الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرة لترطيب الأجواء بين الأعلام والقضاء

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2022 / 6 / 7
المجتمع المدني


الواقعة

(اتهم القاضي فائق زيدان الإعلامي سعدون ضمد بأنه يتعمد الإساءة لمجلس القضاء باستضافة من لديهم رأي سلبي بالقضاء..ووجه كتابا إلى رئيس شبكة الاعلام فصدر أمر بإيقاف البرنامج، فيما أصدر القاضي زيدان مذكرة قبض بحق الإعلامي سرمد الطائي.

هذه الواقعة فيها إشكالية معقدة..بين حرية التعبير التي لا تستثني أحدا او مؤسسة ،وبين الرصانة في الطرح..فاتهام خطير بأن القضاء اصدر مذكرات إعتقال ضد أي معترض على رئيس مجلس القضاء..كان على سرمد الطائي أن يثبته بأدلة بذكر اسماء من اعتقلوا.

وللتذكير فإن تقرير أميركي ذكر أن 74 قاضيا اغتيلوا بعد 2003 ..ما يعني أن موضوع استقلالية القضاء في العراق..موضع شك.

ليس القصد هنا تبيان رأي بهذه القضية المعقدة والخطيرة..بقدر ما نريد استطلاع رأي يوصل لحل موضوعي وعقلاني.

تحياتي واحترامي للقاضي فائق زيدان والصديقين سعدون ضمد وسرمد الطائي).

كان هذا نص منشورنا بوسائل الأتصال الجماهيري يوم (4 /6 /2022) شارك فيه اكاديميون واعلاميون.



تحليل الأجابات

توزعت آراء المشاركين على ثلاثة مواقف،
الأول: يرى ان حرية التعبير كفلها الدستور ولا يحق لرئيس مجلس القضاء التدخل فيها..اليكم نماذج منها:
* محمود ابو هدير:
فعلا دكتور كان وصفك دقيقا إنها مشكلة معقدة وخطيرة وردة الفعل للقضاء ورئيسه تؤكد ذلك..مع اننا نعلم علم اليقين من أن القضاء العراقي بقى متفرجا وساكتا عن ملفات خطيرة جدا تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين وغيرها مما جعلنا نضع علامات الاستفهام على إداء القضاء.
*د.علاء الركابي: اهتزت صورة القضاء عام ٢٠١٠عندما اجتهدت المحكمة الاتحادية برئاسة مدحت المحمود بتفسير الكتلة الاكبر، وهو ما غيّر بوصلة العملية السياسية واجهض الديمقراطية برمتها.
*عامر محمد: عندما يكون القاضي في خدمة السياسي فان الحديث عن العدالة يكون مزحة.

*جليل الجشعمي: في النظم الديمقراطيه، اهم مبدأ هو الفصل بين السلطات،لكن في النموذج العراقي السلطات الثلاثه الواحده تؤثر على الأخرى من خلال الضغوطات والترهيب والتصفيه.

* صلاح زنكنه:فائق زيدان لا حول ولا قوة له امام الأحزاب المتنفذة ،وشعرت بالشفقة عليه كونه لم يتمالك زمام أمره وراح يبرز عضلاته القانونية على الصحفيين المساكين ،أتحداه أن يتخذ موقفا مشابها ضد أحد السياسين الاسلاميين المخضرمين.

*اركان الزيدي: خلال احتفالات انكلترا بذكرى جلوس الملكة إليزابيث على العرش السبعين،استقدمت الاذاعة البريطانيه سياسيين معارضين انتقدوا ان تقوم الملكة بهذه الاحتفالات الباذخة في وقت تعيش البلد ازمة اقتصادية حادة وتقشف وانتقدوها بانتقادات لاذعة،ولم يحتج القضاء!

الموقف الثاني: ادان تصرفات بعض الأعلاميين ..اليكم نماذج منها:

*عباس عودة شنيور: بعض الإعلاميين يتجاوزون مفهوم حرية الصحافة الى التأليب والتعبئة وإلقاء التهم بطريقة غير مسؤولة ،وتحريضية ضد مؤسسات رسمية و غير رسمية غالبا ما يسكتون.
*جليل رهيف:سرمد انسان طائفي و مثير للمشاكل و الفتن ..ماذا قدم حتى يتكلم بسوء عن القضاء و الشهداء ..حرية التعبير لا تعني شتم الاخرين.
*طالب شمّه: سرمد الطائي شيعي، وكان معمما يدرس في الحوزة بمدينة قم، وكل خصومه شيعة .. اذن كيف يكون طائفيا؟ وضد من مارس الطائفية؟
اليسار العراقي: ينبغي التميز بين دور مقدم البرنامج المهني سعدون ضمد وبين سرمد الطائي ..كونه بوقا لجهة سياسية.
*عدنان هادي: حرية التعبير لا تعني التشهير بدون دليل، أو التجاوز بدون مبرر، لابد من حساب ولابد من فهم واعي للديموقراطية.
*عيسى علي: الحقيقة ان البعض يستهين بالقضاء ولا يعلم الاهمية التي يمثلها، فسرمد الطائي يمثل راي جهة معينة ينتسب اليها او يتعاطف معها، فان كان الحكم لصالحها، فانه سيمتدح القضاء والقاضي، هذا يعني ان اساس حكمه وموقفه لم يعتمدا على رأي قانوني ولا حقوقي.

والموقف الثالث يرى ان الحاجة باتت ماسة لتفعيل دور المدعي العام، وذهب الى ان
القضاء العراقي في الوقت الحاضر يجب ان يتخذ قرارات حاسمه ولايسمح بالتطاول عليه والا فأنه سيذهب مهب الريح كما ذهبت مؤسسات الدوله الباقيه،وعلينا ان نحتمل هذا القضاء خوفا من سقوطه لانه هو الوحيد الباقي في الساحه والمحافظه عليه من واجبات الوطنيين الاحرار،على ما يرى الحاج جلال محمد هادي.

الواقعة..صارت قضية رأي عام

تحولت هذه الواقعة الى قضية رأي عام،وهي حالة ايجابية في الوعي الثقافي الجماهيري،ولكن ما هو أهم..ان تسهم في تثبيت معايير او مباديء او ثوابت لحرية التعبير في وسائل الأعلام ودور القضاء تتخذ من المواد الخاصة بحرية التعبير في الدستور منطلقا لها وتضيف لها ما استجد في هذه الواقعة.
صحيح ان حرية التعبير كفلها الدستور العراقي،والاشكالية ان حرية التعبير تعني في الدستور النقد الايجابي الذي يهدف الى تصحيح خطأ واقتراح ما يفضي الى بناء يخدم الوطن والمجتمع،فيما شاع في الأعلام العراقي الشتم والتشهير على طريقة برنامج (الأتجاه المعاكس) في فضائية الجزيرة ،دون ادراك، او بقصد..ان هذا الاسلوب يشعل الفتنة ويفضي الى الهدم فضلا عنه انه يؤدي الى تردي الاخلاق.
وفي المقابل نرجو ان يقدرالسيد رئيس مجلس القضاء بأن الأجرائين اللذين اتخذهما (كتابه الى رئيس مؤسسة الشبكة التي اةقفت بث برنامج المحايد، ومذكرته الخاصة بالقاء القبض على سرمد الطائي)..يؤديان الى اشاعة الخوف بين الأعلاميين، والى اعتذار الكثير من المفكرين عن تلبية دعوة مقدمي برامج من نمط الأعلامي سعدون ضمد، بما يؤدي بالنتيجة الى تحجيم دور السلطة الرابعة في النظام الديمقراطي وتمادي دور السلطة التنفيذية التي ستستغل مفهوم (الأساءة) ..التي،بهذا المعنى، تطال حتى المرجعية الدينية لأنها توصف الكثير من المسؤولين بأنهم (حيتان الفساد)!.

ولترطيب الأجواء بروح عراقية،فاننا نقترح الآتي:
• دعوة رئيس مجلس القضاء السيد فائق زيدان الى الغاء مذكرة القاء القبض بحق السيد سرمد الطائي،فيسجل له موقف في نبل الأخلاق.
• دعوة السيد رئيس شبكة الأعلام الى اعادة برنامج ( المحايد) لمقدمه الأعلامي المميز الأخ سعدون ضمد.
• دعوة نقابة الفنانيين الى تحديد مفهوم (الأساءة) في الأعلام وتميزه عن مفهوم (النقد) ،وما يترتب عليها من اجراءات قانونية.
• دعوة السيد سرمد الطائي الى تقديم اعتذار للسيد فائق زيدان يوضح فيه انه كان يقصد نقد فعل وليس اساءة شخصية.
• دعوة جميع الأطراف الى عدم الأستقطاب في مواقف متضادة،لأنها تؤدي سيكولوجيا الى التطرف والعناد، واشاعة اجواء التفاهم من منطلق ان الجميع يحملون نوايا طيبة،لكن الانفعال يخفيها.
• الابتعاد عن الشخصنة والمبالغة في مدح وذم الآخر التي شملت شخوص هذه الواقعة..وآخرين!

ختاما:
نحن السيكولوجيين متخصصين في المصالحات الأيجابية، ويسرنا ان نعرض وساطتنا بجمع كل الأطراف، وسنلبي دعوة من سيبادر ان لم يسبقنا لها الأخ..فائق زيدان!

*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا يقول قانون العقوبات في هذه الحالة ؟
سعد السعيدي ( 2022 / 6 / 9 - 01:09 )
السلام عليكم


يجب دائما الاحتكام إلى القانون في الاحوال المشابهة لتلك التي وجد نفسه فيها سرمد الطائي. فقانون العقوبات العراقي لعام 1969 في المادة (437) لا يعتبر افشاء السر بقصد الاخبار به عن جناية أو جنحة جريمة !

هذه نقطة مهمة فات على الجميع تذكير فائق زيدان بها. من العجب الا ينتبه اليها احد !

تحياتنا...


2 - وهذه مقالة حول القاضي فائق زيدان يتوجب الاطلاع...
سعد السعيدي ( 2022 / 6 / 9 - 07:26 )
... عليها قبل مطالبة ايا كان بالاعتذار له.

ملاحظات على التصريح الأخير لرئيس مجلس القضاء الأعلى
أ.د. كاظم المقدادي

http://al-nnas.com/ARTICLE/KMukdadi/6k0.htm

اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة