الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور رجال الدين والمذهب في خراب و دمار العراق

يوسف تيلجي

2022 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
بداية المقصود بعنوان هذا المقال رجال الدين الأسلامي تحديدا - سنة وشيعة ، وطبعا ليس أجمعهم ، ولكن ممكن القول أغلبيتهم ! ، ولكني لا أقصد بأي حال من الأحوال الدين الأسلامي كمعتقد . ولا يعمم هذا المقال على باقي الأطياف الدينية ، وذلك لأنعدام دورهم المؤثر تماما في الحياة السياسية في عراق ما بعد 2003 .

الموضوع :
1 . أنقشعت الأقنعة ، وبان المستور ، وفضح الأمر ، والحقيقة لا يمكن أن تطمس ، وأن طمست فلا بد لها أن تبرز بزوغ الشمس ! . أن رجال الدين ، بدخولهم المعترك السياسي ، باعوا المعتقد ، ولطخوا السياسة زيفا وعارا ، وفقدوا كهنوتهم الذي يتسترون خلفه ، وذلك لأنهم لم يقولوا كلمة " حق " بواقع عراق اليوم ، أذن هم كالشياطين !! ( نعم ، هذا قاله بعض السلف : الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل ؛ هذا من الشياطين الناطقين / نقل من موقع أبن باز ) .

2 . رجال الدين ، بأسم الدين والمذهب ، أيدوا رجال الدولة والسياسة ، وغطوا على أعمالهم ، رغم علمهم بأنحرافهم وظلمهم ! - ومنحوهم الضوء الأخضر ليستمروا بالنهب ، ولم يكن لهم أي دور ، لا من قريب ولا من بعيد ، بردعهم عن أفعالهم بحق هذا الشعب المنكوب ، وهذا الأمر شكل ظاهرة مثيرة ، وأوجد : رجال سياسة وسلطة وحكم ، بجلباب مع عمامة وخاتم وسبحة ، وهذا الأمر أخطر من رجال الدولة و السياسة .

3 . الشعب العراقي الأن ، بلا منقذ وبلا سند ، فالدولة والسياسيين يتاجرون بهم ، ورجال الدين والمذهب يخدرونهم ، فليس من جهة يلجأون أليها سوى الله ! ، وأما الله ذاته ، ليس من علاقة تربطه بشعب أختار وأنتخب حكامه ، بديمقراطية / حتى ولو كانت مزيفة ، ومن المؤكد أن على الشعب ذاته أن يبادر بالثورة على حكامه وليس لله في ذلك من شأن ! ، وهذا الأمر يتطلب من الشعب أن يقوم من حاله أولا ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ / الرعد:11) .

4 . وأعتقد أن حالة الشعب العراقي تنطبق عليه مقولة " كارل ماركس " الذي له عبارة شهيرة تقول : « الدين أفيون الشعوب » ( حيث لخص فيها رؤيته تجاه الأديان ؛ فهي على حد قوله تخدر الناس وتلهيهم عن شقاء الحياة واستغلال أصحاب رؤوس المال ، فتنسيهم المطالبة بحقوقهم ، والتفكير فيما يحيط بهم ؛ وذلك طمعًا في حياة أفضل في ملكوت السماء أو الجنة ) . وأرى أن هذا الوصف ينطبق تماما على الوضع العراقي ، فالشعب يصلي ويصوم ، يلطم ويطبر ، ورجال الدولة والسياسة يسرقون ، ورجال الدين والمذهب يأخذون الزكاة ، ويصبرون الشعب على الظلم والجور ... فلولا الدين لثار الشعب ! .

أضاءة :
لم يمثل رجال دين سنة العراق سنة محمد ، وأيضا ، لم يمثل رجال دين شيعة العراق شيعة علي ، فالأثنين معا أنغمسوا في مكاسب ومتاع الدنيا ، وتركوا شعب العراق يصارع وحوش السلطة والسياسة والحكم بأنفسهم ، ولم يقل أيا من رجال الدين / خاصة الشيعة منهم لأنهم يحكمون العراق ، " لا للظلم " ، التي قالها الحسين بن علي - قبل 14 قرنا ، ولأجلها : " نحر " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية


.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية




.. بابا الفاتيكان يستقبل زيلينسكي وروما تستضيف مؤتمر تعافي أوكر


.. تحركات عربية ودولية لمواجهة خطر الإخوان.. من يكتب نهاية التن




.. إجراءات حاسمة ضد الإخوان في الأردن.. هل تقضي على مخططات التن