الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموهوب والميديوكر

طارق المهدوي

2022 / 6 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الموهوب هو شخص يتواصل مع كل مفردات الحياة المحيطة به على صعيدي الاستقبال والإرسال بوعي أعمق وأوسع مدى وأكثر تنوعاً وأسرع حضوراً من الأشخاص العاديين، بما يقتضيه هذا الوعي حتماً من دفع صاحبه نحو التفاعل الوارد والصادر مع كافة الشؤون العامة المحيطة به بجميع مقوماتها التي تشكل الأوطان وتشمل الأراضي والشعوب والأسواق والدول والعلاقات الخارجية، بما يقتضيه هذا التفاعل حتماً من دفع صاحبه نحو الاشتباك والاصطدام مع مختلف الشرور التي يمثلها من جهة الاستعماريون والتوابع والاستبداديون والمتطرفون والاستغلاليون والفاسدون الذين يديرون الأسواق والدول والعلاقات الخارجية، بينما يمثلها من الجهة الأخرى العشوائيون والانهزاميون والانتهازيون الذين يشكلون الغالبيات العظمى للشعوب، في حرب جذرية دائمة وشاملة للمعتقدات والأفكار والآراء والأفعال وردود الأفعال يشنها الموهوب ضد هؤلاء وأولئك عبر كل ما ينتجه من فنون تعبيرية أو تشكيلية أو إيقاعية أو تطبيقية أو حركية، حيث توفر له موهبته تدفق وتنوع وتألق في إمكاناته بما فيها قيادته للأدوات والوسائل والأساليب سواء المتاحة أو التي يبتكرها هو بهدف تحريكها وتوجيهها نحو اكتشاف وكشف مختلف الشرور على نحو مزعج لمرتكبيها، أما الميديوكر فهو شخص لديه طموح يفوق ما لدى الموهوب لكن ليس لديه الإمكانات التي لدى الموهوب وفي أحسن الحالات لديه القليل منها كما أن لديه بعض المهارات وهو موهوم بأنه موهوب، والميديوكر يمسك بكل العصي من منتصفها ويسعى لإرضاء كافة الأطراف ويطرح دائماً أنصاف حلول رمادية فلا يزعج أحداً من ذوي أي نفوذ سلطوي محلي أو إقليمي أو عالمي ولا يزعج أحداً من ذوي أي نفوذ مالي أو شعبي، وإذا كان الرأي العام يتعلق بالموهوب ويتجاوب معه ويستجيب له كنخبوي طبيعي وكان هؤلاء وأولئك من ذوي النفوذ يسعون للسيطرة على الرأي العام بهدف تمرير شرورهم وكان الموهوب الرافض لهذه الشرور يرفض أن يستخدمه ذوو النفوذ في السيطرة على الرأي العام، فإن جميع ذوي النفوذ من الأشرار يتفقون معاً على السعي المشترك لإحلال المديوكر محل الموهوب حتى يستخدمونه كبديل في السيطرة على الرأي العام، وذلك عبر منح المناصب والجوائز للميديوكر والتلميع الإعلامي لشخصه مع الترويج الواسع لمنتجاته التي لا تخرج عن المنتجات الأصلية للموهوب التي سرقها الميديوكر وقام بإعادة استنساخها بعد إخلائها من "المنغصات" على نحو يرضي ذوي النفوذ، لكن المتذوق الحقيقي يستطيع التمييز بين خير المنتج الأصلي للموهوب الذي يشبه قطعة من اللحم الطبيعي بكامل تنويعاته وطعمه ولونه ورائحته، وبين شر المنتج المستنسخ للمديوكر الذي يشبه قطعة من مصنعات اللحوم الخالية من الطعم واللون والرائحة رغم خلطها بعدة مكسبات طعم ولون ورائحة صناعية!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي