الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الْقِصَّةُ الْوَهْمِيَّةُ لِفِيلِ أَبْرَهَةَ لِهَدْمِ الْكَعْبَةِ

مصطفى راشد

2022 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


---------------------------------------------------.
رَغْمَ أَنَّ حَادِثَةَ طُيُورِ أَبَابِيلَ الَّتِى تَرمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قَدْ ظَهَرَتْ مُدَوَّنَةٌ فِى الْوَاحِ جِدَارِيَّةَ حُرُوبِ الْأَشْوَرِينَ الْمَحفُوظَةِ فَى مَتْحَفِ الْمُوصِلِ بِالْعِرَاقِ؛؛ إِلَّا أَنَّ  الرِّوَايَةَ الْإِسْلَامِيَّةَ الْغَيْرَ مُؤَكَّدَةٌ  الَّتِي تَضَعُ تَفْسِيرًا مُتَأَخِّرًا لِسُورَةِ الْفِيلِ وَخَاصَّةً مَا نُسِبَ  لِأَبْنِ هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ دُونَ وُجُودِ مَخْطُوطَةٍ أَوْ نُسْخٍ لَهَا مِمَّا يَجْعَلُ الرِّوَايَةَ شِبْهَ مُزَوَّرَةٍ ، أَنَّ أَبْرَهَةَ الْحَبَشِيَّ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ إِلَى مَكَّةَ لِهَدْمِ الْكَعْبَةِ وَرَدَ فِيهَا ، أَنَّهُ قَد أَستَوْلَى عَلَى بَعضِ الْجَمَالِ الْمَمْلُوكَةِ لِزَعِيمِ مَكَّةَ (عَبْدِ الْمُطَّلِبِ/جَدُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص) ، وَوَصَلَت تِلْكَ الْأَخْبَارُ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّذِي ذَهَبَ لِلِقَاءِ أَبْرَهَةَ ، وَطَلَبَ مِنْهُ تَركُ جَمَالِهِ ، وَهُوَ الْأَمْرُ الَّذِي أَدهَشَ الْقَائِدَ الْحَبَشِيَّ  (كَمَا تَقُولُ الرِّوَايَةُ الضَّعِيفَةُ) ، إِذْ تَعْجِبُ كَيْفَ يُفَاوِضُهُ كَبِيرُ قُرَيْشٍ فِي أَمْرِ الْجَمَالِ ، وَلَا يُحَدِّثُهُ فِيمَا أَعتَزِمُ عَلَيْهِ مِنْ هَدْمِ الْكَعْبَةِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِجُمْلَتِهِ الشَّهِيرَةِ لِلْبَيْتِ رَبٍّ يَحمِيهِ. وَصَدَّقَ الْجَمِيعُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ دُونَ تَفْكِيرٍ وَأُضِيفَتْ إِلَيْهِ قِصَصٌ وَسِينَاريُوهَاتٌ وَمَلَاحِمُ عَجِيبَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ؛ رَغْمَ أَنَّ هَذِهِ الْعِبَارَةَ الْأَخِيرَةَ تُشِيرُ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ الَى تَقْلِيدِ بَابْلِي فِي الْقِصَّةِ ، حَيْثُ أَنَّ الْبَيْتَ مُخَصِّصٌ لِلرَّبِّ وَمَمْنُوحٌ لَهُ ، وَالتَّقْلِيدُ الْإِسْلَامِيُّ يُشِيرُ الَى ذَلِكَ بِعِبَارَةِ (بَيْتِ اللَّهِ) ، وَأَنَّ مَنْ يَتَجَاوَزُ عَلَى مَلْكِ اللَّهِ سَيَلْقَى مَصِيرَهُ بِالْمَوْتِ ، وَكَمَا فِي نِظَامِ أَحْجَارِ الْكُودُورُو الْبَابِلِيَّةِ الَّتِي تَصُبُّ اللَّعَنَاتِ وَالْمَوْتَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ يَتَعَدَّى عَلَى امْلَاكِ غَيْرِهِ ٠
وَلَوْ رَجَعنَا لِسُورَةِ الْفِيلِ قَوْلُهُ تَعَالَى  : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ، تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِّنْ سِجِّيلٍ ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)) . فَالْآيَاتُ لَمْ تَذْكُرْ مَكَّةَ أَوْ الْكَعبَةَ كَمَا أَنَّ كَلِمَةَ أَبَابِيلَ : جَاءَتْ مِنْ ٱسم مَدِينَةِ أَبَابِيلُو بِالْآرَامِيَّةِ () وَقَدْ بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَدِينَةُ 6000 ق.م عَلَى يَدِ أَبَابِيلَ بْنِ زَابِ بْنِ صَفْنٍ أَحَدِ أَحْفَادِ لَجْشِّ بْنِ شِنْعَارٍ أَهَمَّ مُلُوكِهَا : سِوَانًا وَتَنْدِيرٌ وَنَتْكَاسُ؛؛وقد اشْتُهِرَتْ هَذِهِ الْمَدِينَةُ بِكَثْرَةِ الْمِيَاهِ فِيهَا حَيْثُ بُنِيَتْ عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ الْحَوْصَرِ وَاشْتُهِرَتْ أَيْضًاً بِكَثْرَةِ الطُّيُورِ مُتَنَوِّعَةِ الْأَصْنَافِ حَتَّى سُمِّيَتْ هَذِهِ الطُّيُورُ بِطُيُورِ أَبَابِيلَ نِسْبَةً لِلْمَدِينَةِ وَظَلَّتْ الطُّيُورُ تُعرَفُ بِهَذَا الْأَسْمِ فِي الْحَضَارَاتِ الْعِرَاقِيَّةِ الْقَدِيمَةِ وَمَا حَوْلَهَا؛ ؛ وَرَغْمَ عَدَمِ مَعقُولِيَّةِ التَّفْسِيرِ الْمَنْسُوبِ لِأَبْنِ هِشَامٍ لِأَنَّ مَسِيرَ الْفِيلِ كُلُّ هَذِهِ الْمَسَافَةِ مِنَ الْيَمَنِ لِمَكَّةَ فِى صَحْرَاءَ قَاحِلَةٍ  بِدُونِ عَلَفٍ وَمَاءِ أَمْرٍ  مُسْتَحِيلٍ  ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ  الثَّابِتِ أَنَّ أَصحَابَ الْفِيلِ فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ هُمْ الْفَرَسُ السَّاسَانِيِّينَ وَمِنْ قَبْلَهِمْ السُّلُوقِيِّينَ هُمْ مَنْ أَسْتَخْدِمُوا الْفِيَلَةَ فِي حُرُوبِهِمْ ، وَرُبَّمَا وَبِشَكْلٍ وَاضِحٍ أَنَّ سُورَةَ الْفِيلِ  تَتَحَدَّثُ عَنْ احِّدَاثِ مَعْرَكَةٍ ذِي قَارٍ عَامَ 624م . لِأَنَّ طُيُورَ الِابَابِيلِ كَانَ يَقْصِدُ بِهَا  طُيُورَ مَدِينَةِ بَابِلَ ، كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ كَثِيرَةِ الطُّيُورِ
امًا عِبَارَةُ (حِجَارَةٌ مِنْ سِجِّيلٍ) ، نَجِدُ انْ كَلِمَةَ سِجِّيلٍ وَرَدَتْ بِالنُّقُوشِ الْحَضَرِيَّةِ (مَمْلَكَةَ عَرْبَايَا) وَكَانَتْ تَعْنِي (الْمَذْبَحَ اوَ الْمَعبَدَ) ، وَمَعبَدُ الْالْهِ مَردُوكَ فِي بَابِلَ يُعْرَفُ بِاسْمِ (الِايْسَاجِيلُ) ، وَكَلِمَةُ ايْسَاجِيلَ تَعنِي (الْبَيْتُ الَّذِي يَرْفَعُونَ فِيهِ الرُّؤُوسَ) ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الْمَقْصُودَ بِعِبَارَةِ (حِجَارَةٌ مِنْ سِجِّيلٍ) هِيَ (الْحِجَارَةُ مِنْ مَعْبَدِ الِايْسَاجِيلِ فِي بَابِلَ) وَقَدْ يَكُونُ  الْمَقْصُودُ مِنْهَا هِيَ احجَارُ الْكُودُورُو الَّتِى كَانَتْ تُسْتَخْدَمُ فَى تَحدِيدِ الْحُدُودِ بَيْنَ الْمِلْكِيَّاتِ فِى الْأرَاضِى .
اللَّهُمَّ بَلَغْتِ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ
د مُصْطَفَى رَاشِدٍ.  عَالِمٌ أَزْهَرِى. وَأُسْتَاذُ الْقَانُونِ تَ وَوَاتِّسَابْ 61478905087 +








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني