الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متاجرة الاسلاميين بقضية الرسوم ثم بكلام البابا

ابراهيم سليمان

2006 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتقد أن التضخيم والتهويل والتكبير في مسألة كلام البابا وقبلها الرسوم هي أساسا تجارة واضحة من الإسلاميين الطامعين في الحكم و المتلهفين لكل ما يؤجج العداء للغرب ثم ما وراء الغرب من قيم ( دخيلة ) كا المساواة والحرية والعدل والشفافية والمسائلة وهي قيم لا تناسب المشروع السياسي للحركات الإسلامية التي تريد أن تعلن الحروب الداخلية والخارجية كما يتخيلون العصر الذهبي القادم .. ويتبع الإسلاميين في ذلك مرغمين الحكام الباهتين الانتهازيين الذين يدغدغون عواطف العامة والغوغائيين بقضايا حساسة تاريخيا وعاطفيا لدى الجماهير المحبطة .
الغالب على الردود على البابا هو ترديد مقولات أن الإسلام دين العقل والعدل والحرية .. مجرد كلام لا أظن أن من يقوله يؤمن في صحته و إذا استمرينا نقول للعالم أننا أهل العقل و نردد أن ديننا دين عقلاني فان هذا لا يعني أنا تحولنا إلى مؤمنين عقلانيين بمجرد الكلام بذلك وحياتنا مليئة بكل ما يشير إلى ضياع العقل فنظرة واحده على الواقع الإسلامي ترى الانتحاريين المجانين والقتل الطائفي على الهوية الدينية والاستبداد السياسي والديني وانعدام العدل والحريات العامة كل هذا يقف شاهدا أن واقع المسلمين بعيد عن العقل وقريب من الغرائز العدوانية , وإذا كانت نصوص القرآن والحديث مليئة بشواهد العقل والعدل والحرية فان المرجع والحجة أمام العالم هو واقع المسلمين أولا وأخيرا وليس النصوص التي تتلى للعبادة والتبرك والترديد ألببغائي البعيد عن تحقيقها في الحياة الدنيا ..
الشيء الأكيد أن المسلمين في أزمة ثقة واضحة , واستمرار هذه الحساسية تجاه ما يصدر من الغرب فقط هو دليل مرض ثقة يعاني منه المسلمون .. فلسنا نهتم بما يقال عن الإسلام في الهند مثلا وهي مكان تشاحن و صدام طائفي عريق بين المسلمين والهندوس والصراع بينهما زاخر بالشتائم والسخرية المتبادلة .. لكننا لا نهتم إلا بما يأتي من الغرب فقط وكأننا بهذا نرفع قدرنا أمام أنفسنا لأننا نعاند ونناطح قمة عظمى وليس طرف ننظر له باستعلاء واحتقار مثل الهنود ! فالإسلام دين كبيرو أتباعه بمئات الملايين , ولو أن غالبيتهم لا يتفقون على الإسلام نفسه إلى درجة التكفير والعداء , ومع ذلك نهتم بتصريحات صادرة من شخص ليس له قيمه حقيقية بل قيمة رمزيه متراجعة ونحن ليلا نهارا نشتم وندعو على المسيحيين بالدمار والموت والأمراض والكوارث بل يعتبر لعن النصارى وسبهم من الأمور العادية الغير مستنكره ويقوم به الجميع من الأطفال إلى رجال الدين إلى خطباء المساجد الكبرى . ولو أننا بدلا من شتم الأديان الأخرى أو الغضب لرسوم في مكان نائي من العالم أو تصريح غامض لشخصيه بلا سلطه حقيقية ولا أتباع حقيقيين ..لو أننا بدلا من ذلك نحقق العقل في واقعنا ونستفيد من رؤية ونقد الآخرين لنا لكان هذا ابلغ رد على من يتهم ديننا باللاعقلانية .. ولحققنا العقلانية واقعا في حياتنا العملية ونكون قد قمنا بالرد البليغ المدافع عن حضارتنا وثقافتنا وعظمائنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah