الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الاخصائي الاجتماعي في تحقيق الأنشطة الطلابية وفق رؤية التعليم المصري 2030

وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور

2022 / 6 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


مقدمة
يكثر الحديث في اللقاءات التي تنفذها المؤسسات التربوية عن جملة من المؤثرات الاجتماعية والثقافية المباشرة كالأسرة والمدرسة.... على التفوق أو القصور الدراسي على اساس أنهما لا يظهران في عزلة عن تلك السياقات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية ... التي تشكل المناخ التربوي العام المساعد لإفراز التفوق أو القصور الدراسي . ونقصد بالمناخ التربوي في معناه الواسع ذلك الوسط المباشر والتأثيرات الاجتماعية والنفسية والثقافية والتعليمية التي يعيش فيها الطالب ويتأثر بها , وتعد البيئة المدرسية في اي مجتمع من البيئات الهامة ذات الصلة الوثيقة بحياة الفرد والتي تشغل دوراُ هاماُ في تشكيل شخصيته الاجتماعية ولكي يتحقق الهدف المرغوب من البيئة المدرسية فمن الضروري ان تتوفر فيها مجموعة من العوامل التربوية والاجتماعية التي تشمل مجموعة من النشاطات المدرسية الواقعية تحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي للطالب ومن ثم تحقيق الامن الاجتماعي له .
تعد النشاطات الطلابية من المفاهيم الحديثة التطبيق في التربية والتعليم ذلك أن المدارس قديماً كانت تعتمد في برامجها على المقررات والمناهج الدراسية فقط دون النظر إلى الجوانب العملية والتطبيقية والجوانب المساندة ذات الأثر الفعال في تنمية القدرات العقلية والعلمية. فالنشاط المدرسي جزء من منهج المدرسة في منظومة التعليم الجديد فهو يساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم خاصة في ضوء السعي نحو تحقيق رؤية التعليم المصري 2030م ، بالإضافة إلى أن الذين يشاركون في النشاط بصورة فاعلة موجهة تتكون لديهم القدرة على الإنجاز الأكاديمي ويتمتعون بنسب ذكاء عالية وقدرات عقلية مرتفعة ، ويتصفون بالإيجابية في التعامل مع المعلمين والزملاء.
لقد ساد المنهج التعليمي بمفهومه التقليدي في المدارس لمدة طويلة , حيث لا اهتمام إلا بتنمية الجانب المعرفي لدى المتعلمين , مما استدعى منهم إلى حفظ موادهم الدراسية لتأدية الاختبارات , ومن ثم تُنسى المعلومات التي تم تحصيلها بعد فترة وجيزة ولا يكون لها فائدة تُذكر احياناً في حياتهم ، ففي ظل المناهج أرتبط التدريس في أذهان بعض المعلمين والمدرسين بالفصول الدراسية ولم يلتفتوا إلى الأنشطة التي يجب أن يمارسها المتعلمون إذ يعدونها نوعاً من الرفاهية غير الواقعية والتي لا تحقق شخصيته متناسين أن التربية هي تنمية شاملة لشخصية المتعلمين , وأن المهارات وظيفياً بعيدة عن المواقف التقليدية داخل الفصل الدراسي , وما هو موجود في بيئته , وهي بذلك تكسب الخبرة بجوانبها المختلفة اكتسابا متكاملاً ييسر للمتعلم التفاعل مع المواقف المتماثلة خارج المدرسة . أن إدماج النشاط الطلابي في المنهج لم يكن يمارساً من قبل معظم المتعلمين ما خلا العدد اليسير منهم , وهذا الوضع أفقد النشاط معناه الحقيقي إذ أنحسر النشاط في حرص المدارس على الفوز في المسابقات التي تنظمها في مجال النشاط الرياضي والفني دون إتاحة الفرصة الحقيقية أمام المتعلمين لممارسته .فقد أكدت البحوث النفسية والتربوية الكثيرة على أن عملية التربية يجب أن تُراعي احتياجات الفرد وميوله واتجاهاته وقدراته، وأن تكون شاملة لجميع جوانب شخصيته وهو ما دعى إلى تغير النظرة إلى المنهج الدراسي وإلى وظيفة المؤسسة التعليمية, فالمنهج أصبح لا يُنظر له كمحتوى فقط يقدم للطلاب المعلومات ويزودهم بالثقافات وإنما أصبح يتضمن جميع الأنشطة العملية, سواء أكان داخل الفصل أو خارجه أم في مجالات المواد الدراسية أو غيرها.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض أولياء الأمور مازالوا ينظرون إلى النشاط الطلابي نظرة ضيقة بوصفه مضيعة للوقت يجب أن يقضيه الطلاب في الدراسة وفي التحصيل استعداداً لأداء الامتحان في المواد الدراسية المقررة .
اولاً - نبذة تاريخية عن نشأة النشاط
إن كل أشكال وانواع النشاطات الطلابية ليست بالشيء الجديد فهي قديمة قدم المدارس ذاتها حيث نلاحظ تاريخياً في عصر الإغريق والرومان الألعاب الرياضية والموسيقية والمناظرات كانت جزءاً أساسياً من المنهج إلا أنها بعد عصر الإغريق والرومان تضاءلت وأصبحت غير ممثلة في المناهج الدراسية .( ) .
تحدد هذه الفكرة أساس النشاط كمنهج في الفكر التربوي عند فلاطون وأرسطو وكان جان جاك روسو يعلم الأطفال عن طريق نشاطاتهم وملاحظاتهم وخبراتهم التي يكتسبونها من الطبيعة .( ) .
أما في أوائل القرن العشرين فقد اقتصر التعليم على الجانب النظري من المادة التعليمية وعلى الجانب المعرفي الإدراكي من شخصية الطلاب وبالتالي أهملت فاعلية الطالب وضاعت فرصة الاستفادة من النشاط الطلابي حيث ينظر إلى الأنشطة الطلابية التي يقوم بها الطالب خارج الفصل على أنها لون من ألوان اللهو واللعب الذي لا يدخل في دائرة التعليم .( ) .
وفي منتصف القرن العشرين نادت التربية التقدمية القائمة على الفلسفة الإجتماعية بالتعليم عن طريق الخبرة المباشرة, وأدى ذلك إلى حدوث تغيرات كبيرة في ماهية المناهج الدراسية وطرق تقديم المواد الدراسية واصبح الدارس هو محور العملية التربوية لأنه الممارس للخبرة وهو الذي يتفاعل مع البيئة ثم يجب أن يلبي المنهج احتياجات ومتطلبات النمو للدارسين .( ) .
لفقد مر النشاط الطلابي خلال تطوره بمراحل أربع هي( ) :
1- مرحلة تجاهل النشاط: وكان التركيز على الجوانب العقلية ونقل التراث بين الأجيال من خلال الاهتمام بالجانب النظري فقط .
2- مرحلة معارضة الأنشطة : في هذه المرحلة كانت هناك معارضة من قبل أدارات المدارس حول هذه الأنشطة وذلك للاعتقاد أن هذه الأنشطة هي تهديداً أو تحدياً للجو الأكاديمي داخل المدرسة وإبعاد التلميذ عن مهنته الأساسية
3- مرحلة قبول الأنشطة : كان هناك تقبّلاً محدوداً للأنشطة بوصفها جزءاً من مهمات المدرسة وهذا ساعد على الاهتمام بالأنشطة .
4-مرحلة الاهتمام: هذه المرحلة جاءت تبعاً لتغير النظرة التربوية الحديثة للعمل على تنمية شخصية التلميذ حيث عدّ النشاط ذا قيمة تربوية وبناء على ذلك زاد الاهتمام بالتعليم عن طريق النشاط .
ثانياً- ماهية الانشطة المدرسية
إن تعدد الأنشطة المدرسية وتنوعها تُكسب المتعلمين العديد من المهارات ذات الارتباط المباشر بأهداف العملية التعليمية, فهناك النشاط المنهجي أو المصاحب للمنهج أو المادة الدراسية , ويسميه البعض النشاط الصفي والذي يهدف إلى تعميق المفاهيم والمبادئ العلمية التي يدرسها الطلاب في المقررات الدراسية , وهناك النشاط الحر أو الخارجي أو اللاصفي والذي يهدف إلى تهيئة مواقف تربوية معها ومن خلالها يكون الطلاب أكثر قدرة على مواجهة حياتهم اليومية والقدرة على تحمل المسؤولية . ولقد أستخدم التربويون العديد من التعبيرات لوصف النشاط الذي يقدم للطلاب , ألا إن الكثير من النشاطات وخاصة ما يتعلق بالنشاط اللاصفي ( اللامنهجي ) تعد قاصرة على الرغم من صحتها ، لأنها تعني النشاط المدرسي . فمن التعبيرات التي تطلق على هذا النشاط :"النشاط الخارج عن المنهج " , والنشاط اللامنهجي" , والنشاط اللاصفي" .( ).
يلاحظ على هذه التعبيرات أن مدلولاتها تشير إلى أنه نشاطاً منفصلاً عن التعليم , على الرغم من أن جميع النشاطات التي يمارسها الطلاب داخل الفصل الدراسي وداخل المدرسة هي جزء متكامل مع المنهج المدرسي ومندمج معه , وتعد إحدى الجوانب التربوية المتممة للعملية التربوية والتعليمية .( )
فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يضع النشاط اللاصفي مشتقاً من النشاط الصفي (المنهجي) ومكملاً له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر . النشاط الطلابي شأنه شأن المواد الدراسية يحقق أهدافاً تربوية زيادة على أنه مجال من الخبرات المنتقاة ولذلك يفوق أحياناً أثر التعليم في بيئة الفصل أو قاعة الدراسة نظراً لما له من خصائص تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بجهد ووقت اقل . ( )
فالأنشطة التي يقوم بها الطلبة يمكن عدّها مواداً مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميولهم والاستجابة لهواياتهم وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها , وهي عبارة عن خبرات في الحاضر تعد التلاميذ للمستقبل وتعد ضرورية لتكامل النمو الإنساني , حتى لا يكون النمو معرفياً فقط فمن خلال تلك الأنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي ) والحركي والانفعالي والوجداني والنفسي والاجتماعي كما يتمكن الطالب من خلال تلك الأنشطة من التعبير عن ذاته وخبراته الشخصية من خلال الابتكار والإبداع (كالشعر والأدب ... الخ).
فالنشاط يعني أن يكون الفرد فعالاً وإيجابياً, وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل الفرد فيها جهداً وطاقةً وأثراً مرئياً .أذاً يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر منها لدى جميع البشر وأن اختلفت المقادير. ويمكن القول إن النشاط يتوزع على صفتين اساسيتين هما : صفة الاغتراب وصفة اللااغتراب ففي النشاط المغترب لا يشعر الممارس بفاعليته في النشاط ولا بأهمية نتائجه لأنه غير راغب أو غير ملائم مع قدراته واستعداداته , فيكون الفرد منفصلاً عن النشاط .اْما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر بالفاعلية والإنتاجية وقوة العلاقة بالنشاط لأنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس ,أي أنه نشاطاً مثمراً من الناحية النفسية لشخصية الفرد. وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو الانسياب لشيكزنت ميهالي (Csikszent mihalyi ) والتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد النفسية والذهنية أثناء الممارسة. ( )
بنظرة سريعة على واقع النشاط اللاصفي في المدارس ,نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط والمواد المقررة , يتم وضع النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية في المدارس العربية وعلى هذا الأساس تم تغييب هذه النشاطات .فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة التي لا تترك وقتاً للمعلم الذي لا يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر ,ولا يستطيع العمل مع الطلاب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف .في حين أن المدرسة الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية في شخصية التلميذ وسلوكياته .( )
ثالثا - أهداف النشاطات الطلابية
يعد النشاط الطلابي من أهم الوسائل التربوية التي تسهم في تربية الأبناء في جميع مراحل التعليم والبناء أذا كانت متوازنة فكراً وعملاً وجسماً. ليصبحوا مزودين باللياقة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية والفكرية , أن الأنشطة تسهم في تثبيت المفاهيم وإدراكها لدى المتعلم عندما يكون هنالك ترابط وانسجام بين المناهج والنشاط الطلابي المخطط بحيث تكون مرتبطة بالحياة خارج المدرسة ومكملة للخبرات المدرسية مع مراعاة ميول واهتمامات وقدرات واستعدادات الطلبة.
يحقق الاشتراك في الأنشطة الطلابية الاستثمار الأمثل لطاقات النشأ وينمي لديه التعاون والثقة بالنفس وتعديل السلوك وتوجيهه الوجهة الحسنة أذ يتعلم عن طريق الأنشطة تحمل المسؤولية والعمل الاجتماعي بين أفراد الجماعة كما يتم تدريبه على حب الذات والتحلي بروح الإيثار والمنافسة مما يتولد عنه عادات إيجابية تعمل على تحقيق ذاته والاعتماد عليها ( ).
والأنشطة الطلابية هي مجموعة الفعاليات المنظمة لاستثمار طاقات الطالب وإمكانياته وإشباع رغباته وميوله وتنمية ابداعه داخل وخارج الصف فهي متكاملة في ما بينها من جهة , ومعززة للمناهج الدراسية من جهة أخرى وهي ممارسة صادقة للعمل ( ) .
أما النشاطات التربوية فهي الجهود التي تقدم للطلاب مستمدة من الاحتياجات والرغبات والقدرات حتى تصبح مخرجات التعليم محققة لأهدافها, ويتصف النشاط التربوي بالإلزام الممزوج بالتشويق والترفيه القائم على الترغيب والتشجيع الذي يراعي طبيعة المرحلة العمرية للطالب وخصائصها( ) .
لذا يرى البعض أن النشاط الطلابي نوع من الدراسة التي تحقق خارج الجدول الدراسي اليومي أو التي يزاولها الطلاب كأعضاء في جماعات أو أُسر تحت أشراف أحد أعضاء الهيئة التدريسية ممن لهم نفس الميول والاتجاهات بينما يرى البعض الآخر بأنها الأنشطة التي تحدث خارج اليوم الدراسي وتصدر عن الاهتمامات التلقائية للطلاب وتمارس دون جزاء في صورة درجات أو تقدير علمي( ) .
يرى محمد صبحي الأنشطة الطلابية هي جميع الفعاليات العلمية والثقافية والرياضية والنفسية والترويحية والاجتماعية التي تنظم داخل المدرسة وخارجها في غير الأوقات الرسمية للمواد المنهجية( ) .
إن الأنشطة الطلابية هي مجموعة من الفعاليات المقصودة والموجهة والواعية لتعليم التلاميذ من خلال الحياة الجماعية والتكيف الاجتماعي فهي بذلك تختلف عن المجتمع الخارجي الواسع على الرغم من إنها أشبه به في اكتساب القيم الاجتماعية فهي إذن بيئة اجتماعية مصطنعة تمثل المجتمع الخارجي فالحماسة والإحساس بالمسؤولية والقدرة على التضحية والتعاون والقدرة على ضبط النفس والصبر والمثابرة وطلب النجاح والفوز وتقبل الفشل والصفح والسماح والصداقة هذه القيم الخلقية والروحية طالما تجد في النشاط الطلابي فرصة التكوين والممارسة والتجارب( ) .
يحقق النشاط الطلابي قوة جذب للطلاب يجعلهم أكثر إقبالاً وحماساً نحو اكتساب الخبرة وذلك لكون النشاط يلامس جانبا من رغباتهم البدنية والذهنية والاجتماعية بشكل عام . كما أن التعليم لا يكون ناجحاً إلا أذا كان مظهراً من مظاهر النشاط النابع من ميوله ودوافعه .
لم تعد أساليب التربية والتعليم مقتصرة على ما يتعلمه الطالب داخل الفصل بل تعدته إلى مفهوم أوسع وأكبر بكثير لأن الأهداف التربوية والتعليمية يتم انجازها من خلال النشاط لذلك فأن هناك أهدافاً تربوية كبيرة تسهم في اكتساب الطالب المتعلم العديد من المهارات والسلوك المرغوب ايصالها للطالب عن طريق ممارسة الأنشطة الطلابية( ) .
يعد النشاط الطلابي هو الأسلوب الذي يمكن من خلاله تحقيق الرؤية الحديثة للمدرسة للعناية بتكوين شخصية الطالب من كل جوانبها كون هذه الأنشطة تحتوي على كل ما يقابل ميول الطلاب ورغباتهم واحتياجاتهم ومراعات أهداف المجتمع. لذا فان أهداف الأنشطة الطلابية هي :-
1-تنمية المهارات
تسهم ممارسة الأنشطة من قبل الطلاب باكتشاف الإمكانات والمهارات لديهم مما يؤدي إلى تنمية هذه المهارات في المجالات المختلفة حيث توفر الأنشطة المعرفة والخبرة بوجود المهارات ولتشجيعهم على ممارستها( ) .
2 – تنمية العلاقات والقيم الإجتماعية :
تسهم الأنشطة الطلابية في غرس الكثير من القيم الأخلاقية والاجتماعية والروحية المرغوب فيها عن طريق الممارسة الفعلية لهذه القيم وليس عن طريق التلقي الشفهي ( الوعظ الإرشادي ). فالطالب من خلال أقامته لعلاقات اجتماعية داخل جماعات الأنشطة المختلفة واختلاطه بالآخرين تتكون لديه بعض القيم الرفيعة مثل ( التعاون والصبر والمثابرة والاحساس بالمسؤولية وتنمية الولاءات الوطنية والانتماء للجماعة وتعزيز طلب النجاح وتقبل الفشل )( ) .
كذلك تهدف الأنشطة الطلابية إلى تنمية العلاقات الاجتماعية عن طريق تبادل الخبرات والمعلومات والمهارات بين الطلاب من خلال ممارسة الأنشطة الطلابية وذلك للكشف عن ميول الطلاب, وتنميتها فكثيراً ما تظهر قدرات الطلاب ومواهبهم أثناء ممارستهم للأنشطة الفنية والثقافية بل أن كثيراً ما تتبلور الميول المهنية أثناء ممارسة النشاط وأن النشاط المدرسي هو الأسلوب الذي يمكن أن يحقق هذه التربية المتكاملة لأنه يشمل برامج منوعة تستجيب لميول الطلاب وحاجاتهم إضافةً إلى مطالب المجتمع وحاجاته بإشراف وتنظيم مربين مؤمنين بالتربية الحديثة فيكون النشاط بذلك جزءاً مهماً من عملية التوجيه المهني للطالب الذي يقوم على أسس علمية مدروسة.
3 – شغل وقت الفراغ
يستطيع الطالب من خلال الأنشطة المختلفة التي يمارسها أن يقضي وقت فراغه في شيء مفيد ويرفه عن نفسه وبذلك تكون مصدراً لإشباع انفعالاته ورغباته مما يؤدي إلى القضاء على الشعور بالملل وعدم ضمان استقطابهم من قبل التيارات المتطرفة التي تدفعهم لإشباع حاجاتهم غير نافعة مما يعود على المجتمع بالضرر. لأن قضاء وقت الفراغ يتم غالبا بشكل حر وبعيد عن الرقابة والإشراف من قبل الأسرة ، لذا ينبغي أن تتعاون المؤسسات التربوية مع الأسرة لإيجاد الأنشطة والبرامج التي تكون بمثابة القدوة الصالحة للطلاب . إن عدم الاستثمار الجيد لوقت الفراغ لدى الشباب قد يدفعهم إلى الانحراف أو التورط في بعض المشاكل , وفترة الحياة الطلابية هي فترة إعداد واكتساب خبرات . وتكوين علمي وخلقي ومهني لذا يجب أن يوفر المجتمع للطالب الفرص للتصرف في فائض طاقاته ( ) .
4- تحقيق الصحة البدنية
إن الصحة البدنية للطلاب تستفيد من أنواع معينة من النشاط الطلابي ، كأنواع الرياضة البدنية المختلفة ، والكشافة ، والجوالة ، وهذه الأنشطة جميعها تدرب الجسم وتنميه.
5- تنمية قدرة الاعتماد على النفس
يعمل النشاط الطلابي على تنمية الاعتماد على النفس نتيجة للمواقف العديدة والمتنوعة التي يتطلبها النشاط، بالإضافة إلى الممارسات الحرة والتدريب على حسن التصرف والسلوك المرن الهادف للوصول إلى الأهداف التربوية المنشودة، التي تؤدي إلى اكتساب الطالب الثقة في نفسه في اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف الحياتية المختلفة( ).
6- تنمية القدرة على التخطيط
ينمي النشاط الطلابي قدرة الفرد على التخطيط ورسم الخطط الجماعية وتنفيذها، سواء في الأنشطة الرياضية المختلفة، أو في أنشطة الجماعات المتنوعة، بالإضافة إلى التكيف مع البيئة وخدمتها ( ).
7- تنمية المواطنة
تقدم الأنشطة الطلابية معلومات وأفكاراً عن الخدمات العامة، والمؤسسات المحلية، حيث تنمي هذه الأنشطة الطلابية عادات ومهارات العمل الجماعي سواء كتابعين أو قادة، مع احترام حقوق الغير( ).
وبناء على ذلك يرى الباحث أن النشاط الطلابي بشكل عام يهدف إلى تحقيق ما يلي :
1- تعميق فهم الطالب للدين والالتزام به عقيدةً وفكراً وسلوكاً.
2- الإسهام في تكوين شخصية الطالب المتكاملة المتوازنة.
3- استثمار أوقات فراغ الطلاب في برامج هادفة ومفيدة للكشف عن مواهبهم وقدراتهم وتنميتها.
4- إكساب الطلاب المهارات والعادات التي تساعدهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع .
5- تدريب الطلاب على القيادة والطاعة وتحمل المسؤولية وغرس روح التعاون والإيثار
6- تأكيد واجب الطلاب في خدمة بلادهم والتفاعل مع قضايا مجتمعهم وأمتهم .
7- توثيق الصلات بين الطلاب وأساتذتهم بما يحقق للطلاب الاستفادة من خبراتهم وسلوكهم .
8- إتاحة الفرصة للطلاب للتعرف على بعض النواحي الإدارية والاجتماعية التي قد لا تتاح لهم فرصة تعلمها داخل القاعات الدراسية .
رابعاً- وظائف الأنشطة الطلابية :
للنشاط الطلابي مجموعة من الوظائف النفسية والاجتماعية والتربوية لدى المتعلمين ترتبط بأهداف المدرسة المنعكسة من سياسة المجتمع وما يتطلبه النظام التعليمي فضلا عن التنوع والتجديد في حاجات الطلاب وهذه الوظائف هي :
1– الوظيفة النفسية (السيكولوجية) للنشاط :
تتيح تلك الأنشطة للطلاب الفرصة الطبيعية الملائمة التي تنمي الثقة بالنفس والتخفيف من حدة القلق والاضطرابات النفسية المختلفة مما يؤدي الي الصحة النفسية وتحمل المسؤولية والتسامح والعمل التعاوني التعويض النفسي في بعض مجالات السلوك حيث يمكن استغلال النشاط في التوجيه السلوكي بإحلال النزعة الطيبة محل النزعة الضارة , ومن ثم يتغير السلوك عن الاتجاه غير المرغوب عند استنفاذ الطاقة الزائدة لدى الطالب في منافذ نافعة بدلا من تبديدها و إنّ عدم اطلاقها يؤدي بالطالب إلى الضيق والملل واثارة الشغب( ).
2 – الوظيفة الفسيولوجية :
تمثل الوظيفة الفسيولوجية التي يمكن ان تؤديها النشاطات الطلابية في تنمية الامكانات البيولوجية التي تمنح الجسم امكانية مقاومة الأمراض والقوه التي تساعد في اتمام الأعمال أو الصبر على تحمل المشاق دون التعرض إلى مخاطر صحية تؤثر في سلوكيات الفرد وعلاقته بالأخرين( ) .
3 – الوظيفة التربوية للنشاط الطلابي :
وتشمل الوظيفة التربوية للنشاط في المشاركة البناءة للمتعلم في العمل الجماعي وحب النظام , والحفاظ على الملكية العامة , والإيمان بضرورة العمل , واستثمار أوقات الفراغ , وممارسة الصدق , ومساعدة غير القادرين, وحرية الرأي , ومعالجة الانطوائية والخجل والعزلة لدى الطلاب( ) .
يحتاج الطالب إلى الخبرات الحسية عند تدريس المعارف والمعلومات حتى يزداد وضوح هذه المعارف و يتوفر لدى الطلاب رصيداً كافياً من الخبرة. إن الدراسة النظرية تحتاج إلى أساس واقعي ليزداد معناها رسوخاً. ومغزاها أهمية , كما أن الطلاب يختبرون بأنفسهم ما تعلموه , وما يرتبط بمشكلات فعلية تساعد في إشباع حاجات حقيقية لديهم وترضي ميولهم ورغباتهم ,كذلك يجعل النشاط الطلابي الطالب أكثر قدرة على حل المشكلات بطريقة أكثر فاعلية يتوقع أن تقابلهم في المستقبل . بما يساعد جانب العمل في ممارسة النشاط على تكوين شخصية المتعلم, والتعرف على قدراته واستعداداته والارتقاء بمهاراته ومستوى أدائه , وتزويده بمهارات وقيم جديدة , وعادات حسنة , وامداده بشيء من الخبرات التي تتيح له فرصة الإبداع والقدرة على التعبير الفني وسرعة التكيف داخل المدرسة( ) .
4– الوظيفة الاجتماعية للأنشطة
تتيح تلك الأنشطة الفرص الخصبة للمشاركة والتعامل مع الأخرين مما يؤدي إلى مساعدة الطلاب على التكيف مع الحياة فهي جزء من الإعداد للحياة بشكل عام , إضافة إلى أهميتها في تكوين العلاقات الاجتماعية والابتعاد عن التفرقة وكل أشكال التمييز والأنانية وذلك من خلال العمل الجماعي والتفاعل مع الجماعة( ) .
يسهم النشاط ايضاً في تنمية المهارات الاجتماعية التي تناسب نمو المتعلمين وتلبي احتياجاتهم وتوفر لهم الفرصة للاتصال بالبيئة الاجتماعية المحيطة والاحتكاك بعناصرها والتعامل معها بأسلوب سوي وتخلق الاتجاه للحفاظ عليها لذلك أصبح النشاط الطلابي ضرورة من ضرورات التعلم( ) .
كذلك يسهم النشاط في قيام علاقات صداقة وتقارب واحترام بين أفراد الجماعة التي تمارس نشاطاً واحداً والتدريب على الخدمة العامة , وممارسة الديمقراطية , والتعاون , والثقة بالنفس , واحترام القوانين , والتوفيق بين صالح الفرد والجماعة , كذلك تكشف ممارسة الأنشطة الميول الحرفية والمهنية عند الطلاب, كما أنها تصقل المواهب العلمية وتساعد الأنشطة الطلاب على تنمية المهارات الاجتماعية التي تناسب مرحلة نموهم , فمن متطلبات نمو المراهقين تقبل أقرانه, أو من هم في عمره , ويتوقف التقبل على أشياء كثيرة من بينها سهولة الاندماج في الجماعات الصغيرة والكبيرة .
5 – الوظيفة المهنية للنشاط :
تسهم العديد من الأنشطة الطلابية عند ممارستها من قبل الطلاب في اكتساب المهارات والخبرات الجديدة والحديثة في حدود عمل أو مهنة معينة خلال أداء هذه الأنشطة عندما يكون اختيارها بطريقة حرة وغير اجبارية لذلك يمكن أن تساهم في إعداد الطالب للحياة في المجتمع كقوة منتجة فمن خلاله الإذاعة المدرسية, مثلاً يمكن توجيه ميول المتعلم نحو هذه المهنة أو تلك, وكذلك الحال بالنسبة للصحافة المدرسية وغيرها من الأنشطة( ) 6 –الوظيفة الوطنية: اذ تسهم النشاطات الطلابية إسهاماً مباشراً في إعداد المواطن الصالح القادر على تحقيق التنمية الشاملة وتعميق انتمائه لوطنه ومجتمعه .
خامساً- أنواع الأنشطة الطلابية :
إن النشاط الطلابي يعمل في اطار المنهج وليس خارجاً عنه لذلك يعد من عناصر المنهج الدراسي الذي يمكن تقسيمه على ما يأتي :
أ– النشاط الصفي :
وهو نوع يمارس داخل حجرة الصف ويتعلق هذا النشاط غالباً بجانب التحصيل مما يؤدي إلى النجاح في نهاية العام الدراسي . ويتمثل ذلك في الواجبات المنزلية وحل التمرينات في المواد المختلفة سواء كانت داخل الفصل ام خارجه .
ب– النشاط اللاصفي :
هو ما يمارس خارج حجرة الصف . ويهتم الطلاب به خارج نطاق المقررات الدراسية , كالعزف على الآلات الموسيقية , وصيانة بعض الأدوات والأجهزة , والألعاب الرياضية , وغيرها من الأنشطة الحرة وأيضا المعسكرات الطلابية بأنواعها المختلفة وأهدافها العديدة التي تتيح ممارستها النمو الشامل في جوانبه العقلية والصحية والنفسية والاجتماعية( ) .
كذلك تتعدد أنواع الأنشطة التربوية الطلابية في المدارس بتعدد الميول والهوايات , فمن مجالات الأنشطة الاجتماعية, الأنشطة الرياضية, والكشفية, والثقافية, والفنية, وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل نوع من تلك الأنشطة :
1-الأنشطة الاجتماعية :
وهي أحد ألوان الأنشطة التربوية الحرة , وهي تقوم بدور كبير في اكتساب الطلاب المهارات الاجتماعية التي تمكنهم من التفاعل الناجح مع أفراد مجتمعهم كذلك تعمل على تنشئتهم على الأخلاق الحميدة , والسلوك الفاضل الذي يرتضيه المجتمع( ) .
كما تهدف هذه النوعية من الأنشطة إلى تنمية الوعي لدى الطلاب وذلك عن طريق العمل التعاوني, والتوجيه والإرشاد النفسي وتقديم مختلف الخدمات إلى المجتمع المحلي , والمجتمع ككل , والتدريب على العمل الجماعي .فالمدرسة هي أول المؤسسات الاجتماعية التي لها دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية الرسمية بعد الأسرة .
إذ يُعد النشاط الاجتماعي من أهم الوسائل المكملة لعملية التنشئة وإعداد الطلاب في ظل مناخ ووسط اجتماعي ملائم , حيث تعمل هذه الأنشطة على تنمية المهارات الاجتماعية وتحقيق الترابط وتنظيم العلاقات بين أعضاء الجماعة بعضهم بعض. وبين الجماعة والجماعات الأخرى حيث أنها وسيلة التفكير الاجتماعي وكذلك وسيلة لمساعدة الفرد على التمتع بمجتمع صغير في حدود الضوابط التي يضعها المجتمع( ) .
2 – الأنشطة الثقافية :
يمكن أن يتحدد مفهوم الأنشطة الثقافية في الجهد المبذول في مناشط متنوعة مثل القراءة الحرة , والخطابة ,والإذاعة المدرسية , والندوات والمحاضرات , والرحلات العلمية والترويحية , والصحافة المدرسية , وذلك بهدف تحقيق أهداف تربوية للفرد المتعلم الممارس , وتكوين بنية ومنظومة معرفية وفكرية متوازنة( ) .
وتعد المحاضرات والندوات والمؤتمرات من أساليب التوجيه ذات التأثير الواضح على سلوك الشباب واتجاهاتهم , نظراً لما لهذه الأساليب من قدرة على مخاطبة العقل وعرض الحقائق بمنهجية لتيسير الفهم , والاستيعاب كما أنها تسهل للطلاب فرص الاطلاع والتعمق والحوار، لأنها غالباً ما تتزامن مع أحداث ومناسبات تكون ذات تأثير واضح على حياتهم( ) .
كذلك يشمل النشاط الثقافي الخبرات والممارسات في تكوين الإطار العقلي للطلاب من خلال تنمية الوعي الثقافي لديهم وتزويدهم بالمهارات العلمية والمعلومات التي تفيد في تكوين رأي بصدد القضايا الفكرية والثقافية التي تفرض نفسها على الساحة سواء أكان على المستوى المحلي أم الإقليمي أم العالمي .
3 – الأنشطة الرياضية :
يعد النشاط الرياضي من أهم وسائل هذا العصر لإعداد الطلاب واكتسابهم اللياقة البدنية والتخلص من الاضطرابات النفسية ونمو الشخصية بكل جوانبها , حيث تعد الأنشطة الرياضية مجموعة البرامج والممارسات التي يقوم بها المتعلمون لتنمية قدراتهم ومواهبهم الرياضية , كل حسب ميوله ورغبته وقدرته الرياضية , إذ يميل الطلاب إلى هذا النشاط بحكم طبيعة تكوينهم ويقبلون على ممارسته بدافع ذاتي, فالاشتراك في النشاط الرياضي يكسب الفرد جسما صحيحا تعمل أجهزته بنشاط وحيوية لتقوم بوظائفها ويتخلص من العيوب البدنية التي تعرقل حركته ونشاطه أو تفسد عليه مظهره العام( ) .
وتشمل الألعاب الرياضية المختلفة كالألعاب الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والألعاب الفردية مثل التنس والسباحة وغير ذلك وفي هذا النوع من النشاط يمكن أن تنمو لديهم صفة العمل للصالح العام والتعاون مع الغير والولاء للجماعة والثقة بالنفس ,ويكسبهم النشاط الرياضي ميولاً ومهارات ترويحية ومعرفة تدفعهم للعمل والنشاط و تزودهم البطولات الرياضية بمُثلٍ عُليا يتجهون اليها ويحتذون حذوها وتنمي لديهم صفات القيادة والتبعية( ) .
4 – النشاط الكشفي :
تعد الحركة الكشفية حركة تربوية تعليمية ،لاعتمادها على فاعلية وجهد المتعلم في مواقف متعددة مرغوبة ومثيرة وصولاً بالشخصية الإنسانية إلى الاتزان والاتساق والتكامل ، لكونها تهدف بوجه عام إلى الاسهام في التنمية الاجتماعية للشباب للوصول إلى الفائدة التامة من قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية كأفراد ومواطنين مسؤولين وكأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية( ) .
إن النشاطات الكشفية هي برامج تسعى إلى استغلال طاقات المتعلمين في تنفيذ العديد من المشروعات والأنشطة والمسابقات والأعمال الخيرية في المجتمع وتهدف إلى تنمية ميول الولاء والانتماء للوطن وتشكيل الشخصية المتكاملة .
والنشاط الكشفي هو نظام تربوي يراد منه تثقيف الطلبة والشباب وتدريبهم على ممارسة الأعمال والنشاطات المختارة والمرغوب بها وتعويدهم على الاعتماد على الذات والتعاون مع الجماعة وتنمية قوة ودقة الملاحظة والانتباه والشجاعة والصبر والخدمة العامة وهذا النوع من الأنشطة يمارس في الطبيعة المفتوحة وبتلقائية وتطوعية من الطالب وعن رغبة وميل , وذلك من خلال مجموعة أنشطة متميزة وبهدف تنمية قوى الإنسان الطبيعية وقدراته واستعداداته وميوله واتجاهاته( ) .
5 – النشاط الفني والموسيقي :
النشاط الفني هو أداء حركي مقصود حر وموجه بهدف الحصول على خبرات متنوعة مكملة للمقررات الدراسية وللأنشطة الصفية لأداء أعمال إنتاجية فنية وخدمية شاملة كُلاً حسب ما لديه من فروق تتيح فرصاً لإظهار المواهب وتنميتها والقدرة على الاعتماد على النفس وعلى إصدار الأحكام الجمالية محققاً لأهداف التعلم التعاوني المنتج( ).
يعرف النشاط الفني بأنه نشاط إنمائي إنساني يقوم على ابتكار أشياء مألوفة وعلى أقلمت بعض الوسائط المادية كالخدمات الأولية وبعض الوسائل والأدوات إلى غايات أو أعمال محسوسة ومسموعة ومرئية ، بذلك تترجم الأفكار والأحاسيس والمشاعر في صياغة جمالية معبرة حيث يمثل النشاط الفني من خلال ما يقوم به المتعلمون ببعض الممارسات الفنية مثل الخط والرسم ، والزخرفة ، والتصوير، والنجارة ، والنحت ، أذ تتميز هذه الممارسات بقدر من الأبداع وتكشف عن ميول الطلبة وقدراتهم الفنية وتهدف إلى رفع وتنمية مستوى الذوق الفني والجمالي وتقدير قيمة العمل اليدوي .أما النشاط الموسيقي فيهدف إلى تعريف الطلاب بأنواع الآلات الموسيقية، والعزف عليها ، والرقص التعبيري ، والغناء وتنمية المواهب ، والقدرات الموسيقية، والموائمة بين النواحي الإدراكية والوجدانية.

سادساً- مقومات الأنشطة الطلابية
لنجاح الأنشطة الطلابية ولضمان تحقيقها لأهدافها يستلزم مجموعة من المقومات والشروط التي يمكن من خلالها أن نضمن نجاحها وزيادة فاعليتها وهي كما يلي:( )
• تحديد الهدف ووضوح صياغته وأنسب الطرق لتحقيقه .
• التخطيط المنظم ومشاركة الطلاب فيه .
• إخضاع النشاط لعملية الملاحظة والتقويم الموضوعي اولاً بأول من خلال مشاركة الطلبة بالنشاط ذاته .
• تقدير أهمية النشاط على أساس قيمته التربوية وما يعود به من منافع على الطلبة.
• أن يكون للنشاط اتصال بالدراسة وارتباط وثيق بالحياة الاجتماعية.
• توفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتنفيذ النشاط .
سابعاً- أسس ومعايير النشاط الطلابي :
تخضع الأنشطة الطلابية الموجهة نحو تنمية المسؤولية الاجتماعية وتنمية المهارات إلى مجموعة من المعايير المقننة. فقد أشار واضعو برامج هذه الأنشطة مراعاة مجموعة من الأسس والمعايير التي يمكن إيجازها في النقاط التالية :
1–ملائمة النشاط لعناصر المنهج الأخرى وارتباطه بها من أهداف ومحتوى وتنظيم , مما يشجعهم على المشاركة في النشاط إدراكاً منهم لأهميته وفائدته .
2– توفير ورش العمل والمختبرات والمعامل والمكتبات والملاعب وفقاً لتصاميم علمية وفنية متطورة وتدعيمها بالإمكانيات اللازمة لها لممارسة الأنشطة المدرسية بصورة فعالة ومفيدة( ) .
3– أن تتحقق فائدة الأنشطة لجميع الطلاب وهذا يتم من خلال زيادة أعداد الطلاب الذين ينخرطون في هذه الأنشطة .
4– يجب إخضاع برنامج النشاط المدرسي للتقويم المستمر. بحيث تكون هناك خطة للمتابعة والتقويم للأنشطة المدرسية بهدف تعزيز وتشجيع التلاميذ والمشرفين على الأنشطة( ) .
5– موافقة مدير المدرسة أو من ينوب عنه على كل نشاط مدرسي قبل تنفيذه ( يجب التأكد من أن النشاط يحقق الهدف المنشود ويلائم اهتمامات وميول التلاميذ وأنه يتوفر بالمدرسة الأخصائي الاجتماعي المؤهل لإدارة النشاط وتقيم نتائجه).
6– تبني فلسفة تربوية جديدة على أساس الاقتناع بأهمية النشاط المدرسي ودوره في العملية التربوية واعتباره عنصراً مهماً في المنهج الدراسي( ) .
7– يختار التلاميذ أنواع الأنشطة المختلفة حسب ميولهم وقدراتهم وحاجاتهم ويتم تسجيلهم دون تميز مع مراعاة المستوى المهاري للطلاب والفروق الفردية .
8– يتصف النشاط بالتغيير والتطور المستمر بحيث يراعي تطور حاجات وقدرات وميول التلاميذ.
9– وضع خطة النشاطات الطلابية في بداية العام الدراسي في ضوء الإمكانيات المادية والزمنية والبشرية للمدرسة .
10– يكون النشاط متنوعا في جوانبه بحيث يجد فيه الطلاب أكثر من فرصة للتعبير عن ميولهم ورغباتهم وإشباع حاجاتهم ومجال لنمو شخصيتهم نمو متعدد الجوانب فلا يكون قاصراً على ناحية واحدة دون الأخرى
11– إشراك الطلاب في وضع خطة النشاطات والاستماع الى مقترحاتهم ليتحملوا مسؤولية تنفيذها بتوجيه المدرسة وإرشادها ( ) .
ثامناً :- معوقات الأنشطة الطلابية :
على الرغم من أهمية النشاط وقيمه التربوية وأثره الفعال على سلوك الطلاب إلا أن هناك العديد من الصعوبات أو المعوقات التي تحول دون تحقيق النشاط للأهداف التربوية التي يفترض أن يحققها ويمكن ايجازها بالنقاط الأتية:
1– انشغال المعلمين بجداول دراسية كبيرة وافتقارهم المهارات اللازمة لممارسة هذه الأنشطة وتوجيهها مما يؤدي إلى عدم قدرة المعلمين على تنظيم الأنشطة الطلابية والإشراف عليها .
2 – عدم وجود دليل موجه ومرشد للأنشطة الطلابية يعمل على اعانة المشرف والتلاميذ الممارسين على التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم للأنشطة الطلابية ( ).
3 – قلة الأماكن الملائمة واحياناً انعدامها, لممارسة الأنشطة الطلابية من ملاعب وصالات وحجرات وأدوات وانخفاض ميزانية الأنشطة بشكل عام في المدارس فضلاً عن عدم وجود أماكن طبيعية لممارسة المعسكرات الكشفية .
4 – عدم وجود الوقت الكافي والملائم لازدحام اليوم الدراسي بالحصص مما يؤدي إلى عدم التوسع والتجديد في البرامج المخطط لها وعدم تخصيص مساحة زمنية داخل المنهج الدراسي أو الجدول الدراسي للنشاط وممارسته( ) .
5– نقص الوعي من جانب بعض الطلاب بأهمية البرامج والأنشطة المختلفة وكيفية الانضمام إلى جماعات النشاط .
6 – ضعف الحوافز المادية والمعنوية التي تقدم سواء للتلاميذ أو للمشرفين على الأنشطة .
7 – انعدام الإيمان الحقيقي بقيمة الأنشطة المدرسية وأهميتها , حيث إن الإعداد الأكاديمي للمعلمين يجعلهم لا يهتمون بأعداده بشكل جيد لممارسة الأنشطة والاهتمام بما يمكن أن يكتسبه الطلبة من مهارات فعلية.
يرى محمد علي حافظ أن الأنشطة الطلابية تتضمن كثيراً من الخبرات التي تساعد الطلاب في التفاعل مع المجتمع والبيئة الاجتماعية المحيطة مثل الاشتراك في مشروعات دعم المجتمع مثل مشروع تبرع بالدم ومشروعات العمل الصيفي للطلاب وكذلك الاشتراك في بعض المناسبات والأعياد الوطنية والاشتراك في مشاريع خدمة الطلاب كصندوق التكافل الاجتماعي والاشتراك في الرحلات والمعسكرات الاجتماعية التي تساعد الطلاب في التعرف على معالم بلادهم( ).
يتحدد دور المشرف على النشاط الطلابي في مساعدة الأفراد على التمتع بتجارب جماعية ناجحة والاستفادة من هذه التجارب من خلال العمل على تهيئة أنسب الظروف والأوضاع الصالحة لاستمتاع أعضاء الجماعة حتى يتمكنوا من العناية بأنفسهم ومستلزمات حياتهم الجماعية( ).
تاسعاً:-أهمية دور الأخصائي الإجتماعي المدرسي :
يقوم الأخصائي الإجتماعي بنشاطه المهني في المدرسة لمساعدة الطلاب والهيأة التدريسية على حل المشكلات التي تواجههم وتعرقل تحصيلهم الدراسي أو تمنع استفادتهم من موارد وإمكانيات المدرسة في تحقيق رسالتها في تربية وتعليم الطلاب وإعدادهم للمستقبل( ) .
إن الأخصائي الاجتماعي لا يلتزم بجدول المدرسة في متابعة الطلاب ومعالجة المشاكل التي تواجههم من مشاكل اجتماعية ونفسية وغيرها داخل المدرسة وخارجها بل إن دوره يختلف عن دور المدرس أي إن عمله مفتوح غير مقيد بجدول أو بداية أو نهاية خلال العام الدراسي أو العام الذي يليه( ).
للمهارات التي يتمتع بها الأخصائي الاجتماعي دور في اكتشاف المشكلات وتحديد الأهداف وإيجاد البدائل المتاحة واختيار البديل الأمثل لعلاج المشكلات وكذلك دوره في تقييم النتائج.( ) حيث يكون للأخصائي الاجتماعي عدة أدوار متمثلة بالدور الوقائي والدور الإنمائي والدور العلاجي, إن الدور الوقائي والدور الإنمائي يعتبران من أهم الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي وذلك لا يمكن أن نتصور أخصائي اجتماعي يجلس في مكتبه وتأتيه الحالات فيتناولها بالدراسة ( ) .
إن اهتمام الأخصائي الاجتماعي في توزيع الطلاب على صفوف أو مجموعات مدرسية أو هوايات وكذلك الدراسات العلمية له الدور الكبير في قدرة الأخصائي في التعرف على كثير من المشكلات التي تواجه الطلبة ومحاولة مساعدتهم في توجيههم وفق ميولهم ورغباتهم واحتياجاتهم وبذلك يتبع رغباتهم فيشعر الطلاب بالراحة كما يشعر كل منهم بأنه إنسان ( ) .
كذلك يعتني الأخصائي الاجتماعي في المدرسة بالمجال الإنمائي ووسيلته في ذلك البرامج الثقافية لترشيح الطلاب واكتسابهم بعض الخبرات والمهارات والاتجاهات الصالحة التي تزود حياتهم بالمقومات اللازمة لصحتهم النفسية والاجتماعية كالبرامج المتعددة للنشاط المدرسي وما يزاوله الطلاب في مدارسهم( ) .
عاشراً - الأركان الأساسية التي يقوم عليها عمل الأخصائي الاجتماعي:( )
1- خطة العمل .
إن عمل الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التربوية يجب أن يكون معتمداً على خطة معينة للعمل يعتمد عليها في عملة لكي لا يتصف بالارتجالية , مما يؤدي إلى ضياع الوقت وهدر الأموال وعدم قدرته على إحراز نجاحاً وتقدماً في عمله . وأن هناك بعض المسائل المهمة التي يجب مراعاتها عند وضع الخطة الخاصة لعمله وهي : ( ).
• الاستعانة بالأساليب العلمية والفنية والنظرية المنطقية والابتعاد عن الارتجال
• الابتعاد عن الإسراف وضياع الوقت ومراعاة دقة التنفيذ
• تحقيق الاحتياجات حسب الأهمية وذلك باستخدام الإمكانيات المتاحة والموارد المتوفرة في المدرسة
• السعي إلى تحقيق الأهداف المرسومة لهذه الخطة وعدم الاستسلام لمظاهر الضعف واليأس
• الاستفادة من كل الجهود الموجودة المتمثلة بالمدرسة والطلبة وأسرهم والمجتمع بشكل ليس فيه تعارض أو ازدواجية .
2- تنفيذ البرامج
تعني هذه المرحلة تطبيق خطة العمل على الواقع بشكل ملموس , أي تنفيذ البرامج اعتمادا على ما موجود في الخطة . وأن المسؤول الأول عن هذه المرحلة هو الأخصائي الاجتماعي بحيث يكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة , وذلك بالاستعانة بالجهود المدرسية وجهود بعض الطلاب وأولياء الأمور بحيث يكون المشاركون على رغبة ودراية بما هو مطلوب منهم ( ) . إن دور الأخصائي الاجتماعي الإشرافي والتوجيهي لهذه الجهود يعمل على تحقيق نجاح البرنامج .
إن تنفيذ هذه البرامج يتطلب توفير خدمات متعددة منها ( )
الخدمة الوقائية
الخدمة الوقائية هي من أبرز الخدمات التي يقدمها الأخصائي الاجتماعي والتي يجب أن يوليها اهتماماً كبيراً في المرحلة الثانوية لما تتميز به هذه المرحلة من المشاكل والتعقيد والصعوبات, لذلك يجب تركيز الجهود ووضع الخطط والبرامج لمواجهة هذه المشاكل والصعوبات. وأن دراسة الظروف الإجتماعية ومظاهر المشكلات العامة يؤدي الى منع حدوث المشكلات للطلبة أو المدرسة بالإضافة الى التعاون بين الأخصائي وإدارة المدرسة وأولياء الأمور من أجل تقديم المساعدات المناسبة التي يحتاجها الطالب مثل الرعاية الصحية وخاصة أنه يمر في هذه المرحلة بتغيرات بيولوجية ونفسية وكذلك رعاية ظروفهم الانفعالية والدعوة إلى اعادة توازنهم واستقرارهم عن طريق وضع سياسة موحدة للتعاون بين المدرسة والبيت ( ).
إن الأخصائي الإجتماعي عندما يعمل مع حالات المشكلات الفردية في المدرسة ويقدم خدمات العلاج فأنه يتعامل مع مشكلات قائمة بالفعل ولا تحتمل الانتظار, بحيث يصبح الطالب بأمس الحاجة إلى المساعدة وبذلك يبادر الأخصائي الإجتماعي إلى تقديم خدمات علاجية ( ).
على الأخصائي الإجتماعي وهو يقوم بدورة المهني أن يعمل على مساعدة الطلاب ليصبحوا أكثر قدرة على فهم أنفسهم وفهم مشاكلهم وفهم البيئة من حولهم وذلك عن طريق تمكين الطلاب من الاشتراك في الاتحادات الطلابية والجماعات التي يمارس فيها النشاط الطلابي لتمكينهم من تكوين علاقات اجتماعية إيجابية مما يؤدي إلى تنمية روح الثقة بأنفسهم ويزيد من ميولهم إلى التعاون وتحمل المسؤولية ( ).
وتقع على الأخصائي الإجتماعي مهمة رعاية قدرات وميول الطلبة مستعيناً بكل الإمكانيات التي تساعد على توجيههم تربوياً ومهنياً ومحاولة تنمية هذه القدرات والإمكانيات ومحاولة استثمارها عن طريق المناهج النظرية من جهة والنشاط الطلابي بكل أنواعه من جهة أخرى وبشكل متكامل ( ).


الخدمة العلاجية
إن الخدمة الاجتماعية تقدم خدماتها العلاجية للطلاب وذلك بمساعدتهم على حل مشكلاتهم الفردية التي تهدف إلى تنمية شخصياتهم وتقويتها حتى يصبحوا قادرين على مواجهة ما يقابلهم من مشكلات والتفكير في حلها بصورة موضوعية بعد أن يستطيعوا فهمها والقيام بجوانبها المختلفة( ) .
إن مهمة الأخصائي الاجتماعي العلاجية ضرورية لطلبة المدارس الثانوية الذين يواجهون العديد من المشكلات والمظاهر الانفعالية كالقلق وفقدان الثقة والمبالغة في التصرفات على المستوى الشعوري واللاشعوري لغرض لفت الأنظار إليهم. هذه المظاهر الانفعالية تكون مرتبطة بخصائص المرحلة العمرية التي يعيشونها وهي مرحلة المراهقة , كذلك مشاكل أخرى تتمثل بالتخلف الدراسي الذي له أسباب عدة منها البيئة المحيطة والجو الأُسري أو عوامل ذاتية لدى الطالب مثل ضعف مستوى الذكاء, وعدم التوفيق بين القدرات الخاصة للطالب والجو المدرسي , بما يؤدي إلى عدم استقرارهم في المدرسة وعزوفهم عن الدراسة لذلك نجدهم يتسربون من المدرسة ( ) .
دور الأخصائي الاجتماعي في المدارس الثانوية له أهمية كبيرة لملاحظة ودراسة مثل هذه المشاكل معتمداً على مؤهلاته العلمية التي تمكنه من ذلك , ووضع الخطط العلاجية التي تعمل على تقليص حجم هذه المشاكل داخل المجتمع المدرسي . وإن التعاون بين إدارة المدرسة من مدرسين ومدير مع الأخصائي الاجتماعي من الأمور المهمة التي تساعد على جني ثمار الخدمة العلاجية التي يقدمها الأخصائي الاجتماعي أو قد يحتاج إلى إسناد من مؤسسات اجتماعية أخرى كالعيادات النفسية أو مؤسسات الضمان الاجتماعي وإن من أهم عوامل نجاح جهود الأخصائي الاجتماعي هو دعم هذه المؤسسات الاجتماعية لعمله في إنجاح الخطة العلاجية والبرنامج العلاجي ( ).

الخدمة الانمائية
إن تفعيل دور المشاركة في الأنشطة الطلابية والجماعات المدرسية المنظمة التي تتلأم مع رغبات الطلاب وميولهم والتي توفر لهم التنشئة الاجتماعية السليمة عن طريق ما يحصلون عليه من ألوان النشاط التي يمارسونها التي تساعدهم على الكشف عن قدراتهم ورغباتهم وميولهم .وهنا يبرز دور الأخصائي الإجتماعي في هذه المرحلة الإنمائية وما يقدمه للطلبة بشكل يتناسب مع حاجاتهم في هذه المرحلة العمرية بالإضافة إلى توفير الأنشطة الجماعية والخدمات داخل المدرسة لاستثمار أوقات الفراغ بشكل سليم وعن طريق الخدمة العامة والأندية والمعسكرات وغيرها من البرامج لتحقيق النمو العقلي والانفعالي لدى الطلبة ( ) .
إن الخدمة الإنمائية كمهنة تسعى إلى تنمية القدرات والمهارات وإكساب الخبرات بالإضافة أنها تنمي لديهم القيم والاتجاهات الخلقية والدينية والاجتماعية المختلفة كما تعمل على تدعيم العلاقات وإنماء المعارف والمعلومات اللازمة لإنماء سلوك الطلبة في المدارس سعيا لإنماء المجتمع عن طريق إنماء شبابه بشكل عام. ويعتمد الأخصائي الإجتماعي عندما يقدم الخدمة الإنمائية تطبيق مبادئ الخدمة الإجتماعية المختلفة مثل السرية وحق تقرير المصير واحترام كرامة الطالب حتى يصبح قادر على التأثير والأقناع وتكوين علاقات مهنية, وهي علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل , فاذا أكتسب الأخصائي احترام وثقة الطلاب الذين يعمل معهم فأنه يصبح قادراً على التأثير فيهم وتغييرهم ( ).
3-تقويم النشاط وتقييمه
إن عملية التقويم هي كافة العمليات التي عن طريقها يتم تحديد التغيرات التي تطرأ بسبب تنفيذ برنامج معين نتيجة لسير العمل وفق خطة العمل المرسومة ( ).
أي إن عمل الأخصائي الإجتماعي سيكون بشكل مباشر منذ بداية البرنامج وحتى نهايته وتسجيل كافة الملاحظات وكل ما يتعلق بالأنشطة من نقاط قوة أو ضعف وبإشراف مباشر, وتتم عملية تقويم هذه البرامج عن طريق التعرف على أسباب الفشل أو نقاط الضعف في أي نشاط ينفذ ضمن خطة العمل .إن التعرف على مواطن الضعف والأسباب التي أدت إلى ذلك يساعد الأخصائي عن طريق الاستفادة من خبراته لمعالجة هذا الضعف مستقبلاً, وكذلك التعرف على مواطن النجاح ومحاولة تدعيمها بما يزيد من هذه الفرص وأن عملية التقويم والتقييم ضرورية للاستفادة من البرامج ونقل الخبرات التي أكتسبها ( ).

احدي عشر - أهمية الأخصائي الإجتماعي المدرسي
يمكن توضيح أهمية الأخصائي الإجتماعي بالنقاط التالية : ( )
1-إن للأخصائي الإجتماعي المدرسي أهمية كبيرة في تكيف الطلاب للجو المدرسي والتكيف الأسري وذلك عن طريق تقوية العلاقات بين المدرسين والطلبة من جهة والمدرسين وأسر الطلبة من جهة أخرى .
2-استثمار قدرات الطلاب ومهاراتهم وتدعيم علاقتهم بالمجتمع المحلي والمجتمع بشكل عام .
3-للأخصائي الإجتماعي أهمية في وضع الخطط الملائمة للتربية الإجتماعية داخل المدرسة ومتابعة إعداد الميزانيات والتقارير .
4-عن طريق أسلوب البحث الإجتماعي يقوم الأخصائي الإجتماعي بدراسة كافة الظواهر والمشكلات المتعلقة بالطلبة دراسة علمية مهنية .
5-متابعة تنظيم البطاقة المدرسية والاهتمام بكافة البيانات التي يراها ذات أهمية بالنسبة للطالب وإبلاغ المختصين لتسجيلها .
6-معالجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها أسر الطلاب التي قد تنعكس عليهم بمشاكل كثيرة كالتسرب الدراسي .

ثاني عشر - واجبات الأخصائي الإجتماعي المدرسي
تقع على الأخصائي الإجتماعي المدرسي مسؤوليات وواجبات كبيرة لغرض تكامل دوره مع الدور التعليمي للمدرسة لتحقيق المهام التربوية والتعليمية للمدرسة بشكل أفضل . وهذه الواجبات هي كالآتي :- ( )
1- على الأخصائي الإجتماعي مسؤولية اختيار جماعات النشاط المدرسي التي تكون ملائمة للمدرسة والتي تتناسب وظروف الطلاب بحيث تكون بشكل منظم وعلى اساس حاجة المدرسة .
2- تدعيم العلاقة بين المدرسة والمنزل وكذلك المجتمع المحيط عن طريق إشراك أولياء الأمور في بعض الأنشطة التي تقدمها المدرسة لغرض التعاون والتنسيق بين الطرفين .
3- وضع الخطط العلاجية ومتابعة الحالات السلبية ومحاولة السيطرة عليها, لتجنب حدوث المشكلات الإجتماعية داخل المدرسة .
4-من واجبات الأخصائي الإجتماعي السعي لتنمية الشعور بالمسؤولية للطلبة تجاه المجتمع والمدرسة لغرض حصولهم على التسهيلات التربوية والخدمات الإجتماعية .
5-عن طريق تنسيق جهود الأخصائي مع إدارة المدرسة في سبيل خدمة المجتمع المحلي ومحاولة احداث التغيرات التي يرمون اليها السكان وجعل المدرسة كمركز ثقافي لجمع نشاطات هؤلاء السكان و أن يكون ممثلا عن المدرسة في كافة الاتصالات بين المدرسة والمجتمع

ثالث عشر -المشكلات التي تواجه الأخصائي الإجتماعي المدرسي ( )
1- عدم قدرة الأخصائي الإجتماعي التعامل مع الطلاب . عندما تكون العلاقة بين الطالب والأخصائي الاجتماعي علاقة ضعيفة فأن الأخصائي لا يستطيع ان يقوم بعمله بشكل جيد وإن هذا الضعف هو ناتج من عدم فهم الطالب لدور الأخصائي الإجتماعي وتجاهله لهذا الدور لذلك لا يتعاون معه ولا يوضح له ماهي المشكلات التي يعاني منها كي يحاول دراستها.. من جهة وكذلك كثرة المشاكل التي تواجه الأخصائي في المدرسة تجعله غير قادر على وضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل من جهة أخرى .
2-عدم حصول الأخصائي الإجتماعي على الاحترام والتقدير المطلوبين من قبل إدارة المدرسة . إن معيار النجاح والرسوب الذي يحكم العلاقة بين الطالب والمدرس أدى إلى أن تكون العلاقة بينهم علاقة قوية وعميقة على العكس من الأخصائي الذي ليس له مثل هذا المعيار. بالإضافة إلى جهل المدرسين أنفسهم لدور الأخصائي وعدم تقديم الاحترام الكامل للدور الذي يؤديه داخل المدرسة حيث يعدونه دوراً هامشياً لذلك تكون هناك فجوة واسعة تؤثر على العلاقة بين المدرسين والأخصائيين .
3-قد يواجه الأخصائي الإجتماعي بعض المشكلات المهنية أثناء عمله .وذلك لأن ما تعلمه الأخصائي في الدراسات الأكاديمية في الكليات من معلومات عامة عن البحث الإجتماعي والرعاية الاجتماعية قد يكون بعيداً عن ما موجود في الواقع والممارسات الفعلية داخل المدرسة وبذلك يتطلب توفير بعض الدورات لكي يستطيع الأخصائي من فهم دوره وعمله بشكل صحيح داخل المدرسة وان يتخصص في مجال الخدمة المدرسية حتى يستطيع أن يتمكن من عمله على الوجه المطلوب .
4- يواجه الأخصائي الإجتماعي مشكلات اقتصادية ومادية . ضعف الحوافز المادية والرواتب التي تقدم للأخصائي والتي يحصل عليها قد لا تنطبق مع الجهود التي يبذلها في عمله داخل المدرسة لمحاولة تكيف الطلبة للحياة المدرسية, فقد يكون الأخصائي في حالة عدم التوازن بين ما يحصل علية من إيرادات وبين ما يحتاجه لسد متطلبات المعيشة لذلك يسعى لممارسة أعمال أخرى الى جانب عمله الوظيفي مما يؤدي الى عدم قدرته على إداء عمله بشكل سليم .
5-عدم وجود تنسيق وتعاون بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور مع الأخصائي الإجتماعي .إن عمل الأخصائي الإجتماعي داخل المدرسة يجب أن يكون عملاً متكاملاً ومتناسقاً مع إدارة المدرسة والمدرسين والطلبة وكذلك أولياء الأمور لأن عدم تكامل هذه الأدوار يؤدي إلى ضعف في دور الأخصائي الاجتماعي وعدم القدرة على إداء وظائفه داخل المدرسة . وقد يحتاج إلى تعاون مؤسسات أخرى خارج المدرسة مثل مؤسسات الرعاية الإجتماعية وشبكات تحقيق الامان الاجتماعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد