّم إنسانيتكم. فمتى ستستيقظون وتنتفضون للتعبير عن سخطكم واستيائكم من هذه الأوضاع المذرية!
إليكم ما كتبه أحد أبناء جلدتكم:
"بمجرد أن تتفتّح عينيك في بلاد الإسلام، ترى أنّ هناك لعنة ماحقة نزلت عليك من السماء، وأنّ غضب الله قد حلّ عليك إلى أبد الآبدين، ودخلت في دوامة وإشكالية لا خروج منها. فبلاد الإسلام والعربان هي الوحيدة في عالم اليوم التي يحكمها الفقر والقهر والاستبداد والجهل والذلّ والقمع والدم وامتهان كرامة الإنسان واستباحة خصوصيّاته وازدراؤه وشطبه من معادلة الوجود واعتباره مجرد رقم في قطيع راكع خانع طائع أمام وليّ وجبروت وليّ الأمر الحاكم بأمر الله ووكيله، وحاملا مفاتيح جنّاته." هذا ما كتبه الصحفيّ والمفكّر نضال نعيسة، في مقال عنوانه "هل كان الإسلام نعمة أم نقمة"، نُشر في موقع "الحوار المتمدّن" الإلكترونيّ، عدد 3293، بتاريخ 7 يناير 2011.

مجالات تفوّق المسلمين

إليكم قائمة غير كاملة عن مجالات "التفوّق" التي تميّزت فيها عقيدتكم والتي تتحمّلون أنتم بالتالي أوزارها:
• المملكة المغربيّة، بلد محافظ ومتزمّت دينيّا، أوّل منتج للقنّب الهندي، أي مخدّر حشيشة الكيف.
• أفغانستان، البلد الأكثر تشدّدا ومحافظة من حيث التمسّك بالشريعة الإسلاميّة، هو أوّل بلد منتج في العالم لمخدّر الخشخاش.
• تتبوأ البلدان الإسلاميّة المرتبة الأولى بين بلدان العالم في مجال اغتصاب الأطفال، وفي مقدّمتها اليمن، وبنوع خاصّ المملكة العربيّة السعوديّة، أرض الإسلام المقدّسة.
• تنفرد البلدان الإسلاميّة بين بلدان العالم في مجال معاقبة المواطنين بالضرب حتّى الموت، إذا مارسوا حريّة التفكير والتعبير، وذلك على مختلف المستويات.
• تحظى البلدان الإسلاميّة بالمرتبة الأولى في العالم في مجال تجريم المواطنين المثليّين. إذا لم تُنفّذ بهم عقوبة الإعدام، يُضطهدون ويلقون بالسجون طويلا، بينما يدلّ واقع الحال على مدى تكاثر العلاقات الجنسيّة بين الرجال في هذه الدول.
• تحظى البلدان الإسلاميّة بالمرتبة الأولى في العالم في مجال استيراد الدمى المنفوخة، من صنع الصين، وفي مقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة.
• تحظى البلدان الإسلاميّة بالمرتبة الأولى في العالم في مجالات أخرى: عدم التسامح الدينيّ، انتهاك حقوق الإنسان، خاصّة حقوق النساء، العنف الممارس ضد النساء، (وفي مقدّمتها باكستان، وأفغانستان، والمملكة العربيّة السعوديّة، وإيران، و"دولة داعش")، التقاتل والتحارب الداخلي الدائم منذ أربعة عشر قرنا، بين السنّة والشيعة، الفساد المستشري على كلّ الأصعدة، تصدير الإرهاب والإرهابيّين، كثرة أطفال الشوارع (وفي مقدّمتها مصر والسودان والمغرب وموريتانيا، إلخ)، بناء المساجد بدلا من المدارس والمستشفيات، اللامساواة، والمظالم، والشراسة، والبؤس، والتخلّف، استيراد وشراء الأسلحة، التفرّد بنظام الاوليغارشيّة والاستبداد، ختان الإناث (وفي مقدّمتها مالي، والسنغال، والسودان، ومصر، وشمال نيجيريا)، تخصيص أقلّ نسبة من دخلها للتربية والعدل والصحّة، الاسترقاق والاستعباد (وفي مقدّمتها إمارة قطر، والمملكة العربيّة السعوديّة، والسودان، وموريتانيا)، العنصريّة ومعاداة السّاميّة ، نسبة الأميّة، جرائم الشرف (وفي مقدّمتها تركيّا، أفغانستان، باكستان، المملكة العربيّة السعوديّة، الأردّن، فلسطين...)، تشغيل الأولاد واستغلالهم (خاصّة في تركيّا وباكستان ومصر)، معاقبة النساء بالرجم (إيران والمملكة العربيّة السعوديّة)، حظر الردّة عن الإسلام ومعاقبة المرتدّ بالموت، العنصريّة ضد الشعوب من العرق الأسود (وفي مقدّمتها الجزائر ودول عربيّة إسلاميّة أخرى ما زالت تعتبر الأفارقة، عبيدهم السابقين، كمسلمين من الدرجة الثانية).
• احتلّ السودان، هذا البلد العريق في إسلامه، المرتبة الأولى في مجال الإبادة الجماعيّة. كم يحتلّ مع باكستان المرتبة الأولى في مجال وفيّات الأطفال.
• تحظى تركيا بالمرتبة الأولى في مجال الأحكام الصادرة ضدّها من قبل محكمة العدل الأوروبيّة، وقد بلغت نسبة 50% من مجموع الأحكام الصادرة عن هذه المحكمة.
• لا يُذكر أيّ بلد مسلم بين المائة دولة في العالم في التقرير السنويّ عن المساواة بين الأجناس، بين المرأة والرجل، والذي يصدر عن "المنتدى الاقتصاديّ العالميّ".
إذا قيس مستوى تطوّر مجتمع ما بالاعتبار الذي يوفّره للمرأة، عندئذ سنجد البلدان الإسلاميّة في أسفل القائمة، كما هو الحال في مجالات أخرى.
*
أمام هذه الحالة المزدرية المذلّة، لا نجد غيركم، أيّها المسلمون، يرفض القبول بأنّ الإسلام هو رمز الهمجيّة الإنسانيّة الأكثر خزيّا. فحيثما يزدهر الإسلام، يزدهر حالا البؤس للرجال والنساء معا، ولكلّ من يؤمن بالمعتقدات العبثيّة التي تصدّقوها، وتنشروها، وتدافعون عنها، دون البحث مرّة واحدة عن إثبات أو دليل بسيط عليها.
فرغم الفشل الذريع لإسلامكم ولما أوصلكم إليه هذا الإسلام في كلّ المجالات، ما زلتم تتبجّحون وتتخيّلون أنّ تاريخكم عرف عصرا ذهبيا، ولكنّه وهميّ، هراء بهراء في وقت كانت تحرق الكتب ويُعتبر كلّ تفكير علميّ ازدراء بالدّين، ويُسجن المثقّفون، بمن فيهم المسلمون، أمثال ابن رشد، وابن سيناء، والرازيّ، والخوارزميّ، والفارابيّ، وغيرهم، وذلك خوفا من أن تفضح أفكارهم أكاذيب الإسلام التي كانوا يرفضونها وينتقدونها ويستنكرونها.
ماذا أنجزتم كي تستحقّوا لعب دور في منتدى الحضارات الكبيرة، بعد أن انكشف ما أخذه الإسلام عن الحضارات الأخرى؟ لقد حان لكم الوقت أن تفهموا أنّ الحضارة يستحيل بناؤها دون احترام كامل لحقوق الإنسان، دون حريّة التفكير، ودون الحرّيّات العامّة والدينيّة. لقد حان لكم الوقت كي تدركوا وجود ترابط جدليّ وبديهيّ بين تسلّط الإسلام على حياتكم والتخلّف المزمن في كلّ البلدان الإسلاميّة.
إذا كان "الإسلام خير أمّة أخرجت للناس"، كما يصوّرها لكم قرآنكم ورجال الدين المتحكّمون برقابكم، الذين نصّبوا أنفسهم ولاة عليكم، فلماذا إذا تعيش كل هذه الدول الإسلاميّة في حالة مزمنة ومزريّة من الشقاء والمصائب؟
بعد أربعة عشر قرنا على نشأته، لماذا عجز الإسلام عن قيادة العالم وتطويره نحو الأفضل؟ لماذا لم يفلح دين إلهكم في إبداع مجتمع سعيد يشعر فيه المرء بالرغد والهناء؟
إذا كان هذا الدين لم ينجز شيئا منذ أربعة عشر قرنا، فكيف تتصوّرون أنه سينجح يوما من الأيام؟ هل إله القرآن ظالم إلى هذه الدرجة، خانكم ومكر بكم لأنّه "خير الماكرين"، وخدع "خير أمة أخرجها للناس"؟ إلاّ إذا كان هذا الإله كذّابا كبيرا وأنتم جماعة مغفّلة، غبيّة، أو ساذجة للغاية؟
لا بدّ لهذا الاستنتاج البديهي أن يثير لديكم انتفاضة ذهنيّة وإعادة نظر واضحة في النظام الاستبداديّ التوليتاريّ التيوقراطيّ الذي يفسد حياتكم منذ أربعة عشر قرنا. لقد حان لكم الوقت كي تثوروا على هذا الواقع المفجع الذي تتخبّطون فيه!
سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah