الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبار لومار يسأل (22):هل تعرفون كيف تسيئون لأولادكم؟

موريس صليبا

2022 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإيديولوجيّة الأكثر شؤما وخطورة هي التي تصوّرونها لأولادكم بأنّهم الأفضل والأكثر كفاءة من الآخرين، بينما هم في الواقع يعيشون حالة مذريّة للغاية. إنّ هذا الكذب والنفاق الذي يروّج له باستمرار في المساجد والمدارس القرآنيّة والمجتمع الإسلاميّ، دون أي برهان على هذه الإدّعاءات المتعاليّة، ليست إلاّ مخدّرا يلوّث عقول المسلمين ويفسدهم حتى يجعل منهم دمى متحرّكة لاواعية لا تعمل إلاّ بالتصوّرات الواهية والأوهام الغوغائيّة. ثمّ، عندما يجابه أولادكم وقائع الحياة ويكتشفون الحقيقة، يتعرّضون لإحباط نفسيّ يولّد لديهم الأمراض النفسيّة وبفجّر غرائزهم العدوانيّة ضدّ كل ما هو جميل، وحرّ، وسخيّ، وثقافيّ. هكذا ينعكس كلّ ذلك في كراهيّة ذاتيّة لاواعية، تنمو وتدفع بأصحابها إلى اتّهام الآخرين وتحميلهم، بكل جبن ووقاحة، مسؤوليّة عاهاتهم الشخصيّة وبؤسهم النفسيّ والاجتماعيّ.
*
بعد مرور أربعة عشر قرنا على ظهور الإسلام الذي تزعمون بأنّه أتى لينشر النور بين البشر، ما زالت بلدانكم الإسلاميّة الـ57، محرومة منه ومصنّفة في أسفل قائمة الدول الأكثر تخلّفا إنسانيّا واقتصاديّا. فدول الخليج، وعلى رأسها إمارة قطر والمملكة العربيّة السعوديّة، لا تعرف ولا تستطيع تصنيع إبرة أو مخرز. غير أنّها بالمقابل، وبفضل ثروة باطن أراضيها النفطيّة، التي لا تستطيع استخراجها واستغلالها بمفردها، تراها تستبسل بضراوة لا مثيل لها، لتلويث العالم بإيديولوجيّتها السياسيّة التوتاليتاريّة. هل هذا هو، بالنسبة لكم، جمال الإسلام وعظمته؟
علّق على مأساة الإسلام هذه، الباحث الفرنسيّ "رينيه مارشاند" (ٌRené Marchand)، بقوله: "لا يُعرّف الإسلام بذاته في كل أنحاء العالم إلاّ ببمارساته الظلاميّة العبثيّة، بالمجازر التي يقترفها أتباعه، بخطف الناس واستخدامهم كرهائن للابتزاز أو لتصفيتهم الجسديّة، وبعمليّات التهريب المحظورة. هذا الإسلام كشف عن عجزه في مجال تأمين الحدّ الأدنى من التعليم والرفاهية لشعوبه. لذلك تنتفض اليوم بوجهه الشعوب التي حاول قمعها بحجّة إخضاعها لإله القرآن."
إنّ أنانيتكم الذاتيّة الإسلامية ذات الأبعاد المتطرّفة كوّنت لديكم نوعا من التسلّط والكبرياء وأعمت بصائركم لدرجة أنّه لم يعد لديكم أيّ تحفّظ أو حشمة أو خجل. فتبيّن أنّكم انتم الذين تمارسون كلّ الأعمال الحقيرة والخسيسة التي تتّهمون بها الآخرين الذين تعتبرونهم أعداء لكم، فُرض عليكم إخضاعهم أو قتلهم أو ذبحهم بأي طريقة كانت، وفقا لما يأمركم به قرآنكم وركن الجهاد الوارد فيه، أي أن تقضوا على 80% من البشرية غير المسلمة.
في هذا الإطار شخّص أحد أبناء جلدتكم، الباحث "سالم بن عمّار"، مأساة المسلمين وأمراضهم العقليّة، فكتب قائلا: "من المؤلم الاستنتاج أنّ المسلمين يسيرون عكس تيّار موكب الإنسانيّة. فعدم تكيّفهم الاجتماعيّ جعلهم في مستويات متأخرة جدّا في كلّ الميادين، بسبب أدلجتهم وتمذهبهم العنيف المتعصّب الذي يدغدغ أنانيّتهم الفظّة والبدائيّة. نظرا لقناعتهم المزعومة بالانتماء إلى خير أمّة جاءت إلى الأرض، وبأفضليّة قوانينهم وشريعتهم، وبسيادتهم بالتالي على العالم، يعتقدون أن من واجب باقي الإنسانيّة أن تخضع لهم وتسير وفق إرادتهم. وللأسف،نسوا أنّهم كانوا عبيدا قبل تُصوّرهم ووهمهم أنهم وصلوا إلى درجة أسياد العالم. لذلك، وبعد افتضاح أمرهم، أصبح من المفروض عليهم تحطيم قيود هذا السجن المرضيّ العقليّ الذي يتخبّطون فيه، وحثّهم على السعي لاستعادة كرامتهم الإنسانيّة."
أيّها المسلمون! اعلموا أن لا مصداقيّة أخلاقيّة لكم ولإسلامكم! فأنتم في كلّ مكان وفي كلّ المجالات أسوأ مثال للإنسانيّة. لم نقرأ ولم نسمع أبدا أيّ شيء إيجابيّ ومحبّب عنكم وعن إسلامكم. لا نسمع عنكم إلاّ عبر الأعمال الإرهابية المرعبة التي تمارسونها. في كل مكان تعلو صيحات "الله أكبر" للتعبير عن جرائمكم المضمّخة بالدماء والكراهيّة.
كيف تستطيعون تكبير وتمجيد اسم إلهكم عندما تقترفون أعمالا إجراميّة باسمه؟ أليس هذا على الأقلّ اعترافا من جانبكم بأنّ الإله الذي تكبّرون اسمه ليس إلاّ نسخة طبق الأصل عن الشيطان!؟
هل سمعتم مرّة مجرمين يقتلون الناس ويقترفون الجرائم على صيحات "المسيح أكبر" أو يضرمون النار في المؤسسات الدينيّة على صيحات "بوذا أكبر"؟ نعم، قرآنكم هو دستوركم الحربيّ، وصيحة "الله أكبر" الشيطانيّة هي نداء حرب الإسلام الدمويّة التي تساوي شعار النازيّة المشؤوم "هايل هتلر".
بعد مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن المزعوم، يتبيّن أنّ الدول الإسلاميّة التي لا تمتلك مركزا واحدا للأبحاث العلميّة، تقبع خاملة في قعر مستويات التقدّم الإنسانيّ. إذا أخذنا الانتماء الدينيّ لمن حازوا على جوائز نوبل منذ بداية القرن العشرين، نجد اليهود الذين يصفهم قرآنكم، وأنتم أيضا، بـ"أحفاد القردة والخنازير"، والذين لا يمثّلون إلاّ 0،2% من سكّان العالم، حصلوا على 181 جائزة نوبل من مجموع 659. أمّا أنتم المسلمون، تمثّلون بالمقابل 20% من سكّان الأرض، لم تحوزوا إلاّ على 4 جوائز نوبل: واحدة في الآداب، اثنتان للسلام، وواحدة في الفيزياء حاز عليها عالم يعيش ويعمل في مؤسسة أبحاث غربيّة. ولكن لو أعطيت جوائز في مجال الخبث، والكذب، والعنصريّة، والكراهيّة، والإجرام، ستكون حتما من نصيبكم كلّ سنة ولن يستطيع أحد منافستكم.
من الناحية الثقافية والعلميّة، تشكّل الدول الإسلاميّة الجانب الأكثر جهلا وعقما على مستوى الإنسانيّة. الاسلام لم يتوقّف إطلاقا حتّى اليوم عن ممارسة التقيّة واستغلالها لحجب فراغه الكبير، بسبب عجزه منذ عدّة أجيال عن اكتشاف أو إنتاج أو بناء أو اختراع شيء يذكر. هذا الإسلام يشتدّ غيظا وكراهية وحسدا أمام اكتشافات العالم الغربيّ وإنجازاته العلميّة واختراعاته التكنولوجيّة. لقد آن الأوان لكم كي تنزعوا الأقنعة عن بصيرتكم وبصائركم، وتقضوا على أوهام الإسلام وأساطيره وحججه الواهية القائلة بأنّه مصدر الحضارات والعلوم. تذكّروا أنّه لم يعكس إلاّ رمقا محدودا جدّا من العبقريّة الغربيّة أو الصينيّة أو اليهوديّة أو الهنديّة. لم يتطوّر إسلامكم منذ القرن الحادي عشر، بينما نعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين. ألا ترون العداد الإسلامي معطّلا منذ أكثر من عشرة قرون؟ من المستحيل أن تجدوا اختراعا مهمّا واحدا في حضارتكم الجامدة. هل أنتجتم سيّارة أو طائرة أو أي شيء مفيد لكم وللإنسانيّة، يحمل إشارة "ماركة مسجّلة عربيّة إسلاميّة"؟ ، هل تساءلتم: أيّا من دولكم الـ57 صنّع آلة حديثة، أو أنجز اختراعا عالميّا، أو بنى اقتصادا منتجا ومفيدا له وللآخرين؟ باستثناء تقليد "كوكا كولا" و"ماكدولاند"، وتسميتهما بـ"كوكا حلال" و"ماكدو حلال" وفقا لأحكام الشريعة. لم يكتشف المسلمون إلاّ العدم والفراغ العقيم الذي يعكس صورة صحراء شبه الجزيرة العربيّة القاحلة.
لا شيء يتحرّك في العالم الإسلامي، بل يخيّم عليه الجمود بسبب عقيدتكم المتعالية التي تجاوزت، منذ زمن طويل، عتبة انعدام الكفاءة، وبرهنت عن ضررها وخطرها اليوميّ. تقضي إحدى أوهام الحضارة الإسلاميّة يالادّعاء بأنّ العرب اخترعوا العلوم وأنّ الحضارة الغربيّة المزدهرة لم يكن بوسعها رؤية النور إلاّ بفضل الإسلام. هذا الوهم لا يصمد ثانية واحدة أمام الواقع التاريخي، لأنّنا نعلم أنّ جذور العلوم الحديثة تعود إلى الحضارة اليونانيّة. ومن البديهي أنّها انتقلت عبر المسيحيّة وبيزنطية إلى الغرب، وليس العكس. فعن أيّ تراث يتكلّم المسلمون؟ هل تتكلّمون عن الفلسفة الإغريقيّة المتناقضة تماما مع الفكر الإسلاميّ؟ ألا تعرفون أن تدريس الفلسفة اليونانيّة محظور في البلدان الإسلاميّة؟ كيف يمكن للإسلام أن ينقلها إلى حضارات أخرى، بينما يجسّد تناقضا تامّا مع قيمها، بما فيها: الحريّة، والديموقراطيّة، والثقة واحترام الإنسان والرقيّ، هذه القيم التي أطلقها فلاسفة اليونان وفي مقدّمتهم، أفلاطون، سقراط، وارسطو. من منكم سمع شيوخ الإسلام ومن يدّعون بأنّهم "علماء" (ما شاء الله)، يتحدّثون أو ينشرون هذه القيم المخالفة لتعاليم القرآن. فالعلماء والمفكّرون الصادقون نقلوا العلوم اليونانيّة عبر إيطاليا إلى الغرب، كما بيّن ذلك "سيلفان غوغنهايم" (Sylvain Gougenheim)، الإستاذ المختصّ في تاريخ القرون الوسطى، في كتابه المعنون: "أرسطو في جبل سان ميشيل" منشورات دي سويل) (Aristote au Mont Saint Michel, Editions de Seuil).
لذلك لا بدّ من طرح سؤال بديهيّ للغاية وانتظار جوابكم عليه: لو كان المسلمون قد نقلوا فعلا التراث اليونانيّ إلى الغرب، فلماذا لم يستفيدوا منه أولا؟
هل يمكنكم أن تنسوا، في إطار التدمير العلميّ والثقافيّ الذي قاده الإسلام، حرق مكتبة الإسكندريّة الشهيرة، عام 642، والتي كانت نبراسا للفلسفة الأرسطوطاليسيّة؟ لقد فضّل آنذاك أجدادكم المتعصّبون إسلاميّا تحويل هيكل ذاكرة المعارف القديمة المتطوّرة إلى كومة من الرماد، خوفا من أن تناقض إيديولوجيّتكم الناشئة والمفترض أنّها كانت تتضمّن كل المعارف المفيدة للإنسانيّة. أكثر من سبع مائة ألف كتاب نادر ذهبت آنذاك أدراج الرياح بسبب غباء عمر ابن العاصّ الذي نفّذ أمر خليفة الإسلام الثاني، عمر ابن الخطّاب، والد إحدى زوجات النبيّ وأحد الصحابة الأكثر قربا منه.
إضافة إلى هذه الكارثة الإنسانيّة والحضاريّة، أحرز المسلمون إنجازا آخر، ألا وهو تدمير جامعة "نالاندا" ومكتبتها الضخمة عام 1206 في الهند. وبهذا قضوا نهائيا على الثقافة البوذيّة في القارّة الهنديّة القديمة.
خسارتان جسيمتان للإنسانيّة لا يمكن التعويض عنها، ووصمة عار لا تمحى في تاريخ إسلامكم المدمّر والمتغطرس، والذي يواصل اليوم همجيّته وكراهيّته للتراث الإنسانيّ حيثما حلّ.
الإسلام يعتبر كلّ ما لا يتطرّق إليه القرآن سيّئا، عديم الجدوى، عبثيّا.
ولكنّ الخلفاء المسلمين المحنّكين في فنّ المكر مثل إلههم "خير الماكرين"، دفعتهم حنكتهم إلى اعتبار كلّ ما أخذوه، بالأحرى كلّ ما سطوا عليه أو سرقوه من الآخرين في البلدان التي احتلّوها بقوّة السيف، خاصّة ما أخذوه عن المرتدّين الجدد إلى الإسلام، أو من أهل الذمّة يهودا ونصارى، اعتبروه من اختراع الإسلام ونسبوه إلى المسلمين. كلّ هذه المعارف والاقتباسات لا شأن لها إطلاقا بالعرب المسلمين. فهؤلاء ما كانوا إلاّ غزاة برابرة، همجيّين، سفّاكي دماء، متعطّشين إلى الغنائم والسلب والنهب واستعباد البشر ونكاح ما ملكت أيمانهم. لربّما كانت الحضارة العربيّة الإسلاميّة، فقط في بعض الحالات، وسيلة نقل للعلوم اليونانيّة والمعارف الهنديّة والفارسيّة. وهذا كلّ ما تجدر الإشارة إليه لا أكثر.
لذلك اسألكم أيّها المسلمون: كيف تفسّرون تخلّف كلّ البلدان الإسلاميّة؟ لماذا ترضخ كلّها تحت وطأة هذه الأوضاع المذرية، بينما المفروض بها، حسب القرآن، أن تكون، بفضل الإسلام، مستنيرة بنور الإنسانيّة؟ إنّ إيديولوجيّتكم، أي إيمانكم بالإسلام، أصبحت محور كلّ الأنباء التعيسة اليوميّة بسبب أعمال العنف والإرهاب الممارسة ضد أتباعها، وضدّ أتباع الديانات الأخرى والثقافات والناس الأبرياء والنساء والأطفال، وذلك تمجيدا لإلهكم المختلّ عقليّا.
عليكم أن تدركوا أنّ القرآن جرى اختراعه وفبركته في سبيل إخضاع وترويض البدو المتوحّشين القاطنين على رمال حارقة في أطراف جزيرة العرب، وبالتالي في سبيل تنظيم حياتهم اليوميّة. فالإسلام التوتاليتاري المتغطرس يريد فرض هذه الشريعة المتخلّفة البالية على مجتمعات القرن الحادي والعشرين، مع العلم أن هذه الشريعة لم تعرف في تاريخها إلاّ فشلا ذريعا يفضح خطورتها ومآسيها. تحاولون، بحجّة العودة إلى ما تسمّونه بالسلف الصالح، فرض همجيّة متخلّفة ذليلة على العالم، بالاعتماد على دعم البترودولار وكلّ الدجّالين والمنافقين والمضلّلين والمدلّسين بين صفوفكم الذين أنتجهم الإسلام وما زال ينتج الكثير من أمثالهم.
في زمننا الحاضر، يعمل على إعادة بناء وتدعيم الإسلام السلفيّ، بطريقة شيطانيّة خالصة، كلّ من الإخوان المسلمين والوهّابيّين والأصوليّين وكلّ المتعصّبين الطامعين بالسيطرة على العالم أجمع من خلال إدارة التوحّش.
حتما، هناك بينكم أيّها المسلمون، أناس متنوّرون يحكّمون عقولهم. ألا يقلقكم هذا الوضع المأساوي؟ هل هذا هو مثالكم في الحياة؟ "الدولة الإسلاميّة" المجسّدة للإسلام الحلال، هذا الإسلام الصحيح، دون اللجوء إلى التقيّة.

سنتابع نشر تساؤلات المواطن الفرنسيّ هوبار لومار في حلقات متتالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. يهود #بريطانيا يعتصمون أمام البرلمان في العاصمة #لندن للمطال