الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالتها تركيا، أحسن كردي هو ذاك الكردي -الميت-...!!!

شيار محمد صالح

2006 / 9 / 19
القضية الكردية


أجل، إنه شعار الحكومة التركية العسكرتارية وهي على أبواب المنتدى الأوروبي، وكذلك والعالم قد ولج القرن الحادي والعشرون. لكن عقلية الحكومة التركية المتكئة على حذاء العسكرتاريا والمستَظِلَة بأوسمة ورتب كل ضباطها الملطخة أياديهم بدماء الكرد على مر مئات من السنين، تستمر بنهجها الإنكاري للكرد أينما كانوا وأينما ولدوا لمجرد أنهم كرد.
صرح رئيس وزراء تركيا السيد أردوغان قبل فترة وفي مدينة ديار بكر "آمد" بأنه هناك "قضية كردية وهي قضيته، وسيعمل على حلها بالطرق الديمقراطية"، لكن كلامه هذا لم يتعدَ أرنبة أنفه العتيدة التي اشرأبت على دم الكرد، وألحقها بتصريح عتيد وكأنه أحد جنرالات الحرب حينما اندلعت الانتفاضة الباسلة من نفس المدينة "آمد" حينما أوعز للجيش بأن "يقتلوا الشيخ والمرأة والطفل وكل من يتحرك". واليوم وفي هذه الفترة الحساسة التي تمر بها تركيا بشكل عام ومنطقة شمال كردستان على وجه الخصوص قامت مجموعة من المرتزقة المحسوبين على الحكومة التركية والمدربة من قبل جنرالاتها الفاشيين بتنفيذ مجزرة بحق الكرد في مدينة "آمد" الكردية ملحقة خسائر بأرواح المدنيين والأطفال. واعترفت منظمة "فرق الانتقام التركية" أنها هي التي قامت بهذا الهجوم الوحشي بحق المدنيين الكرد لا لشيء إلا لأنهم نادوا بالسلام ووقف الحرب.
نعم، إنها الحكومة التركية هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذه الهجمات الوحشية لأنها حتى وقتنا الحاضر لا تعترف بالكرد على أنهم شعب لهم إرثهم التاريخي والثقافي الذي يفوق ما يمتلكه الترك بحد ذاتهم.
منظمة الانتقام التركية ليس إلا الوجه الثاني المعبر عن حقيقة الحكومات التركية المتعاقبة على سدة الحكم ونظرتهم وعقيدتهم التي لا تتزعزع بحق الكرد. أعلنت وبكل صلافة ووحشية بأن "أحسن كردي، ذاك الكردي الميت" وكذلك "سنقتل عشرة مدنيين كرد في آمد، إن تم قتل عسكري تركي واحد" إنها نفس العقلية التي صرحت بأن "تركي واحد يساوي العالم أجمع، وما أسعدني لأنني تركي"، وهي موروث خبيث من عقلية مصابة بمرض عضال لا يمكن شفاؤها إلا بالحرق ودفنها في التراب كي لا تنتشر وتصيب الغير بدائها.
اتاتورك قالها في بدايات القرن العشرين، أي قبل مائة عام من الآن، ولكن هذه العقلية المتحجرة والمتعفة حافظت على استمراريتها وحيويتها في خلايا الحكومة التركية الفاشية حتى راهننا. إنه تطور خطير لا يمكن لأحد معرفة عاقبته والحكومة تصمُّ آذانها وتخرس وتطرش وكأنه لم يحصل شيء أو أن الذين قتلوا في هذه المجزرة ليسوا أطفالاً، بل هم حشرات مؤذية ينبغي التخلص منها.
جنح الكرد دائما للسلام ونادوا به أيماناً به لأن الطريق الوحيد للعيش بشكل أخوي بعيد عن العنف والقتل والدمار وسفك الدماء. وعليه نادت حركة الحرية الكردستانية لمرات عدة للسلام وقامت عليه بوقف إطلاق النار من جانب واحد كحسن نية ولدفع عجلة السلام للأمام ونزع إسفين العنف والسمسرة من عجلاتها، ولكن كافة المحاولات لم تلقَ آذان صاغية وأن اليد الكردية الممتدة للسلام لم تلق سوى البتر والبصق عليها من قبل جنرالات الحكومة التركية. وقبل المجزرة الوحشية الاخيرة بيوم واحد فقط أعلن الكرد ثانية في شمال كردستان وعدد كبير من المثقفين الكرد والترك عن مبادرة السلام هذه ونادوا الأطراف لوقف العنف من أجل العيش بعيداً عن الشدة والاقتتال الأخوي بين الشعبين التركي، لكن على ما يبدو أن الحكومة الجنرالاتية التركية لم تستوعب هذه المبادرة وعملت على خنقها وهي في المهد ممهدةً بذلك الطريق للعنف ثانية. والحق يقال بأن هذه الحكومة هي الوجه القبيح المعبر عن عقلية الجنرالات الفاشية ليس إلا. وما شعارهم "أحسن كردي هو ذاك الكري الميت" وفي هذا الوقت بالذات سوى حقيقة ساطعة لما يكنه الترك للكرد أينما كانوا. فهل يعي اخواننا الكرد هذه الرسالة التي وجهتها لنا الحكومة التركية عبر منظمتها الارهابية.
لذا ينبغي على الكرد أحزاباً وتيارات وفي هذا الوقت بالذات التضامن أكثر والتشهير بالإرهاب المنظم للحكومة التركية تجاه الكرد، وكذلك يقع على عاتق المثقفين الكرد دوراً ريادياً في فضح ألاعيب أعداء الكرد أينما كانوا. وليرفعوا شعار "أحسن كردي ذاك الكري الحي بجانبك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود


.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة




.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس