الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة قبيلة الهيمبا بناميبيا (الشعب الأحمر)

مريم أبضار

2022 / 6 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ثقافة قبيلة الهيمبا بناميبيا
(الشعب الأحمر)

مريم أبضار (مترجمة وباحثة، من المغرب): صدر للرحالة والباحث مكائيل كلارك Michael Klerck مقال بعنوان Cultural Spotlight: The Himba Of Namibia على موقع https://www.africatravel.com ما ترجمته بعنوان: ثقافة قبيلة الهيمبا بناميبيا (الشعب الأحمر)، والذي يتناول فيه جانبا من ثقافة قبيلة الهيمبا، والتي تكاد تغيب عنها أي معلومة في المصادر والمراجع العربية:
تلقب قبيلة هيمبا Himba بناميبيا بالشعب الأحمر، وهي من القبائل القديمة التي لا تزال محافظة على حياتها البدائية، والتي لها عادات وتقاليد فريدة من نوعها، يتميز سكانها بأجسام ضخمة عارية وملونة بمزيج من دهون الحيوانات ومسحوق المغرة.
تفضل هذه القبيلة القرى الصغيرة، وهي تعيش في المناطق المعزولة في شمال ناميبيا وجنوب انغولا، بعيدا عن المدنية المعاصرة. وهي تمارس الرعي وتبني بيوتها (الاكواخ) من أغصان الأشجار والحشائش والجدران المغطاة بالطين وروث الحيوانات. وتتوفر القرية في وسطها على «زريبة» لحماية الماشية والماعز ليلا. ويقوم الشباب خلال النهار برعي الماشية والبحث عن الطعام خارجا في المراعي المحيطة.
يوجد بوسط القرية أيضا كانون نار هو الأكبر، تحرق فيه أعشاب البخور الزكية، التي تزيل الروائح الكريهة من البيوت، وتساعدهم على تنظيف أجسامهم كل صباح، وتسمح لهم بكشط الأوساخ منها. ثم يعيدون تقديم مشروب "أتْجيز Otjiz"، المصنوع من مسحوق المغرة ودهون الحيوانات، لإنهاء روتين النظافة الصباحية.
تنحدر لهجة الهيمبا من لغة البانتو Bantu، وهي تتشابه مع لهجة قبيلة هيريرو Herero الناميبية عبر عدد من أصوات النقر، والمشابهة أيضا لتلك الموجودة عند قبائل سان في بوتسوانا المجاورة. تتميز نساء القبيلة بلونهم الأحمر، رمز الجمال، الناتج عن عملية التطرية والتجميل، وهو لون مقدس عندهن، تحمي مركباته ومكوناته ـ من معادن ومواد طبيعية ـ وجوههن وأجسامهن من الهواء الجاف وحرارة الشمس القاسية بإفريقيا، مما يضفي عليهن نضارة ويمنحهن هذا المظهر الناعم والمميز.
بالإضافة إلى ذلك، يتزين رجال ونساء الهيمبا بالمجوهرات المصنوعة من المعادن وجلود الحيوانات والأصداف التي تزين وتنقش بشكل بديع، والتي ترمز في الغالب إلى المكانة الاجتماعية لكل فرد داخل القبيلة. حيث يستخدمون الدروع النحاسية القديمة، لصنع الأساور والمجوهرات. كما يرسمون أشكال بديعة على قشور بيض النعام من أجل ذلك.
تقتصر الملابس على غطاء يشبه التنورة مصنوع من جلود الحيوانات وشال للدفء في الشتاء. يلعب العمر دورًا كبيرًا في مظهر وتسريحات وإكسيسوارات الهيمبا حيث تختلف من الأطفال الى المراهقين والمتزوجين. فعادة ما يحلق الأولاد الصغار شعرهم بضفيرة في وسط الرأس تنسدل إلى الخلف؛ بينما تنسدل ضفيرتي الفتيات نحو الوجه وتترك لتطول ليتم ثنيهما لاحقًا فوق الرأس. وبمجرد الزواج، يرتدي الشباب «قبعة» مع شعر غير مضفر تحتها. أما النساء المتزوجات وأولئك الذين أنجبوا طفلاً، فيرتدين قطعة رأس مزخرفة مصنوعة من جلد الغنم يتم من خلالها نسج الضفائر الملونة. كما يستخدم البعض رماد الخشب لتنظيف شعرهم بسبب ندرة المياه.
تعتمد البنية لقبلية الهيمبا على نظام النسب الثنائي بحيث ينتمي كل فرد إلى عشيرتين، عشيرة الأب وعشيرة الأم، وهذه ظاهرة لا توجد في أي منطقة بالعالم. وتغادر الفتيات قريتهن عندما يتزوجن وينظمن إلى قرية أزواجهن، حيث يبقى الأبناء في قرب الأب. تعرف الهيمبا ظاهرة تعدد الزوجات، بمتوسط زوجتين لكل رجل، وعادة ما تقترن الشابات بأسرة مناسبة، بترتيب من الوالدين. وقبل السماح لهم بالزواج، يشارك كل من الأولاد والبنات في طقوس العبور، ويتم ختانهما قبل سن البلوغ. وعند الزواج، يعتبر الصبي رجلا؛ أما الفتاة فلا تصبح امرأة إلا بعد إنجاب طفلها الأول، فيسمح لها بذلك بارتداء إيريمبي «Erembe».
تعتمد الحياة اليومية على رعاية الأسرة والماشية ومتطلبات القرية، ويتحمل كل فرد من أفراد القبيلة مسؤولية اتباع هذا النظام. ويعتني الأشقاء الأكبر سنًا بالصغار، بينما النساء المتزوجات يطبخن ويحضرن الوجبات. كما يساعد الأولاد في تربية الماشية، عبر سرحها ورعيها في البرية. وحسب التقاليد يخرج الرجال للصيد، لكن الوضع تغير الآن، مع وجود محميات الحياة البرية وجهود الحفظ، بحيث أصبحوا يعتمدون بشكل أكبر على ماشيتهم للحصول على اللحوم. أما النساء فتقمن بجمع الأعشاب والأطعمة الصالحة للأكل، ويعتبر الحليب مشروبهم اليومي.
ورغم قساوة الحياة إلا أن الهيمبا متشبثون بتقاليدهم، وهم راضون عن أسلوب حياتهم الفريد من نوعه. في حين أن بعض الشباب المتعلم قد اختار الحياة المعاصرة، بينما ظل أغلبهم تحت تأثير العادات والتقاليد.
يعتبر السفر إلى مناطق قبيلة الهيمبا صعب جدا، لأنها معزولة بسبب التضاريس الوعرة ونقص البنية التحتية، بحيث تحتاج إلى تخطي الأراضي الناميبية الشمالية أو الجنوبية لأنغولا. وهي مغامرة تتيح للسائح رؤية سحر الطبيعة وتجربة عيش العزلة البرية الأفريقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين